الأحد، 30 سبتمبر 2012

عبد الرحمن عارف ودوره السياسي في العراق 1966-1968

عبد الرحمن عارف ودوره السياسي في العراق 1966-1968 ............كتاب للدكتورة زينب عبد الحسن الزهيري ...................كتب مهم ننصح بأقتناءه فهو دراسة أكاديمية مهمة .

بانوراما المتغيرات في العراق المعاصر ونتائجها

بانوراما المتغيرات في العراق المعاصر ونتائجها
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
شهد العراق، منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية وإدارية،عديدة، لعل من أبرزها تنامي الوعي القومي، وت

زايد عدد المثقفين، بسبب انتشار التعليم الرسمي الحديث، وازدهار الحياة الحزبية، وتصاعد دور الطباعة والصحافة. وبعد ثورة 1920 العراقية الكبرى، وتشكيل الدولة العراقية الحديثة سنة 1921، وبسبب بعض التطور الاقتصادي والاجتماعي نتيجة عوامل عديدة داخلية وخارجية،ظهر عدد من التنظيمات السياسية والاجتماعية والثقافية التي أكدت أهمية التغيير، وتحقيق فكرة التقدم والرفاهية. لكن هذه الحركة لم تتسع، إلا في أوائل الخمسينات من القرن الماضي، وثمة من يشير إلى الدور المتميز الذي قامت به الطبقة الوسطى العراقية (البرجوازية)، وشريحة المثقفين من ضمنها في الدعوة إلى تغيير البنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن المطالب المشروعة في تعزيز حركة الاستقلال، وإفساح المجال للفئات والشرائح الاجتماعية المحرومة لكي تنال حقوقها، وتعبر عن تطلعاتها. وقد بلغ أثر هذه الحركة، وتلك الدعوات ذروتها في ثورة 14 تموز 1958،ومارافق ذلك من تصاعد دور اليسار الوطني، و القومي، والاشتراكي نتيجة تنامي دور العمال والطلبة والفقراء عموماً وانتشارهم في المدن، ومااحدثه ذلك من تناقض في مستويات المعيشة بين أقلية غنية حاكمة، وأكثرية فقيرة بعيدة عن دوائر صنع القرار.
وترى الدكتورة فيب مار في كتابها:"تاريخ العراق المعاصر..العهد الملكي"، وهي أستاذة أمريكية متخصصة في تاريخ العراق المعاصر، أن احد ابرز التطورات المؤثرة في الخمسينات من القرن الماضي، هو قيام نهضة في الأدب والفن.
ويقينا أن مما لم تذكره (فيب مار) أن لهذه النهضة جذور ترجع إلى أواسط العشرينات، حيث شهدنا ظهور تجمعات ثقافية وسياسية كان لها دورها، وقد تعاظم دور هذه التجمعات في الثلاثينات والأربعينات ولعل من ابرز هذه التجمعات، جماعة الصحيفة (1924) وجماعة مجلة المجلة (1938) وماتبعها من تجمعات اخرى .
لقد ازدهرت القصة القصيرة لأول مرة، وظهر الشعر الحر، وأنتج الشريط السينمائي (الفيلم)، وبدأ العراقيون يعرفون قيمة الرسم والنحت، وظهرت مدارس فنية وفكرية عراقية متميزة وخاصة في مجالي الفن التشكيلي والعمارة . ومما يلحظ في هذا الصدد أن التأثير الأوربي، وان كان واضحاً في ماحدث من أشكال فنية وأدبية جديدة، إلا أن محتوى الأدب، والفكر، والفن، ظل وطنيا،وقوميا،وإنسانيا . هذا فضلا عن أن ذلك عكس المتغيرات والتطورات التي رافقت انتقال المجتمع العراقي من مجتمع منغلق تقليدي إلى مجتمع مفتوح حديث. وقد اتسمت أعمال الأدباء والمفكرين والكتاب والنقاد والفنانين العراقيين بالكثير من القلق إزاء الحاجة إلى التغيير، والإحباط من بطئه. ولا ننسى أن تلك الأعمال حاولت، بشكل وبأخر، تأكيد الهوية الوطنية العراقية باجلى مظاهرها.
كتب الدكتور عبدالاله احمد (1940-2007) عن التطور الذي حدث في مجال الأدب القصصي،وراح يوسف الصائغ (1933-2005) يبحث في جذور وأبعاد وطبيعة الشعر الحر في العراق، ولم يقف الدكتور حسين علي محفوظ (1926-2009) عند الفكر والأدب، بل زاد على ذلك بالإقدام على تأصيل المعرفة العربية والإسلامية .
وانصرف الدكتور عبد الواحد لؤلؤة (1931- ) إلى الترجمة ساعيا إلى إرساء أسس مدرسة عراقية للترجمة. ولم يختلف دور المؤرخين العراقيين عن غيرهم في الإتيان بكل ما يعزز منهج البحث التاريخي ودعائم المدرسة التاريخية العراقية، وظهر عندنا نقاد متميزون، ورواد في مجال الرواية وأساتذة أكاديميون أرخوا لبعض جوانب الأدب والفن والنقد والخط والتحقيق التراثي والدراسات القرآنية واللغوية والبلاغية.
وجاء جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية ليعكس المتغيرات التي شهدها العراق في المجالات كافة. وكانت المدرسة العراقية من نتاج هذه المرحلة، حيث ارتفعت مكانة الكلمة، وازدادت الدعوة إلى الحرية، وتعززت قيمة المرأة، وكان ذو النون أيوب (1908-1988) وعبد الملك نوري (1921- ) وفؤاد التكرلي (1927-2007) وسافرة جميل حافظ (1931_) وصبيحة الشيخ داؤد (1915-1975) وبدرشاكرالسياب (1926-1964)، ونازك الملائكة (1923-2008 ) وعبد الوهاب ألبياتي (1926-1999)، ومحمود المحروق(1931-1995)وشاذل طاقة (1929-1974) وعبدالرزاق عبد الواحد (1930_) وعبد الخالق الركابي (1946 ) ،وجمعة اللامي (1948 ) ، ومن قبلهم جميل صدقي الزهاوي(1863-1936) ومعروف عبد الغني الرصافي(1875_1945) ومحمد بهجت الأثري(1902-1996) ومحمود شكري الالوسي(1857-1924) وجلال الحنفي (1914-2006) وغيرهم من أبرز المعبرين عن هموم الإنسان العراقي وتطلعاته في الحياة الحرة الكريمة، وظهر هذا واضحا ليس في نصوصهم الإبداعية شعراً ونثراً فحسب، بل في سلوكهم اليومي، لذلك كثيرا ماواجهوا العنف والعنت والاضطهاد من السلطات الحاكمة.
وأخذت المدرسة العراقية في السينما والمسرح طريقها إلى الازدهار، وتميزت سينما ومسرح يوسف العاني بالواقعية وخاصة في التعبير عن الظلم والاضطهاد الذي كان الإنسان العراقي، يواجهه رجلاً كان أو امرأة، من الحاكم والمجتمع . ولا يمكن أن نتغافل عن الدور المهم الذي قام به جواد سليم (1920-1961) ، وفائق حسن (1914-1992) ،وحافظ ألدروبي (1914-1930) ونجيب يونس (1930-2007) وغيرهم على صعيد النحت والفن بعين نافذة، وظهرت مجلات ثقافية لايمكن تجاهل دورها في مجال صياغة التوجهات السياسية والفكرية والثقافية والفلسفية للعراقيين أو على الأقل لشريحة المثقفين منهم ومن هذه المجلات، (مجلة الثقافة الجديدة)و(مجلة الأقلام). ومن المؤكد أن المؤرخ العراقي الحصيف لايمكن أن يظل بعيداً عن تسجيل وتوثيق كل جوانب التاريخ الثقافي العراقي المعاصر، لذلك حاولت ومنذ فترة طويلة الاهتمام بذلك.*
*مقدمة كتابي :تاريخ العراق الثقافي المعاصر ،دار ابن الأثير للطباعة والنشر –جامعة الموصل ,الموصل 2010
**m.ahewar.org/s.asp?aid=326275&r

كتاب جديد :العراق والولايات المتحدة الاميركية ودول الجوار ..الواقع والمتغيرات

العراق والولايات المتحدة الاميركية ودول الجوار ..الواقع والمتغيرات
صدر للتو وعن مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل كتاب : العراق والولايات المتحدة الاميركية ودول الجوار ..الواقع والمتغيرات تحرير الدكتور فواز موفق ذنون 2012 والكتاب بالاصل

 مجموعة الابحاث التي قدمت الى المؤتمر العلمي السابع لمركز الدراسات الاقليمية والذي انعقد في 16 شباط 2011 .كتب مقدمة الكتاب الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف ومما قاله ان ماحدث في العراق منذ التاسع من نيسان 2003 والذي يعده العض زلزالا بدأ نتلمس اثاره في كثير من دول الجوار القريبة والبعيدة .الكتاب يتناول العلاقات المتشابكة التي تربط العراق والولايات المتحدة ودول الجوار وذلك عبر بحوث اسهم فيها نخبة من الباحثين في العلوم السياسية والاقتصاد والتاريخ .

السبت، 29 سبتمبر 2012

تحية للروائي العراقي الكبير الاستاذ عبد الخالق الركابي

تحية للروائي العراقي الكبير الاستاذ عبد الخالق الركابي ..تحية لصاحب " الراووق" و" سابع ايام الخلق" و" مكابدات عبد الله العاشق" و" قبل ان يحلق الباشق" و" أطراس الكلام " و" مقامات اسماعيل الذبيح " .

جمعية التراث العربي في الموصل 1973-1984 فصل من تاريخ العراق الثقافي المعاصر

جمعية التراث العربي في الموصل   1973-1984  فصل من تاريخ   العراق الثقافي المعاصر

مقدمة:
خلال المدة بين (1922 - 2003) تأسست في الموصل جمعيات كثيرة، بعضها ثقافي واجتماعي وسياسي، وبعضها الآخر مهني، وقد واجهت هذه الجمعيات مشكلات عديدة مع السلطة عبر السنوات الطويلة،الأمر الذي أدى في كثير من الأحيان إلى توقف نشاطها،أو تعرضها للإلغاء،كما حدث مثلاً عندما أصدرت وزارة نوري السعيد الثانية عشرة (2 آب 1954 - 17 كانون الأول 1955) سلسلة من المراسيم الرجعية، منها المرسوم ذو الرقم (19) لسنة 1954، الذي صدر في أيلول سنة 1954، فألغى كافة الجمعيات والنوادي في العراق بحجة أن هذه المؤسسات أخذت " تجاهر بالدعوة إلى مذاهب ومبادئ يعاقب عليها القانون، وأن بعضها أخذ يدعو إلى استغلال طرق الشغب وإشاعة الفوضىكما أن بعضها استغل الامتيازات التي منحها القانون لها ولصحافتها، فأخذ يحرّض الناس في الصحف التي تنطق بلسانه على الشغب، والقيام بأعمال ثورية لقلب نظام الحكم ".
وقد عارض الموصليون، شأنهم شأن إخوانهم في العراق كله تلك المراسيم، ولم يتوقفوا بحكم طبيعتهم الجادة،وميلهم إلى الاجتماع والتحضر، وإنحيازهم لخدمة مدينتهم ووطنهم وأمتهم عن العمل لتأسيس جمعيات ومؤسسات تجمع شملهم،وتوحد نشاطاتهم، وتعكس رؤاهم تجاه الإنسان والحياة والكون والمجتمع، كلما وجدوا إلى ذلك سبيلاً، ويبدو أنهم - لا سيما المثقفون منهم - أدركوا في مطلع السبعينات من القرن الماضي أهمية أن يعملوا لإنشاء جمعية علمية ثقافية باسم (جمعية التراث العربي)، فمن هم مؤسسو هذه الجمعية ؟ وما هي أهدافها ؟ وما أبرز الوسائل التي انتهجتها لتحقيق تلك الأهداف ؟ وما نشاطاتها ؟ وكم استمرت ؟ ولماذا توقفت عن النشاط ؟ ومتى ؟.
 لقد تأسست (جمعية التراث العربي) في اليوم الخامس عشر من شهر جمادي الأولى سنة 1393 للهجرة، الموافق لليوم السادس عشر من شهر حزيران سنة 1973 للميلاد بعد أن حصلت موافقة مديرية الجمعيات بوزارة الداخلية على طلب التأسيس بكتابها المرقم (809) في 20 أيار سنة 1973. وقد ورد في طلب التأسيس المقدم إلى محافظة نينوى: " أن تاريخ الأمة العربية الزاخر بالأمجاد المتجلية في تراثنا الثقافي والفني هو اليوم بأمس الحاجة من أي وقت مضى إلى دراسة علمية جادة تظهر التأثيرات الحضارية والفكرية التي قدمها العرب للعالم، وتبين فيه سمات الأصالة، ومواطن الخلق والإبداع وأساليب التطوير والتجديد ومعالم التأثر والتأثير، وإن إيماننا بوجوب الإسهام بالإمكانيات الموجودة في الموصل في هذا الواجب القومي والإنساني دفعنا للاتفاق على تقديم طلبنا هذا لإستحصال الموافقة لتأسيس جمعية باسم جمعية التراث العربي)، تعمل على التعريف بالتراث العربي والإسلامي على نطاق القطر، وعلى الصعيدين العربي والعالمي … "، وكان الموقعون على الطلب المشار إليه عشرة من الشخصيات الموصلية المعروفة  بعطائها العلمي والثقافي، وهم كما ورد في أسفل الطلب: الدكتور محمد صديق إسماعيل ألجليلي.
أحمد علي سليمان الصوفي سعيد أحمد محمد الديوه جي  صلاح الدين عزيز سعيد ميسر صالح أحمد الأمين يوسف ذنون عبد الله هشام أحمد مصطفى الطالب محمد علي ألياس العدواني الدكتور فيصل دبدوب محمد نايف محمد الدليمي نظام الجمعية وأهدافها:




نظام الجمعية واهدافها:
لقد اتصل كل من الأستاذ الخطاط يوسف ذنون والأستاذ الباحث المرحوم ميسر صالح الأمين سنة 1972 بعدد من الأساتذة والباحثين المهتمين بالتراث العربي والإسلامي ومنهم الدكتور محمد صديق الجليلي، والأستاذ سعيد الديوه جي، والأستاذ احمد علي الصوفي، والأستاذ محمد قاسم مصطفى، والأستاذ عبد الوهاب محمد علي العدواني، وجرى الإتفاق على تشكيل لجنة تحضيرية تعد طلباً بتأسيس الجمعية، يقدم إلى محافظة نينوى، وكان مما اتفق عليه الحاضرون في الإجتماع الأول، أن يكون للجمعية اهتمامات في أربعة ميادين هي: تاريخ الموصل، وآثارها، ومخطوطاتها، فضلاً عن الخط العربي، وكلّف الأستاذ يوسف ذنون بإعداد مسودة نظام الجمعية، فأعدها في اليوم الثاني عشر من شهر أيلول سنة 1972، وقدم الطلب إلى المحافظة، وجرت الموافقة،وكانت المباشرة بالعمل في اليوم السادس عشر من حزيران سنة 1973.

أما أهداف الجمعية فكانت عديدة أبرزها:
1- إحياء التراث العربي والإسلامي.
2- تشجيع البحوث والنشاطات الخاصة بالدراسات التاريخية والتراثية والفنية، ومساعدة المهتمين بها، وتسهيل مهمتهم، والتعريف بمجهوداتهم العامة.
3- العناية بدراسة الآثار، والتعريف بها، وتشجيع الدراسات الآثارية.
4- توسيع علاقات المعنيين بالموضوعات المذكورة مع زملائهم في الوطن العربي والعالم الإسلامي.
5- تنمية الشعور بأصالة التراث العربي بأبعاده الفكرية والعلمية والفنية والأدبية، وتشجيع الدراسات التي تُظْهِرْ ذلك.
وقد أكدت الجمعية بمضمون الطلب المقدم إلى محافظ نينوى أن مــن أسباب اهتماماتها بالتراث العربي كونه " يعد من الركائز الأساسية للوحدة العربية "، لذلك فهي عبر نشاطها للتعريف بالتراث العربي والإسلامي تسعى إلى " تنمية الشعور القومي ومفاهيمه الأساسية بما يحفظ للفكر والفن سماتهما المميزة ". كما أنها تعمل من أجل " تعرية المفاهيم التي دسها الشعوبيون في تاريخنا، وتفضح المحاولات الصهيونية والإستعمارية والمشبوهة التي تريد تشويه تراثنا،أو تشكيك هذه الأمة في قدراتها الخلاّقة والمبدعة ". وأشار مؤسسو الجمعية إلى أن عملهم هذا " سيزيد أجيالنا الصاعدة حبّاً بالوطن، وإيماناً بقدرات الأمة، ويساهم في تعريف العالم بالتراث العربي والإسلامي … ".
وكان مؤسسو الجمعية، أساتذةً، وباحثين، ومؤرخين، وخطاطين، وعلماء دين، وتربويين معروفين في الموصل وخارجها، لهم بحوثهم ودراساتهم ونشاطاتهم العلمية التي يدور معظمها حول تاريخ الموصل وتراثها،وإرثها الحضاري، وإسهاماتها في النهضة العربية والإسلامية، وقد انعكس ذلك في نشاطات الجمعية وتوجهاتها التي أكدت على تشجيع الدراسات التاريخية والآثارية والتراثية والفنية المتعلقة بالموصل، ولم ينسَ مؤسسو الجمعية التأكيد على ضرورة " إظهار القيم الإنسانية، والتأثيرات الحضارية والفكرية التي قدّمها العرب للعالم، والسعي عن هذا الطريق لخدمة أعز أهداف الأمة العربية.. الوحدة، بإعتبار التراث والفنون من المقومات الأساسية للوحدة العربية".

وسائل تحقيق أهداف الجمعية:
لقد حدد النظام الداخلي لجمعية التراث العربي الوسائل التي تساعدها على تحقيق أهدافها، وهي:
1- إصدار مجلة أو صحيفة تعنى بشؤون التراث والتاريخ والحضارة والمخطوطات العربية.
2- نشر البحوث والدراسات أو المساعدة في نشرها.
3- إقامة الندوات والمحاضرات العامة، أو إلقاء البحوث والدراسات عن طريق الإذاعة والتلفزيون.
4- العمل على فتح مدرسة أو معهد لتدريس الخط العربي والفنون المتعلقة به، وإصدار مجلة خاصة بالخط العربي والزخرفة وما ماثلهما، وإقامة المعارض على النطاق المحلي والقطري والعربي والعالمي.
5- إنشاء مكتبة في مقر الجمعية، ومحاولة تطويرها إلى مكتبة عامة.

العضوية في الجمعية:
اقتصرت عضوية الجمعية على القائمين بتحقيق أو دراسة المخطوطات، والكتّاب والمؤلفين المختصين بتاريخ الموصل أو آثارها أو تراثها الشعبي، والمعنيين بالخط العربي والفنون المتعلقة به، والعاملين على دراسة وإبراز التاريخ العربي والحضارة الإسلامية وتأثيراتها الفكرية والفلسفية بالشكل الذي يحقق أهداف الجمعية، وفتحت الجمعية الباب لكل من لديه نشاط ملموس أو هواية متصلة بما تريده الجمعية، وتعمل من أجله.
وكانت العضوية على شكلين، أحدهما: عضوية عاملة، وثانيهما: عضوية مشاركة. وقد قبلت الجمعية (الأعضاء المشاركين) من الذين ليست لهم بحوث أو دراسات منشورة، وبشرط ألاّ يزيد عددهم على ربع عدد أعضائها، وأن يعرّفوا من قبل عضوين من الأعضاء، ويمكن أن ينقل العضو المشارك إلى العضوية الكاملة) في حالة تقديمه بحثاً، أو دراسة أو لإظهاره نشاطاً ملموساً في أحد أهداف الجمعية، وفي هذا تشجيع على البحث والتأليف.
وكانت للجمعية في حينها هيئتان: أولاهما: عامة، أعضاؤها هم مجموع أعضاء الجمعية، وتنتخب هذه الهيئة العامة من بين أعضائها (هيئة إدارية)، وتعقد الهيئة العامة اجتماعاً سنوياً،ويكون التصويت فيه سرياً وبأكثرية الأصوات، وتتكون (الهيئة الإدارية) من عشرة أعضاء، يجري انتخابهم في اجتماع قانوني وبإشراف حاكم
(قاضي) بداءة الموصل،أو من ينيبه،والهيئة الإدارية تنتخب من بين أعضائها رئيس الجمعية، ونائبه، والسكرتير،وأمين الصندوق.كما تقوم بتشكيل اللجان التي تقوم بمساعدتها لتحقيق أهداف الجمعية. ومدة العضوية في الهيئة الإدارية سنة واحدة، ويجوز إعادة انتخاب كل أو بعض الأعضاء مجدداً.
وقد كان من واجبات الهيئة العامة - فضلاً عن انتخاب أعضاء الهيئة الإدارية - تعديل نظام الجمعية ذي الرقم (1) لسنة 1960، وللهيئة العامة القيام بمناقشة الميزانية العامة للجمعية وإقرارها، وكذلك مناقشة التقرير السنوي الذي تقدمه الهيئة الإدارية.
ويتم إجتماع الهيئة العامة بحضور أكثرية الأعضاء في الإجتماع الأول، وإذا لم يتم النصاب يؤجل الإجتماع إلى اليوم نفسه من الأسبوع التالي، مهما كان عدد الحاضرين.
أما الهيئة الإدارية فتقوم بأعمال عديدة، أبرزها: تنفيذ قرارات الهيئة العامة وتشكيل اللجان التي تقوم بمساعدتها في تحقيق أهداف الجمعية، ويجوز لها تعيين موظفين أو مستخدمين لمساعدتها في إنجاز أعمال الجمعية، ولرئيس الجمعية تمثيلها أمام القضاء والجهات الحكومية، ورئاسة جلسات الهيئتين العامة والإدارية، وتوقيع شهادات العضوية والوثائق والأوراق الخاصة بالجمعية، ولنائبه القيام بأعماله في أثناء غيابه، الهيئة الإدارية الأولى للجمعية
بناءاً على ما جاء بكتاب محافظة نينوى ذي الرقم (21449) في 27 من آب سنة 1973 جرت عملية انتخاب أول هيئة إدارية للجمعية. وقد ورد في محضر الإنتخاب، أنه قد تم في (قاعة المكتبة المركزية العامة) وحضره ملاحظ الجمعيات في المحافظة السيد توفيـق عـادل العمري، وظهر أن عدد الذين حضروا الإجتماع قد وصل إلى (30) عضواً من أصل (42) عضواً،ضمت أسماءهم قائمة بأسماء اعضاء الهيئة العامة قدمتها الهيئة المؤسسة للهيئة إلى المحافظة، وقد عدّ النصاب كاملاً، ووزعت الأوراق الإنتحابية بعد ختمها بختم الجمعية وتوقيعها من قبـل
الحاكم (القاضي) المشرف (عبد الله الفيضي)،وملاحظ الجمعيات المذكور اسمه آنفاً،وبعد إجراء الأنتخابات،وفرز الأصوات فاز السادة الآتية اسماؤهم في أدناه بالأصوات المدونة أزاء اسم كل منهم:
1
- الدكتور محمد صديق إسماعيل ألجليلي 30 صوتاً.
2- سعيد احمد محمد الديوه جي 30 صوتاً.
3- هشام أحمد مصطفى الطالب 30 صوتا.ً
4- عبد الوهاب محمد علي ألياس العدواني 30 صوتاً.
5- ميسر صالح أحمد الأمين 30 صوتاً.
6- يوسف ذنون عبد الله 30 صوتاً.
7- محمد قاسم مصطفى 29 صوتاً.
8- محمد نايف محمد الدليمي 29 صوتاً.
9- سالم أحمد حميد الحمداني 29 صوتاً.
10- صلاح الدين عزيز سعيد 29 صوتاً.
وبهذا عدّ الفائزون أعضاءً للهيئة الإدارية الأولى إستناداً إلى المادة الثالثة عشرة من نظام الجمعية. وقد وقّع على المحضر من الحاضرين - فضلاً عن الحاكم المشرف على الإنتخابات وملاحظي الجمعيات - كلاً من (محمد نجيب جميل محمود) و (عباس حسين الياس).
ونشير في هذا المقام إلى أن الشيخ محمد علي الياس العدواني كان أحد العشرة الذين قدموا طلب تأسيس الجمعية إلـى محافظة نينوى، لتجــيء الموافقة من ثمة على هذا الطلب - كما أسلفنا - بكتاب مديرية الجمعيات في وزارة الداخلية ذي الرقم (809) في (20 / آيار / 1973)، ولكنه - كما يبدو - لم يرشح نفسه لعضوية الهيئة الإدارية الأولى للجمعية، فحلّ محله فيها بالإنتخاب نجله عبد الوهاب، وكان يومذاك مدرساً للغة العربية (أعدادية الصناعة) في المحافظة قبيل انتقاله إلى معهد المعلمين فجامعة الموصل في 14 / حزيران / 1974،وكان ترشيحه نفسه لعضوية الجمعية بعد عودته من مصر بقرابة أربعة شهور، أما ظهور توقيعه على صورة من أصل طلب تأسيس الجمعية فموضع نظر، لأنه كان في مدة تقديم الطلب وحصول الموافقة عليه في (20 / أيار) ينهي دراسته  العليا في كلية الآداب بجامعة القاهرة،وحيث لم يعد منها قبل  (6 / حزيران)، وأغلب الظن أن التوقيع جرى على صورة ثانية من أصل طلب التأسيس لسبب من الأسباب، ما عاد يتذكر ظرفه وضرورته ولزومه.
وقد تولى الدكتور محمد صديق الجليلي مسؤولية رئاسة الجمعية بين سنتي 1973 و 1977، وبين 1977 و 1986 كان رئيسها الدكتور أحمد قاسم الجمعة. وخلال المدة من 1973 و 1984 جرت عدّة انتخابات وتشكلت هيئات إدارية مختلفة للجمعية كان أعضاء الهيئة الإدارية سنة 1978 - على سبيل المثال - كل من السيد يوسف ذنون، والدكتور احمد قاسم الجمعة، والدكتور محمد قاسم مصطفى، والسيد عبد الله أمين عبد الله، والدكتور طارق عبد عون الجنابي،والسيد محمد نايف الدليمي، والسيد طالب أحمد بكر العزاوي ، والسيد باسم ذنون يونس، والدكتور جليل رشيد فالح، والسيد صلاح الدين عزيز سعيد.
وفي سنة 1979 كان الأعضاء الذين فازوا في انتخاب الهيئة الإدارية يوم 28 كانون الثاني 1979 كلاً من:
1 - الدكتور أحمد قاسم الجمعة
2- يوسف ذنون عبد الله
3- الدكتور طارق عبد عون الجنابي
4- جليل رشيد فالح
5- الدكتور محمد قاسم مصطفى
6- عبد الله أمين عبد الله أغا
7- فاروق عبد الرحمن عبد الله الكركجي
8- محمد نايف محمد الدليمي
9- طالب أحمد بكرالعزاوي
10- مؤيد صديق عبد الرحمن
وقد تولى الدكتور أحمد قاسم الجمعة رئاسة الجمعية، وأصبح يوسف ذنون عبد الله نائباً للرئيس، في حين شغل طالب أحمد بكرالعزاوي سكرتارية الجمعية، ومحمد نايف محمد الدليمي أمانة الصندوق.
وفي الجلسة الأولى التي عقدتها الهيئة الإدارية للجمعية يوم السبت 16 حزيران 1973 في بناية مكتبة الأوقاف بالموصل تقرر تكليف يوسف ذنون عبد الله بعمل تصاميم مختلفة لشعار الجمعية وختمها، وتكليف محمد نايف الدليمي بكتابة إعلان عن إجازة الجمعية للنشر بوساطة الإذاعة والتلفزيون، وإلصاق نسخ منه في المحلات العامة، وتقرر اختيار مكتبة الأوقاف العامة مقراً مؤقتاً للجمعية بعد مفاتحة المحافظ لإستحصال موافقته (أما الجلسة الثانية التي انعقدت يوم 3 تموز سنة 1973، في غرفة المفتش العام لجامعة الموصل هشام أحمد الطالب فتقرر اختيار بناية المكتبة المركزية العامة بالموصل مقراً مؤقتاً للجمعية. ويبدو أن الموافقة على أن تكون مكتبة الأوقاف العامة مقراً للجمعية لم تحصل،وكانت اجتماعات الهيئة الإدارية قد توالت في بناية جامعة الموصل في الأشهر الثلاثة الأولى من بدء تأسيس الجمعية، وفي 8 تشرين الأول سن 1974 انعقدت الجلسة الخامسة في المقر الجديد للجمعية بمبنى مصرف الرافدين.
وفي سنة التأسيس الأولى عقدت الهيئة الإدارية سبع جلسات، الأخيرة منها في مساء يوم الإثنين 24 كانون الأول سنة 1973، وفي الجلسات السبع تم إتخاذ قرارات عديدة، منها: تشكيل لجنة للإشراف على مجلة الجمعية من يوسف ذنون، وصلاح الدين عزيز، والدكتور سالم الحمداني، وميسر صالح الأمين،وعبد الوهاب العدواني، ومحمد نايف الدليمي، وتقرر أن يكون عنوان المجلة: (مجلة التراث العربي)، ولتعذر إصدار المجلة أصدرت الجمعية بعد ذلك نشرة عنوانها: (نشرة الخط العربي) وفي تلك الجلسات التأسيسية تم تشكيل لجان للخط، والمكتبة، والمخطوطات، والتاريخ والآثار، وقد تقرر أن يكون يوسف ذنون مسؤولاً عن لجنة الخط، وميسر صالح الأمين مسؤولاً عن لجنة المكتبة، وعبد الوهاب العدواني مسؤولاً عن لجنة المخطوطات، وسعيد الديوه جي مسؤولاً عن لجنة التاريخ والآثار. كما تم قبول سالم سعيد عبد الله الصميدعي عضواً عاملاً في الجمعية بعد فحص بحوثه. وتقرر في الجلسة الثالثة المنعقدة يوم 17 أيلول 1973 انتخاب سعدي عياش عريم محافظ نينوى رئيساً فخرياً للجمعية، وفي الجلسة الثانية المنعقدة يوم 10 أيلول 1973 قبل فيصل محمد الأرحيم عضواً عاملاً في الجمعية، كما قبل عبد العزيز حامد يحيى اليوزبكي عضواً مشاركاً، وأحمد الحاج اسماعيل جقماقجي وأحمد اسماعيل أحمد عضوين في الجمعية في مجال الخط العربي.
وفي السنة الثانية لتأسيس الجمعية، عقدت الهيئة الإدارية (12) جلسة، كانت الأولى في 4 شباط 1974. وكانت الجلسة الثانية عشرة يوم 13 كانون الثاني 1975، وقد اتسعت قاعدة الجمعية لتضم اعضاءاً جدداً، منهم: عبد الرزاق سليمان الشماع، والدكتور عادل نجم عبو، وعبد الله أمين عبد الله أغا، وحازم عبد الحميد مصطفى، وجليل رشيد فالح، وباسم ذنون يونس السبعاوي، والدكتور طلعت رشاد الياور، والدكتور محمود الحاج قاسم محمد، وزهير صالح داود جليميران، وطارق طه حسن الشبلي، وعلي قاسم عبد الله الجمعة، وطلال حامد الصفاوي، وعدنان أحمد عزت آل قاسم أغا، ووعد الله إبراهيم احمد الشيخ ظاهر، وفريال فاضل احمد العمري، وسهام شمس الدين اسماعيل، وحكمت نجيب عبد الرحمن، وحسين قاسم يحيى الفخري، وعباس حسن الي-اس الطائي، ومؤيد صديق عبد الرحمن، والدكتور عماد احمد الجواهري، وعلي حامد عبد المجيد الراوي، وعبد الوهاب رمضان مطر.
وبين 27 كانون الثاني 1975، وأواخر سنة 1983 عقدت الجمعية جلسات كثيرة دوّنت محاضرها بشكل نظامي، وكان أعضاء الهيئة الإدارية يذيلون كل محضر بتواقيعهم، ولعل من أبرز قرارات الهيئة الإدارية للجمعية خلال المدة المذكورة:

1- إسهام الجمعية في إعداد الكراريس والكتب التي تعدها محافظة نينوى عن مهرجان الربيع الذي كان يقام سنوياً منذ سنة 1969.
2- التعاون مع المركز الثقافي الإجتماعي لجامعة الموصل في مجال إعداد المحاضرات وعقد الندوات.
3- تنظيم سفرات ترفيهية لمنتسبي الجمعية.
4- إقامة حفلات تأبين لبعض الراحلين من الشخصيات العلمية والفنية في الموصل، كالحفل التأبيني الذي أقامته الجمعية يوم 26 نيسان 1975 لمناسبة أربعينية الخطاط محمد صالح الشيخ علي.
5- إقامة معارض للخط العربي والزخرفة الإسلامية.
6- الإحتفال بالمناسبات الدينية والعلمية كالمولد النبوي ويوم العلم.
7- قبول الدعم المالي من جامعة الموصل للجمعية، كما حدث في يوم 5 شباط 1980حين تسلمت الجمعية مبلغاً من الجامعة قدره (200) دينار تم إيداعه في حسابها بمصر الرافدين لتمويل نشاطاتها.
8- الإتصال ببعض المؤسسات العلمية المهتمة بالتراث والمخطوطات كمعهد المخطوطات العربية في جامعة الدول العربية في القاهرة لوضع إتفاقيات للتعاون وتبادل المخطوطات.
وكان للمرأة الموصلية نصيب في جمعية التراث العربي، فلقد تم قبول انتساب عدد من النسوة المهتمات بالتراث والخط العربي،ومنهنَّ: سهام شمس الدين إسماعيل، وفريال فاضل أحمد العمري، ووسامة توفيق عادل البكري، وبشرى حمدي البستاني، وسعدية علي الشاهين، وفريال حمدي الدباغ، ونسرين إدريس صالح، ومما يلحظ أن معظم المقبولات من الخطاطات أو المهتمات بالخط والزخرفة.

نشاطات الجمعية:
لقد تنوعت نشاطات الجمعية بما بذلته الهيئة الإدارية من جهود حثيثة من أجل أن يكون الجمعية دور فاعل في الحياة الثقافية الموصلية، فعلى صعيد المواسم الثقافية دأبت الجمعية منذ تأسيسها على عقد سلسلة من المواسم الثقافية التى ألقيت فيها محاضرات تاريخية وتراثية وفنية، وفي الجدول الآتي عناوين المحاضرات، وأسماء المحاضرين، وتواريخ الإلقاء:

ت
عنوان المحاضرة
اسم المحاضر
التاريخ
1
الخط العربي عبر العصور
يوسف ذنون   عبد الله
17 شباط 1974.
2
الريازة العربية في الجامع الكبير
د. أحمد قاسم الجمعة
28 شباط 1974
3
ملاحظات في تحقيق التراث
د. نوري حمودي القيسي
17 آذار 1974
4
الملاح العربي ابن ماجد
عبد الرزاق سليمان الشماع
21 آيلول 1974
5
دستور المدينة
د. هاشم يحيى الملاح
14 تشرين الثاني 1974
6
شعبان الآثاري الموصلي
محمد علي الياس العدواني
3 آذار 1975
7
نظرات في الفن الموصلي
محمد نايف الدليمي
12 آذار 1975
8
الفن بين التراث والمعاصرة
فرج عبو
21 نسيان 1975
9
الموشح: نشأته وتطوره
محمد نايف الدليمي
12 آيار 1975
10
نحن والتراث
د.حسين نصار (مصري)
23 تشرين الثاني 1975
11
الصهيونية بعد حرب 1974
توفيق ظاظا (مصري)
29 كانون الأول 1975

12
كتاب شرح الجلي على البيت الموصلي
د. حسين علي محفوظ
28 نسيان 1977
13
المقامات وأثرها في الأدب الفارسي
د.طلعت محمد سليمان أبو فرحة (مصري)
21 كانون الاول 1977
14
دراسات في وثائق المقاومة الفلسطينية
د. عماد أحمد الجواهري
7 كانون الاول
1978
15
موقف علماء المسلمين واليهود من ترجمة القرآن والتوراة
د. عرفة حسين مصطفى (مصري)
11 كانون الثاني 1979

وعلى صعيد تنظيم الندوات، نظمت الجمعية الندوات الآتية:
1- ندوة الفن الإسلامي - يوم 6 آذار 1974 في قاعة النشاط المدرسي،وأسهم فيها الفنان فرج عبو، والفنان كاظم حيدر، والفنان نجيب يونس، فضلاً عن أعضاء الجمعية يوسف ذنون وسعيد الديوه جي والدكتور أحمد قاسم الجمعة.
2- الندوة العلمية حول عميد الخط العربي هاشم محمد البغدادي - مساء يوم 30 نيسان 1974 في قاعة الأعدادية المركزية.
كما نظمت حفلان تأبينيان الأول منها - كما أسلفنا - للمرحوم الخطاط محمد صالح الشيخ علي - يوم26 نيسان 1975في قاعة المتحف الحضاري،والثانية للمرحوم ميسر صالح الأمين يوم 9 أيار 1977 في قاعة المتحف الحضاري، وقد ابدعت الجمعية في إقامة دورات كثيرة لتعليم الخط العربي والزخرفة العربية، وانتظم في هذه الدورات عدد كبير من عشّاق الخط العربي، وكانت مجانية تستغرق كل واحدة منها شهراً واحداً، وقد أسهم في الدورة الأولى التي أقيمت بين (1 - 30 حزيران) سنة 1974 (11) مشاركاً، وحاضر فيها عباس حسين ألياس ومحمد نجيب جميل، واقتصر فيها على تعليم خط الرقعة. وأقيمت الدورة الثانية في جامع الصديق في حي الثورة، وحاضر فيها علي حامد الراوي، وانتظم فيها (31) مشاركاً لتعلم خط الرقعة كذلك، وطيلة حياة الجمعية توالى خط تنظيم الدورات في الجوامع والمدارس ومراكز شباب الموصل حتى بلغ عدد المشاركين قرابة (399)مشاركاً ومشاركة، وكان المشاركون يمنحون شهادات تقديرية في حفل تقيمه الجمعية بعد انتهاء كل دورة. ولم تقتصر إقامة الدورات على الخط العربي، بل عقدت دورات مماثلة عن (الزخرفة العربية) حاضر فيها طالب أحمد بكر العزاوي  المعني بالزخرفة عناية كبيرة.
وقد شاركت الجمعية في نشاطات مهرجانات الربيع السنوية في الموصل بإقامة معارض لأعلام ومخطوطات الموصل، وكان لأعضاء الهيئة الإدارية في الجمعية إسهام في بعض اللجان التراثية التي تشكلها بلدية الموصل أو المؤسسة العامة للآثار لدراسة موضوعات مهمة من قبيل إحياء تراث المدينة،وتحديد الأماكن الأثرية والتراثية الموصلية.
ودأبت الجمعية على إقامة دروس خصوصية للخط العربي حتى أنها خرّجت خطاطين بارزين منحوا فيها الإجازة لفن الخط،وكان الأستاذ يوسف ذنون هو المدرس الأول في تلك الدروس. وقد انتظم فيها تلاميذ كثيرون منهم: محمد نايف الدليمي، وعبد الوهاب العدواني، ومحمد قاسم مصطفى، وغيرهم.
وكانت للجمعية صلةعمل وتعاون مع بعض المؤسسات الرسمية والشعبية، كجامعة الموصل، والمديرية العامة للتربية،ومجلس الشعب، ومراكز الشباب، وإتحاد النساء، وقد اتسع التعاون في مجالات الخط،كما كان لأعضاء الجمعية نشاط في مجال نشر المقالات التاريخية والتراثية في الصحف والمجلات الموصلية بخاصة والعراقية بعامة. كما أقامت الجمعية المعارض الفنية أو شاركت بأعضائها في كثير من أمثالها من محلية ووطنية وعربية تتعلق بالخط العربي والزخرفة، ومما أقامته أو شاركت فيه :


1- معرض الخط العربي سنة 1979، لمناسبة عيد العلم.
2 - المعرض القطري للخط العربي سنة 1979، وقد أقيم في قاعة وحدة التدريب في الموصل.
3- معرض الخط العربي سنة 1980، وقد أقامته الجمعية في قاعة الجامعة المستنصرية ببغداد لمناسبة انعقاد مؤتمر الحوار العربي - الأوربي.
4- معرض الخط العربي سنة 1980، وقد أقيم في دولة قطر.
5- معرض الخط العربي سنة 1980، وقد أقيم في سوريا.
6- معرض للخط العربي سنة 1981، وقد أقيم في مبنى المكتبة المركزية العامة بالموصل.
7- معرض للخط العربي والزخرفة، وقد أقامته عضوة الجمعية الفنانة فريال فاضل العمري في قاعة مديرية الإعلام الداخلي يوم 3 أيلول 1981، ثم انتقل إلى بغداد، ليعرض في قاعة جواد سليم في متحف الفن الحديث.

نشرة الجمعية:
منذ بواكير تأسيس الجمعية تقرر التهيئة لإصدار مجلة تراثية وتاريخية بإسمها، ففي الجلسة الخامسة للهيئة الإدارية يوم 8 تشرين الأول 1973 تشكلت لجنة برئاسة يوسف ذنون وعضوية كل من الدكتورسالم الحمداني،وعبد الوهاب العدواني، ومحمد نايف الدليمي، وميسر صالح الأمين، وصلاح الدين عزيز، لوضع خطة إصدار المجلة ()، ولكن ذلك اصطدم بعقبتين، أولاهما: عدم توفر الإمكانية المادية لإصدار المجلة. والثانية: رفض السلطة المعنية منح الإمتياز، فتم الإتفاق في الجلسة التاسعة للهيئة الإدارية يوم 8 تشرين الأول 1974رفع كتاب للسيد المحافظ للسعي لدى رئاسة الجمهورية لمنح الجمعية امتيـاز إصدار مجلـة باسم (مجلة التراث العربي) في الموصل. ويبدو أن ذلك لم يتحقق كذلك، فاقتصر الأمر على إصدار نشرة دورية - بخط اليد، (غير مطبوعة) باسم (نشرة الخط العربي)، وصدر العدد الأول منها يوم 9 تشرين الثاني 1973، وقد كان آخر عدد برقم (376)، وصدر يوم 29 نيسان 1982. وقد احتفظت الجمعية ب- (8 مجلدات)، ضمن الأعداد كلها، وقد ضمَّ المجلد الأول - على سبيل المثال - الأعداد: (1 - 52) والمجلد الثاني الأعداد (53 - 104)، والمجلد السادس الأعداد (261 - 300) وهكذا.
ومن خلال متابعة اعداد النشرة يتضح أنها كانت تعنى بجوانب مختلفة من الخط العربي، فالعدد (73)- وهو عدد ممتاز صدر في 28 نيسان 1975 - وضم المحتويات الآتية: مسابقة العدد، لوحة العدد، الخط العربي ومدينة الموصل للأستاذ يوسف ذنون، هاشم الخطاط في سطــور للأستاذ محمد نجيب جميل. وضمَّ العدد (53) الصادر يوم 29 تشرين الثاني 1974: لوحة العدد للخطاط باسم ذنون، ودرس الأسبوع، وترجمة خطاط، وكان (محمد صالح الموصلي)، وأخبار الخط العربي، وافتتاح معرض المخطوطات النادرة في مكتبة الأوقاف، وقد ضمت الأعداد الـ (376) كلها،معلومات ثرّة عن الخط العربي،والخطاطين العرب القدامى والمحدثين. ولم يخل عدد من النشرة من الأخبار المتعلقة بالخط والمخطوطات والتراث، وفيما يأتي ذكر لنماذج من اللوحات التي ضمتها النشرة بأسماء خطاطيها:
1- لوحة (للخطاط باسم ذنون) ، نصها:] كُتُبٌ قَيِّمَةٌ[ضمها العدد (53)
 الصادر في 29 تشربين الثاني 1974.
2- (لوحة للخطاط يوسف ذنون) نصها: ]أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ  [
ضمها العدد (54) الصادر في 20 تشرين الثاني 1974.
3- (لوحة للخطاط يوسف ذنون) نصها:] وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [
ضمها العدد  (55) الصادر في 9 كالنون الأول 1974.
4- (لوحة للخطاط عبد الغالي عبد الرزاق) نصها: (الحمد لله منشئ الخلق من عدمه) ضمها العدد (57) الصادر في 20 كانون الأول 1974.
5- لوحة (للخطاط طالب احمد بكر العزاوي) نصها:]فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ[ضمها العدد (58) الصادر في 27 كانون الأول 1974.
6- لوحة(للخطاط إبراهيم فاضل المشهداني) نصها: ] اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّك[َ  
ضمها العدد (62) الصادر في 24 كانون الثاني 1975.
7- لوحة( للخطاط علي حامد الراوي) نصها: (خير الناس من نفع الناس)ضمها العدد (93).
8- لوحة (للخطاط [ عباس حسين) نصها:] وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ[ضمها العدد (99).
9- (لوحة للخطاط محمد نجيب) نصها: (الحمد لولي الحمد) ضمها العدد (104).
وقد حرصت النشرة على تراجم حيوات الخطاطين، وذكر إسهامات العديد من قداماهم ومحدثيهم، ومنهم:
1- محمد صالح الشيخ علي الموصلي
2- الملا علي الدرويش
3- صالحة خاتون النقشلي
4 - محمد صبري الهلالي
5 - محمد صابر علي
6- سفيان الوهبي
7- قوسي البغدادي
8-هاشم الخطاط البغدادي وصدر عنه العدد (73) الممتاز لمناسبة الذكرى الثانية لوفاته، وكان قد (توفي في 30 نيسان 1974) وضمّ العدد مقالات تعريفية بإسهاماته الفنية، كتبها يوسف ذنون،وعباس حسين، ومحمد نجيب جميل، وباسم ذنون،وطالب أحمد العزاوي،وإبراهيم فاضل المشهداني، و عبد العالي عبد الرزاق النجم، فضلاً عن قصيدة للشاعر صلاح الدين عزيز.
9 - طارق طه الشبلي
10- علي حامدالراوي
11- خير الدين حامد
12- ذنون خطاب
13- سالم عبد الهادي عبدالله
وقد ضمَّ العدد (73) نفسه تعريفات بـ (27) خطاطاً من خطاطي الجمعية، كتبها إبراهيم فاضل المشهداني، مع توثيق لتواريخ انتسابهم إلى الجمعية، ونبذ عن مؤهلاتهم العلمية والفنية.
وقد كلفت لجنة الخط والزخرفة في الجمعية من المهتمين بالخط إجراء جرد شامل للخطاطين القدامى والمحدثين لتهيئة قاعدة معلومات عن كل واحد منهم، وتم إنجاز الكثير في هذا المجال، ووضعت تفصيلات عن المصادر المتعلقة بعدد من الخطاطين البارزين أمثال: حمد الله الأماسي،وعبد الله زهدي،وأحمد القره حصاري، وإسماعيل البغدادي، محمد عزت الكركوكلي، ومصطفى راقم، وعبد العزيز الرفاعي.
ومما قامت به اللجنة نفسها استفتاءً عن الدورات التي تنظمها الجمعية، وأعد الأستاذ يوسف ذنون استمارة لهذا الغرض،وزعت على المشاركين في الدورات لملئها، والإستفادة منها في تطوير الدورات، كما شجعت الجمعية اعضاءها على وضع تصاميم لأغلفة (نشرة الخط العربي) التي تصدرها فتلقت (16) تصميماً، أعدها منتسبوا الجمعية من المهتمين بالتصميم والخط والزخرفة، وحرصت الجمعية على إعداد مسابقة بعنوان (مسابقة العدد)، وذلك لنشر صورة للوحة خطية محذوف اسم معدها، ومطالبة القراء بمعرفته، ومنحت جوائز للفائزين، وكانت المديرية العامة للتربية في الموصل قد استحسنت نشاط الجمعية فوسعت دائرة إقامة دورات لخطوط الرقعة والكوفي والديواني لطلبة المدارس، فكانت تلك الدورات فرصاً طيبة لظهور الكثير من ذوي الإستعدادات الفنية المبكرة، وكذلك قررت منح الطلبة المتميزين جوائز خاصة كما حدث في تشرين الأول1975.

حل الجمعية:
حين تأسست في بغداد، بموجب قانون الجمعيات ذي الرقم (55) لسنة 1981 جمعية باسم (جمعية إحياء التراث العربي الإسلامي)، كان من بنود نظامها الداخلي إنشاء فروع لها في المحافظات، وحاول مؤسسوها – ورئيسها آنذاك (خير الله طلفاح) 1913 - 1993) - احتواء الجمعيات المماثلة ومنها:(جمعية التراث العربي) الموصلية، ثقل على مؤسسي (جمعية التراث العربي) وأعضائها أن تفقد جمعيتهم شخصيتها المعنوية المستقلة، فاضطروا إلى التلكؤ في حل جمعيتهم، ودمجها في الجمعية الجديدة. وجاء في محضر الجلسة (38) لهيئتها الإدارية يوم الإثنين 3 كانون الأول 1982 ما يشير إلى توقف اجتماعات الهيئة الإدارية، ونشاط الجمعية أكثر من ثمانية شهور، وعلل ذلك " بظروف الجمعية،وانتظار نتيجة الإتصالات الرسمية مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتقرير وضع الجمعية والنظر في أمر دمجها مع جمعية (إحياء التراث العربي الإسلامي ببغداد) أو إبقائها، بإعتبارها جمعية علمية تتبع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وفق أحكام الفقرة ه من المادة الثالثة عشرة من قانون الجمعيات العلمية رقم (55) لسنة 1981 ".
ويبدو أن الهيئة الإدارية للجمعية لم تستطع مقاومة حل الجمعية وتحويلها إلى فرع مرتبط بجمعية أحياء التراث العربي الإسلامي ببغداد، وبخاصة وصول ممثل المركز العام للجمعية المذكورة إلى الموصل، أمين سرها الدكتور عابد توفيق الهاشمي، وفي عصر يوم السبت الموافق 10 آذار 1984جرت انتخابات الهيئة الإدارية لفرع الموصل من (جمعية إحياء التراث العربي الإسلامي) في مقرها المؤقت الكائن في بناية المتحف الحضاري بالموصل، وهكذا تشكلت الهيئة الإدارية الجديدة بالإنتخاب من السادة:
1- يوسف ذنون وحصل على 15 صوتاً.
2- أحمد قاسم الجمعة وحصل على 14 صوتاً.
3- طالب احمد بكر العزاوي وحصل على 14 صوتا.ً
4- باسم ذنون يونس وحصل على 13 صوتاً.
5- عبد الله أمين عبد الله أغا وحصل على 11 صوتا.
6- علي حامد الراوي وحصل على 10 أصوات.
7- مؤيد محمود محمد وحصل على 10 أصوات.
8- محمد قاسم مصطفى وحصل على 9 صوات.
9- عبد الوهاب رمضان مطر وحصل على 9 أصوات.
وقد فاز بعضوية احتياط كل من الدكتور طارق عبد عون الجنابي، وجليل رشيد فالح، وعباس حسين ألياس، وعقدت هذه الهيئة الإدارية في اليوم المذكور آنفا(15 آذار 1984)اجتماعاً أسفر عن انتخاب الدكتور أحمد قاسم الجمعة رئيساً للجمعية، ويوسف ذنون نائباً للرئيس، وطالب أحمد بكر العزواي، أميناً للسر، ومؤيد محمود محمد أمينا للصندوق.

خاتمة:
لقد عقدت الجمعية الجديدة حتى سنة 1985 اجتماعات عديدة تقرر فيها اعتبار ممتلكات (جمعية التراث العربي) السابقة في الموصل ملكاً للجمعية الجديدة، وحاول فرع الموصل لهذه الجمعية القيام ببعض النشاطات، ولكن ذلك لم يتحقق لعوامل كثيرة في مقدمتها أن مركزها العام في بغداد كان عاجزاً عن دعم الفروع في المحافظات، فضلاً عن عزوف الأعضاء عن الإلتزام بحضور الإجتماعات والنشاطات المحدودة التي كانت تقوم بها، فتفككت عراها، وانصرف الكثير من اعضائها إلى اعمالهم ونشاطاتهم الفردية، وجاءت الضربة القاضية للجمعية الجديدة عندما صدر قرار بحلها إجمالاً، وتمت عملية تصفية مقر فرعها في الموصل يوم 31 آب سنة 1986.
وهكذا لم تخسر فرعها شيئاً يذكر قبالة خسرانها لجمعيتها الموصلية الأولى: (جمعية التراث العربي)، هذه الجمعية التي كانت من أبرز الجمعيات التي شهدتها الموصل في تاريخها المعاصر، فلقد كان لها دورها الفاعل في تنشيط الحركة الثقافية الموصلية وتوسيع قاعدة المثقفين في المدينة، فتحية لمؤسسي الجمعية الأحياء،والرحمة والرضوان للذين سبقونا إلى دار الحق، فلقد أدوّا واجبهم تجاه مدينتهم وتراثها وتاريخها.


وصباحكم خير

                                                                         ساحة الامويين في دمشق وصباحكم خير وكان العراقيون عندما يصفون الدنيا...