الاثنين، 17 سبتمبر 2012

الدكتور جواد علي وكتابه المهدي المنتظر 
 كتب : د. إبراهيم خليل العلاف
     الأستاذ الدكتور جواد علي ، والذي توفي رحمه الله سنة 1987 ، وكتبت عنه في موسوعتي :"موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين " الجزء الأول،  كان مدرسة متميزة في التاريخ وفي تخصصه وكتاباته حول تاريخ العرب قبل الإسلام ، وقد درسني هذه المادة في قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل أوائل الستينات من القرن الماضي .وقبل فترة اطلعت على أطروحته للدكتوراه التي قدمها سنة 1939 إلى  جامعة هامبورغ بألمانيا ونال عليها شهادة الدكتوراه وهي باللغة الألمانية وقد ترجمها الأستاذ ابو العيد  دودو وطبعت طبعتها الأولى في كولونيا بألمانيا سنة 2005 ، وطبعت طبعتها الثانية في دار الجمل سنة 2007 وتقع في 316 صفحة .
    مما يلفت النظر أن أطروحة الدكتوراه هذه والتي تحولت إلى كتاب بعد وفاة صاحبها الأستاذ الدكتور جواد علي أطروحة مهمة ، وكان أستاذنا لايتحدث عنها وبالعكس اختار له تخصصا بعيدا عنها عندما بدأ يهتم بتاريخ العرب قبل الإسلام وقد وجدت السبب في ما كتبه زميلي الكريم الأستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم والذي أقام حوارا مع الأطروحة بعد ترجمتها ومما قاله : " كان لي مع أستاذي الراحل الدكتور جواد علي محاورة حول كتابه : المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية"  يوم كان يلقي محاضراته على طلبة الماجستير في قسم التاريخ بكلية الآداب/ جامعة بغداد سنة  1972م، وكنت أكرر عليه القول: لِمَ لمْ يترجم الكتاب من اللغة الألمانية إلى العربية، وذلك لحاجتنا العقائدية إليه، وقد أجابني بقوله: إذا طبع الكتاب باللغة العربية، ووقع بين أيديكم، فإنكم سوف تنظرون إليّ بما لا يرضيني، فقلت: معاذ الله يا أستاذي الكريم، فإننا نحترم العلماء والباحثين، وان لم نلتق معهم بالرأي، وبقي الكتاب باللغة الألمانية حتى وفاة المؤلف سنة 1987م، ... ويبدو أن تخوف الدكتور جواد علي من ترجمة الأطروحة إلى اللغة العربية ناتج من تخوفه من المجتمع الإسلامي، والمجتمع الشيعي على وجه التحديد...وكان في البدء قد أشار إلى الفقيهين الكبيرين السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني، والإمام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، لما قدماه من إرشادات علمية للمؤلف في إثناء كتابة الأطروحة المذكورة، والتأشير على المصادر الشيعية والإسلامية الأخرى التي يمكن الاستفادة منها. وقد ذكر الدكتور جواد علي أن أطروحته هي الأولى في الجامعات الأوربية تناولت موضوع الإمام المهدي عليه السلام بقوله: " فليست هناك حتى اليوم - أي حتى تاريخ إعداد الأطروحة - دراسة علمية حديثة شاملة حول الإثنى عشرية" .
  المهم أن الأستاذ الدكتور حسن الحكيم قد وجد أن بعض النتائج التي خرج بها أستاذه الدكتور جواد علي ليست متوافقة مع الاعتقادات السائدة وان بعض المصادر التي اعتمد عليها لم تصل إلى حد الإجماع لذلك فالآراء الواردة في الأطروحة –الكتاب بحاجة إلى نقاش وتحليل جديدين مع أهمية الاجتهادات التي قام بها الأستاذ الدكتور جواد علي رحمه الله . الصورة المرفقة هي للكتاب في طبعته الثانية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...