الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

داؤد الحيدري الشخصية العراقية المعروفة وزير العدل في العهد الملكي

 داؤد الحيدري الشخصية العراقية المعروفة وزير العدل في العهد الملكي

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
سألني عنه أحد الاخوان قبل قليل ، واراد ان اقدم له بعض المصادر عن الرجل . واقول ان الاستاذ داؤد الحيدري ، هو احد الشخصيات البارزة في العهد الملكي ولمن لم ير صورته ، فانه في الصورة المرفقة لهذه السطور الثالث من يمين الصورة .
وداؤود ابراهيم الحيدري ، جاء ذكره في الكثير من الكتب التي تتناول تاريخ العراق المعاصر ، ومنها كتاب السيد عبد الرزاق الحسني ( تاريخ الوزارات العرقية ) في العهد الملكي ، ويقع في عشرة مجلدات . كما كتب عنه الاستاذ خالد الجوال في الجزء الاول من كتابه (موسوعة أعلام كبار ساسة العراق الملكي من 1920 الى 1958 ) ، من اصدارات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2012 . وكتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في الجزء الاول من (موسوعة أعلام وعلماء العراق ) والتي صدرت عن ( مؤسسة الزمان الدولية للصحافة والنشر والمعلومات) ببغداد 2011) .وجاء ذكره كذلك في (انسكلوبيديا ويكيبيديا ) الالكترونية وورد ذكره في كتاب ( العراق في الوثائق البريطانية سنة 1936 ) الذي اصدره نجدة فتحي صفوت ونشره مركز دراسات الخليج العربي في جامعة البصرة والتقرير البريطاني الذي ذكره هو (تقرير عن الشخصيات الرئيسية في العراق سنة 1935 الذي ارسله السر ارجيبولد كلارك كير السفير البريطاني في بغداد الى وزير الخارجية انطوني ايدن في الاول من كانون الثاني سنة 1936 ومصادر اخرى لامجال لذكرها كلها مع التأكيد على ان كل من كتب عن تاريخ العراق المعاصر منذ سنة 1928 الى سنة 1942 اشار اليه ، فهو شخصية سياسية عراقية معروفة شغل منصب وزير العدل (وكانت تسمى العدلية ) ثلاث مرات .. كما تسلم منصب وزير الخارجية وكالة . ولد في اربيل سنة 1886 وتوفي في اسطنبول سنة 1965 عن عمر ناهز ال (79) سنة .
تولى وزارة العدل لأول مرة من 11 كانون الثاني 1928 الى 28 نيسان 1929 وكان رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون ، وتولى وزارة العدل مرة ثانية من 26 نيسان 1928 الى 19 ايلول 1929 ، وكان رئيس الوزراء توفيق السويدي ، وتولى وزارة العدل مرة ثالثة من 10 شباط 1942 الى 19 كانون الاول 1943 وكان رئيس الوزراء نوري السعيد وتولى وزارة الخارجية في 15 نيسان سنة 1942 وكالة مدة تمتع عبد الله الدملوجي وزير الخارجية الاصيل باجازته المرضية .وله اضبارة في وزارة الخارجية العراقية برقم (243) من مجموع اضابير وزارة الخارجية العراقية البالغة الى يوم ماقبل الاحتلال الاميركي للعراق في 9 نيسان 2003 (3180) اضبارة .
الاستاذ حميد المطبعي كتب عنه بضعة اسطر ، وقال على الصفحة (247) من (موسوعة اعلام وعلماء العراق ) وقال انه حقوقي من اسرة عراقية كردية عريقة تخرج في كلية الحقوق بإسطنبول ، وشغل مناصب ادارية مرموقة في الدولة العراقية ، وهو ابن ابراهيم الحيدري وكان يشغل منصب شيخ الاسلام في الدولة العثمانية . انتخب داؤد الحيدري نائبا في مجلس النواب العراقي عن اربيل وفوق ما ذكرناه عن توليه وزارة العدل ثلاث مرات ووزير الخارجية مرة واحدة فانه تولى وزارة الشؤون الاجتماعية في وزارة السيد محمد الصدر والذي يظهر الى جانبه في الصورة المرفقة اذ دعاهم مولود مخلص الى تكريت مع الملك غازي والامير عبد الاله وقد وصف تقرير رسمي يعود الى الثلاثينات من القرن الماضي داؤد الحيدري بانه رجل "مستقيم ومتوازن في علاقاته السياسية" .
في تقرير السفير البريطاني في بغداد السر ارجيبولد كلارك كير السفير البريطاني في بغداد الى وزير الخارجية انطوني ايدن في ا كانون الثاني سنة 1936 عن الشخصيات العراقية ، ورد عن (داؤد باشا الحيدري ) انه من بغداد ولد سنة 1880 وهو ابن ابراهيم افندي الحيدري شيخ الاسلام السابق اصل عائلته من اربيل حيث يمتلك ابراهيم افندي شيئا من الاملاك . كان داؤد باشا نائبا ، ومرافقا للسلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 ، يتكلم اللغة التركية افضل مما يتكلم اللغة العربية .كان في اسطنبول خلال الحرب العظمى وعاد الى بغداد في سنة 1921 عين في تشرين الاول 1921 امينا للأمناء في البلاط وهو رجل هادئ مهذب لايمتاز بشيء ومعتدل عضو المجلس التأسيسي عن اربيل في اذار سنة 1924 تسلم منصب نائب رئيس المجلس التأسيسي صوت للمعاهدة العراقية - البريطانية في سنة 1924 انتمى الى حزب الشعب وعارض معاهدة سنة 1926 وزير العدلية في وزارة توفيق السويدي نيسان - تشرين الثاني 1929 غير محبوب ولا يوثق به في اربيل [طبعا يقصد لا يوثق به من القوميين الكورد ] .اعيد انتخابه لمجلس النواب لتمثيل اربيل في الانتخابات النيابية العامة لسنة 1930 ولكنه لم يشغل منصبا وزاريا منذ استقالة وزارة توفيق السويدي في اب 1929 ، اصبح في سنة 1930 محاميا لشركة تنمية النفط البريطانية في بغداد وقام بهذا العمل بصورة لابأس بها لم يعد انتخابه في انتخابات سنة 1934 " طبعا تاريخ هذا التقرير يعود الى الاول من كانون الثاني 1936 .
كتب الاستاذ خالد احمد الجوال في الجزء الاول من (موسوعة اعلام كبار ساسة العراق الملكي من 1920-1958) المشار اليها انفا عن داؤد الحيدري ودون ان يذكر تاريخ ولادته ووفاته ، وقال انه عين في 3 حزيران 1928 وزيرا للعدلية في وزارة عبد المحسن السعدون الثالثة وانه تولى منصب وزير المعارف (التربية ) وكالة مدة غياب توفيق السويدي خارج العراق وهو عضو مجلس النواب للدورة الانتخابية الثانية (19 مايس- ايار 1928-1تموز 1930) وعندما نشبت ثورة رشيد عالي الكيلاني في نيسان - مايس 1941 لجأ الى مضيف امير ربيعة محمد الحبيب في الحسينية بلواء الكوت ثم سافر الى البصرة والتحق بالوصي عبد الاله بعد ان ترك بغداد ومن هناك سافر معه الى القدس وفي 1 حزيران 1941 عاد الى بغداد مع الوصي وفي 22 مايس ايار سافر مع الوصي في زيارته للولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا وعاد الى بغداد في 20 ايلول 1945. وكثيرا ما كان يتولى وكالة بعض الوزارات عندما يغيب او يسافر وزراءها ومن ذلك انه عين في 9 شباط 1942 وزيرا للعدلية في وزارة نوري السعيد السادسة التي تشكلت في 9 تشرين الاول 1941 بدلا من صادق البصام الذي استقال من منصبه وفي 15 نيسان 1942 تولى منصب وزير الخارجية وكالة لتمتع عبد الله الدملوجي باجازة مرضية وفي 8 تشرين الاول 1942 عين وزيرا للعدلية في وزارة نوري السعيد السابعة وبين 8-16 تشرين الاول 1942 تولى منصب وزير الداخلية وكالة لسفر نوري السعيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع وكالة ووزير الداخلية وكالة الى القاهرة وفي 29 كانون الثاني 1948 عين وزيرا بلا وزارة في وزارة السيد محمد الصدر وفي 6 شباط 1948 تولى منصب وزير الشؤون الاجتماعية وكالة لسفر نجيب الراوي ضمن الوفد العراقي لحضور اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة وفي 4 اذار 1948 عين وزيرا للشؤون الاجتماعية في وزارة السيد محمد الصدر بدلا من نجيب الراوي الذي تسلم بدوره وزارة العدلية لاستقالة عمر نظمي . وفي 26 ايار 1948 قدم استقالته من وزارة السيد محمد الصدر احتجاجا على تصرفات رئاسة الوزراء وتحيزها لمرشحيها وتهديد معارضيها .
ورد ذكر داؤود الحيدري في كتاب الدكتور محمد مظفر الادهمي ( المجلس التأسيسي العراقي)بغداد 1989 الجزء الثاني ص 309 ، وكذلك في كتاب الدكتور عبد المجيد كامل التكريتي (الملك فيصل ودوره في تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921-1933 (بغداد 1991) ، وورد ذكره في كتاب الدكتورة سعاد رؤوف شير محمد ( نوري السعيد ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1945) وفي كتاب العقيد جيرالد دي غوري ، ثلاثة ملوك في بغداد ترجمة سليم طه التكريتي (بغداد 1990) ، وفي كتاب سلمان التكريتي ( الوصي عبد الاله يبحث عن عرش 1939-1953 ) الدار العربية للموسوعات ، بيروت 1989 ، وفي كتاب (مذكرات سندرسن باشا ،عشرة الاف ليلة وليلة ،ترجمة سليم طه التكريتي ، مكتبة اليقظة العربية ، بغداد 1982 .
في (انسكلوبيديا ويكيبيديا ) الالكترونية ورد عنه انه "داود باشا بن شيخ الإسلام إبراهيم فصيح بن شيخ الإسلام السيد صبغة الله الحيدري هو سياسي عراقي، ولد في أربيل سنة 1886، وتوفي في إسطنبول سنة 1965 ودفن هناك. أكمل دراسته الاعدادية في (موصل اعدادي مكتبي ) أي مدرسة الموصل الاعدادية في الموصل. وبعد التخرج سافر في سنة 1904 إلى إسطنبول ودخل مدرسة الحقوق ونال شهادتها سنة 1908، وعين بعد التخرج موظفاً في وزارة المعارف التركية فضلا عن ممارسته المحاماة لبعض الوقت وكان مرافقاً للسلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 ، وكان يتقن اللغات الكردية والعربية والتركية.
التحق بالجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى وحارب في صفوفه.
رجع إلى بغداد بعد تأسيس الدولة العراقية وعين في سنة 1921 مفتشاً عدلياً في وزارة العدلية. وفي سنة 1922، عين بمنصب أمين أمناء البلاط الملكي. وفي سنة 1924، شغل عضوية المجلس التأسيسي عن مدينة أربيل فضلا عن منصب نائب رئيس المجلس. وبعد حل المجلس، أعيد ليشغل منصب أمين أمناء في البلاط الملكي. وفي دورة السنة 1925، أعيد لمجلس النواب نائباً أيضا عن مدينة اربيل ونائباً لرئيس المجلس. وفي الدورتين التاليتين في سنة 1926 و1927 أعيد انتخابه في مجلس النواب. وفي سنة 1928 عين وزيراً للعدلية في وزارة عبد المحسن السعدون الثالثة. وفي العام 1929 بقى وزيراً للعدلية في وزارة توفيق السويدي. وفي السنوات 1930 إلى 1933 جدد انتخابه نائباً عن مدينة أربيل.
أعيد انتخابه لمجلس النواب عن أربيل سنة 1930. وفي السنة ذاتها أصبح محاميا عن شركة النفط البريطانية في بغداد. وفي السنة 1933 منحه الأمير عبد الله بن الحسين أمير شرق الاردن رتبة الباشوية.
انتمى إلى حزب الشعب وعارض معاهدة 1926. كذلك عمل محامياً ومستشاراً قانونياً لشركة النفط البريطانية. وفي أثناء حركة رشيد عالي الكيلاني، سافر السيد الحيدري إلى عمان والقدس وعاد مع الأمير عبد الإله فعين وزيراً مفوضا للعراق في طهران. وفي السنة 1942 عين وزيراً للدولة. وفي السنة 1943 اعيد نائباً في مجلس النواب عن مدينة السليمانية. ومن ثم عين وزيرا مفوضا في ديوان وزارة الخارجية ونقل منها إلى لندن. وفي العام 1945 عين عضوا في مجلس الأعيان ووزيرا بلا وزارة في وزارة السيد محمد الصدر ثم اسندت اليه وزارة الشؤون الاجتماعية. غادر العراق سنة 1958 بعد ثورة 14 تموز، فعاش متنقلا بين تركيا وسويسرا وفرنسا، حتى توفي في تركيا سنة 1965.
رحمه الله وجزاه خيرا على ما قدم لبلده .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق