الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021

عبد الرحمن البزاز الكاتب والمفكر العراقي الكبير في ذكرى وفاته ال (48)


 

عبد الرحمن البزاز الكاتب والمفكر العراقي الكبير في ذكرى وفاته ال (48)
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في مثل هذا اليوم 28من ايلول - سبتمبر سنة 1973 توفي الاستاذ عبد الرحمن البزاز الكاتب والسياسي ورجل القانون والمفكر ورئيس الوزراء السابق من 21ايلول 1965 الى 9 آب 1966 والقائم بمهام رئيس الجمهورية (من 13 نيسان 1966 الى 16 نيسان 1966) بعد مقتل الرئيس السابق عبد السلام محمد عارف في حادث سقوط طائرته في نيسان 1966.
ويقينا ان علينا في مثل هذا اليوم استذكاره فالاستاذ عبد الرحمن البزاز 1913-1973 رئيس وزراء العراق الاسبق 1966 عميد كلية الحقوق الاسبق والاستاذ المتميز فيها لسنوات والسياسي العراقي 1913-1973 وهو خبير في الفقه القانوني كتب عنه الكثير ومن ذلك كتبت عنه رسالة ماجستير تحولت الى كتاب بعنوان ( عبد الرحمن البزاز :فكره السياسي ) تأليف الدكتورة فاتن محمد رزاق وقدم له شقيقه صديقنا الاستاذ الدكتور حسن البزاز . دخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها سنة 1935ورشح في بعثة دراسية إلى بريطانيا لإتمام دراسته العليا حيث التحق بالكلية الملكية في لندن، ولكنهُ عاد إلى بغداد عند إعلان الحرب العالمية الثانية قبل أن ينال درجة الدكتوراه.عمل استاذا في كلية الحقوق وعميدا لها سنة 1955.
.كتبتُ عنه مرة وقلت أنه من أفضل رؤساء الوزارات في العراق واكثرهم صراحة وكفاءة وتميزا رحمه الله .
انه عبد الرحمن عبد اللطيف حسن البزاز من عشيرة المعاضيد 1913-1973 ،مفكر عراقي واستاذ للقانون وعميد لكلية الحقوق ورئيس للوزراء في الستينات لاكثر من مرة .اكتسب شهرة واسعة لما تركه من مؤلفا في التاريخ والقانون والسياسة ، ولما قام به من اعمال ولما اثر في اجيال عديدة درسها ليس في العراق وحسب بل وفي اماكن عربية كثيرة .صدر عنه سنة 2007 كتاب بعنوان ( البزاز : شهادات للتاريخ ) اسهم في تحريره عدد من المؤرخين والذين عرفوه عن كثب منهم شقيقه الدكتور حسن عبد اللطيف حسن البزاز والدكتور محمود علي الداؤود والدكتور جعفر عباس حميدي .
كتب عنه المرحوم الاستاذ حميد المطبعي في (موسوعة اعلام وعلماء العراق ) الطبعة الموسعة 2011 فقال انه مارس المحاماة لفترة وقد انم الى العمل القومي منذ اواسط الثلاثينات من القرن الماضي القرن العشرين وترأس جمعيات طلبة عرب في دول اوربية وكتب انظمتها واهدافها السياسية وفي سنة 1951 اسس مع رفاقه علي الصافي وعبد الحميد الهلالي وحسن الدجيلي وهاشم الحلي وعبد الغني الدلي جمعية سياسية تحت عنوان (نادي البعث العربي) وكان هدفها بث الوعي القومي العربي في العراق ومواجهة التيارات الشيوعية والاقليمية والطائفية واصدر النادي مجلة بأسمه وقد الغي النادي اثر صدور مراسيم سنة 1954 وكان عبد الرحمن البزاز من اشد معارضي السياسي العراقي المزمن نوري السعيد لذلك نفي الى تكريت سنة 1956 .
كما عارض عبد الرحمن البزاز حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 وكان معه في كلتا الحالتين نخبة من اساتذة الجامعة وقد اعتقل وقدم للمحاكمة .
الاستاذ عبد الرحمن البزاز يؤمن بالفكر الليبرالي منهجا في الحكم والسياسة ويمكن ان نضعه اليوم في خانة الاشتراكيين الديموقراطيين كانت ليبراليته تختلط بفكره الاشتراكي وهو ما اسماه (الاشتراكية الرشيدة ) .كان يرى ان الاستقرار والتوازن في الحكم مهم للعراق ومع ان هناك من وصفه بانه رجعي لكن هذا الوصف ليس صحيحا فهو يؤمن بفكرتي التقدم والحرية مع مراعاة الخصوصية الوطنية والقومية وهو متحدث لبق ومحاجج فذ وهو شجاع في ابداء اراءه ويتمتع بشخصية كاريزمية مؤثرة وقد التف الناس حوله من خلال احاديثه الاسبوعية في تلفزيون بغداد ولكن العسكر لم يكونوا يحبونه كما ان بعض الحزبيين لاتروق لهم افكاره وتطلعاته القيادية فوقفوا ضده كالسد وناكفوه واعتقلوه وآذوه كثيرا مع الاسف الشديد .
من كتبه وقسم منها لدي في مكتبتي الشخصية كتابه ( العراق من الاحتلال حتى الاستقلال ) 1967 ، وكتاب( الاسلام والقومية العربية ) ، وكتاب ( بحوث في القومية ) ، وكتاب( الدولة الموحدة والدولة الاتحادية) ، وكتاب (الموجز في تاريخ القانون ) ، وكتاب( نظرات في التربية والاجتماع والقومية) ، وكتاب( ابحاث واحاديث في الفقه والقانون) ، وكتاب( التربية القومية ) وكتاب (مبادئ اصول القانون) وكتاب( مبادئ القانون المقارن ) وكتاب( مذكرات عن احكام الاراضي في العراق) . ومن كتبه التي احبها كتابه (من وحي العروبة ) وكتاب ( هذه قوميتنا ) وكتاب( صفحات من الامس القريب) .
رحم الله الاستاذ عبد الرحمن البزاز وآخر مرة رأيته فيها كانت وانا طالب في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1965 وهو يمسك المربي والمفكر الكبير المرحوم الاستاذ ساطع الحصري وهما يدخلان قاعة الشعب ببغداد ليلقي الاستاذ الحصري محاضرته عن (الرسوس والعناصر ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف

  بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف وكما وعدتكم في ان اتحدث لكم في كل يوم عن شاعر ، واقول انني اعود الى كتب تاريخ الادب العربي ...