معنى فكرة التقدم
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
سألني قبل قليل الاخ الاستاذ ياسر عبود العلواني عن ما اقصده ب(فكرة التقدم) وانا دائما اقول انني اؤمن بفكرتي الحرية والتقدم فأقول ان من ابرز مظاهر الفكر الاجتماعي في القرن التاسع عشر وهو قرن العقل طغيان فكرة التقدم ، وبالانكليزية (Progres) وفكرة التقدم والبحث عن التقدم واساليب تحقيق التقدم يقول الاستاذ الدكتور حاتم الكعبي عالم الاجتماع العراقي الكبير رحمة الله عليه شغلت المفكرين في اوربا خلال القرن 19 ومما اكدوا عليه ان النظام الاجتماعي المتكامل يمكن تحقيقه من خلال التقدم الانساني والثورة الصناعية استطاعت ان تحقق هذا التقدم الذي نشهده اليوم . تقدم يعني عدم الرجوع الى الوراء ،(التقدمي ) هو من لايرضى بالواقع فيغيره نحو الافضل و(الرجعي) هو من يحرص على الواقع ويرضى به بالرغم من مساوئه ونحن في القرن التاسع عشر نعيش التطور العلمي الذي يقودنا نحو مرحلة جديدة هي المرحلة العلمية التي تختلف عن المراحل السابقة التي مر بها الانسان منذ ان خلق واقصد المرحلة اللاهوتية والمرحلة الميتافيزيقية ونحن في القرن التاسع عشر نعيش المرحلة الثالثة وهي المرحلة العقلية او المرحلة العلمية ومن هنا فالتقدم هي فكرة تؤمن بأن الانسان في صيرورة في تقدم في حركة في ديناميكية طالما هو يفكر وطالما هو يعقل وطالما هو يعمل وكل ما هو في الكون يتقدم وكل ماهو في الكون يتطور وهنا دخل علماء الاجتماع على الخط فقالوا بما يسمونه هم (التغير) يمعنى ان الانسان يتغير اجتماعيا ومما يساعده على التغير هو تطور العلم ونمو المعرفة وتعقد الحياة وتوفر الوسائل المادية لتحقيق هذا التغير ولعل المؤرخ العربي الكبير عبد الرحمن ابن خلدون كان اول من تحدث في مقدمته وهو الذي عاش في القرن 14 الميلادي عن التقدم والتغير البشري وجاء بعد ذلك توينبي وشبلنغر ليضعا نظريات في مجال التغير والتطور والتقدم البشري من خلال تفسيرهما للتاريخ واشارتهما الى ان الحضارات تمر بمراحل وتتغير وتتطور وتصاب بالانحطاط ثم التدهور والسقوط وتلك هي سنة الحياة التي نلمسها من خلال دراستنا العميقة للتاريخ البشري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق