الاخ والصديق الاستاذ نبيل يونس دماّن ..............مع التحيات والمحبات
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
وهو من القوش ، وانا أُحب القوش . عشت فيها خلال الثمانينات اكثر من ثلاثة اشهر ، وقضيت فيها وقتا ممتعا احببت اهلها وعرفتها معرفة جيدة .. دير الربان هرمز ، ودير السيدة ، ومرقد النبي ناحوم وعين باندوايا .. كثير من معالم القوش تذكرنا بالبهاء والبطولة والعز والرجولة والمبادئ . القوش الجميلة انجبت رجالا ونساء كثيرين كانت لهم اياد بيضاء في العراق ومحافظة نينوى وفي قصبة القوش واخي وصديقي الحبيب الاستاذ نبيل دمّان .
لدي سيرته الذاتية وهو اليوم يعيش في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الامريكية وفي سيرته محطات مهمة من حياته الغنية ومنها انه ولد في ناحية القوش- محافظة نينوى في 13- 11- 1951، اكمل الدراسة الابتدائية والثانوية في مسقط رأسه ، ثم درس في قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة - جامعة الموصل ، وتخرج فيها سنة 1976، عمل خمس سنوات في مديرية الطرق والجسور بوزارة الاسكان والتعمير- الطرق والجسور، لكنه التحق سنة 1982 بفصائل المعارضة المسلحة ضد النظام القائم آنذاك ، وبعد مرور سنة ترك العراق الى سوريا ومن ثم الى ، جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وحتى سنة 1990، حين غادر الى ولاية مشيغان في الولايات المتحدة الامريكية .
ما يعجبني فيه انه تقدمي يساري وطني احب بلده وعمل من اجله وما يزال .. قرأ الكثير .. كان قارئا نهما احب الشعر وكان يتذوقه وكثيرا ما كانت كلمات الأغاني تأسره .. كما احب المراثي السريانية بلغته الام فكان لا يتوقف عن حضور المنتديات الثقافية والشعرية في جامعة الموصل وفي غيرها ومن ذلك مثلا حضوره في سنة 1974 الأمسية الشعرية في ( نادي بابل الكلداني) ببغداد وكانت بعنوان : ( الشعر المقاتل) وقد شارك بقصيدة عنوانها : " رسالة مقاتل في الجبهة الى ذويه " نالت استحسان الجميع، علما بانه قدمها الى اللجنة الثقافية للاتحاد الوطني لطلبة العراق بكلية الهندسة جامعة الموصل ليلقيها في احد مهرجانات الشعر لكنها رفضت.
عند تواجده في جمهورية اليمن الديمقراطية وفي محافظة نائية اسمها محافظة أبين، ونظرا لعمله كمدرس في الثانوية ، صار يشارك في الفعاليات المدرسية وباتت الحاجة بالنسبة اليه ملحة لدراسة اوزان الشعر وعروضه ؛ فعكف على قراءة اوزان الشعر وعروضه وساعده في استيعابها احد مدرسي اللغة العربية واسمه الأستاذ راتب ابو ايمن الفلسطيني الجنسية، عندئذ بدأ بمحاولات كتابة الشعر هناك وتمخضت محاولته عن قصيدتين كانت افضلها سنة 1990 بعنوان (حلبجة) ، التي القاها في اميركا سنة 1991، ونالت الاستحسان من الحاضرين كتب الكثير من القصائد باللغة السريانية وقسم منها مغناة ، ويفكر في جمعها واصدارها بديوان .
من الكتب التي نشرها :
1- الرئاسة في بلدة القوش- 2001- دار سورث للطباعة والنشر- كاليفورنيا.
2- حكايات من بلدتي العريقة- 2008- مطبعة فينوس- كاليفورنيا.
3- القوش حصن نينوى المنيع- 2014- مطبعة نصيبين- العراق.
4- الجلية في حكاياتنا المروية- 2020- مطبعة فينوس- كاليفورنيا.
5- الجبال معاقل الثوار- 2020- مطبعة فينوس- كاليفورنيا.
6- كتابات متنوعة- 2021- الجزء الأول- مطبعة فينوس- كاليفورنيا.
7- كتابات متنوعة- 2022- الجزء الثاني- مطبعة فينوس- كاليفورنيا.
8- كتابات متنوعة- 2022- الجزء الثالث- مطبعة فينوس- كاليفورنيا.
9- مذكرات وقصائد في الشدائد- 2023- مطبعة فينوس- كاليفورنيا.
ولديه كتب مخطوطة تنتظر الطبع منها :
1- ومرت السنوات (تحت الطبع)
2- راحلون خلدهم القلم
3- توما توماس
4- ديوان شعر
في الفترة الممتدة من نشر مقاله الاول المعنون : (البيريسترويكا سمة العصر) سنة 1989 وحتى وقتنا هذا ، كتب الأخ الأستاذ نبيل دمان ونشر مئات المقالات والمواضيع السياسية والتاريخية في الصحف والمجلات منها: الثقافة الجديدة، طريق الشعب، رسالة العراق، المؤتمر العراقي الموحد، التآخي، صوت الاتحاد، القيثارة، الحقيقة، المنتدى، المغترب، حويادا، المجرشة، آغونا، الفكر المسيحي، المعرفة، الكلمة، كلدان ديترويت تايمز، بهرا، العربي الامريكي، بيرموس، مجلة الجمعية الثقافية، السنبلة، الزمان.
ولديه أيضا دراسات منشورة في موضوعات مختلفة ومنها عن الأيزيدية، والأرمن، والقضية الكردية.
امضى زمناً طويلاً في النشاط السياسي ومتابعة الاخبار اليومية، منذ تفتحتْ مداركه ومسؤوليته التي شعر بها تجاه وطنه وشعبه . يقول :" كان همّي الوحيد ان ارى الوطن حراً مالكاً قراره لا تؤثر عليه العوامل والتدخلات الدولية، وبالارتباط الوثيق في بلوغ شعبي السعادة المرجوة التي لها ارضية مناسبة من النواحي التاريخية والجغرافية، والارض التي تكمن فيها كل تلك العوامل التي تجعله مثالاً ملهماً للشعوب المحيطة، ولكن الغلو في المشاعر القومية ، وخلط الدين بالسياسة ادت الى إفقاره وعوزه . والأكثر من ذلك ان ترى كل تلك الارض التي تقطعها الانهر الخالدة دجلة والفرات وروافدهما تروى بالدم ويدفع قاطنيها ثمناً باهضاً على مدى عقود ان لم نقل قرون". ويضيف: " كان ذلك النشاط مبتوراً وناقصاً لولا تكامله بالتعمق في الأدب والتراث والروايات وقصص التاريخ ومجرياته عبر الأزمنة الطويلة، وقد اثمرت جهودي المكثفة تلك بولادة ما انجزته لفترة تقارب الاربعين عاماً. كان لي ولع لا يضاهيه ولع بسماع الأحاديث وروايات الناس خصوصاً الأكبر سناً واتباع اسلوب المقارنة مع المصادر المتنوعة الاخرى، لاستنتج ما ذهبت اليه الذي قد اصيب فيه او أخطأ، علماً بانه لا يوجد انسان متكامل وخالٍ من النواقص سواء الموروثة او المكتسبة من المحيط الخارجي. كنت اسجل بعض الاحاديث لتبقى مرجعاً عند التطرق الى حادثة او قصة مروية تتناقلها الاجيال، او امثال شعبية يطلقها الناس في سياق الاحاديث الجميلة التي كنت مغرماً بها، بحيث لا يمكنني العيش لحظة دون تلك التواصلات الاجتماعية الكثيفة. وفي نهاية المطاف لن استطع انجاز كل ما احلم به، بل كلي ثقة في العقود القادمة بوجود متابعة وتقصي لما امضيت عمري لتطويره وصقله، من قبل جيل أكثر وعياً وأقل معاناة يعتمد على وسائل التكنلوجيا الحديثة التي ستساعده في نجاح التقصي، وبالتالي تكون المحصلة تقديم خدمة للشعب ولموروثه الذي تمتد جذوره حتى الوصول الى الحضارات الأولى لوادي الرافدين المنحدرة من السومرية- الاكدية - البابلية- الاشورية، الى العصور التالية من احتلال وتدخل الغرباء بموجاتهم الظالمة التي رافقت ذلك، حيت سادت العصور الظلامية بشكل عام وان تخللتها بعض البؤر المشرقة النادرة، حتى بلوغ العصر الحديث ونحن في مطاوي القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد."
أتمنى للأخ الأستاذ نبيل دمّان العمر المديد والعافية والبركة والعز .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق