مجلة الثقافة والدكتور صلاح خالص 1971-1988
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-العراق
منذ
أن كتبت مقالتي عن " مجلة الثقافة الجديدة" ، ونشرتها وأنا اهيئ نفسي
للكتابة عن رديفتها "مجلة الثقافة "التي أصدرها الأستاذ الدكتور صلاح
خالص .مجلة الثقافة التي صدرت ببغداد في كانون الثاني سنة 1971 "مجلة الفكر
العلمي التقدمي " كما جاء في ترويستها صاحبها ورئيس تحريرها الدكتور صلاح
خالص وسكرتيرة التحرير الدكتورة سعاد محمد خضر .وكان لها عنوان فمكتبها في بغداد –العراق
–ساحة التحرير –عمارة فاروق هاشم يحيى تلفون 84811 . أما آخر عدد منها فصدر في شباط سنة 1988 وخلال السنوات 1971و1988
توقفت لمدة ثلاث سنوات من حزيران 1984 حتى
حزيران 1987 وكان السبب هو توقف دار
الحرية للطباعة - وهي مؤسسة حكومية - عن تزويدها بالورق لظروف تتعلق بالحرب
العراقية –الإيرانية ويكون مجموع ما صدر
منها 180 عددا . وكان من كتابها فضلا عن رئيس التحرير وسكرتيرة التحرير عدد كبير
من الكتاب والمثقفين العراقيين
والعرب والأجانب منهم حسين مروة(لبناني ) وجكر خوين(سوري ) ومعين
بسيسو(فلسطيني ) ويلماز كوتاي(تركي ) ، وعباس
فاضل السعدي ، وعبد الكريم المانع ، واحمد خالص الشعلان وشامل عبد القادر، وعادل
البياتي ،وزهير عبد المسيح وعبد الواحد محمد ، والدكتور حسين قاسم العزيز والدكتور
احمد عثمان ابو بكر والدكتور عامر حسن فياض وعدنان حسين احمد والدكتور مهدي
المخزومي والدكتور ابراهيم السامرائي والدكتور عناد غزوان اسماعيل ونجيب سرور وفكتور كارا (شيلي ) وعبد الخالق
معروف وعز الدين المناصرة وعبد الله عباس وعلي عجيل منهل والدكتور محمود محمد
الحبيب وحسب الله يحيى ومهدي صالح الطائي وهيرو عبد الله كوران وقيس مجيد علي
ومهدي شاكر العبيدي وحسين الجليلي ومحمد
التلعفري وجلال زنكابادي وفيض احمد فيض (باكستاني )وسعيد سلطانبور (ايراني ) ،والدكتور
معروف خزنه دار وجلال وردة زنكابادي ،وعبد
المجيد لطفي وقاسم عبد الامير عجام والدكتور جليل كمال الدين ومثري العاني وخليل
الطيار ورسمية محيبس زاير والدكتور خالد العزي وزبير بلال اسماعيل والدكتور نافع
عقراوي والدكتور كمال مظهر احمد ،ومحي الدين زنكنة ،وجودت برل اسماعيل ،ونور الدين
محمد سعيد ، وشاكر نوري وعادل كامل وعبد الغني علي يحيى وعبد الستار طاهر شريف
ومحمد موكري وهيمن كردستاني وطلال حسن وبنيامين مولويز(من جنوب افريقيا ) وعبد الكاظم ألبياتي وسالم ألبدري وعمران
المعموري .
ومما
يلحظ ، أن عددا من الكتاب كتبوا بأسمائهم الصريحة وأحيانا بأسماء مستعارة وبعد
وفاة الدكتور صلاح خالص تولت زوجته الدكتورة سعاد محمد خضر رئاسة التحرير وصدر في
عهدها تسعة أعداد . والدكتورة سعاد محمد خضر كاتبة ، وصحفية ، وأستاذة جامعية
مصرية ولدت في الإسكندرية سنة 1928 وهي متخصصة باللغة العربية دكتوراه بالأدب
المقارن من جامعة موسكو كانت زوجة سابقة
للمؤرخ العراقي الأستاذ الدكتور حسين أمين وقد تزوجها بعده الدكتور صلاح خالص وقد
درست في قسم اللغة الفرنسية –كلية الآداب
وفي المعهد الفرنسي ببغداد خلال السنوات 1953-1958 وكان لها دور كبير في تأسيس
القسم الفرنسي في إذاعة بغداد وفي موسكو عملت بعد سفرها مع زوجها الدكتور صلاح
خالص أستاذة مساعدة في معهد اللغات الشرقية وجامعة موسكو بين 1968-1971 حين أحيلت
على التقاعد ومما عملته ببغداد كذلك أنها شغلت سكرتيرة التحرير في مجلة الثقافة
الجديدة حتى سنة 1971 ومن ثم سكرتيرة التحرير في مجلة الثقافة 1971-1984 ورئيسة
لتحرير الثقافة 1984 حتى توقفها سنة 1987 ومنذئذ سافرت إلى اليمن واشتغلت في جامعة
صنعاء ولها عدد من الدراسات والبحوث والكتب منها كتبها : "الأدب الجزائري
المعاصر " و" الواقعية الاشتراكية كما يراها الواقعيون الاشتراكيون
" و"موجز نظرية الدولة والقانون " و"القاموس الروسي- العربي
" بالاشتراك مع اخد اللغوين الروس .
كانت
المجلة شهرية ، ولها وقت محدد حيث تصدر في بداية كل شهر ،وكنتٌ واحدا من الذين ينتظرون صدورها لما لها أهمية
في حياتنا الثقافية . وكانت المجلة تصدر في بعض الأشهر بعددين مزدوجين كأن يصدر
العددين 11 و12 في تشرين الثاني أما شهر كانون الأول من كل سنة فكان بمثابة عطلة
سنوية للمجلة تتوقف لتستجمع قواها وتنظر في أمر تطوير نفسها وتلوين مواضيعها .
وكان مما يلحظ عليها أنها حافظت على حجم معين وصفحات محددة فكانت صفحات العدد
الواحد تتراوح بين 140و256 من القطع المتوسط وبحجم 14x21 سم وقد علمت بأنها كانت تطبع قرابة 6000 نسخة وكان
تصميم غلافها الأول ثابتا تقريبا على مدار السنة ولكل شهر لون خاص أما غلافها الأخير
فيحمل في أكثر الأحيان لوحة فنية أو تخطيطا لفنان عراقي فضلا عن اسم المجلة
بالفرنسية ورقم العدد وتاريخ الصدور بالشهر والسنة وقد كان ثمنها في البداية 100
فلس ثم زيد إلى 150 فلسا ومن ثم 250 فلسا ف750 فلسا .
كتب عنها الأستاذ جلال وردة زنكابادي مقالة
قيمة بعنوان :
"شهادة عما أسدته مجلة الثقافة للكرد " في موقع الكاتب العراقي الالكتروني 3 حزيران 2009 .وفي مقالته ركز على ما اسدته المجلة للكرد وللثقافة الكردية .وبشأن ما قدمه الأستاذ الدكتور صلاح خالص للمجلة فأن الأستاذة الدكتورة سعاد محمد خضر خير من قٌيٌم دوره فقد قالت قي مقال لها بعنوان : "تعود (الثقافة ) ويرحل صلاح " نشر في مجلة الثقافة السنة 15 العدد الاول حزيران 1987 : " ليتني استطيع أن أتحدث بتجرد عن إنسان قدم كل شيء للغير ولم يأخذ شيئا ...عن إنسان ضحى بالكثير مما يتمسك به ويتكالب عليه الآخرون ،من اجل شعبنا العراقي الكريم ومن اجل مستقبل وآفاق ثقافة تقدمية عراقية ...ليتني استطيع أن أتحدث عن ذلك الإنسان الذي ظل يدافع بعناد وصلابة عن خط اختطه لنفسه في مجالات نشاطه العام ولم يبال في أية فترة من مراحل حياته الصعبة بما يلاقي من عدم فهم او من نكران وجحود ولم يهتم كثيرا أن يعي البعض تلك المواقف او لايعيها إيمانا منه بان شمس الحقيقة تسطع رغم الغيوم وان في النهاية لايصح إلا الصحيح ..." .
"شهادة عما أسدته مجلة الثقافة للكرد " في موقع الكاتب العراقي الالكتروني 3 حزيران 2009 .وفي مقالته ركز على ما اسدته المجلة للكرد وللثقافة الكردية .وبشأن ما قدمه الأستاذ الدكتور صلاح خالص للمجلة فأن الأستاذة الدكتورة سعاد محمد خضر خير من قٌيٌم دوره فقد قالت قي مقال لها بعنوان : "تعود (الثقافة ) ويرحل صلاح " نشر في مجلة الثقافة السنة 15 العدد الاول حزيران 1987 : " ليتني استطيع أن أتحدث بتجرد عن إنسان قدم كل شيء للغير ولم يأخذ شيئا ...عن إنسان ضحى بالكثير مما يتمسك به ويتكالب عليه الآخرون ،من اجل شعبنا العراقي الكريم ومن اجل مستقبل وآفاق ثقافة تقدمية عراقية ...ليتني استطيع أن أتحدث عن ذلك الإنسان الذي ظل يدافع بعناد وصلابة عن خط اختطه لنفسه في مجالات نشاطه العام ولم يبال في أية فترة من مراحل حياته الصعبة بما يلاقي من عدم فهم او من نكران وجحود ولم يهتم كثيرا أن يعي البعض تلك المواقف او لايعيها إيمانا منه بان شمس الحقيقة تسطع رغم الغيوم وان في النهاية لايصح إلا الصحيح ..." .
صلاح عبد الرحمن خالص كاتب وصحفي وأستاذ
جامعي كان عضوا في جبهة الاتحاد الوطني
سنة 1957 ممثلا لليسار المستقل وكان له نشاط سياسي وإعلامي واضح ،عمل مديرا عاما للمعارف –التربية بعد ثورة 14
تموز 1958 وقد ترك منصبه هذا سنة 1962 ،وعين
ملحقا ثقافيا في الاتحاد السوفيتي السابق وبعد التغيير السياسي في العراق في شباط سنة
1963 لم تتيسر له فرصة ممارسة عمله هذا . وفي
مطلع الستينات من القرن الماضي درس في جامعة
موسكو حتى عودته إلى العراق أواخر سنة
1968 حيث عمل أستاذا في كلية الآداب –جامعة
بغداد حتى تقاعده سنة 1984 . وقد كان له نشاط أكاديمي بحثي وتدريسي وخاصة في مجال الإشراف
على رسائل وأطروحات الدراسات العليا ، وهو عضو مؤسس في نقابة الصحفيين العراقيين ،
وعضو مؤسس في نقابة المعلمين واتحاد الصحفيين العرب .
كتب
عنه الصديق الموسوعي العراقي الأستاذ حميد المطبعي في موسوعته "موسوعة علماء وأعلام
العراق" . ومما قاله أن الأستاذ
الدكتور صلاح خالص من كتاب التحرر الوطني العراقي ، ولد في البصرة سنة 1925وتوفي
سنة 1986 وبين هذين التاريخين كانت له حياة حافلة فهو قد تخرج في دار المعلمين
العالية –كلية التربية –جامعة بغداد سنة 1946 ورحل إلى فرنسا وحصل على شهادة
الدكتوراه من جامعة السوربون سنة 1952 عن أطروحته الموسومة :" في الأدب الأندلسي
" وعاد إلى بلده وعين في قسم اللغة العربية بكلية الآداب وتخرج على يديه جيل
من النابهين الوطنيين وقد سعى منذ تخرجه في السوربون إلى إيقاظ الحس الوطني لدى
المثقفين والأدباء العراقيين داعيا الى تأسيس رابطة لهم .وقد تحققت أمنيته بعد
نجاح ثورة 14 تموز سنة 1958 حين أسس مع جماعة من الشعراء والأدباء تلائمه في
التوجه اتحادا للأدباء واختير أمينا عاما له ومسؤولا عن مجلته :" الأديب
العراقي " .وفي سنة 1954 أصدر مجلة " الثقافة الجديدة " التي أسهمت
بدور ايجابي في تعزيز الحس الوطني .تعرض الأستاذ
الدكتور صلاح خالص في مراحل من تاريخه للعنت والاعتقال وخاصة في العهد الملكي
الهاشمي وسجن واعتقل مرات عديدة .له عدد كبير من المقالات والدراسات والبحوث التي
تعزز الفكر الوطني التقدمي الديموقرطي في العراق ، وكان يهاجم الاستعمار والإقطاع
والرجعية ويبشر بالتقدم والحرية وقد تميز بالجرأة والشجاعة والصراحة في المواجهة
ونشر فكرة الحرية .طبع من كتبه كتابه :" جان كوكتو " وهو ترجمة من
الفرنسية ، ونشر سنة 1955 ومن كتبه الأخرى " محمد بن عمار الاندلسي "
1957 و"طيف خيال " للشريف المرتضى –تحقيق 1957 و"اشبيلية في القرن
الخامس الهجري –الحادي عشر الميلادي " 1965 و"المعتمد بن عباد الاشبيلي
" 1958 و"دور الأديب في المعركة ضد الاستعمار والرجعية " 1969 وله أيضا
كتب خطية ورسائل واوراق تتضمن ذكريات وطنية ونأمل في أن يتصدى لدراستها احد
تلاميذه او احد محبيه وتكون موضوعا لرسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه .
اهتمت المجلة بتعميق الفكر الديموقرطي التقدمي
في العراق وقاومت النزعة التسلطية والأحادية الفكرية ورفضت كل توجه لايحترم حقوق الإنسان ، والرأي الآخر،
وحرية الاجتهاد ونشرت مقالات كثيرة حول ذلك .اهتمت بالشعر العراقي بأجنحته
المختلفة العربية والكردية والتركمانية والسريانية وترجمت المقالات التي تدعو
للانعتاق من الاستعمار والعبودية .كما أولت
الفنون ومنها الفنون التشكيلية والمسرح والسينما الكثير من الاهتمام .لذلك حظيت
المجلة بأهتمام المثقفين والنخب الأدبية والفنية
التي راحت تتلقف أعدادها خاصة وأنها كانت تتوفر إلى جانب الصحف والمجلات
العراقية داخل العراق وخارجه .
كان الأستاذ
الدكتور صلاح خالص يكتب افتتاحيات المجلة بتوقيع "ص.خ" وكانت عناوينها
معبرة فمثلا كتب مقالا افتتاحيا انتقد فيه جامعة بغداد وقال إن الفكر البرجوازي
اليميني لايزال مسيطرا على الجامعة ولعل من أهداف هذا الفكر "التفريط
بالكفاءات العلمية والإدارية اليسارية والاستهانة بها " وقال في هذه المقالة
الموسومة :" جعجعة ولا طحن !! " :" إن المناهج العلمية عموما بقيت
دون تغيير جذري " و" بقيت جميع المشاكل السابقة ومنها مشاكل التخطيط
الجامعي والمناهج العلمية وتعادل الشهادات والعلاقات مع الدول الاشتراكية ومشاكل
الهيئة التدريسية وغير ذلك قائمة دون حل ..." .
مما
سجل في تاريخ المجلة أنها كانت تٌزود بالورق من قبل الحكومة وأنها تقبض مبلغ 800 دينار لقاء إعلانات حكومية
تنشرها على صفحاتها الاخيرة ، وأنها توزع من قبل الدار الوطنية للنشر وهي مؤسسة
حكومية وإنها كانت بعيدة عن الرقابة تنشر ما تشاء ، وأنها واجهت عنتا من الحزب
الشيوعي واتهامها بأنها تٌدعم من قبل جهاز
المخابرات العراقية .وان صلاح خالص يريد تعريق
الفكرة الماركسية .وحين توقفت عن
الصدور "خسرت الصحافة في العراق والأدب
والثقافة الأصيلة –يقول الأستاذ مثري العاني في مقالة له بمجلة الصوت الآخر 13 أيلول
2006 – منبرا حرا رفيعا نزيها بعيدا عن الإسفاف
والتهريج ودون أن تسير في خط لايليق بنهجها " .
لاازعم بأنني قد عدت إلى كل الأعداد التي
صدرت من مجلة "الثقافة " فذلك
يحتاج الى وقت طويل وتفرغ تام ، ولكني امتلك اعدادا لابأس بها في مكتبتي الشخصية
وسأحاول أن أٌعٌطي فكرة عن المجلة من خلال هذه الأعداد .ففي العدد السابع الذي صدر
في آب سنة 1971 نقرأ فضلا عن الكلمة الافتتاحية للدكتور صلاح خالص والمعنونة
" جعجعة ولاطحن " التي اشرنا إليها انفا . كما نقرأ مقالات مهمة منها
مقال عباس فاضل السعدي "مشاريع الخزن والري في منطقة الزاب الصغير "
ومقال علي عجيل منهل " حركة التحرر الوطني للشعب العراقي من سبعينات القرن
التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى "
. في العدد أبواب منها العلم والحياة وأخبار علمية وآراء ومناقشات وعالم
القصة وفي المسرح وعالم الكتب والنشاط الثقافي .نقرأ قصة " سعاد والهيكل
" لعبد الواحد محمد ومسرحية من ثلاث
فصول بعنوان :" الاحتجاج " لحسب
الله يحيى .
وفي العدد 11 الصادر في كانون الأول 1971 الذي أنهت به المجلة عامها الأول
وقد صدر منها سنة 1971 احد عشر عددا نقرأ "آراء صريحة حول ميثاق العمل الوطني
"الصادر في منتصف شهر تشرين الثاني 1971 ليكون أساسا لجبهة وطنية تقدمية
موحدة تضم كل الأحزاب والقوى والعناصر السياسية . وهناك مقالات منها مقال الدكتور
محمود الحبيب "أزمة الأجهزة الإدارية والتطور الاقتصادي في العراق "
ومقال لاينوزيمستيف المترجم عن الروسية
" الثورة العلمية التكنولوجية وتناقضات الرأسمالية " ومقال علي التلعفري
"حول ثورة 1920 " .
تضمن العدد الخامس من المجلة الصادر في مايس 1972 مقالات وقصص وقصائد فهناك مقال لجميل كاظم
المناف " اثر التكوين الجيوبوليتيكي للعراق على سياسته " ، ومقال شامل
عبد القادر " همنغواي ..الحب والانسانية " .كما نشرت المجلة مذكرة
المفصولين السياسيين في شركة نفط البصرة . وثمة قصة بعنوان :" الابنة "
لارسكين كالدويل ترجمة محمد كاظم العيال .
في
العدد السادس - السنة الرابعة الصادر في حزيران 1974 هناك مقال افتتاحي اغلب الظن
انه للدكتور صلاح خالص نشر غٌفلا عن التوقيع وهو بعنوان : " حول دور
المستقلين في الحياة السياسية والثقافية " .وفي العدد "دراسة تحليلية عن
ثورة 23 يوليو –تموز 1952 عرض وتحليل الدكتور جمال مجدي حسين وقصيدة بعنوان
:" أغنية الفرح المفقود " لحسن مهدي المحنة ومقال "المربد وأثره في
الفكر العربي الإسلامي " لفاضل عبد الرزاق المناع وفي عالم الكتب ثمة متابعة
لكتاب "المصريون والحرب "تأليف جمال الغيطاني عرض وتعليق حلال السيد وقام خالد القيسي بعرض وتحليل "
ثلاثة أفلام تتحدث عن القضية الفلسطينية " وهناك رسائل ثقافية من الموصل وبابل والمغرب وبغداد .
وفي
عدد نيسان 1975 –السنة الخامسة كان فيه الكثير من المقالات والمتابعات فمن
المقالات مقال للدكتور محمد علي الشهاري عن " الثورة الديمقراطية اليمنية
..مدخل قيام الوحدة اليمنية " ودراسة عبد الأمير ألركابي عن " ظواهر
الانعزال في الثورة الديمقراطية " وحوار مع المؤرخ المصري الدكتور محمد أنيس
اجراه جلال السيد بعنوان : "قضايا
ومعارك وذكريات " ، ومقال ترجمه عن الروسية الدكتور جليل كمال الدين بعنوان
:"الكاتب ضمير العصر " ل"غ ياكلانوف " .وقد أجرت المجلة لقاء
مع الشاعر الكردي محمد صالح ديلان . وفي مجال الفنون كتب سعد الدين خضر عن
"السينما للحرية والسلام " ووقف الناقد عادل كامل عند أعمال الفنان
التشكيلي رافع الناصري .وفي عالم القصة نشرت المجلة قصة حسب اله يحيلى "الذي
يقول " وقصة لسميح مدانات "دفء ..وجليد " .في الشعر كانت ثمة قصيدة
للدكتور عادل ألبياتي بعنوان : " العشق والسوط " .هذا فضلا عن متابعة
المجلة للنشاط الثقافي في المحافظات وفي بغداد .
العدد الخامس للسنة الخامسة الصادر في مايس 1975 كان للدكتور صلاح خالص افتتاحية
بعنوان :" التضامن العربي بين الادعاء والتطبيق " . وفي باب الدراسات
نقرأ دراسة عن "الثروة الحيوانية في العراق وطرق تنميتها " لجميل كاظم
مناف وثمة "دراسات مترجمة منها دراسة بعنوان : " تزوير المؤرخين
البرجوازيين وأسباب هزيمة التحالف الهتلري " . وترجم بدري حسون فريد مقدمة
كتاب الطريقة لستانسلافسكي . وتابع جاسم المطير "الندوة العالمية لمركز دراسات الخليج العربي " . ونشرت
المجلة قصائد شعرية منها قصيدة مسلم مهدي "نشيد الى غزة " وفي عالم
القصة كانت هناك قصة لسالم القرعاوي " أغنية طفولية تغزو صحراء دموية "
وكانت ثمة متابعات لجديد الكتب فأمينة النقاش عرضت "دليل القارئ الذكي الى
البرجوازية المصرية " ، وعبد الغني الملاح عرض كتاب "سيرة وذكريات ثمانين عاما "
لناجي شوكت .أما ماجدة موريس فقيمت ما أنجزته
الثقافة الجماهيرية في مصر خلال السنوات الخمس 1970-1975 .
مما
يجب ذكره ، ونحن نؤرخ لمجلة الثقافة ، أنها أخلت مكانا كبيرا للإعلانات والتهاني
بالمناسبات الوطنية والحزبية في نهاية
صفحاتها وكانت هذه الإعلانات تمنح لها من وزارة الإعلام لقاء مبالغ مالية تعينها في تسديد أثمان الطبع
ورواتب العاملين فيها .كما كانت كغيرها من صحف ومجلات العراق تنشر أقوال وأحاديث
رئيس الدولة الأسبق احمد حسن البكر ونائبه
وتضع ذلك في صدر صفحتها الأولى .
في
تموز 1976 السنة السادسة صدر العدد السابع من المجلة وفيه مقال افتتاحي مهم
للدكتور صلاح خالص بعنوان :" الصراع الفكري في الجامعات العراقية " تحدث
فيه عن محاولات فصل الأساتذة وإحالتهم على التقاعد لانتماءاتهم الفكرية التي تتناقض مع ما يريده
الحاكمون وقد حدث هذا سنة 1956 و1957 والسنوات اللاحقة وأضاف أن الصراعات
الاجتماعية والسياسية والفكرية التي تحتدم
في المجتمع لايمكن إلا أن تنعكس في أروقة الجامعات .وقال ان محاولة تحييد الجامعات
واستقلاليتها ليس الاخدعة كبيرة .
في حقل الدراسات نقرأ دراسة لمهدي النجار بعنوان :" الثورة الدائمة في العصر الإسلامي
" ودراسة لمحسن الخياط بعنوان :" الشعر الأسود الحديث بين الاحتجاج الإنساني
والثورة " .وفي حقل السينما ثمة مقال عن "اندريه فايدا "المخرج
البولوني المعروف وفي الشعر هناك قصائد منها قصيدة "شظية في ربطة القمر
" لعبد الواحد محمد .ولسعد الدين حسن قصة بعنوان : " الحداد يليق
بالفلاح الفصيح " وقام علي التلعفري بعرض كتاب "الثورة العراقية الكبرى
" للدكتور عبد الله الفياض وتابع جاسم المطير أعمال "ندوة بغداد
الاقتصادية " التي عقدت بين الأول والرابع من حزيران 1976 .
مجلة الثقافة في عددها المزدوج ال 8و9 الصادر في اب –أيلول 1976 السنة
السادسة كتب الأستاذ عبد الغني الملاح عن "إضراب القصابين في الموصل 1956 "
، وكتب غالب هلسا عن "المرأة في عالم حنا مينا الروائي " ولحلمي سالم قصيدة
بعنوان : " كتابة الطفل والبحيرة " وتابع الدكتور جليل كمال الدين
" مع شفيق الكمالي في ديوانه تنهدات الأمير العربي " وكان للبصرة رسالة
ثقافية تابعها الياس الماس محمد وكتب مصطفى أبو النصر قصة بعنوان :" الجمد " وقدم عادل كامل
قراءة في تذوق اللوحة التشكيلية .وكان للدكتور عبد الإله الصائغ قصيدة جميلة
بعنوان :" وبالدمع يبتسمون " جاء في مطلعها :
بيروت ..بيروت
خنادق بنادق دماء
يا غابة الدخان والزنود والأشلاء اذ يعرش
الوباء
الحب أن نموت في الحبيب
وان يضيء المقت في العيون ..يا مخابئ الأطفال
و
الزاجل اذ يحدو المغيب والهاة
ان موسم الحب اطل فأبتسمي
فاتنة العصر ابسمي
الناس يبسمون بالدموع
الناس يهتفون بالزهور
يعانقون بعضهم فتورق الشموع
...............................
بيروت تنهض بالشهداء
سانتياغو تشرق بالشهداء
طوفان الأسماء ..
هذا زمن الزاجل والشهداء
كانت
مجلة الثقافة تطبع في دار الجاحظ للطباعة والنشر في حين تولت دار الحرية للطباعة
طبع غلافها وتولت الدار الوطنية للنشر والتوزيع والإعلان توزيعها الأمر الذي أتاح
للكثير من القراء داخل العراق وخارجه الحصول
عليها بيسر وكل تلك المؤسسات كانت حكومية ولهذا استمرت "الثقافة " في
تأدية رسالتها في نشر الفكر العلمي التقدمي وقد بدأت تظهر على الغلاف الداخلي
للمجلة في أواسط السبعينات أن صاحب الامتياز ورئيس التحرير هو الدكتور صلاح خالص
وفي العدد السابع من السنة السابعة الصادر في تموز سنة 1977 كتب رئيس التحرير
افتتاحية نشرت غفلا من التوقيع بعنوان "حول الوضع الثقافي ..نقاط على الحروف
" وكانت افتتاحية جريئة مع انه استشهد بأقوال وخطب رسمية ومما تطرق إليه الإشارة
إلى وجود خلل في الحياة الثقافية ووقف عند مكامن الخلل وابرز هذه المكامن ماأسمه
" ضيق الافق الفكري الثوري "و"انعدام حرية التعبير "
و"الرقابة التي تعيق النشاط الثقافي " و"المشكلة الطباعية "
و" عدم قيام الجامعات بدورها في التوجيه الثقافي " .
في
حقل الدراسات كانت هناك مقالات عديدة منها مقال مهدي النجار " دراسة نظرية في
جدول الجبهة الموحدة والطبقة " ومقالة الدكتور فيصل دراج "ماركس في
حديقة الفلسفة اليونانية " ومقالة بهاء شعبان " قراءة في اوراق الحركة
الطلابية المصرية " وترجم عبد السلام رضوان مقالة توماس جيراس "ماركس
ونقد الاقتصاد السياسي " .وأثار أستاذ الفلسفة العراقي المعروف مدني صالح "
قضية إعادة بناء كلاسيك الطب العربي في التداخل العلمي " .وفي الثقافة
الكردية كانت هناك دراسة عن" أدب
الفولكلور الكردي " للدكتور عز الدين مصطفى رسول ترجمة جلال حسين وردة .وحول
تأسيس اتحاد الكتاب المصريين كانت رسالة
القاهرة لصلاح عيسى .
لقد استقطبت مجلة الثقافة عدد كبير من الكتاب التقدميين العرب منهم صلاح
عيسى الذي كتب في العدد السابع –السنة الثامنة الصادر في تموز 1978 دراسة متميزة
عن الإخوان المسلمين في حين كتب صلاح الدين زكي من القاهرة أيضا دراسة إستراتيجية
عن الفكر الصهيوني وفي العدد قصيدة لمهدي بندق بعنوان :" هوميروس في ليمان
طرة ". وفي عالم الكتب لخص الروائي
والقاص ذو النون أيوب كتاب "الشخصية المحمدية " للشاعر معروف عبد
الغني الرصافي ولم يكتف بالتلخيص بل علق عليه .وتابع عادل كامل الواقع الفني في
العراق في حين تابع فيصل نور الدين الدباغ واقع وهموم الثقافة الكردية .
في
كانون الثاني 1979 صدر العدد الأول –السنة التاسعة من مجلة الثقافة .وقد كتب رئيس
التحرير الدكتور صلاح خالص كلمة قصيرة وافتتاحية وكان عنوان الكلمة :"
الثقافة تبدأ عامها التاسع " قال فيها ان المجلة وبعد ان قطعت ثمانية أعوام
تجاوزت فيها كثيرا من العقبات وحطمت كثيرا من العوائق بفضل معاونة قرائها وكتابها والأجواء
المشجعة التي أحاطتها..." وأضاف أن المجلة وهي تبدأ عامها التاسع اشد عزما
على المضي قدما في أداء رسالتها الثقافية ونشر الفكر العلمي التقدمي والإسهام الى
جانب اجهزة الثورة الاخرى في مكافحة جميع الأفكار اللاعلمية والرجعية المتخلفة من
اجل بناء ثقافة علمية ثورية حقيقية تدعم الجهود المبذولة لبناء مجتمع اشتراكي ديمقراطي
متقدم مزدهر ..." . .أما الافتتاحية فكانت بعنوان :" صرخة استغاثة :أنقذوا
علمنا وعلمانا قبل فوات الاوان " قال فيها
إننا لاننتفع بعلمائنا وأننا نجهل كيف نفجر طاقاتهم الإبداعية ..اننا
لانريد ان ننهل من علمهم الغزير ومعرفتهم الجياشة ..إننا لانفتح الطريق أمام إمكاناتهم
الهائلة لكي تنتقل كاملة الى الجيل الجديد والأجيال القادمة ..بل انني لااعدوا
الحقيقة اذا قلت اننا نضع العقبات امام كل ذلك ونحاول ان نطمر هذه المنابع الثرة
ونمنعها من التدفق والانطلاق وأننا نتعجل تكفين هذه الطاقات العلمية الهائلة
وتشييعها قبل ان تقدم كل ثمارها اليانعة وعطائها الوفير الى المجتمع بل وندفنها في
اوج الحيوية حتى قبل ان تغادر الحياة ..." .وكانت مناسبة هذا الكلام هو
تعليمات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن يكون دوام الأساتذة ممتدا من
الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة عصرا
وختم مقاله بالقول ان تعليمات الوزارة وإلزام الاساتذة بتنفيذ ذلك موقف خاطئ والواجب يقتضي معرفة
واجبات الأستاذ الكثيرة ومنها البحث والإشراف على طلبة الدراسات العليا والتدريس والارشاد
وحضور المؤتمرات وان عملهم لايقتصر على تواجدهم في اروقة الجامعة وإنما يتعدى ذلك إلى
البيت .
في العدد دراسات وقصص وشعر ومتابعات ثقافية ومكتبة الثقافة وكتب مترجمة وكتب
لم تترجم .ومن الدراسات دراسة عادل عبد العال عن السينما العربية في نصف قرت :الأربعينات
والخمسينات والستينات والسبعينات وفي الشعر ثمة قصائد منها قصيدة احمد محمد علي
"هواجس في ليل الشهادة " وقد عرض حسين العزاوي كتاب الشعر السياسي
العراقي في القرن التاسع عشر لإبراهيم الوائلي وقد كتب الدكتور مهدي المخزومي
مقالا عن اللغة العربية باعتبارها أمانة نتحملها جميعا .
نقرأ في العدد الثامن –السنة التاسعة الصادر في آب سنة 1979 دراسات منها
دراسة دورين وارنر عن " مشاكل ملكية الأرض في الهلال الخصيب في القرن التاسع
عشر والعشرين " ، ودراسة الدكتور احمد عثمان أبو بكر عن "المسألة
الكردية في عهد السلام " وكتب مثري العاني
دراسة عن "المرأة في المسرح " .وكان لعلي فواز قصيدة بعنوان
"المهزلة " وعرض عبد الرزاق بيمار كتاب ديوان نالي للدكتور معروف خزنه
دار .وفي العدد التاسع –السنة التاسعة الصادر في أيلول 1979 ترجم إبراهيم منصور
دراسة جاك كرابس عن "السياسة والتاريخ والثقافة في مصر عبد الناصر "
وكتب احمد القصير دراسة عن " بعض المقولات النقدية لعلم الاجتماع البرجوازي
المعاصر " وفي العدد قصيدة لقاسم عبد
الرضا الحكيم " أنت الدمع بين العين والحاجب " وقصيدة جنان الحلاوي
بعنوان :" ترتيل لصاحب الزنج " وعرض احمد عبد المجيد كتاب عادل كامل
" المصادر الأساسية للفنان التشكيلي في العراق " .وفي الثقافة الكردية
ترجم جلال وردة "ثلاث قصائد للشاعر نوزاد رفعت " . وفي تشرين الثاني –كانون
الاول 1979 صدر العددان 11و12 وفيه دراسة لنجيب سرور " منهج الديالكتيك العلائي بين المثالية والمادية " ودراسة
الدكتور رضا محسن القريشي عن " المضمون الاجتماعي في بواكير الشعر الشعبي
القديم " .نشرت المجلة قصائد عديدة منها قصيدة حميد شكر " امرأة في
ذاكرة الأمس " وفي عالم الكتب تابع الدكتور قنبر الطويل "المجموعة
الكاملة لميخائيل نعيمة " وتابعت المجلة توصيات الملتقى الاول للقصة الكردية
" .
دخلت مجلة الثقافة سنوات الثمانينات من القرن الماضي وهي تغذ السير لترسيخ
أقدامها في خارطة الساحة الثقافية العراقية المعاصرة .وقد حمل العدد السادس –السنة
العاشرة الصادر في حزيران 1980 مقالات مهمة منها مقال للدكتور عامر حسن فياض عن
"بواكير التجديد في الفكر السياسي والاجتماعي في العراق " ومقال حسين ألجليلي
"العمل الجماعي والسخرة في العراق في العهد العثماني " ومقال الدكتور
نوري جعفر "مناهج التربية الخاصة وأساليب التدريس فيها " .وكتب عادل
كامل عن الفنان التشكيلي ارداش كاكافيان وقد نشرت في العدد بضعة قصائد منها قصيدة
رشدي العامل " الخريف " قال في مطلعها :
هل رحل الصحب والعشير
وملنا الكاس والسمير
وعافنا والحمام يدنو
الحمام والايك والزهور
ومقلة دربها نهار
يملها الكحل والذؤور
تساءل الدرب :اي درب
اذا خطونا هو الاخير
نريد ان نؤرق الخزامى
ويضحك الصبح والطيور
يا عز ما اتعب الليالي
تشدنا حيثما تسير
كانت
ثمة قصة لعبد اللطيف عوام بعنوان :" الكوابيس " وتابع عجيل نعيم جابر
كتاب " القيم الحضارية في شعر ممدوح علوان " .قدم الدكتور صلاح خالص
للعدد ببضعة ملاحظات حول قانون الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق رقم 70
لسنة 1980 والذي طال انتظاره .
وفي العدد التاسع –السنة العاشرة الصادر في أيلول
1980 كتب الدكتور صلاح خالص مقالا افتتاحيا بعنوان :" الديمقراطية والحوار الديمقراطي
" وتضمن العدد موادا عديدة منها مقال الدكتور عامر حسن فياض عن " مظاهر
التجديد في الفكر السياسي والاجتماعي المعاصر في العراق " ومقال المسناوي
"البطل في المسرح التراثي " وكان في العدد مجموعة من القصائد منها قصيدة
حسن عبد السادة حسن الموسومة " ابي واقف بينكم فأقتلوه " وفي عالم الكتب
كانت هناك متابعة لكتاب البرت منتشاشفيلي الذي ترجمه الدكتور هاشم التكريتي "
العراق في سنوات الانتداب البريطاني " .في العددين السادس والسابع انفي الذكر
كان على الغلاف الثاني للعدد السادس لوحة للفنان التشكيلي ارداش كاكافيان وفي
العدد التاسع لوحة للفنان سعد الطائي وتلك سنة سارت عليها المجلة كما اشرنا الى
ذلك من قبل ويبدوان هذا التوجه هو بقصد تعزيز الذائقة الفنية للقراء والتعريف
برموز الفن التشكيلي في العراق .
صدر العددان السادس والسابع من المجلة –السنة
الثانية عشرة في حزيران –تموز 1982 وقد اختفى اسم سكرتيرة التحرير الدكتورة سعاد
محمد خضر وبقي اسم الدكتور صلاح خالص باعتباره صاحب المجلة ورئيس تحريرها .ضم
العدد موادا عديدة منها قصيدة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي ألجواهري "الغجرية
..عبُده الجبورية " وعبده الجبورية غجرية –كاولية تسكن بضواحي الكرخ ومعها
قردها المدلل "مبروك " ووما جاء فيها :
اعبده يا ابنة الطرب
ويا معسولة الشنب
ويا معزولة النصفين
مبتعد ..ومقترب
كرجع الحائك النول
بنسج المطرف القشب
ويا مهزوزة الخطوات
لم تخطئ ولم تصب
وعلى
صعيد المقالات هناك مقالة للدكتور احمد عثمان أبو بكر " عن الإنسان الجديد
والهندسة الوراثية " ومقال شهاب احمد الحميد " أول إضراب في تاريخ
الصحافة العراقية " ومقال " الاستعمار وأعمال السخرة في الجزائر "
لحسين ألجليلي .الدكتورة حياة شرارة ترجمت قصة تورغينيف "جاري روديلوف وفي
عالم الكتب وقف الدكتور إبراهيم كبة عند كتاب "الجدل في كتاب رأس المال
" لروزنثال .
في
العدد المزدوج الرابع والخامس –السنة الثانية عشرة الصادر في نيسان –مايس 1982 وجه
الدكتور صلاح خالص تحية الى ألجواهري لمناسبة بلوغه الثمانين من العمر وأهدى
الدكتور محمد حسين ال ياسين الجواهري قصيدته "أبا الشعر " وكتب الدكتور إبراهيم
السامرائي عن تلميذه الذي توفي الدكتور هاشم الطعان ومن الادب العالمي ترجم منير
عبد الأمير قصة "المصباح اليدوي " لوليم سارويان ونقد الدكتور داؤود
سلوم " قصة العربة" لشاكر جابر .
وفي
العدد الأول –السنة الثالثة –كانون الثاني 1983 نجد نعيا للدكتور فيصل السامر
المؤرخ العراقي الكبير والذي توفي في منتصف كانون الأول 1982 . كما تضمن العدد
مقالات منها مقالة الدكتور حسين قاسم العزيز الموسومة :" عوامل التفاعل
الحضاري " كما ترجم الدكتور غفور صالح عبد الله قصص كردية للقاص احمد محمد إسماعيل
.ونشرت المجلة قصة " إصرار كاللعنة " لعبد المجيد لطفي ونشرت المجلة
قصيدة " مقاطع لسيدة الماء والنار " لجعفر حسين احمد .
وفي
العدد الأول –السنة الرابعة عشرة –كانون الثاني 1984 نقرأ مقالات منها مقال
"اللقطة والرسم السينمائي في الحرب : لحسان بو علي ومقال الدكتور شاكر نوري
"الاغتراب في الفكر الماركسي " وكتب الدكتور حسين قاسم العزيز مقال
بعنوان :" مسائل في التراث " .ماجد العامل كتب قصيدة بعنوان :"
قصيدتان إلى أمي ..إلى إخوتي ..وأهلي " .وكتبت الدكتورة سعاد محمد خضر عن
"أزمة الرأسمالية والبديل الاشتراكي " وترجم الدكتور عدنان حسين احمد
قصيدتان لشاعرة من ارمينيا .وأسهمت رسمية محيبس زاير في كتابة قصة بعنوان :"
الزورق " .ونشرت المجلة عرضا لمجلة اتحاد كتب فلسطين "الكرمل "
كتبه سعد صلاح خالص .وفي العدد الثاني –السنة الرابعة عشرة الصادر في شباط 1984 كتب
الدكتور صلاح خالص افتتاحية بعنوان : " أزمة التعليم العالي في العراق "
هذه الأزمة الحادة التي شملت جوانبه الإدارية والتربوية والتعليمية والعلمية
والمتمثلة بالفوضى التي باتت تضرب أطنابها في مجلات الإدارة والمناهج والامتحانات وأساليب
التدريس والقرارات الجامعية والتفريط
بالكفاءات البشرية الجامعية .ف العدد دراسات منها دراسة عزيز السيد جاسم
"اراغون في فصل النزول الى ديار الموتى " .أما رشدي العمل فله قصيدة
بعنوان : " أبيات " . ونشرت المجلة قصيدة عدنان الصائغ " الحدائق
تنسى عشاقها " .عدنان حسين احمد له قصة بعنوان :" دورية قتالية "
وترجم الدكتور جميل نصيف رسالة بيلينسكي الى غوغول . أما الدكتورة سعاد محمد خضر
فترجمت مقال خوي هوكيوا "الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي في الصين
" .وترجم وصفي حسن رديني عن الكردية قصائد
للشاعر خليل دهوكي .وعرض سعد صلاح خالص ديوان
" هجرة الألوان" لرشدي العامل .وفي
عالم الكتب ثمة عروض منها عرض لكتاب الدكتور احمد مطلوب "حركة التعريب في
العراق " وتابع خالد ألصالحي "الإنسان في لوحات عيسى عبد الله "
وفي العدد شهريات منها ماكتبه جميل سامي حول عن "ظواهر في وسطنا المسرحي
" و"واقع الدراما التلفزيونية وآفاق النقد " لوليد مالك
و"التطور والتواصل الثقافي " لمسلم جابر يوسف .
إن
مجلة الثقافة تعد علامة بارزة في تاريخ المجلات الثقافية العراقية المعاصرة فقد أسهمت
–وبكل فاعلية – في تنمية الوعي بالفكر التقدمي والثقافة العلمية في العراق المعاصر
.
*نشر في موقعي الفرعي في :ابراهيم خليل العلاف-الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=331901
شكرا لكم على جهدكم الكبير.. تحياتي الحارة
ردحذفسعد صلاح خالص
تحية احترام وتقدير،
ردحذفشكرا لكاتب المقال على الجهد الكبير في تتبع مسارات رجالات الفكر العراقي، ولقد استوقفني الحديث عن الدكتور صلاح خالص، فأنا ليس لي معرفة شخصية به، ولكنه كان من الشخصيات الأكاديمية والأدبية المعروفة في العراق.
لقد تعرفت عليه ذات يوم، حينما ادخل الى ردهة العناية القلبية في مستشفى اليرموك – بغداد - عام 1986. لا أذكر اليوم بالضبط، ولكن لمن يرغب أن يتابع هذا الموضوع يستطيع ان يراجع ملفات المرضى الداخلين الى تلك الردهة، وحسب التاريخ الصادر في شهادة وفاة المرحوم، يستطيع ان يفهم الكثير عما جرى له حينذاك.
لقد ادخل تلك الردهة مصابا باحتشاء حاد في العضلة القلبية وكان مصابا بالعمى بتأثير داء السكر، ولقد التقيت عدة مرات بابنه ( لا أذكر اسمه، ولكنني اقدر عمره في العشرينات)، ولقد قال لي ابنه حينذاك ان والده لم يعد يستطيع القراءة وانه يقرأ له كتبه ويسمعها له.
لقد كنت آنذاك طبيبا مقيما أقدم في قسم الطب الباطني وطالبا في المجلس العربي للاختصاصات الطبية. وكنت اتابع حالته بانتظام، حتى فوجئت صباح أحد الأيام بالطبيب المناوب يبلغني بنبأ وفاته على أثر توقف مفاجئ في عضلة القلب. ربما كان ذلك ناتجا عن ارتجاف فى البطين، وحينما كنت اراجع ملفه، دخل مسرعا المرحوم الاستاذ الدكتور طلال الجلبي اختصاصي طب العظام والكسور،والذى كان بدوره علما من اعلام الطب وعميدا سابقا لكليه طب البصره مستفسرا عن حالته، ولقد لاحظت هول الصدمة على وجهه حينما علم بوفاة الدكتور صلاح خالص. لقد اظهر لي هذا انهما كانا صديقين حميمين. ثم لم ألتق بابن الدكتور صلاح خالص بعد ذلك.
رحم الله كلا الاستاذين وطيب ثراهما
د. جنـــان قاسم الخــياط
استشاري أمراض باطنية
مستشفى الرويس/ ابو ظبى
اع م
drjananqa@hotmail.com