السبت، 9 أبريل 2011

هذي ذرى مصر

هذي ذُرى مصر











والحاكمون .. أقالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُم / يَسعَونَ في الأرضِ تَزميراً وتَطبيلا

لِذا .. نُعاقِبُهُم حُبَّاً، وَمَغفِرَةً / وَقَد نُعاتِبُهُم قَتْلاً وَتَرحيلا!










ميدل ايست أونلاين










للشاعر الكبير عبدالرزاق عبدالواحد


















علَيكِ مصرُ سلامُ اللهِ ما طَلَعَتْ ** شمسٌ، وأسْرَجَ فيكِ الضَّوءُ قِنديلا














رَتـِّـلْ قـَصـيـدَكَ كالآيـاتِ تـَـرتـيــلا






واجعَـلْ حروفـَـكَ مِـن ضَـوءٍ قــَنـاديـلا






وَقـَبِّـل ِالأرضَ، كلَّ الأرضِ، تـَقـبـيـلا






فـأنـتَ تـَسـتـَقـبـِلُ الأهـرامَ والـنـِّـيـلا!






هذي ذُرى مصر، كي تـَدنـُو لِهـَيـْبَـتـِها






أنـْـشـِـدْ لـَو اسـْطـَعْـتَ قــُرآنــا ًوإنجـيـلا!






وَلا تـُأوِّلْ لـِمِـصرٍ أيَّ مـُعـْجـِـزَ ةٍ






إنَّ الـحـَقـائـِـقَ لا يـَـقـْـبـَـلـْـنَ تـأويـلا






وَمِـن حَـقــائـِق ِ مـِصرٍ أنْ بـِتـُربَـتـِهـا






آيــاتُ بـَدْءِ الـسَّـنـا نـُـزِّلـْنَ تـَـنـزيـلا






أيـَّـامَ كـُلُّ الــدُّنــا عـَمَّ الـظـَّلامُ بـِهـا






وَكـُـلُّ أسـمـائـِهـا كـانـَتْ مـَجــاهـيـلا






أُولى الشـُّموس ِأضاءَتْ مصرُ مَشرِقـَها






حـتى غـَدا ضـَوؤهـا لـِلأرض ِ إكـلـيـلا !






أ ُمَّ الحـَضاراتِ ..هـَلْ غـَيـْبٌ فـَنـَسـألـُه ُ






أمْ واقـِعٌ ظـَلَّ فـيـهِ الـكـَونُ مَشغـولا؟






لـِلـيـَوم ِ مـُعـْجـِزَة ُ الأهــرام ِ زائـِرُهـا






إذا رَنــا رَدَّ عـَـنـهـا الـطـَّرْفُ مـَذهـولا






يُـلـقي أبـو الهـَول ِهـَولا ً في مَـفـاوُزِهـا






خـَمسـينَ قـَرْنـا ًقـَضَى عَـنهـُنَّ مَسـؤولا






تـُضيـفُ عُـمْرا ًلـِعـُمْر ِالـدَّهـْر ِهـَيـْبـَتـُه ُ






كـأنـَّـهُ يـُوسـِـعُ الأيـَّــامَ تـَحــلــيـلا!






وَهـا مـَتاحـِفُ كـُلِّ الأرضِ تـَمـلـؤهـا






آيــاتُ مـِصـرَ كـُنـوزا ً أو تـَمـاثــيـــلا






وَكـَنـْزُهـا، كـَنـْزُهـا الأبـْهى عروبـَتـُهـا






يـَظـَلُّ في أحْـلـَكِ الـسَّـاعـاتِ مَـأمـُولا






وَدارُهـا الــدَّارُ، مـا دارَ الـزَّمـانُ بـِـنـا






يـَبْـقـى بـِنـَخـْـوَة ِ مـِصريـِّيـنَ مَـأهـُولا!






هيَ الـدَّريـئـَةُ، وَهيَ الأ ُمُّ مـا نـَكـَفـَتْ






والـكـِبْـريـاءُ المُرَجـَّى، والـيَـدُ الطـُّولى!






والـلـهِ لـَو أنَّ أرضَ الـعُـرْبِ أجْـمَـعـَهـا






جَـفـَّتْ، وَصَبْـرُ الـدَّوالي فـَوقـَها عِـيـلا






لـَصَعـَّدَ تْ مِصرُ لـِلـجـَوزاءِ قـَبضَـتـَهـا






وَسـَـيـَّلـَتْ شـَعَـفـَاتِ الـغـَيـم ِ تـَسـيـيـلا!






هيَ الـذ َّخـيـرَة ُ.. تـَبـقى دائـِمـا ً أمـَلا ً






جـِـيـلٌ يـُبـَشـِّـرُ با ســتـِقـبـالـِهِ جـيـلا!






يـا أ ُمَّ شـَوقي، وَشـَوقـي لا مـَثـيـلَ لـَه ُ






في حَومَة ِالشـِّعْـر ِلا كـِبْـراً، ولا طولا






فـي كـُلِّ بـَحْـر ٍلـَه ُ مـَوجٌ وأشـرِعـَة ٌ






تـَخـُصـُّه ُ هـوَ، يـُجْـريـهـا مـَراســيـلا






للهِ .. لـِلـمـُصطـَفى .. حتى إذا بـَلـَغـَـتْ






لِلـنِّـيـل ِ.. زَجَّـلـَهـا م ِالـحُـبِّ تـَزجـيـلا!






حَتى الأ ُطـَيـفـالُ صاغـُوا مِن قـَصائِدِهِ






قـَـلائـِداً لـَبـِسـُـوهـا، أو جـَـلاجـيـلا!






ما زالَ مِن دَمعـِه ِالجاري على بـَرَدى






سـَيْـفٌ يـَضُـجُّ مَعَ الأمواج ِ مَسـلولا






يَصيحُ بالعُرْبِ كلِّ العُرْبِ هَـل بَـقـيـَتْ






تـِلـكَ الـشـَّهـامَة ُ أم صـارَتْ أقـــاويـلا؟






هـذي قـصائـِدُه ُ الـكـُبـرى تـُعَـلـِّـمُـنـا






كـيـفَ الـمَجـَرَّاتُ يـَشـَّـكـَلـْن َتـَشـكـيـلا






عـبـدُالـوَهــاب حَـبـاهـا عـَبـقـَريـَّـتـَه ُ






وَاُمُّ كـُلـثـوم صـاغـَتـْهـا هـَلاهـيـلا!






وَشـَعـبُ مِـصـرَ سـَـقـاهـا أريـَحـيـَّـتــَه ُ






فـَلـَيـَّـلـَتْ، فـَتـَمـادى الـلــَّيـلُ تـَلـيـيـلا!






حَتى إذا الـفجْـرُ أدنى شـَمسـَهُ رَمَشـَتْ






جـُفـونـُهـا، ثـُمَّ عـادَ الـجـَفـْنُ مَسـبـولا!






أ ُمَّ الـعَـمالـيـقِ، قـُولي لـِلـزَّمان ِكـَفى






جـاوَزتَ حَـدَّكَ تـَعـلـيـلا ً، وَتـَمْهيـلا






لـَسـنا صِـغاراً لـِتـُهـديـنـا دُمىً وَحِـلـىً






وَلا سـُـكـارى لـِتـَسـقـيـنـا مـَواويــلا!










































فـَنـَحـنُ قـافـِلـَـة ُ الأهـرام ِ..تـَعـرِفـُهـا






ســتـُّونَ قــَرْنـا ًوَمـا بـَـدَّلـْـنَ تــَبـديـلا!






حاشاكِ مصرُ.. بـَلـَغـْتِ الـنـَّجْـمَ راهـيَـة ً






أيـَّـامَ كـُلُّ الــوَرى كانـوا تـَنـابـيـلا!






نـَسِيتَ بَغـداد؟.. قالـَتْ لي، فـَجَـفـَّلـَني






سـُـؤالُ زَوجَـتيَ الـمَـذبـوحُ تـَجـفــيـلا






نـَسِـيتُ بـَغـداد؟!.. وَيْـلـُمِّي وَوَيْـلَ أبي






لـَو لـَيـلـَةً بـِتُّ عـَن بـَغـداد مَـشـغـولا






إنـِّي أُشـاغـِلُ رُوحي عـَن مَـذابـِحِـهـا






كـَي لا أصيـرَ مـَعَ الإدمـان ِ مَخـبـُولا






نـَسيتُ بغداد؟.. أنسى؟.. كيف؟.. إنَّ لـَها






عـَدَّ المَسـامـاتِ في جـِلـدي تـَفـاصيـلا






تـَبـَرْعَمَتْ في دَمي حتى غـَدَتْ وَرَما ً






دَمـامـِلا ً مـِلْءَ روحي أو ثــآلـيـلا






هَجَرتَ بغداد ؟ حاشا.. مُنذ ُأن ذُبـِحَتْ






صندوقُ قـَلـبي عَـلـَيهـا ظـَلَّ مَـقـفـولا






فحَيْـثما صِرتُ أمضي يُبصِرون مَعي






نـَهـراً مِن الـدَّمع ِفي عـَيـنـَيَّ مَحمولا!






يُقـالُ رزّاقُ مـا تـَـنـفـَـكُّ أدمـُعُـه ُ






تـَجري ، فـَماذا يُريدُ الـنـَّاسُ تـَعـليـلا؟






أهـلي، وَجيرانُ أهلي كـُلـُّهُم ذُبـِحُوا






وَقــُتـِّـلَ الـنـَّاسُ كلُّ الـنـَّاس ِتـَقـتـيـلا






وَقـُطـِّعَـتْ جُـثـَثُ الأطفال ِواقـتـُلـِعَـتْ






أحـشاؤهـُم .. عـَلـَنـا ًحُـمِّـلـْنَ تـَحْـميـلا






مِلْءَ الـمَشـافي بـِأمـريـكا مَحاجـِرُهـُم






بـِيعَـتْ، وشَعْـفاتـُهـُم صارَتْ مَناديلا






تـِجـارَة ًجـُثــَثُ الأطـفـالِ في وَطـَني






أضحَتْ، وَحُلـِّلَ خَطفُ الطـِّفـل ِتـَحليلا






أمّا بيوتُ بـَني أُمّي، فـَصرتَ تـَرى






في كـُلِّ بـَيـتـَيـنِ هابـيـلا ً وَقـابـيـلا!






يـَذَّابـَحُـون .. وأمـريـكـا، وَزُمرَتـُهـا






تَأتي بـِقـاتـِلـِهـِم فـي الـصُّبْـح ِمَقـتـُولا!






في كُلِّ يَومٍ، معَ الأخبار، صِرتَ ترى






كـُلَّ العِـراق ِعـلى الـسَّاحاتِ مَجْدولا






فـَإن تـَمَعـَّنـْتَ في الأطفـالِ في وَطني






تـَرى عَجـائـِزَ فـي أعـوامـِها الأولـى!






الـلـَّـهَ يـا وَطـَنَ الإنسـانِ، يا وَطـَني






يا كـُلَّ حُلـْم ِحـَمورابي الـذي اغـتيـلا






والحـاكـمون .. أقـالَ الـلـَّه ُعـَثـْـرَتـَهـُم






يـَسعَونَ في الأرض ِتـَزميرا ًوتـَطبيلا






بـِأنَّ حـُرِّيــَّة َ الإنسـانِ فـي وَطـَني






هاجَتْ، فـَتـَحتاجُ تـَرويضا ًوتأهـيـلا






لـِـذا .. نـُعـاقـِـبـُهـُم حُـبـَّاً، وَمـَغـفـِرَةً






وَقـَد نـُعــاتـِبـُهـُم قـَتـْلا ًوَتــَرحـيــلا!






لـكـنـَّنـا، وَحَـيـاة ِالـنـِّـيــل ِيـا وَطـَني






وَحـَقِّ دَجـلـَـةَ مَـهْـمـا مـاؤهـا غِـيـلا






نـَبقى الـكِـبارَ العـراقـيـِّيـن .. أنـْفـُسـُنـا






تُقـيـمُ لـِلـمَوتِ مِـن زَهْـوٍ عـَرازيـلا!






نـَراهُ يـَدنـُو فـَنـَدنـُو.. ثـُمَّ نـَســبـِقـُه ُ






فـَنـَلـتـَقـي .. فـَيـَضجُّ الـمـَوتُ مَذحُـولا






حَـتـَّى إذ ا نـالـَنـا، غاصَتْ أظافـِرُنـا






في لـَحْـمـِهِ .. وَيـَظـَلُّ الموتُ مَـشـلـولا!






فـَلـْيـَسـألِ الآنَ أمـريـكـا أخـُو ثـِقـَةٍ






عَـن جـِلدِهـا جَـفَّ أم ما زالَ مَبـزولا؟!






يا أُختَ سومَرَ بَلْ يا أ ُختَ بابلَ.. بَلْ






يـا أُخـْتَ بـغـدادَ تـَعْـظيمـا ًوَتـَبْجـيـلا






لا أدَّعـي أنـَّـنـي أحـتــاجُ تـَذكـِـرَة ً






فـَمـِنـكـُمـا فـُصِّـلَ الـتـَّاريـخُ تـَفـصيـلا






وَفـيـكـُما، فـيـكـُمـا أعـلى مـَدار ِجـِهِ






شـِـيدَتْ، وأعـظـَمُ مـأثـوراتـِهِ قـيــلا






مَعاً سَمَتْ بـِكـُما الـدُّنيا، مَعا ً كـَفـَرَتْ






كـُفـَّـارُهـا بـِكـُمـا حـِـقـْداً وَتـَضـلـيـلا






لـكـنـَّه ُ زَمـَنُ الـطـُّوفـان ِ يا وَطـَني






والـلـِّعْـبِ بالدَّمِ تـَحْـريـماً وَتـَحـلـيلا






والغـيرَة ِ الحِقـدِ والأطماعُ تـَسْجُرُها






تَـقـودُهـا أُمـَّة ٌ قـد أصبـَحَـتْ غــُولا






الـيـَومَ تـَسـبـِقُ أمـريـكـا جَحافـِلـَهـا






وأمْسِ أبـْرَهـَة ُاسـتـَعدى بـِهـا الـفِـيـلا






يا مِصرُ لو باهـَلـَتـْكِ الأرضُ أجمَعُها






فـَلـْتـَقـتـَرِحُ هـَرَماً، أو تـَجْـتـَرِحْ نـيـلا !






عـلـَيكِ مصرُ سـلامُ اللهِ ما طـَلـَعَـتْ






شمسٌ، وأسْرَجَ فـيكِ الـضَّوءُ قـِنـديـلا






وَما سَرى الـلـَّيـلُ في واديكِ مِكـْحَـلـَةً






آياتُهـا كَحـَّـلَـتْ عـيـنـَيـكِ تـَكحـيـلا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...