الاثنين، 11 أبريل 2011

العشوائية في حياتنا

العشوائية في حياتنا

العشوائية



أ.د. ابراهيم خليل العلاف


استاذ التاريخ الحديث- جامعة الموصل


يستخدم مصطلح (العشوائية) أو (العشوائيات) للدلالة على الفوضى ،الفوضى في الكلام: الفوضى في السكن.. الفوضى في الشوارع.. الفوضى في مؤسسات الدولة والمجتمع... ويبدو ان (العشوائية) ليست مقتصرة على مجتمع معين من المجتمعات... وانما هي ظاهرة موجودة في كل بلدان العالم الثالث ومنها بلدنا.. فالعشوائية تطغي اليوم على المجتمع حيث لاضابط ولا رابط وخوف ولاحياء ولا اعتبارات. يتحدث احدهم وكأنه الشخص الوحيد الموجود بالكون. هو الذي يعرف.. وهو الذي يخطط.. وهو الذي ينفذ .. وهو الذي يرسم للاخرين حياتهم.. وهو الذي يعرف علية القوم.. وهو الذي يعرف لماذا وقعت الحادثة الفلانية ومن وراءها؟ وهو الذي يعرف لماذا وكيف .. والى اين !! أية عشوائية هذه!!


والعشوائية موجودة في شوارعنا ..لم يعد الواحد منا ينتبه لاشارات المرور ولا حتى لشرطة المرور.. يريد ان يبقى الشارع له وحده.. يسير في الاتجاه الذي يريد ويتوقف متى اراد ويضع على سيارته الصور والاشكال والالوان والاشارات التي يحبها هو دون غيره.. أية عشوائية هذه!!.


والعشوائية الان تسود في الطرقات .. لا جزرة وسطية اليوم ولا (منهولات) ولا اشجار زينة ولا شوارع مبطلة وبلغة اخواننا ضباط المرور (مؤثثة) حيث لا علامات ولادلالات.


والعشوائية اليوم نجدها في كل مكان .. في المقهى ، وفي الدائرة، وفي الدكان وفي الشارع.. ماالذي جرى ايها الناس وانتم على الاقل في مدينتنا العزيزة هذه معروفون بالانضباط ،والجدية ،والعمل الحثيث والغيرة على البلد وحب النظافة والايمان بالعلم ،واحترام القانون..


لابد ان نرجع الى رشدنا ونبعد العشوائية عن مسارات حياتنا لكي يحق لنا ان نكون متحضرين وقادرين على العمل والانتاج ، فالعشوائية والعبثية والفوضى وعدم الانضباط كلها ظواهر بعيدة عنا..بعيدة عن ديننا .. بعيدة عن اخلاقنا.. بعيدة عن قيمنا ونحن على يقين بان كل من يقرا هذا سوف يكون اداة لايصال الفكرة الى من حوله.. ونقصد فكرة نبذ العشوائية والتمسك بقيم مجتمعنا الاصلية في احترام الذات .. واحترام الاخرين ،واحترام الوقت ،واحترام الجهد ،واحترام القانون ،واحترام العرف الذي توافقنا عليه عندما شكلنا مجتمعنا هذا الذي ينبغي ان يكون احسن واجمل وارقى واعلى واغلى مجتمع في العالم..


واخيراً ان نحن استطعنا ان نتجنب العشوائية في تصرفاتنا في مواطن سكنانا وفي مقرات عملنا، وفي مدارسنا وجامعاتنا، وفي كل حالاتنا ،نكون قد وضعنا اولى خطواتنا للسير في الطريق الصحيح..


اللهم أبعد عنا العشوائية في حياتنا وتصرفاتنا.. واهدنا سواء السبيل انك سميع مجيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...