الامام الشافعي ...............مجدد القرن الثاني للهجرة
-ابراهيم العلاف
منذ زمن بعيد ، وانا اريد ان اكتب لكم عن الامام الشافعي 150-204 هجرية - 767 -820 ميلادية . واليوم وانا اقرأ في كتاب الفه الشيخ الدكتور احمد الشرباصي عن الائمة ونشره ببيروت ، وجدت انه قد كتب فصلا جميلا عنه ، وعده مجددا للامة الاسلامية على رأس المئة الثانية للهجرة .ومما ينبغي ان نلتفت اليه انه عاش عمره كله في العصر العباسي ، وما ادراكم ما العصر العباسي؟ .. انه عصر ازدهر فيه الفكر ، وشاعت الثقافة ، واتسعت الترجمة ، وكثر الاهتمام بالفلسفة ، ودونت العلوم ، والفنون والاداب ، وتعددت عناصر المجتمع العربي الاسلامي ، وكثرت الحركات الاجتماعية ، وظهرت الاتجاهات الفكرية ، وظهر التمايز بين مدرستي النقل والحديث، والعقل والرأي ، واتسع نطاق الجدل ، وابتعدت المدن العربية الاسلامية عن بعضها وصارت هناك مراكز منها بغداد والقاهرة ودمشق والكوفة والبصرة والقيروان .
والشافعي غزاوي من غزة بفلسطين ، ونشأ نشأة دينية علمية هو محمد بن ادريس الشافعي وهو عربي قرشي هاشمي يلتقي مع ابن عمه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في جده عبد مناف .عاش في الحجاز وجاء الشام كما العراق ومصر ، ومن شيوخه مسلم بن خالد الزنجي والامام مالك وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح الكوفي ومحمد بن الحسن واستفاد من فقه المدينة كما استفاد من فقه العراق وزاوج بينهما وكثر تلاميذ الشافعي وانتشروا في البلدان والامصار ومن تلاميذه احمد بن حنبل وكان الشافعي يلقي درسه في المسجد الحرام بمكة ويجتمع اليه الناس وخاصة في موسم الحج وعاد الشافعي الى بغداد واقبل عليه اهل الرأي والعلماء والف كتابه (الرسالة ) ، وفي هذا الكتاب وضع الاساس لأُصول الفقه وذهب الى مصر واقام فيها اربع سنين ونيفا ووضع كتابه (الام) في الفقه وقيمة ما قدمه الشافعي انه جمع بين فقه اهل النقل والحديث مع فقه اهل العقل والرأي وكان يعود الى القرآن الكريم ويتخذه اساسا في الفتوى والحكم والتشريع وكان يعرف الحديث ويضعه ضمن مكانته حتى قيل : اصحاب الحديث عيال على الشافعي، كانوا رقودا فايقظهم وكان الشافعي يكره الابتداع في الدين لكنه اعتمد الاستحسان والقياس ووضع حدودا للقياس وهو من وضع قواعد علم الاصول اصول الفقه والشافعي كان شاعرا ومعظم شعره فيه حكمة ، وكان ضليعا في اللغة العربية وكان يأتيه في مجلسه كبار اهل اللغة والشعر .
وفيما يتعلق بآراءه السياسية ، فقد كان الشافعي يرى ان الامامة لازمة وانها في قريش والخلافة تكون بالبيعة الا اذا دعت الضرورة فإنها تقوم بغير بيعة فلو غلب احد بالقوة واجمع عليه الناس جازت امامته وهو ما تبلور فيما بعد بإمارة الاستيلاء ، وكان لايرتضي كثرة الخوض فيما وقع من حوادث بين الصحابة ويحب ال البيت ويشيد بعلي بن ابي طالب عليه السلام ورضي الله عنه وكان يقول عنه انه كان زاهدا ، عالما ، شجاعا ، شريفا كان - بحق - سيد الفقهاء كان فيلسوفا في اللغة والفقه واختلاف الناس والمعاني .كان الشافعي يريد تجنيب الامة الضرر وكان ذو مروءة حاضر البديهة ،عميق الفكرة ، واسع العقل خبيرا بالنفوس بارعا في الخطابة كثير العبادة والتهجد كان يقسم ليله الى ثلاثة اقسام فثلث للكتابة ، وثلث للصلاة وللتهجد وثلث للنوم تمرض فتوفي عن عمر ناهز ال (54) عاما في آخر ليلة من شهر رجب سنة 204 هجرية -820 ميلادية ودفن في قبة الامام الشافعي بمدينة القاهرة القديمة رحمة الله عليه وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم لهذه الامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق