الخميس، 1 أبريل 2021

قرية السلامية شرقي مدينة الموصل ا.د. ابراهيم خليل العلاف

 

قرية السلامية شرقي مدينة الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل


ومن منا لا يعرف قرية السلامية في ناحية النمرود - محافظة نينوى شرقي مدينة الموصل ومن منا لا يعرف مشروع ري السلامية ويقع على امتداد نهر دجلة وقوة الضخ فيه 100000 الف متر مكعب في الساعة ويوفر الماء ل( 12) قرية مجاورة . ومن منا لايتذكر (شمزي السلامية الذي كنا نسميه في الموصل العكس واذي كان يمتلأ به كب الموصل وصور الكب لاتزال ماثلة في الذاكرة الموصلية ) .
ومن منا  لايعرف نظام الري في السلامية الذي اسسه الوجيه والاقتصادي الموصلي المرحوم سالم نامق ال قاسم اغا  السعرتي رئيس بلدية الموصل (1949-1951) ، والذي وسعته الدولة سنة 1980 والذي دمر خلال فترة سيطرة عناصر داعش وحرب تحرير الموصل والذي اعادته (المنظمة الدولية للهجرة OAN) التابعة للأمم المتحدة ويستفيد منه الان اكثر من (14) الف شخص وهو من سهل عودة الناس الى قريتهم وممارستهم زراعة الحنطة والشعير والخضراوات .
https://www.youtube.com/watch?v=nXuQ3ewpHPQ
السلامية قرية زراعية جميلة وفيها عدد من المواقع الاثرية تقع على ضفة نهر دجلة الشرقية جنوبي مدينة الموصل تبعد عنها قرابة (18 ) ميلا كتب عنها الاستاذ المحامي جمال بابان في الجزء الاول من كتابه (اصول اسماء المدن والمواقع العراقية ) والذي نشر سنة 1986 وقال ان موقع السلامية مهم يجاورها تل اثري فيه آثار تعود الى الالف الثالث قبل الميلاد وكانت بلدة آشورية عامرة لكنها اندثرت بفعل تقادم الزمن وتوالي الكوارث وأنشئ في موضعها قرية وكان هذا في عصور انتشار الاسلام الاولى وفتح الموصل سنة 16 هجرية -637 ميلادية .
البلداني العربي المسلم ياقوت الحموي ذكرها في (معجم البلدان ) ووصفها بأنها ( قرية كبيرة بنواحي الموصل على شرق دجلتها بينهما ثمانية فراسخ ...وهي من اكبر قرى مدينة الموصل وأحسنها ...وقريب منها مدينة يقال لها  (آثور)  خربت ومن الطريف ان السلامية هذه البلدة التاريخية خرجت اعلاما وشخصيات قدموا الكثير في حقول الفقه والقضاء والشعر والادب ذكرهم ياقوت الحموي نفسه وكانت السلامية بلدة مشيدة فوق اطلال مدينة قديمة اشورية وقد عثر اثناء التنقيبات الاثرية على ما يثبت كل هذه الحقائق التاريخية ومن ذلك كتابات بالمسمارية ونقوش واختام وكسرات من الفخار .
وفي كتاب (وفيات الاعيان ) للمؤرخ ابن خلكان ما يؤكد على ان السلامية بلدة قديمة وعلى هذا قال الآثاري البريطاني رولنصون ان للسلامية اسوار كانت مبنية في العصر الاشوري ولربما كان اسم البلدة سابقا رسن واسم رسن ورد في الكتاب المقدس على انها بلدة تقع بين مدينتي نينوى وكلحو اي كالح - النمرود وفي العدد (17) للسنة 1961 من مجلة (سومر ) الاثارية العراقية معلومات عن بلدة السلامية الاثرية .
كتب لي الاخ الباحث الاستاذ عامر سالم حساني بعد ان رأى المنشور يقول :"ما يتعلق بالسلامية : جاء في كتاب « النسبة إلى المواضع والبلدان » المؤلف / المؤرخ العلامة جمال الدين عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد  بامخرمة الحميري : { السلامي : نسبة إلى السلامية بالفتح وتشديد اللام ، ثم ميم، ثم مثناة من تحت ثم هاء بليدة على شط الموصل من الجانب الشرقي أسفل الموصل بينهما مسافة يوم ، فالموصل من الجانب الغربي .. تولى القضاء بها الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر الملقب ظهير الدين المعروف بقاضي السلامية الفقيه الشافعي الموصلي ، تفقه بالموصل على القاضي أبي عبد الله الحسين بن نصر الموصلي وسمع منه. وقدم بغداد وسمع بها من جمع، عاد إلى بلده، وتولى قضاء السلامية المذكورة وطالت مدته بها وغلب عليه النظم ونظمه رائق ومنه: لا تنسبوني ياثقاتي إلى غدر فليس الغدر من شيمتي أقسمت بالذاهب من عيشنا وبالمسرات التي ولت أني على عهد كم لم أحل وعقدة الميثاق ما حلّت ومنه قوله: جود الكريم إذا ما كان عن عدة وقد تأخر لم يسلم من الكدر إذا السحائب لا تجدي بوارقها نفعاً إذا هي لم تمطر على الأثر ومنه قوله: أقول له صلني فيصرف وجهه كأني أدعوه لفعل محرَّم فإن كان إلا إثم يكره وصلتي فمن أعظم الآثام قتلة مسلم .. توفي أبو أسحاق المذكور بالسلامية أول شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة ، وقد خربت السّلامية القديمة التي كان الظهير قاضيها وابتنت بالقرب منها بليدة أخرى وسموها السلامية ، وإليها ينسب من المحدثين عبد الرحيم بن عصمة السلامي ، روى عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره. ومحمد بن موسى بن سلام السلامي بالتشديد منسوب إلى جده وكذلك حفيده أبو نصر محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمد بن موسى بن سلام السلامي النسفي روى عن زاهر بن أحمد وأبي سعيد عبد الله بن محمد الرازي مات بعد الثلاثين وأربعمائة " .
في السلامية مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية وفيها مركز صحي وبعض الخدمات ونحتاج لبعض الوقت لكي نستكمل الحديث عن ( السلامية) التي تعرضت لكثير من العنت خلال سيطرة عناصر داعش 2017-2014 وحررها الجيش والقوات الامنية العراقية 21-11-2016 وهي اليوم تنعم بالاستقرار .
اتذكر كان في السلامية معهد فني تابع لمؤسسة المعاهد الفنية هو المعهد الفني في السلامية ، لكنه للأسف نقل الى الموصل ليصبح ضمن الجامعة التكنولوجية الشمالية واعرف شخصيات اكاديمية من السلامية كان لها ولايزال دورها في حركة اللغة والادب والفكر .
من معالم قرية السلامية بقايا قصر يعود الى الامير عطية يوسف  القدوري البو ريشة والذي يرجع نسبه الى الامير حمد العباس البو ريشة امير قبيلة الموالي في نهاية القرن السابع عشر وتم بناء هذا القصر في العهد العثماني وبالتحديد سنة 1904م ولا زال احفاده وابناء عمومته يسكنون هذه القرية وقسم اخر منهم يسكن مركز الموصل برز منهم شخصيات سياسية واجتماعية وعلمية منهم الاستاذ محمود المولى والدكتور خالد المولى .واعرف من ابناء السلامية العلامة والمربي والشاعر والكاتب الشيخ الاستاذ المرحوم محمد علي الياس العدواني (مواليد قرية السلامية سنة 1920 ويقال 1924) والد صديقي فقيه اللغة العربية الاستاذ الدكتور عبد الوهاب .
وفي السلامية عرب وشبك وتركمان ويعيشون متآخين وكأنهم أسرة واحدة
.
كتب الاخ الاستاذ عبد الهادي العباوي في صفحته وهو من اهالي السلامية بحثا للتخرج عندما كان طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية للعلوم الانسانية - جامعة الموصل سنة 2001 بعنوان : (قرية السلامية بين الماضي والحاضر) فقال ان قرية السلامية تقع الى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل وعلى بعد (٢٢ ) كم تقريبا وقد وقعت تحت السيطرة العثمانية بعد وقوع الموصل تحت سيطرتهم سنة 1516 ، سميت بالسلامية نسبة الى قاضيها الشيخ ابو القاسم محمد ضياء الدين احمد السلامي المولود سنة ٤٤٥ هجرية . وان السلامية لم تكن قرية في زمن الدولة العثمانية بل كانت قضاء ولها حدودها البلدية مع المناطق المجاورة ويقع الى القسم الشمال الغربي من القرية منطقة أثرية تسمى بمنطقة (خربة النكار) . كان في السلامية خلال العهد العثماني سوق كبير يتكون من ما يقارب ( ٦٠ ) دكانا ويسمى ب(سوق السمك) حيث كان السكان في المناطق التي تقع وراء نهر دجلة يأتون بالتمر والرطب الى هذا السوق مقابل اخذ السمك وكانت هناك محلات لبيع الأقمشة والعطور وكانت فيها حمامات في هذه الأسواق وكان فيها هناك جامع ومنارة وذكر أحد المؤرخين ان المنطقة التي تقع الى الغرب من هذه القرية والمسماة حاليا بمنطقة (شوبلان) كانت مخازن عتاد تعود الى الجيش العثماني . وكما هو معروف فان شوبلان اليوم مقبرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وفاة الدكتور محمد الحاج حمود 1936-2024 شيخ الدبلوماسيين العراقيين

وفاة الدكتور محمد الحاج حمود 1936-2024 شيخ الدبلوماسيين العراقيين ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل تناق...