الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

قذائف وشناشيل



        قذائف وشناشيل*

شعر / د .سعد ياسين يوسف

الشناشيلُ هوتْ
وتساقطت فوقَ الركام ِ
حضارةٌ
من دمي ارتوت ْ
الشناشيل هوت ْ
وتدحرجت حتى أناشيدُ العصافيرِ الصغيرة ِ،
والتوتْ ،
أعناقُها وذوتْ .
كان الصراخ
على وقعِ  انفجاراتِ  القذائفِ
مذ سقطتْ قذائفُهم ،
سقطوا
سقطت لقصفِ بيوتنا ،
سقطوا
وتساقطت فوقَ التراب ِ
قلوبُنا ، دُمى أطفالِنا ،
أحلامُنا ...سمتْ رؤانا
ونمتْ في القلبِ نرجستي
التي آويتها
من بردِ هذا الكون
حتى استوتْ
وتناثرتْ فوقَ الطريقِ المشرئبِ
إلى الفناءِ
أعشاشُ اليماماتِ الوديعةِ مطفأةِ العيونِ
لكنْ ما هوتْ ،
لي نخلةٌ أودعتُها سري وأحلامي
وأسماءَ الذين نحبُهم
ودُمى صغاري
أرتعاشاتِ  الأحبةِ
صمتَهم لحظةَ القصفِ
اتساع َ عيونِهم ... ها ... ما
لا ما هوت لي نخلةٌ
لكنما الجسرُ* *رمى إثقالَهُ
للنهرِ
على جذعي اتكأ
نازفاً أحلامَ مَن مروا
ومَن عبروا
عباءاتِ النساءِ على الضفافِ
أرغفة ً من الخبزِ المعمد ِ
بالدماء ِ
ويداً تشيرُ إلى السماء ِ
وبلا انتهاءْ .
_______________________________
*الشناشيل : هي طراز من البيوت الشرقية المميزة بنقوشها العربية الإسلامية وزجاجها الملون والتي أحب العراقيون بناءها وطرازها والعيش فيها وتعد اليوم من البيوت التراثية .
 
** عمد الأمريكان في قصفهم لمدن العراق على قصف الجسور بمن عليها تعبيرا عن همجيتهم ولا إنسانيتهم .
*** ألقيت القصيدة في اسبوع الفلوجة الثقافي الثالث 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...