جبرا ابراهيم جبرا ....الكاتب والناقد والروائي والفنان التشكيلي الفلسطيني - العراقي في ذكرى وفاته ال ( 29 )
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
نعرفه ، انه الاستاذ جبرا ابراهيم جبرا 1920-1994 ، كان واحدا من رموز المشهد الثقافي والفني العربي لسنوات طويلة . عاش في العراق ، ودرس في كلية الاداب والعلوم ببغداد . هو ناقد ، وكاتب ، وروائي ، وفنان رسام ، وناقد فني .
تولى مسؤوليات في ادارة بعض المجلات ومنها مجلة (العاملون في النفط ) استاذ اكاديمي من الطراز الاول له حضور في قاعة الدرس والمحاضرة وله تلاميذ يعتزون به ويلتفون حوله هو شيخهم بلا منازع .
.في مثل هذا اليوم 12 من كانون الاول - ديسمبر سنة 1994 ، رحل عن عالمنا بعد ان قدم الكثير والكثير في مجالات الادب والتاريخ والفن .. ملأ الدنيا وشغل الناس ، وترك ما ترك وما تركه يجعلنا نستذكره ونُذّكر به الابناء والاحفاد . أحبته اسسوا له صفحة على الفيسبوك رابطها التالي :
كتبت عنه الموسوعات ، والقواميس ، والمعاجم وكتب السير والانسكلوبيديات واروع من كتب عنه صديقنا الكبير المرحوم الاستاذ حميد المطبعي في موسوعته ( موسوعة اعلام وعلماء العراق) طبعة مؤسسة الزمان الدولية ببغداد 2011 .
ومما قاله عنه ان الاستاذ جبرا ابراهيم جبرا روائي ، وناقد ،شاعر ورسام ولد في بيت لحم بفلسطين الحبيبة سنة 1920 . حصل على شهادة الماجستير في الادب الانكليزي من جامعة كمبردج بالمملكة المتحدة .كما تمتع بزمالة بحثية في النقد الادبي في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الامريكية . درس في الكلية الرشيدية بالقدس ، كما درس في كلية الاداب والعلوم ببغداد وعمل مديرا للمطبوعات في شركة نفط العراق بحكم تمكنه من اللغة الانكليزية ، كما انتدبته وزارة الثقافة والاعلام العراقية خبيرا ، وكان رئيسا ل(رابطة نقاد الفن في العراق ) ، وهو ايضا عضو في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، وقد اسهم في كثير من الندوات والمؤتمرات الادبية والنقدية داخل العراق وخارجه ، كان نشيطا دؤوبا له حضور طاغ في الساحة الادبية والفنية في العراق المعاصر وفي عموم الوطن العربي الكبير .
له نتاج ثر في المقال ، وفي القصة ، والرواية وفي الرسم وفي الترجمة وفي الكتابة للمسرح .
في مجال القصة والرواية ، قرأنا له (السفينة ) و(صيادون في شارع ضيق) و(البحث عن وليد مسعود) ، وله (عالم بلا خرائط) مع الروائي السعودي الذي عاش ايضا في بغداد المرحوم الدكتور عبد الرحمن منيف وهي تجربة في كتابة الرواية المشتركة كتب عنها الكثير في الصحف والمجلات .
لم اكن اقلب مجلة او جريدة ومنذ الخمسينات والستينات وما بعدهما ، الا واسم جبرا ابراهيم جبرا يقفز أمامي . اسلوبه رائع ، وعبارته ، وكتابته ، دقيقة ، ورشيقة وفي الشعر له (تموز في المدينة ) .
كان صديقا للفنانين والشعراء والكتاب العراقيين المعاصرين وله في الترجمة قرابة عشرين كتابا منها ترجمته لبعض اعمال شكسبير الكاتب المسرحي البريطاني الكبير . وفي النقد له (الحرية والطوفان) و(ينابيع الرؤيا) وفي الفن له( جذور الفن العراقي ) و(جواد سليم ونصب الحرية ) و(الفن المعاصر) وهو اول من أرخ للفن التشكيلي في العراق .
كان يتحدث وكأنه فيلسوف لابل هو مفكر وفيلسوف انا شخصيا كنت اقرأ له ولاازال . كان يقول : " ان همه الكبير هو ان ينتزع من زمانه ما ينمي شجرة الامل بأن الانسان سيخرج من كل معاركه في الحياة منتصرا لانسانيته وحبه " .
رحم الله جبرا ابراهيم جبرا ، وطيب ثراه وجزاه خيرا .. كان انسانا ايجابيا ، بالرغم مما شهده في بلده فلسطين من البؤس ، والدمار ، والضياع ، والعذاب لكنه ظل شامخا ، صابرا ، مجاهدا عملاقا عنده من الكبرياء ما يسع الدنيا كلها ..
كتب عنه الاستاذ سمير الجلبي في (موسوعة الاحداث والشخصيات العراقية) الالكترونية وتوجد لدي نسخة منها وقال :"12/12/1994 توفي الأديب الفلسطيني المولد العراقي الجنسية جبرا إبراهيم جبرا. ولد في 28 آب 1920 وخلف 65 كتابا بين تأليف وترجمة في الآداب والفنون. ولد في بيت لحم بفلسطين ودرس في القدس وجامعة كيمبرج وعين مدرسا في كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1950 وأسس مع الرسام والنحات العراقي جواد سليم جماعة بغداد للفن الحديث عام 1951 ثم انتقل للعمل في شركة نفط العراق وأسس مجلة "العاملون في النفط" التي نشرت نتاجات الكثيرين من الأدباء والمثقفين العراقيين وشجع الشاعر بدر شاكر السياب والشاعر بلند الحيدري. منح جائزة الإبداع في القصة والرواية مناصفة مع أديب مصري وله عدة كتب مترجمة وروايات وترجم كتبا للأطفال وعدة مسرحيات لشكسبير" .
اما الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم جنداري استاذ النقد والادب الحديث السابق في جامعة الموصل فقد اصدر كتابا عند طبع في دار تموز بدمشق والكتاب بعنوان ( الفضاء الروائي في ادب جبرا ابراهيم جبرا ) . كان للاستاذ جبرا ابراهيم جبرا اثر كبير في تطور كتاب وفنانيين عراقيين بفضل توجيهه لهم . والى شيء من هذا القبيل تقول الناقدة الاستاذة فاطمة المحسن :"تلبس جبرا دور العراب الثقافي في العراق عن جدارة" .
يقول الروائي الاستاذ احمد سعداوي :" في فترةٍ ما؛ من منتصف عقد التسعينيّات، وقَعَتْ في يدي نسخةٌ من رواية "صيّادون في شارعٍ ضيّقٍ" للروائي الفلسطينيّ/العراقيّ الراحل جبرا إبراهيم جبرا. وكانت تلك من اللحظات الفاصلة في وعييَ الثقافيِّ والجماليّ" . خاض المرحوم جبرا ابراهيم جبرا مع المرحوم عبد الرحمن منيف تجربة في كتابة رواية مشتركة
هي رواية : " عالم بلا خرائط " .
بالرغم من انه كان يعيش في العراق الا ان قضيته قضية شعبه ظلت معه وكان يردد دوما انهم اي المستعمرين حولوا قضية فلسطين من قضية شعب اغتصبت ارضه الى شعب يحتاج الى الغوث وهو بعيد عن ارضه او هكذا هم يريدون ان يبعدون عن ارضه وقضيته .
كتبت الناقدة الاستاذة فاطمة المحسن عن جبرا مقالا بعنوان ( جبرا ابراهيم جبرا الراحل بين مكانين ) قالت فيه :" جبرا ابراهيم جبرا الذي ملأ الفضاء العراقي في الخمسينات والستينات، نجماً متألقاً من نجوم المجتمع الثقافي المخملي، كان يبدو مستقراً في المكان رغم اقتلاعه من موطنه الأول فلسطين. والمستقر الثقافي، على هذا النحو، هو المكوث في الأدب، باعتباره قيمة تتشكل من خلالها مواطنية الجدارة.
وفي مذكراته يقول جبرا انه سأل سائقاً دمشقياً عن بغداد قبل أن يذهب إليها نهاية الأربعينات، فأجابه : فيها 17 ملهى! وهذا الجواب لرجل بسيط كان أقرب إلى لغز عليه أن يحلّ طلاسمه، فبغداد التي نظر إليها السائق من زاوية لهوها وعبثها، كانت في ترامي مساحاتها وتعدد صورها، مشروعاً اختبر من خلاله جبرا مواهبه، كما اختبرته في صحبة عائلية أوصلته الى اكتساب الجنسية العراقية، فقد تزوج لميعة العسكري أبنه عائلة من الوزاء والضباط الكبار في العهد الملكي" .
ذكر الاستاذ فاروق سلوم ان جبرا كتب للاطفال وقد احتفت به دائرة ثقافة الاطفال في وزارة الثقافة يوم صدر كتابه "حكايات ايسوب " التي اختارها وترجمها للأطفال ضمن سلسلة الكتاب الذهبي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق