الدكتور مظفر عبد الله أمين :سيرته ونشاطه ودوره في توثيق
تاريخ العراق المعاصر
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ العربي المعاصر -العراق
تعرفت
عليه عندما عينت مدرسا في قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة الموصل في مطلع
السبعينات من القرن الماضي . كان يحمل شهادة الماجستير في العلوم السياسية من
جامعة ويسكونسن بالولايات المتحدة الأميركية سنة 1970 وفي علم النفس كذلك سنة 1971
وقد توثقت العلاقة بيني وبينه ووجدته أخا
عزيزا ، وصديقا غاليا قبل أن يكون أستاذا متمكنا ، وباحثا جادا ، وإداريا فذا .
عرفته شجاعا ، صريحا ، يقول الحق ولو على نفسه محبا لزملائه وطلبته ، جريئا ذو
شخصية قوية وهذا ما أعجبني فيه . ومع انه لم يبق طويلا في وزارة التعليم العالي
والبحث العلمي ونقل إلى وزارة الخارجية إلا انه ظل على تواصل مع البحث العلمي .
الدكتور مظفر عبد الله أمين من
مواليد محلة الخاتونية بمدينة الموصل يوم 2 شباط سنة
1943 . وفي سنة 1948 انتقلت أسرته إلى بغداد وهناك دخل المدرسة الابتدائية
المأمونية وبعدها المتوسطة الغربية وأكمل
الدراسة الإعدادية في ثانوية الاعظمية سنة
1962 وقد حصل
على
بعثة لدراسة الهندسة الكهربائية في الولايات المتحدة الاميركية سنة 1962 ولكنه حول
دراسته
إلى العلوم السياسية ودخل جامعة ماركيوتي
والتحق بجامعة ويسكونسن ، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية سنة 1971 وفي علم النفس سنة 1971 وعاد إلى العراق وعين في
قسم التاريخ - كلية الآداب –جامعة الموصل في تشرين الثاني سنة 1971 وبقي فيها منذ سنة 1971 وحتى 1976 . وخلال هذه الفترة
عمل مديرا للعلاقات العامة والثقافية في رئاسة الجامعة بين 1972-1976 وكذلك مديرا للمركز
الثقافي والاجتماعي في الجامعة . وبعد سنوات من التدريس والبحث حصل في أيار
سنة 1976 على إجازة دراسية وأكمل الدكتوراه في معهد الدراسات الشرقية ،جامعة درهام بالمملكة
المتحدة في التاريخ العربي المعاصر ايار سنة 1980 وكان عنوان أطروحته للدكتوراه :
" جماعة الأهالي :منشؤها ،عقيدتها ودورها في السياسة العراقية 1932-1946
"وبأشراف الأستاذ الدكتور بيتر سلكليت . بين 1980و1984 نقل إلى الجامعة
المستنصرية ببغداد ورقي إلى مرتبة أستاذ مساعد في نيسان 1984
نقلت خدماته من وزارة التعليم
العالي والبحث العلمي إلى وزارة الخارجية وذلك بأمر رئاسي دون علمه وموافقته وفي وزارة الخارجية شغل مناصب مهمة
منها :
*عضو منتدب في البعثة العراقية الدائمة لدى الأمم
المتحدة 1984-1985
*نائب سفير 1985-1988
*مستشار قائم بالإعمال في السفارة العراقية
في بون –ألمانيا 1988-1992
*مستشار في الدائرة القانونية ،وزارة
الخارجية –بغداد 1992-1998
*مستشار قائم بأعمال سفارة جمهورية العراق –بروكسل
–بلجيكا آب 1998 –آذار 1999 .
*سفير –رئيس شعبة رعاية المصالح العراقية –لندن
آذار 1999-2003 .
*سفير –وزارة الخارجية –بغداد من حزيران 2003
وحتى حزيران 2005 .
وفي 17 تموز 2003 قدم طلبا لإحالته على
التقاعد حيث انه لم يسجل مباشرة بعد تثبيته
سفيرا من قبل إدارة الاحتلال.
ويعمل
حاليا ومنذ كانون الثاني 2009 مطور برامج ومستشار خاص –هندسة كوف –نورنبيرغ –ألمانيا
ويعيش في عمان- المملكة الأردنية الهاشمية .
أصدر أطروحته
للدكتوراه الموسومة : "جمعية الأهالي :منشؤها ،عقيدتها ،ودورها في الحياة
السياسية العراقية 1932-1946 " في
كتاب .وقد نشرت في بيروت سنة 2001 .
كما
أسهم مع باحثين ومؤرخين آخرين في تأليف كتب عديدة منها :
*العراق في التاريخ ،بغداد 1983
* الصراع العراقي –الفارسي ،بغداد 1985
*موسوعة حضارة العراق ،بغداد 1985
a)
* Law, Personalities and Politics
of the middle East, edited
by James Piscatori and George S. Harris,
Westview
Press, The Middle East Institute – Washington D.C.
وقد كتب الدكتور مظفر عبد الله أمين مع
الدكتور ادموند غريب فصلا بعنوان : "الجذور الفكرية وأفكار جماعة الأهالي
" والكتاب اعد تكريما للأستاذ الدكتور مجيد خدوري لمناسبة تقاعده وصدر عن معهد الشرق الأوسط في العاصمة الأميركية
واشنطن سنة 1987.
ومن بحوثه ودراساته :
*
The March 2010 Elections in Iraq, research paper submitted to
The American Academic Institute
In Iraq. July 2009.
*"الشراكة الاورو-متوسطية
،دراسة وتحليل تاريخي " ،بحث قدم إلى
أكاديمية الدراسات العليا ،طرابلس ،ليبيا ،شباط 2009 .
*
" تأثير الموت المبكر للملك فيصل الأول على وضع الملكية والنظام السياسي في
العراق " ، بحث مقدم إلى المعهد الملكي لدراسات الأديان ،أقيم في عمان بالأردن
بين 5-7 كانون الثاني 2005 .
*
" لماذا لاتجربوا عرضنا ؟ " مقال نشر في جريدة الغارديان 8 اب 2002 .
*
" قضية الموصل وعصبة ..الادعاء
التركي بولاية الموصل " ،دراسة بحثية
مقدمة إلى وزارة الخارجية ،بغداد ،حزيران 1983.
*العلاقات
العراقية –الأميركية :دراسة تاريخية ، مقدمة الى اللجنة الاستشارية لوزارة
الخارجية ،بغداد ،1983 .
*
" السياسة الخارجية الأميركية وتأثير مجموعات الضغط " ،بحث مقدم إلى
مؤتمر حول السياسة الأميركية ،جامعة المستنصرية ، شباط 1984 .
*
" السيطرة البريطانية على العراق خلال الحرب العالمية الثانية" ،مجلة آفاق عربية ،بغداد 1979
*
" السيطرة البريطانية على الحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية "
، مجلة آفاق عربية ،بغداد 1980
*
"موت الملك فيصل وتأثيره على وضع الملكية في العراق " ، مجلة الأجيال
،بغداد 1981 .
*
" التنافس البريطاني –الأميركي على العراق خلال الحرب العالمية الثانية "
،مجلة الخليج العربي ،البصرة 1982
*
"الوضع الاقتصادي في العراق خلال الحرب العالمية" ، " مجلة الخليج العربي " ،البصرة 1982 .
له
نشاطات علمية أخرى منها :
*
" ترجمة وتحرير العديد من الكتب
الجامعية والمقالات من العربية الى الانكليزية وبالعكس لحساب وزارة التعليم
العالي والبحث العلمي" .
*
" ترجمة ثلاثة كتب مدرسية تاريخية" (المراحل 5-7 ) لحساب وزارة التربية .
*أسهم
في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية داخل العراق وخارجه .كما أن له إسهامات
في حلقات نقاشية في مناطق من الشرق الأوسط وفي الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف
وفيينا .فضلا عن إلقاءه المحاضرات في العديد من الجامعات الأميركية والبريطانية
منها جامعات أكسفورد وكولورادو واوركون وجورجيا .وقد حاضر في المعهد الدبلوماسي
لوزارة الخارجية الأميركية بين 1982-1984 و1993-1998 .
والدكتور مظفر عبد الله أمين عضو في الجمعية
العراقية للعلوم السياسية منذ سنة 1972 وكذلك في جمعية المؤرخين والاثاريين
العراقيين منذ 1980. وكان ممثلها في الولايات المتحدة بين سنتي 1984و1988 . صات
وقد اشرف على العديد من الرسائل والأطروحات في اختصاصي
العلوم السياسية والتاريخ العربي الحديث . وقد أجريت معه العديد من اللقاءات
الصحفية والتلفزيونية نشر بعضها على شبكة المعلومات العالمية –الانترنت .
للدكتور مظفر عبد الله رؤى واضحة تجاه كتابة
وقراءة التاريخ منها انه يرى " بأن كتابة التاريخ ليست مجرد سرد حدث
مهم أو مسيرة شخصية مؤثرة بل يجب أن تكون دراسة علمية وعملية معمقة تغور في
دواخل الأمور من كافة جوانبها(خلفيتها وأسبابها")من قبل باحث
مختص يمتلك إلماما خاصا وعاما بالتاريخ وبالموضوع الذي يؤرخه.وفي كل هذا لابد أن يوثق
كتاباته بالاعتماد على المصادر والوثائق الأساسية والأصيلة التي عايشت الحدث و شاركت
به مباشرة او كانت على اطلاع بوقائعه. بالإضافة إلى اعتماد المؤرخ على
مصادر ثانوية متنوعة من كتب تاريخية تتعلق بموضوع
دراسته وكتب تاريخية شاملة تؤرخ للفترة نفسها تعينه على فهم الأوضاع السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لفترة البحث .كما يمكن الاستفادة من
المخطوطات والمذكرات المنشورة وغير المنشورة التي تعينه في زيادة معلوماته عن
الموضوع " . يقول الدكتور مظفر عبد الله أمين :
"من
خلال دراستي للتاريخ السياسي الحديث توضح لي وجود تيارين أساسين
إن لن تكن مدرستين في دراسة التاريخ قد تأثرا بمدارس
فكرية مختلفة. الأولى تركز على أهمية دراسة الأفراد أو القادة في صنع الأحداث
وحركة التاريخ وتأثيرها على المجتمع . والثانية تركز على حركة المجتمع والتيارات
السياسية والاجتماعية التي تقود المجتمع وتصنع الحدث وتسيير المجتمع. ويضيف :"إن نظرتي إلى حركة التاريخ تقوم على انه أي التاريخ
ليس إلا حصيلة لحركة الأفراد وحركة التيارات
المتفاعلة مع الأحداث الإقليمية
والدولية أي أن حركة المجتمعات المختلفة هي التي تؤثر وتتاثر بالمجتمعات الأخرى
وان حركة أي مجتمع، وان كان منغلقا على
نفسه ، تتأثر بالمحيط المجاور والإقليمي
والعالمي وما يدور في تلك المجتمعات. لذلك فان دراسة التاريخ وان اعتمدت المصادر والوثائق الأساسية
والثانوية لا تشكل دراسة علمية متكاملة بدون أن تعتمد على التحليل الدقيق
ودراسة الخلفية التاريخية والظروف الإقليمية والدولية التي رافقت الحدث
والاهم من كل ذلك هو الخروج بالاستنتاجات الرصينة للاستفادة القصوى من
الدراسة أو البحث في الحاضر والمستقبل حتى ان لم يكن التاريخ قد يعيد نفسه
فانه يتحرك في إطار عام يختلف بعض الشيء من وقت لآخر " .
ويذهب الدكتور مظفر عبد الله أمين إلى
أن التاريخ قد يكون درسا تربويا وإعلاميا فيما إذا استخدم من الناحية الفنية ومن
خلال الأفلام والمسلسلات التاريخية لكن هذا يتطلب استعانة المخرجين بمؤرخين أكفاء
مشهود لهم بالعلمية والخبرة المتراكمة والا فأن تلك الأفلام والمسلسلات ستفشل في
تحقيق أهدافها بل وقد تترك آثارا سلبية على المجتمع .
*منشور
في موقعي الفرعي في الحوار المتمدن موقع إبراهيم خليل العلاف-الحوار المتمدن
والرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=330757
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق