الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

شرقية الراوي ....الصحفية والمناضلة العراقية

                           شرقية الراوي في صالونها (مجلسها ) ببغداد 
 


شرقية الراوي ....الصحفية والمناضلة العراقية

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

في تاريخ العراق المعاصر نساء كان لهن الدور الكبير في بناء العراق وتكوينه من خلال ما قدمنه في كافة اصعدة الحياة المختلفة .وعندما نكتب عن دور النساء او دور المرأة العراقية لايمكن ان ننسى دور السيدة شرقية الراوي فبهادور سياسي وثقافي واجتماعي .هي مناضلة عروبة عملت في السياسة وكان توجهها عروبيا قوميا وهي اخت المناضل العروبي الشاعر عدنان الراوي وشقيقة الشهيد سعد الله الراوي . توفيت في 3 من حزيران سنة 2017 وكنا اصدقاء على صفحات الفيسبوك وقد كتبت عنها اكثر من مرة واشرت الى ان لها بصمة في المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي العراقي المعاصر .رأيت لها صور وهي تقود المظاهرات في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 بعد اعدامه للشهداء الذين شاركوا في حركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر موقع الموصل في 8 اذار سنة 1959 ومنهم شقيقها سعد الله الراوي .
وهي أول إمرأة تفتح لها صالونا ثقافيا في بغداد وهي أول من افتتحت مكتبة لبيع الكتب والصحف والمجلات في الباب الشرقي وقد عدت الى مدونتي وانا كنت اعرفها فهي موصلية ومن الطريف انها كتبت عن نفسها فهي زوجة الاستاذ نصار حسين ( رحمه الله).وهي شرقية بنت فتحي بن علي عثمان بن سلطان بن عبدالله بن احمد بن راشد بن عبدالله بن أحمد بن الشيخ يحيى الراوي وهو جد الراويين.
كانت عضوة نشيطة في نقابة الصحفيين ولها خدمة في الصحافة تقترب من ال(20) سنة وكانت منتمية لجمعية المؤلفين والكتاب العراقيين وعضوة في هيئتها الادارية كما كانت عضوة في نادي أصدقاء الكتاب في الجمهورية العربيه المتحدة (مصر وسوريا بعد وحدة 1958) .
تعلمت من الحياة وعاشت في مصر وسوريا ولبنان والعراق واشتغلت في الصحافة منذ سنة 1956 وكانت تكتب احيانا بأسماء مستعارة منها ( عاشقة المنجل ) و ( الحاصدة ) .يسميها المحبون (زهرة البنفسج) وكان عالم الاجتماع العراقي الاستاذ الدكتور علي الوردي وعالم اللغة والادب العراقي الاستاذ الدكتور حسين علي محفوظ من مؤيديها ورواد صالونها ( مجلس شرقية الراوي) وهناك صور تظهر من في المجلس وتحمس الاستاذ الدكتور علي الوردي لنشاطها الاجتماعي والثقافي الفريد في العراق
مجلس شرقية الراوي اسسه ليكون صالونا ثقافيا ونشط بين سنتي 1991-2002 ، عملت في الصحافة وكانت مديرة لتحرير جريدة (الينبوع )العراقية ومحررة في مجلة (صوت العروبة ) المصرية ...استضافها "اتحاد الكتاب والادباء "الاردنيين والقت محاضرة بعنوان :"لنقاوم الألم بالإيمان والعمل والصمود ..لنحقق الأمل والحلم العربي المنشود " وأدار المحاضرة الدكتور صادق جودة رئيس الاتحاد .. ..افتتحت كشكا لبيع الصحف والمجلات في الباب الشرقي ببغداد ابان السبعينات من القرن الماضي .
لها ابنة اسمها شروق نصار علقت مرة على ما كتبته عن والدتها واظنها تسكن الاردن حاليا ولاسرة الراوي في مدينة الموصل جامعا بنوه هو جامع الشهيد سعد الله الراوي في حي الثورة كثيرا ما تقام فيه المناسبات الدينية ومنها الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وامام وخطيب الجامع هو الشيخ بشار المعماريحفظه الله .
رحمها الله وجزاها خيرا فقد قدمت الكثير لبلدها العراق وأمتها العربية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق