الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

المؤرخ الدكتور هادي حسين حمود الزبيدي 1939- 2009



أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
     لم أكن اعرف بأن زميلي وصديقي منذ سنوات الدكتور هادي حسين حمود الزبيدي قد توفي  سنة 2009 الا في أيلول-سبتمبر سنة  2012 من صديقي الأستاذ جواد عبد الكاظم محسن . وقد حزنت كثيرا ، فالدكتور هادي أستاذ قدير ،ومرب فاضل، وصديق عزيز،  وإنسان فاضل .كتب في التاريخ الإسلامي وخدم  بلدة أجل خدمة .ويقينا أن الرجل ترك - عبر سنين طويلة من العمل الاكاديمي في مجال التاريخ - الكثير من الدراسات القيمة والتي تحتل مكانها في المكتبة العربية المعاصرة .
    ولد الدكتور هادي حسين حمود الزبيدي في مدينة المسيب –محافظة بابل سنة 1939 وتوفي يوم 25 كانون الثاني سنة 2009 وبين هذين التاريخين كانت ثمة مسيرة حافلة بالمعاناة والكدح ولكن هذه الحياة ماكان لها إلا ان تتوج بأن يصبح الرجل مؤرخا يشار إليه بالبنان وهذا هو مايسعد الانسان فكل ما يطلبه أصحاب الرأي والقلم ان يتركوا بين الناس علما ينتفع به يكفي لتخليدهم وهكذا فعل الدكتور هادي الذي كنت كثيرا ما أراه منغمسا في حياة الكتب والدراسة والتتبع العلمي وهذه هي ميزة الباحثين الجادين .
     أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في مدارس المسيب وسافر إلى بغداد ودرس في ثانوية الكرخ وحصل على  الشهادة الثانوية.بعدها  دخل  قسم التاريخ بكلية التربية  –جامعة بغداد وتخرج فيها سنة 1963 .عمل مدرسا في مدارس متوسطة وثانوية ومن هذه المدارس ثانوية المسيب لكنه لم يكتف بشهادة البكالوريوس بل شد الرحال ثانية إلى بغداد بعد حصوله على الإجازة الدراسية من وزارة التربية ودخل  كلية الآداب –جامعة بغداد ثانية ونال شهادة الماجستير في التاريخ الإسلامي سنة 1975 عن رسالته الموسومة : " منهج المسعودي في بحث العقائد والفرق" .كما حصل على الدكتوراه عن أطروحته الموسومة : " القراء ؛ دورهم في الحياة العامة في صدر الإسلام والخلافة الأموية" . نقل خدماته من وزارة التربية إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي  وتدرج في المراتب العلمية وحصل على لقب أستاذ مساعد وكان يعمل قبل وفاته في قسم التاريخ بكلية التربية للبنات –جامعة بغداد . حاضر في معهد التاريخ العربي التابع لاتحاد المؤرخين العرب.  كما أنجز بحوثا في مركز التراث العلمي –جامعة بغداد .وقد أشار صديقه الأستاذ جميل إبراهيم في مقال نشره الأستاذ مؤيد عبد القادر في كتابه "هؤلاء في مرايا هؤلاء " إلى انه أنجز بضعة دراسات مهمة خلال عمله في مركز التراث العلمي ومعهد التأريخ العربي منها دراسته عن "القراء ونظرية الدكتور شعبان " و"جدلية العلاقة بين الموقع الجغرافي والحركة الفكرية عند صاعد الأندلسي " و"الحياة الفكرية في الكوفة في العهود الإسلامية الأولى " .وانه منذ أن كان طالبا يحب التتبع وكان على علاقة وثيقة بأصحاب المكتبات في شارع المتنبي ومنهم الأستاذ قاسم الرجب صاحب مكتبة المثنى وعبد الرحمن حياوي صاحب مكتبة النهضة ، وانه كان يتردد على مكتبات الكاظمية والخلاني والحضرة القادرية ، ومكتبة حمدي الاعظمي . وقد أحب التاريخ، واهتم بالدراسات التاريخية، وكان يتميز بشخصية علمية مرموقة وعرف بحسن أخلاقه،  وتواضعه،  واستقامة أخلاقه،  ووفائه لأصدقائه، وصراحته ، وشدته في الحق ،وعدم تسرعه في اطلاق الأحكام، وكان معجبا بالحضارة العربية والإسلامية وهو وطني عراقي ، وعربي انساني ، يفخر بالمجد العربي الذي حفظه التاريخ العربي .
    رصد الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في معجمه "معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000 " جانبا من إنتاج الدكتور هادي حسين حمود الزبيدي فأشار الى ان من مؤلفاته  الكتب التالية :

·       عامر الشعبي والحركة الفكرية في العراق في القرن الاول الهجري (المكتبة العصرية ،بغداد ، 1998 ) .
·       القراء :دورهم في الحياة العامة في صدر الاسلام والخلافة الاموية ،بغداد ،1984
·       المسعودي مؤرخا ، (بغداد ، 1981 )
·       منهج المسعودي في بحث العقائد والفرق الدينية ،دار القادسية ، 1984
·       نقابات المدن ،بغداد 
ومن دراساته المنشورة :
·       آراء في نشوء الخوارج وعلاقتهم بالقراء والسبئية ،مجلة البلاغ ،العدد 10 ، 1977
·       البصرة في عهد زياد بن أبيه ،مجلة المورد ، العدد 4 ، 1976
·       الحياة الفكرية في العراق في صدر الإسلام والخلافة الأموية ، مجلة دراسات تاريخية ،السنة 2 العدد 3 ، 2000
·       دراسة نقدية حول كتاب المسعودي مؤرخا ،مجلة المورد ، المجلد 13 ، العدد 3 صيف 1984
·       دعوة لدراسة التراث الشعبي العربي القديم ، مجلة التراث الشعبي ،العدد 9 ، 1974
·       سياسة الخلفاء الراشدين في تعيين الولاة ووصاياهم ، مجلة دراسات إسلامية ، العدد 3 ، السنة 11 ـ 2000
·       القراءة والحركة الفكرية في العهود الإسلامية الأولى ،مجلة الذخائر ، السنة 1 ، العدد 1 ،2000
·       المدائني ، مجلة البلاغ ،العدد 5 ، كانون الثاني 1971
·       هشام الكلبي ،مجلة البلاغ ، العدد 2 ، تشرين الثاني 1972
·       ملامح من التفسير الجغرافي للتاريخ عند المسعودي ، مجلة الذخائر ، السنة 1 ،العدد 2 ، 2000
·       مؤلفات المسعودي ، مجلة المورد ، المجلد 8 ، العدد ،3 ، 1979
·       الهيثم بن عدي ، مجلة المورد ، المجلد 4 ، العدد 2 ، 1975
·       الواقدي ،مجلة البلاغ ، العدد 1 ، شباط ،1970

       كما نشر مجموعة كبيرة من  المقالات  القيمة في المجلات والدوريات الرصينة كالأقلام والبلاغ والمورد والتراث الشعبي والذخائر وغيرها .
     كتب الأستاذ حميد المطبعي عنه في" موسوعة أعلام وعلماء العراق " الجزء الأول يقول أن الدكتور هادي حسين حمود الزبيدي باحث في التاريخ ،عمل باحثا في وزارة التربية بعد ان مارس التدريس في التعليم المتوسط والثانوي لسنوات وقد نشر أول مقال له في "مجلة الأقلام " العراقية بعنوان : " ظهور الدويلات الإسلامية " .وله دراسة موسعة حول " الإمبراطورية الرومانية المقدسة " نشرها سنة 1968 وكتب ابحاثا كثيرة ونشرها في المجلات التراثية العراقية عن "ابي مخنف " 1969 وعن "الواقدي " 1970 و"المدائني " 1971 ولديه كم كبير من الدراسات غير المنشورة .وهو عضو في نقابة المعلمين وفي جمعية المؤرخين والاثاريين في العراق وفي اتحاد المؤرخين العرب .
      فيما يتعلق بمنهجه في كتابة التاريخ فهو لايختلف عن زملائه المؤرخين العراقيين المعاصرين في تمسكه بالقيود الصارمة للمنهج العلمي التاريخي من حيث التهميش والتنصيص والعودة إلى الأصول والتوثيق الدقيق.  وكان يذهب في محاضراته ودراساته إلى إن مرحلة صدر الإسلام والخلافة الأموية تعد من ابرز محطات التاريخ العربي الإسلامي، ففيها وقعت ابرز التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . ولايهمل الدكتور هادي حسن حمود الزبيدي أهمية الجغرافية ويدعو إلى اخذ العوامل الجغرافية بنظر الاعتبار عند دراسة التاريخ ، فالجغرافية –كما يقال –توجه التاريخ .ولم ينس التأكيد على أهمية الانفتاح الحضاري ، والإيمان بالحرية الفكرية ويرى أن ذلك إذا ما اعتمد فسيكون له اثر كبير في نهضة الأمة ..
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=325672 *


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...