الدكتور عصام الجلبي ...
عالم وخبير في السياسة النفطية العراقية
ا.د.ابراهيم
خليل العلاف
استاذ
التاريخ الحديث –جامعة الموصل –العراق
كثيرا ما تحدثنا انا وصديقي وأخي الاستاذ
احمد سامي الجلبي رحمه الله عن الدكتور عصام الجلبي وكان يقول انه مفخرة للموصل
وللعراق وللانسانية . وقد كتبت مرة عنه واشرت الى مجهوداته في ميدان النفط في
العراق وذكًرت بكتاباته، وابحاثه ، واحاديثه
التلفزيونية ولم اسمع عنه من الاخرين سوى
كلمات الاطراء والاعجاب والتأكيد المستمر على نظافة كفه ولسانه .
الاستاذ الدكتور عصام عبد الرحيم عبد العزيز
الجلبي وهذا هو اسمه الكامل من اسرة عراقية عريقة نبغ فيها عدد من الافذاذ في مجالات
الخير والنفع العام ..ومع انه من مواليد
محلة السفينة –الاعظمية ببغداد سنة 1942 الا ان جذور اسرته من الموصل فهو ينتمي من
جهة الاب الى ال الجلبي الذين سكنوا محلة الباب الجديد منذ زمن بعيد، ومن جهة الام فهو من ال الطالب الاسرة التجارية
التي اشتهرت بتجارة الخيول وتصديرها الى الهند حتى ان الاسرة لحد الان تحتفظ
بعلاقات مع اسر موصلية هناك تمت اليها
بصلة . فضلا عن بروز شخصيات خدمت الموصل والعراق في قطاعات التعليم والجيش والصحة
والتجارة وغير ذلك من ميادين الحياة الاخرى .
أمضى سنواته الأولى في مدينة الموصل، وكانت دراسته في مدرسة الوطن الأبتدائية تحت
أدارة المرحوم الاستاذ بشير الدليمي وكان
من زملائه في الدراسة المرحوم مضر النوري وسالم عبد الله الحسو وزامل طاقة
انتقل
ليكمل دراسته الأبتدائية فالمتوسطة والأعدادية في مدارس الأعظمية في بغداد
كان
دائما وفي جميع مراحل الدراسة الأول على دفعته ، وكان دائما يعفى من الأمتحانات
النهائية كون معدله السنوي أكثر من 90%
تخرج
في الدراسة الأعدادية سنة 1959 وكان الأول
على خريجي ثانوية الأعظمية والثالث على مدارس بغداد والرابع على عموم العراق
منح
بعثة دراسية على نفقة وزارة النفط العراقية للدراسة في المملكة المتحدة
نشط
خلال دراسته في لندن في أنشطة الطلبة العراقيين والعرب وتقلد عدة مسؤوليات فيها بما في ذلك توليه مسؤولية الاتحاد الوطني لطلبة العراق في المملكة المتحدة ورئاسته
لرابطة الطلبة العرب في بريطانيا.. كما ونشط في العمل في الأتحادات العالمية
والدفاع غن القضايا العربية.
كانت أول محطة له بعد عودته الى العراق هي
التدريس في كلية الهندسة /جامعة البصرة ، وكان من الناشطين في العديد من اللجان
والمجالس التي أسهمت في بناء الكلية
والجامعة عندما كانت أبنية الجامعة في ناحية التنومة في البصرة وفي عهد رئيسها
المرحوم الاستاذ الدكتور عبدالهادي محبوبة.
وبأستثناء
فترة حوالي السنتين ، عمل خلالها في القطاع الخاص مديرا فنيا لشركة الهلال الصناعية في بغداد الا أنه أمضى
ومنذ سنة 1967 عمله الرئيسي في " وزارة
النفط العراقية " متدرجا بمواقع العمل والمسؤولية والعنوان الوظيفي لغاية
1/12/1974 عندما عين نائبا لرئيس شركة المشاريع النفطية فرئيسا لها سنة 1975 لغاية حزيران 1981
انتقل
بعدها للعمل كنائب لرئيس مجلس أدارة " شركة النفط الوطنية العراقية" ثم عين في حزيران 1983 وكيلا لوزارة النفط لشؤون
الأستخراج ورئيسا لشركة النفط الوطنية العراقية
عين
في أذار سنة 1987 وزيرا للنفط وكان بذلك
أول وزير يتدرج بالوظيفة من ضمن كوادر الوزارة ليصل الى قمة الهرم ويدير أحد أهم
وزارات الدولة الحساسة
وخلال
عمله في قطاع النفط ، أسهم في مختلف
الأنشطة والمجالات وبصفات ومواقع متعددة أكسبته خبرة واسعة بكافة أنشطة القطاع الا
أنه أعفي من منصبه في 29/10/ 1990 وهو في قمة عطائه ولم يكن عمره أنذاك يتجاوز 47
عاما !!
ترك بصماته في شتى المشاريع وفي جميع
المحافظات ويذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
مشروع
تطوير حقل شمال الرميلة بمراحله الثلاث وكان مديرا للمشروع عندما أفتتح في مطلع نيسان 1972
مشروع
الخط الأستراتيجي رميلة – حديثة – فاو الذي أكمل سنة 1976
مشروع
ميناء البكر ( حاليا ميناء البصرة العميق) الذي أكمل سنة 1976
مشروع
الخط العراقي التركي الذي أكمل سنة 1977
مشروع
مصفى الشمال الذي أكمل سنة 1984
مشروع
مصفى الدهون في بيجي وأخر في البصرة
مشروع
غاز الجنوب الذي أكمل سنة 1990
مشروع
غاز الشمال الذي أكمل سنة 1988
مشاريع
أنشاء مستودعات كركوك وحمام العليل والبصرة واللطيفية
مشاريع
تطوير حقول اللحيس ونهران عمر والناصرية وعجيل وحمرين وغيرها وأنجزت خلال
السبعينات والثمانينات من القرن الماضي .
مشروع
الخط العراقي التركي – المرحلة الثانية – وقام بتدشين المشروع بالأشتراك مع الرئيس
التركي الراحل توركت أوزال سنة 1987
مشروع
الخط العراقي عبر السعودية بمرحلتيه الأولى والثانية وقام بتدشين المشروع نيابة عن
العراق في 7 كانون الثاني 1990
أعادة
بناء المنشات النفطية المدمرة خلال الحرب العراقية - الأيرانية وعادت طاقة الأنتاج
لحوالي 3.5 مليون برميل يوميا في أواسط سنة 1990
تحويل
شركة الأستشارات النفطية الى مؤسسة لتنفيذ المشاريع في سنة 1976 وأصبحت ذو قدرات عالية في مجال تنفيذ
المشاريع وأتجزت بالفعل وبكوادرها ومعداتها العديد من المشاريع وخاصة في مجال خطوط
الأنابيب والخزانات
أنتزع
أحد أهم القرارات في تأريخ العراق ومنظمة أوبك عندما وافقت المنظمة على أن تكون
حصة العراق الأنتاجية مساوية للحصة الأيرانية وذلك في سنة 1989
تمكن
العراق في عهده من أيصال النفط العراقي الى السواحل التركية على البحر المتوسط بما
في ذلك نفط البصرة ولأول مرة في تأريخ العراق وكذلك الى البحر الأحمر وتم تصدير
النفط العراقي بمعدلات هي الأعلى منذ تأسيسه ولغاية 2012 بأستثناء أواخر 1979/ أب
1980
ومنذ أعفائه من منصبه الوزاري أواخر سنة 1990 ترك العمل في الحكومة ، وانقطعت علاقته بها
كليا حيث لم تسمح له الحكومة في حينه بممارسة أي نشاط بعد أن أفتتح مكتبا خاصا به سنة 1991 فأضطر للأنتقال الى الأردن وافتتح مكتبا
هناك سنة 1992 ثم في وقت لاحق في لندن حيث تفرغ للعمل في
مجال الأستشارات في مجال الطاقة وبتركيز على شؤون النفط والغاز في منطقة الشرق
الأوسط وأصبح أحد أهم الخبرات العربية في هذا المجال
وتنقل
في أرجاء العالم لألقاء المحاضرات والمشاركة في المؤتمرات والندوات وثقديم
الأستشارات للعديد من الشركات والجهات في اوربا واليابان والولايات المتحدة وأقطار
عربية وتركيا وغيرها وساهم في العديد من المؤتمرات النفطية والمتخصصة بأوضاع الشرق
الأوسط منها في لندن وواشنطن ونييورك وهيوستن وباريس وعواصم عربية متعددة .
أصبح
عضوا في مجلس أمناء " منتدى الفكر العربي" والذي أسسه ويرعاه سمو الأمير الملكي الحسين بن
طلال وللفترة 2006- 2013
متزوج
منذ سنة 1968 من رفيقة دربه الدكتورة أحلام مطيع الحصان وهي من عائلة موصلية معروفة وله منها أربعة من الأولاد ( غادة وبان وعلي
وزينب) وله منهم خمسة أحفاد ( عمر وعلي وسارة ويارا وجنين ).
لم
يعد للعراق منذ أن تركه سنة 1992 ولغاية كتابة هذه السطور (2013) بأستثناء زيارة قصيرة لمدة أسبوع في
تشرين الأول 2003 ومثلها في نيسان 2004 وأستمر مقيما في الأردن منذ سنة 1991 ..... الا أنه ما زال يمني النفس بالعودة
والأستقرار في العراق.
مازال
نشطا في أداء دوره الوطني مدافعا عن العراق ووحدته محاربا لكل المفاهيم التى أتى
بها الأحتلال الأمريكي من طائفية وعنصرية ومحاصصة وما نتج عنها من دمار وتخلف
يكتب
الكثير من المقالات والتعليقات في الصحف والمجالات المتخصصة وينشر الكثير من خلال
الأنترنت حول الاخطاء التي تشوب السياسة
النفطية الحالية بين حين واخر ،والنهج الذي أعتمد لعودة الشركات
الأجنبية. ومما يفرح انه لايتوانى في ارسال ملاحظاته الى المسؤولين عن قطاع النفط
.ويقينا ان هذا يقتضي أخذ ملاحظاته بنظر الاعتبار والافادة منها لخير العراق
وسياسته النفطية .
الاستاذ الدكتور عصام الجلبي انسان متواضع ، وبسيط
ويحب زملائه وله شعبية بين كل من عمل معه ..عالم، وخبير في تخصصه وعقلاني في
تفكيره ..لايتحدث بلغة العواطف وانما بلغة الاقام والوقائع ..عاشق للعراق
ومتعلق به الى درجة كبيرة .وهو يسعى من
اجل ان يكون للعراق الدور الذي يستحقه ولايتوانى ان يقدم الاستشارة والنصيحة لمن يطلبها
وخاصة لطلبة الدراسات العليا والباحثين .دعاءنا له بالعمر المديد والصحة والبركة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق