حرب الخليج ..ألملف السري
ابراهيم العلاف
من الكتب المهمة التي قرأتها منذ صدورها في التسعينات من القرن الماضي حين
اندلعت حرب الخليج الثانية كتاب :"حرب الخليج :الملف السري " .... كتاب
بيار سالنجر واريك لوران الذي ترجم الى العربية من الفرنسية ونشر في شباط 1991 في
بيروت من ابرز الكتب التي تناولت حرب الخليج الثانية ؛ فهو كتاب وثائقي لااعتقد ان
احدا يكتب عن هذا الموضوع ويتجاوزه بأي حال من الاحوال .فيه وثائق مهمة منها على
سبيل المثال اسماء الشركات التي كانت تزود العراق بمعدات وتجهيزات عسكرية غير
تقليدية كما أن فيه اسرارا جديدة خبرها هذان الصحفيان الفرنسيان المتميزان وهما
يرويان حقيقة الدور الغربي في غزو العراق واضعافه وتدميره .
يقف عند ظروف انتهاء الحرب العراقية –الايرانية
ليسجل حقيقة مهمة وهي ان بغداد انهت الحرب مع ايران وهي تتمتع بالقوة لكنها تعاني
في الوقت نفسه من مفاعيل الاستنزاف فآلتها العسكرية كانت تثير الدهشة :55 فرقة
مقابل 10 فرق عام 1980 ،مليون جندي مدرب تدريبا جيدا وعلى اتم الاستعداد ،500
طائرة ،5500 دبابة .اما الوضع المالي فكان كارثيا بدوره ؛ففي بداية الحرب كان
العراق يملك 30 مليارا احتياطا من
الدولارات. ولم تكد سنوات الحرب الثمانية تمضي حتى تجاوزت ديون العراق 100 مليار
دولار .ولهذا السبب لم يترك الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين مناسبة واحدة الا
واغتنمها ليتوقع من الاثرياء وعلى الاخص السعودية والكويت والامارات العون
والمساعدة في تسديد كامل ديون العراق لسبب بسيط وهو ان العراق لعب دور "الدرع
الواقي للاخوة العرب في مواجهة الخطر الفارسي " .
ويمضي الكتاب لمتابعة فصول حرب الخليج ، وما
سبق الحرب من احداث ومنها انفجار المجمع العسكري في الاسكندرية جنوبي بغداد في
ايلول 1989 واعدام الصحفي الذي نشر تحقيقا عن الموضوع ( فرزاد بازوفت ) في 15 اذار
1990 بعد اتهامه بالتجسس وما نجم عن ذلك من ضجة وانتقادات غربية وما اعقب ذلك
حينما القى الرئيس العراقي الاسبق في 2 نيسان 1990 من ان اسرائيل اذا ما حاولت اي
شيء ضد العراق " فأننا سنعمل على جعل النار تلتهم نصفها اما الذين يهدوننا
بالقتبلة النووية فسوف نقضي عليهم بواسطة السلاح الكيمائي " .ووصلت مقتطفات
من الخطاب الى مكتب جون كيلي سكرتير الدولة لشؤون الشرق الاوسط فإنتقل الى مكتب
دنيس روس الواقع في احد الطوابق العليا من بناية وزارة الخارجية وكان روس يشغل
منصب مدير مكتب التخطيط السياسي ومن اقرب المساعدين لوزير الخارجية انذاك جيمس
بيكر .
ويمضي ايريك لوران وبيار سالنجر في رواية ما
حدث وبصورة ممتعة لكنها محزنة بسبب
نتائجها الكارثية على العراق والمنطقة ولم يخطر ببال القيادة الكويتية ان الكويت
بكاملها سوف تكون الهدف .. كانوا يظنون يوم اجتماع مجلس الوزراء الكويتي يوم 18
تموز 1990 ان التحرك العراقي سوف يكون عملية عسكرية ضيقة سوف تقتصر على المنطقة
الحدودية المتنازع عليها .
في الكتاب فصول متتالية عناوينها : المعطيات الاولى –الدور
الغربي-التردد والحيرة –غلاسبي تستمع-الغز-الصدمة-وراء الكواليس –تجييش الحلفاء .
كتاب مهم ومصدر لاغنى عنه لمن يريد ان يعرف
ماجرى في تلكم السنوات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق