الأربعاء، 14 أبريل 2021

مستقبل العلاقات المصرية - التركية


 


مستقبل العلاقات المصرية - التركية

- ابراهيم خليل العلاف

العلاقات المصرية - التركية علاقات لها عمق تاريخي ، وديني ، وثقافي ، واقتصادي ، وسياسي ، وأمني موغل في القدم . ولا أريد ، وانا من كتبت عن تركيا ومصر الكثير ومن ذلك كتابي ( نحن وتركيا) أن ادخل في التفاصيل لكن اقول ان مصر وتركيا تشكلان ركنين اساسيين من اركان منطقة الشرق الاوسط ؛ ففضلا عن عمق العلاقات التاريخية ، هناك مصالح ، وهناك مجاورة في البحر
عندما اسس الاتراك دولتهم الحديثة على انقاض الدولة العثمانية سنة 1923 كانت لهم علاقاتهم الدبلوماسية مع مصر منذ 1925 . وثمة اتفاقيات كثيرة تربط البلدين منها اتفاقية للتجارة الحرة في كانون الاول سنة 2005. وثمة مشروع للغاز الطبيعي بين مصر وتركيا قدرت قيمة صفقته اكثر من اربعة مليارات من الدولارات الامريكية ، وهناك مذكرة تفاهم وقعت بين مصر وتركيا في 16 نيسان 2008 لتحسين ومواصلة العلاقات العسكرية والتعاون بين البلدين .
ولسنا بحاجة للعودة الى الوراء ، حيث خرب الاخوان المسلمين هذه العلاقة ، واتخذوا من الاراضي التركية مكانا للهجوم على مصر وقيادتها ولكن تركيا شعرت ان علاقتها مع مصر، لابد ان تعود الى مساراتها الصحيحة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية وقد كانت سعيدة لان مصر لم تضمن الخلاف حول الجرف القاري التركي في الاتفاقية المصرية مع اليونان ؛ ففتحت القنوات السياسية مع القيادة المصرية ، وان كنا نعلم ان العلاقات الاستخبارية والامنية بين مصر وتركيا ، كانت قائمة ولم تنقطع للحظة .
واول المبادرات التركية ظهرت على لسان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزير دفاعه ووزير خارجيته وعدد من المسؤولين وكلها كانت تؤكد ثقل مصر ووزنها في المنطقة وخطل انقطاع التواصل بين الاتراك والمصريين ، وقام الاتراك بسلسلة من المبادرات بشأن تقييد حركة المعارضين المصرين الهاربين من مصر الى تركيا ، وايضا الموافقة على انسحاب ما ارسلته من الميليشيات السورية الى ليبيا والذي عده المصريون تهديدا لأمنهم القومي .
وهكذا انا شخصيا فرح ، بما آلت اليه الامور ؛ فالعلاقات المصرية - التركية اليوم في طريقها للعودة الى طبيعتها ، وثمة لقاءات بين المسؤولين في البلدين تجري وقد تتوج باللقاء بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب اردوغان والصلح خير اولا واخيرا ؛ فمصر وتركيا من الدول المهمة في الشرق الاوسط والسلام بينهما سينعكس على السلام في كل المنطقة ولابد من التفكير بحجم التبادل التجاري بين البلدين ، والروابط الدينية والتاريخية والاقتصادية التي تربط بينهما . واعتقد المستقبل سيكون جيدا ونحن ننتظر لنبارك هذه التوجهات السلمية واقول يكفي ما حل بهذه المنطقة جراء الاخطاء والخطايا التي ارتكبتها كل الاطراف بدون استثناء غير عابئة بما وصلت اليه الاوضاع من تدهور ، وانعكاس سلبي على شعوب المنطقة .
نعم شهدت العلاقات المصرية - التركية سلسلة من التوترات منها ما وقع في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخمسينات من القرن الماضي بسبب حلف بغداد 1955 وتوجه تركيا نحو الغرب .
كما حدثت توترات في الفترة التي أعقبت اسقاط الرئيس المصري السابق محمد مرسي في 3 تموز سنة 2013 وقد اضطرت مصر بسبب التدخلات التركية ومساندتهم لجماعة الاخوان المسلمين الى طرد السفير التركي في 23 تشرين الثاني سنة 2013 ، ووقعت بين مصر وتركيا ازمة دبلوماسية وتراشق بالكلام وتجاوزات في الاعلام غير لائقة بالبلدين وعظمهما ودورهما في المنطقة . والان بدأت الامور تنفرج كما سبق ان قدمت في اول الكلام واي باحث متخصص بموضوع العلاقات المصرية - التركية عليه ان يعي كل هذه الظروف ويتناولها بالشرح والتفصيل لكن عليه ان ينصح بأن من خير المنطقة ، وحسن مستقبلها ان يكون البلدان : مصر وتركيا على قدر كبير من الانسجام ، والتوافق في المواقف لأسباب كثيرة معروفة سبق ان اشرت اليها آنفا في هذه المقالة المختصرة وضمن هذا الحيز المقتضب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف

  بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف وكما وعدتكم في ان اتحدث لكم في كل يوم عن شاعر ، واقول انني اعود الى كتب تاريخ الادب العربي ...