الأربعاء، 30 يناير 2013

في سبيل سيادة ثقافة المحبة ونبذ الكراهية .............مقال للدكتور ابراهيم خليل العلاف

في سبيل سيادة ثقافة المحبة ونبذ الكراهية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
"أحبوا مبغضيكم" ، ما أجمل هذه العبارة التي قالها السيد المسيح عليه السلام .. انها تجسد الروح التي ينبغي أن يتحلى بها كل انسان في تعامله مع اخيه الانسان . والعبارة هذه لاتذهب في اتجاه إلغاء الصراع بين البشر .. هذا الصراع الذي رافقه منذ أن وجد على ظهر هذا الكوكب ..إنها تقر بوجود الخير ، والشر، والضياء ، والظلام ، والقسوة ، والرحمة ، والحب ، والبغض.. لكنها تطلب من الانسان ان يتسامى بغرائزه وببغضه وبحقده وبكراهيته ليغدو كائنا متسامحا عطوفا رحيما محبا نابذا للشر والضغينة .

وجاء الاسلام .. وكان ثورة على الواقع .. ثورة من اجل الإنسان.. وثورة من اجل ازالة العدوان والظلم والعنف والكراهية .. كان مجتمع مكة قبل الاسلام مجتمعا قائما على التفرقة والعنف والظلم والكراهية ، وطفق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يدعو الى السلم ، ويدعو الى الرحمة ، ويدعو الى الحب. ويقينا انه كان يجسد القيم التي تضمنها القرآن الكريم :"ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " .."اذهبا الى فرعون وقولا له كلاما لينا " " فإن الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " ..أي معان انسانية سامية هذه ؟ خاطبوا الظالم بكلام لين ..ادعوا الى الرحمة ..ادعوا الى السلم ..انبذوا العداوة ..انبذوا العنف .

لقد انتشر الاسلام بالحب والرحمة والصدق ..وسادت قيمه في اصقاع الارض .. من ادخل مناطق كثيرة من العالم في الاسلام ؟ لم يذهب جندي واحد .. ذهب التجار والعلماء والرحالة واعطوا لاهل هاتيك الديار مثالا جيدا في الصدق والاستقامة فأقبل اولئك ودخلوا الاسلام .. بشروا ولا تنفروا . نعم انشروا قيمكم بالكلمة الطيبة الصادقة والكلمة الطيبة الصادقة صدقة .

وعندما دخل البشر عصر الانسانية ، وبدأ الاهتمام بالإنسان بالحياة ظهرت القوانين التي تحمي كرامة الانسان وتأتي له بحقوقه التي اغتصبها الطغاة من الحكام وازدهرت الآداب وتطورت الفنون وانعكس ذلك ايجابا على رقته ..اصبح يحس بظلم الآخرين ..اصبح ينتقد حكامه اذا مارسوا العنف والكراهية .. كيف يسوغ انسان لنفسه ان يظلم اخيه الانسان ؟ ومن اعطى لهذا الانسان الظالم الحق في ان يستعبد غيره ؟ ولماذا الكره ؟ ولماذا الكراهية ؟ ولماذا ظلم الانسان لاخيه الانسان ؟

إننا وبعد الاحتلال في التاسع من نيسان سنة 2003 اصبحنا نواجه الكراهية والعنف واختلت نظمنا القيمية وسادت العشوائية حياتنا وضربت الفوضى أطنابها .. اذاً نحن بحاجة الى نقف وقفة صادقة .. وكل من موقعه نقف لنعيد ترتيب اوراقنا ونعيد قراءة واقع حالنا ونبدأ بوضع الحلول اننا بحاجة الى رجال يتمتعون بالرشاد ..اليس بيننا رجل رشيد ؟ اليس بيننا من يذكرنا بالقيم النبيلة التي تربينا عليها وهي جزء من منظومتنا القيمية الاسلامية ..الصدق والعمل والنظافة والحب والجمال والاخلاق الطيبة ..تلك هي قيمنا التي ينبغي ان نعود اليها ففيها خلاصنا .

ولكن لابد ان نحل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية فالفقر كاد ان يكون كفرا هكذا يقول الامام علي عليه السلام ، لننظم اقتصادنا ونجد حلا لمشكلة البطالة ، لنجد عملا لشبابنا ، وعندئذ يمكن ان نعظهم ونذكرهم بأمجاد ابائهم واجدادهم .

ان ثقافة المحبة تحتاج الى تعليم وتدريب منذ الصغر .. خذوهم صغارا .. لتأخذ الاسرة دورها في ترسيخ قيم المحبة وليعرف المجتمع ان له دورا ولتبدأ المدرسة في ممارسة دورها وعلى اساتذة الجامعة مسؤولية عظيمة تكمن في اجراء البحوث والدراسات لحل المعضلات التي يواجهها مجتمعنا ومنها أسباب " طغيان ثقافة الكراهية وتراجع ثقافة المحبة" ..

كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، تلك مهمتنا جميعا ومهمتنا بدون شك مقدسة لأنها تعزز وجودنا الانساني وتسمو بنا الى ان نكون امة لها مكانتها تحت الشمس فلقد كرم الله الانسان وخلقه في أحسن تقويم فلماذا يكره ؟ ولماذا يظلم ؟ ولماذا يستبد ؟ ولماذا يفرق ؟ ولمصلحة من ؟
* هذه المقالة اسهامة مني في حملة اشاعة ثقافة المحبة وقد وصلتني تحية بأعتباري من الكتاب المشاركين في هذه الحملة وهذا الملف وعبر الموقع "الاديبات " .

***************************************
.................وصلتني نسخة من الشكر والتقدير التالي من السيدة اسماء محمد مصطفى : " أتقدم بالتحية والشكر والتقدير الى الكتاب الأفاضل الذين استجابوا لدعوتنا الى حملة ثقافة المحبة ونبذ الكراهية ، وبعثوا الينا مقالاتهم الجميلة التي تنهل من نبع المحبة الصافي ، لتكون شموعاً مضيئة في ملف هادف الى إشاعة ثقافة المحبة الخالصة في كل تعاملات الإنسان .

وهم كلّ من الكتاب الأكارم :

ـ علي حسين عبيد

ـ أ .د . إبراهيم العلاف

ـ غادة بطي

ـ صباح محسن كاظم

ـ صادق الصافي

ـ لطيف عبد سالم العكيلي

ـ صالح الشيباني

ـ أيمن كامل جواد

ـ كما أشكر موقع الاديبات لتعاونه معنا في نشر موضوعات الحملة ، بما يصب في أهدافها النبيلة من أجل عراق أجمل وإنسانية فضلى .

ـ وأشكر الأخ أشرف الامير الذي صمم صور الحملة .

ـــــــــــــــــــــــ

رابط مقال الدعوة الى الاشتراك بالحملة :

حملة ثقافة المحبة ونبذ الكراهية ..

اجعلوا عروش المحبة مزدحمة بكم

على الرابط :

http://www.aladebat.org
.................................................................................

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...