الجمعة، 31 يناير 2020

الحركة الاشتراكية العربية في العراق ا.د. ابراهيم خليل العلاف











الحركة  الاشتراكية العربية  في العراق

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

قبل فترة طلب مني أحد الاخوان أن اكتب عن ( الحركة الاشتراكية العربية ) في العراق . وقد وعدته أن اكتب .  وكما هو معروف فإن الحركة الاشتراكية العربية كانت واحدة من ابرز التنظيمات العروبية القومية الوحدوية الاشتراكية التي عملت في الساحة السياسية العراقية خلال ستينات القرن الماضي ، وكان لها نشاطاتها ودورها  الفاعل .
واتذكر انني عندما اشرفتُ  على اطروحة الدكتور محمد وليد عن التجربة الناصرية في العراق ، طلبت منه ان يكتب مفصلا عن الحركة الاشتراكية العربية .هذا فضلا عن انني كتبت من قبل عن الحركة وعن عبد الناصر وعن الاتحاد الاشتراكي .
كما سبق ان اطلعت على الكثير من نشريات الحركة ، وعملت  أنا شخصيا في الحركة عندما كنت طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية – جامعة بغداد 1964- 1968 .. وبعد انقلاب 17 تموز 1968 تم اعتقالي وبقيت في مديرية الامن العامة قرابة عشرة ايام ثم اطلق سراحي .
ومما اطلعت عليه النشرة الداخلية التي كان يصدرها مكتب التنظيم في الحركة الاشتراكية العربية وعنوانها  :   ( التنظيم ) والتي ترون صورتها الى جانب هذا الكلام ( العدد 2 اواخر اذار- مارس  سنة 2005)  وموضوع النشرة كان بعنوان ( الحركة الاشتراكية :نبذة تاريخية وتوجهات عامة ) .
هذا الى جانب امتلاكي لعدد خاص من مجلة (دراسات عربية ) وهي مجلة فكرية اقتصادية اجتماعية كانت تصدر في بيروت والعدد التاسع الصادر في تموز – يوليو 1966 وفي باب وثائق يوجد ( منهاج العمل السياسي للحركة الاشتراكية العربية ) .
وبإختصار شديد ، سأحاول ان أقف عند تاريخ الحركة الاشتراكية العربية من حيث نشأتها ، ومساراتها ، وتوجهاتها فأقول  انه نتيجة للتعارضات والاختلافات التي حصلت داخل تنظيم (الاتحاد الاشتراكي العربي في العراق والذي تأسس في سنة 1964 بين عدد من القوى المكونة لهذا التنظيم  وبين رئيس الجمهورية العراقية المشير الركن عبد السلام محمد عارف (1963-1966) الذي كان في الوقت نفسه الرئيس الاعلى للاتحاد الاشتراكي العربي  ،  فقد نشأ الاتحاد الاشتراكي كتنظيم جديد في الثالث من آب – اغسطس  سنة 1965 .
وقصة التعارضات التي اقصدها كانت تتمحور حول مجموعة من المسائل الفكرية والتنظيمية اولها (مسألة العلاقة مع الجمهورية العربية المتحدة ) وكذلك حول (الاتحاد الاشتراكي العربي ) ودوره في (الدولة ) و(العملية السياسية ) و(الموقف من القطاع العام ) والموقف من ( دور الضباط الوحدويين ) الذين كانوا شركاء في السلطة انذاك و( محاولة الرئيس عبد السلام محمدعارف ) تقليص نفوذهم فضلا عن موقفه السلبي من (الحزبية ) بنحو عام وهذه التعارضات والاختلافات والاشكالات انذاك اثبتت او ولدت قناعة لدى القوى والمجموعات القومية المنضوية تحت لواء الاتحاد الاشتراكي ان هناك صعوبة في استمرار التحالف مع الرئيس عبد السلام محمد عارف لذلك اتفقت تلك القوى فيما بينها على :
1.  الانسحاب من تنظيم الاتحاد الاشتراكي
2.  انشاء تنظيم جديد بإسم الحركة الاشتراكية العربية
وكان الاحتكاك الذي حصل بين الرئيس عبد السلام محمد عارف  رئيس الجمهورية ، والاستاذ عبد الكريم فرحان الامين العام لتنظيم الحركة الاشتراكية العربية وزير الثقافة والارشاد انذاك هو القشة التي قصمت ظهر البعير . فضلا عن استقالة الوزراء القوميين من الحكومة .
وقد يتساءل البعض عن  القوى التي كونت الحركة الاشتراكية العربية وأجيب ان القوى المكونة للحركة الاشتراكية العربية في مؤتمرها التأسيسي الاول كانت :
1.  حركة القوميين العرب
2.  الضباط الوحدويين وكان في مقدمتهم عبد الكريم فرحان وصبحي عبد الحميد
3.  مجموعة من القوميين المستقلين ومنهم الاستاذ اديب الجادر والدكتور خير الدين حسيب والاستاذ عزيز الحافظ
4.  بقايا حزب الاستقلال المؤسس منذ سنة 1946 بقيادة الشيخ محمد مهدي كبة وكان في مقدمتهم الاستاذ عبد الستار علي الحسين .
5.  مجموعة  الاستاذ فؤاد الركابي
6.  مجموعة الاستاذ خالد علي الصالح
وهكذا تم تأسيس الحركة الاشتراكية العربية .وكما يبو فإن  الحركة لم تكن متجانسة في تشكيلها   لذلك تعرضت في الفترة اللاحقة للانقسام والانشقاق وظهرت  داخلها تيارات عديدة .
عندما قام انقلاب 17 من تموز –يوليو سنة 1968 واجه عدد من قادة وأعضاء الحركة الاشتراكية العربية عنتا من الانقلابيين ، فأُلقي القبض على عدد من قادة الحركة كان في مقدمتهم امينها العام الاستاذ عبد الاله النصراوي وقد رأيت في موقف الامن العام في بغداد عددا من اعضاء الحركة وكان ذلك في سنة 1969 .
لم ترضخ الحركة الاشتراكية العربية لهذا الموقف ، بل قاومت النظام الجديد ، وقدمت عددا من الشهداء ، وامتلأت السجون والمعتقلات بالحركيين والقوميين والناصرين ، وكانت وجهة نظر الحركة بما حدث ان للقوى الاجنبية الغربية دور في ما حدث لذلك  تعاونت الحركة مع كل من قاوم الانقلاب على الفريق عبد الرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية ووقف الحركيون مع جماعة القيادة المركزية للحزب الشيوعي في اضراب عمال الزيوت المشهور في 5 تشرين الثاني – نوفمبر سنة 1968 والذي استشهد فيه عدد من عمال الزيوت . كما وقف طلبة الحركة ودخلوا في مواجهات مع السلطة الجديدة  وخاصة في كلية التربية – جامعة بغداد ، وتعرضت الحركة لحملة من الاعتقالات في صفوفها .
وفي سنة 1972 اسهمت الحركة في تنظيم للمعارضة بإسم (التجمع الوطني العراقي) الذي اعلن من دمشق في سوريا وكان للحركة الاشتراكية العربية دور اساسي في تأسيس هذا التنظيم وهكذا ظلت الحركة معارضة لسلطة حزب البعث حتى سقوط النظام ووقوع العراق تحت الاحتلال الاميركي في 9 نيسان – ابريل سنة 2003 .
وللاسف وقفت الحركة مع من ناصر الاحتلال ممثلة بالامين العام للحركة عبد الاله النصراوي وعدد من قادة الحركة الذين تبوأوا مناصب في العراق في ظل الاحتلال منهم الدكتور قيس العزاوي الذي اصبح سفيرا للعراق في جامعة الدول العربية .
وقد اصدرت الحركة بعد 2003 جريدتها الناطقة بلسانها وهي جريدة ( الجريدة ) وفي اعتقادي ان هذه المشاركة ، وهذا الموقف " نقطة سوداء في تاريخ الحركة الاشتراكية العربية"  وكان عليها ان تنأى بنفسها عن الاحتلال والمحتلين وتتمسك بمبادئها وافكارها العروبية القومية .
اعود لالخص لكم بعض ما كانت الحركة الاشتراكية العربية تؤمن به وتعمل من اجله ؛ فالحركة جزء من التوجه العروبي القومي ذلك ان قاعدتها الاساسية مؤلفة من قواعد حركة القوميين العرب . وقد قادت الحركة في الستينات من القرن الماضي حركة تجديد الفكر القومي وجعله يكتسب بعدا اشتراكيا والحركة تؤكد الطبيعة الشعبية لفكرة الوحدة العربية وترى ان الوحدة العربية لايمكن ان تتحقق الا بالارادة الشعبية ومن هنا ادانت اجتياح الجيش العراقي للكويت في الثاني من اب – اغسطس 1990 وعدت ذلك تشويها لفكرة الوحدة العربية .
وللحركة الاشتراكية العربية ، رأي في المسألة القومية وهي تؤكد ان لكل قومية الحق في تقرير مصيرها وان الفكر القومي لابد ان يبتعد عن العنصرية والتعصب والشوفينية وهي في هذا تسير وراء ما اراده وجهر به الرئيس جمال عبد الناصر في نظرته الى القضية الكردية مثلا . ومن هنا كانت الحركة تؤكد ان العراق يتألف من قوميتين رئيسيتين هما العرب والاكراد وهي تؤيد الحقوق المشروعة للشعب الكردي وهي تؤيد العيش المشترك والاتحاد الاختياري بين العرب والاكراد .
والحركة الاشتراكية العربية لاتضع الفكر الوطني نقيضا للفكر القومي بل تجد أنهما يكملان بعضهما فالانسان يؤمن بالوطن ثم يؤمن  بالامة وليس ثمة  تناقض بين ماهو وطني وما هو قومي وان هناك قواسم مشتركة بين البلدان العربية منها اللغة والتاريخ والمصالح المشتركة وهي تنادي بالديموقراطية وحقوق الانسان وتعدهما من المسائل التي ينبغي ان يناضل المرء من اجلهما .
والحركة اهتمت وركزت على قضايا التحرر والاستقلال والمواطن العراقي لابد ان يطالب بالسيادة والحرية وبناء مجتمع الرفاهية في وطنه ومن ثم في امته والترابط بين القضية الوطنية والقضية الاجتماعية ترابط جدلي وموضوعي وهي ضد الحكم الاستبدادي ولاتقبل ان يرتبط الاستبداد بالقومية لاي سبب كان ومشكلة الاستبداد لابد ان تنتهي من خلال ترسيخ الفكر والمفهوم والنظام الديموقراطي والديموقراطية تقوم على التعدد وفصل السلطات والمشاركة الياسية والتداول السلمي للسلطة وبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون والتأكيد على كرامة الانسان .ومن هنا فالحركة الاشتراكية العربية تربط بين مسألتي العدالة والحرية والمؤسسات التمثيلية هي السبيل للتطور السلمي وتبادل السلطة من خلالها في جو من الحرية والعدالة وتحقيق النمو الاقتصادي واقامة المجتمع القوي المرفه اقتصاديا واجتماعيا .
في ايلول – سبتمبر 1965  أصدرت الحركة الاشتراكية العربية ما اسمته (منهاج العمل السياسي القطري للحركة الاشتراكية العربية في العراق ) وفيه تحدثت عن الوحدة الوطنية واهداف الحركة في الحرية والاشتراكية والوحدة والتحول الاشتراكي وفيه ضرورة التحول نحو الاشتراكية وحتمية هذا التحول والحل ، ووقفت عند التطبيق الاشتراكي في العراق ونتائج التطبيق ودروسه واهمية حماية جميع المكاسب التي تحققت بصدور قانون الاصلاح الزراعي وقرارات 14 تموز –يوليو 1964 الاشتراكية وما يتعلق بالتحولات في الصناعة والتجارة وفي السياسة المالية  والفكرة الديموقراطية والفكر الوحدوي .ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية والتخلي عن سياسة الاقصاء والتهميش للقوى السياسية ودعت الى نبذ العنف ووضع الية تضمن مشاركة الجميع في كتابة الدستور والاسراع في اعادة الاعمار واستيعاب جيوش العاطلين عن العمل وتوفي الخدمات ووقف نزيف المليارات ووضع اليات سريعة لوقف الفساد لكن صوتها لم يكن مسموعا ولم يكن لها من يمثلها في مجلس النواب والهيئات الاخرى والسبب طغيان وسيادة الطائفية والمحاصصة على كل توجه وطني وقومي وحتى انساني .
بعد الاحتلال الاميركي للعراق كما قلت انغمرت الحركة الاشتراكية الربية في النشاط السياسي لكنها –بإستثناء اصدار جريدتها (الجريدة ) ووصول البعض من قياديها الى المناصب اكتشفت انها تسبح في مياه ليست مياهها وارتفع موج الطائفية والمحاصصة فأخذت تصدر النشرات التي تقول فيها ان السيل بلغ الزبى وان الكيل قد طفح وان الوزارات صارت مرتعا للمحسوبيات وان شكاوى الناس من الظلم قد زادت وانها تتصرف كمعرضة ايجابية ترقب الحكم والحاكمين وودعت الى مؤتمر عام للحوار لوطني
يقينا ان الزمن والمتغيرات في الساحة العراقية ، والعربية والاقليمية والدولية يحتاج من قادة الحركة الاشتراكية العربية اليوم  مراجعة كل جوانب فكرهم ،  ومعالجاتهم الفكرية ومواقفهم  السياسية  . والمراجعة مهمة وضرورية بعد كل هذه السنوات الطويلة حتى يستطيعوا ان ينسجموا ويتوافقوا مع عصر التكنولوجيا والثورة المعلوماتية وتطور وسائل التواصل الاجتماعي وظهور اجيال جديدة لها شعاراتها وتطلعاتها وفقا لتحولات العصر المتفجر الجديد .

الأربعاء، 29 يناير 2020

إنضمام الاخ الاستاذ جلال الياس سليم الى إتحاد كتاب الانترت العراقيين






إنضمام الاخ الاستاذ جلال الياس سليم الى إتحاد كتاب الانترت العراقيين
قرار
بموجب النظام الداخلي للاتحاد ، وبعد الاطلاع على الطلب المقدم من قبل الاخ الإستاذ جلال الياس سليم ، وبعد التدقيق في ملفاته ، وجدنا أنه مؤهل لإكتساب العضوية في اتحاد كتاب الأنترنت العراقيين ، وبالتسلسل رقم ( 625) مع التقدير.
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
د. باسم محمد حبيب
نائب رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الاستاذ حمزة الجناحي
سكرتير إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الاستاذ صدام الصوفي
مسؤول قسم التصميم في إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الأربعاء 29-1-2020

الاثنين، 27 يناير 2020

حب الانسانية




حب الانسانية
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
عند زيارتي الاخيرة لناحية بعشيقة ، والقائي في البيت الثقافي فيها محاضرة التقيت بأحبة واصدقاء كثر ؛ فأنا عملت مدرسا في ثانوية بعشيقة سنة 1975 . وممن التقيتهم الاخ الكاتب والباحث والمربي الاستاذ سلو عبدال الياس الذي أهداني نسخة من كتابه الجميل (من يعلمنا حب الانسانية يكن دربه اخضرا وماؤه باردا وخبزه حارا ) ...والكتاب صدر عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل . ويتضمن مجموعة من المقالات التي كتبها في اوقات متفرقة واهداه الى كل من يعشق الانسانية وحب الانسانية غاية كل مثقف وانسان حر طيب بعيد عن الطائفية والتعصب مهما كان شكله . والمؤلف مرب قبل ان يكون شيئا آخرا .وقد وصل الى حقيقة مفادها ان حب الانسانية نوع من السمو بالخلق والوجدان الى أعلى مراحل الحب والعشق .
نعم الاخ سلو عبدال كان صادقا ومخلصا وامينا على كل كلمة كتبها .. لنكن انسانيين وننظر الى الانسانية ؛ فكلنا من آدم وآدم من تراب ومن التراب انتم والى التراب تعودون .
ابا شوان انسان يحب غيره ويتمنى لغيره ما يحب لنفسه .. وعناوين مقالاته ومضامينها كلها تؤكد على الحب والانسانية : الاخاء والوفاء في سنجار - الموصل مدينة كل الاطياف- بعشيقة وبحزاني الغاليتان - عبرة من تاريخ سنجار - كم اكره المتلونين - لابد من وقف نزيف الدم اليوم في جامع ذياب العراقي-الايزيدون اليوم ليسوا كما كانوا قبل نصف قرن - الانسان يولد صفحة بيضاء - كي لاينساهم التاريخ ومقالات اخرى .
قدم للكتاب الاخ الاستاذ مراد سليمان علو ، وقد اكد ان المؤلف معلم يوجه وينصح ويقدم المشورة ويتفاعل مع مجتمعه ويعطي الاخرين درسا في الاخلاق والحرص على احترام وتطبيق القانون .
أي كتاب بديع هذا ... كتاب يعلمنا ان نحب بعضنا بعضنا وكثيرا ما اقول من لايحب محلته لايحب بلده ومن لايحب بلده لايحب الانسانية والحب الانساني هو ما يجعل طريقنا اخضرا ، وماؤنا باردا وخبزنا حارا وصدق من قال هذا .
بقي ان اقول المؤلف من مواليد مدينة بعشيقة 1947 خريج دار المعلمين في اربيل 1965-1966 عمل في سلك التعليم معلما ومديرا لمدة (30 ) سنة وحصل على الكثير من التكريمات وله كتابات انترنيتية عديدة وفي مواقع مختلفة .
تمنياتي له بالتألق الدائم .

العرب في حرب اكتوبر 1973




العرب في حرب اكتوبر 1973
بقلم عبد الله عيسى
رئيس تحرير موقع (دنيا الوطن ) 

تابعت باهتمام كبير مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري السابق، في حرب أكتوبر- تشرين الاول 1973 ، مع الإعلامي احمد منصور في قناة الجزيرة، رغم أهمية مذكراته ولكن لفت انتباهي انه لم يأت على ذكر التضامن العربي مع مصر وسوريا خلال حرب أكتوبر، فتجاهل تماما دور الجيش الجزائري في الحرب والعراقي والأردني والسعودي، ومن هنا سآتي على ذكر دور الجزائر والأردن والعراق في حرب أكتوبر، فقد أعلن الرئيس الجزائري السابق هواري بو مدين في خطابة الذي القاه امام الشعب الجزائري والجيش الجزائري خلال حرب أكتوبر، فقال: كنا خلال حرب التحرير الجزائرية عندما يذهب الثوار الى الحرب ضد الاستعمار الفرنسي فإما ان يعود الثائر متصرا او شهيدا، وأطالب الجيش الجزائري أن يعود منتصرا، أو شهيدا، وفعلا ارسل الرئيس الجزائري الاف الجنود الجزائرين بمعداتهم ودباباتهم وسلاحهم، ومشوا في الصحراء عدة أيام حتى وصلوا مصر، وهناك دخولا الى المزرعة الصينية في سيناء، وعندما شهدوا الجنرال الإسرائيلي شارون سخر منهم وقال ما هذا السلاح القديم الذي يحمله الجزائريون، واختفى الجزائريون فجأة كما كانوا يفعلون خلال الاحتلال الفرنسي، وبثت إسرائيل فيديو عن دور شارون في حرب أكتوبر بعنوان الجزائر عقدة شارون".

وأنصح القراء بمشاهدة هذا الفيديو، حيث يقول المراسل العسكري لجيش الاحتلال: "خرج الجزائريون من مخابئهم وفتحوا نار جهنم على الجيش الإسرائيلي، ويتحدث الفيديو عن شارون وهو يقول للجيش الإسرائيلي عبر اللاسلكي، اقتلوا الجزائريين كالفئران، عندما سيشاهدون سلاحنا المطور سيفرون هربا"، ويضيف المراسل العسكري الإسرائيلي: "بعد ساعات من اطلاق الجزائريين النار مثل نار جهنم، قتل 900 من خيرة الضباط والجنود الإسرائيليين".

وركب شارون الدبابات الإسرائيلية ولاذ بالفرار من الجبهة، وبعد ذلك توجه الرئيس الجزائري الى موسكو وفي اجتماع مع الرئيس السوفييتي، وقال له كلاما صعبا، لم يسمعه الرئيس السوفييتي طوال حياته من زعيم عربي، حيث قال: "إنكم تزودون العرب بأسوأ الأسلحة، بينما تزودون إسرائيل بأعتى أنواع الأسلحة"، فرد عليه الرئيس السوفييتي، قائلا: "ادفعوا ثمن السلاح وخذوا ما تشاءون"، فقال الرئيس بومدين: "عليكم ان تزودوا مصر وسوريا بكل أنواع السلاح الذي يطلبونه"، وتناول بو مدين شيكاً وقدمه للرئيس السوفييتي، وقال هذا شيك على بياض اكتب عليه ما تشاء من ثمن السلاح، وفعلا زود الاتحاد السوفييتي مصر وسوريا بكافة أنواع الأسلحة.

وقبل حرب أكتوبر بشهور، توجه وفداً سوريا عسكريا، رفيع المستوى، إلى بغداد وطلبوا من مصر ان يذهب معهم وفد عسكري مصري رفيع المستوى، الى بغداد، نظرا الى أن العلاقات العراقية السورية كانت سيئة، وقال السوريون: نريد منكم أيها المصريون أن تذهبوا معنا الى بغداد لكي تلطفوا الجو، وفعلا توجه الوفدان الى بغداد وتحدث عن نية البلدين مصر وسوريا بشأن الحرب على إسرائيل، فقال الرئيس العراقي آنذاك أحمد حسن بكر: "إننا نعلم أنكم تستعدون لشن حرب على إسرائيل، ونعلم أنكم ستهزمون وأتمنى لكم التوفيق".

وعاد الوفد المصري والسوري الى بلادهم، وبعد ذلك اندلعت الحرب وعلم العراق باندلاع الحرب من الإذاعات، وكان الرئيس الراحل صدام حسين، نائبا للرئيس البكر آنذاك، فأعطى تعليماته للجيش العراقي بأن يعلن حالة الاستنفار القصوى وأن يوفر لسوريا كل ما يلزم من دبابات وطائرات، وقدم لمصر أسرابا من الطائرات هليكوبتر المتطورة التي شاركت لاحقا في حرب أكتوبر، وربط الجيش العراقي على حدود سوريا مع الجولان، إضافة الى الجيش الأردني الذي أرسل لواء الـ40 المدرعات ورابط مع الجيش العراقي، وتصدى الجيشان العراقي والأردني لإسرائيل في الحرب، ومنع الجيش الاسرائيل من التقدم نحو دمشق.

وقد لاحظت ان الفريق سعد الدين الشاذلي تجاهل كل هذه الحقائق، وبعد حرب 67 اجتمع جمال عبد الناصر مع الرئيس الراحل أبو عمار، وسأله السؤال التالي: "هل تستطيع الثورة الفلسطينية ان تشارك للواء في الجيش الإسرائيلي"، فقال أبو عمار: "نعم بكل تأكيد"، وفعلا وخلال حرب الكرامة عام 68 في أغوار الأردن، قام الجيش الأردني وقوات الثورة الفلسطينية، بهزيمة الجيش الإسرائيلي شر هزيمة، ثم قامت قوات الثورة الفلسطينية في بيروت عام 82 بالتصدي بمفردها لنصف الجيش الإسرائيلي، الذي كان يقوده شارون، وخلال حرب أكتوبر، شاركت الثورة الفلسطينية، وخاصة جيش التحرير الفلسطيني مع الجبهة المصرية بقوة.

وقام الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية باتخاذ قرار حظر النفط عن أمريكا والدول الأوروبية التي تساند إسرائيل.

وقام الفريق سعد الدين الشاذلي بتجاهل الضغوط الامريكية الشديدة على السادات خلال حرب أكتوبر عند الحديث عن ثغرة الدفسوار، قامت السيدة جيهان السادات، بالحديث لقناة الجزيرة أيضا عن حديث دار بين السادات وكسنجر وزير الخارجية الأمريكي، حيث قال السادات إن الجيش الإسرائيلي الذي دخل الى ثغرة الدفسوار أستطيع أن ابيده خلال ساعات، فقال له كسنجر لن تسمح لك أمريكا بفعل هذا وان يظهر السلاح الأمريكي مدمرا للعالم كله.

وكنت أتمنى على الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله، أن يتحدث بالتفصيل عن التضامن العربي خلال حرب أكتوبر، وأتمنى كذلك ان يتحدث أي جنرال في الجيش المصري عن التضامن العربي خلال حرب أكتوبر حتى تبقى روح التضامن العربي حية في كل الظروف، صحيح ان الحرب انتهت مع إسرائيل ولكن هناك استهداف للدول العربية مثل مصر وسوريا وغيرها.


المزيد على دنيا الوطن ..
https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2019/12/06/1297580.html#ixzz6CF0euOuF
Follow us:
@alwatanvoice on Twitter|alwatanvoice on Facebook

الأحد، 26 يناير 2020

محمد توفيق الفخري ................مع اطيب التحيات

                                                                  صورة الاستاذ محمد توفيق الفخري 



محمد توفيق الفخري ................مع اطيب التحيات
احييك اخي العزيز الاستاذ محمد توفيق الفخري واحيي همتك في كتابة المقالات ومساعدة طلبة الدراسات العليا وسعيك من اجل وضع الحقائق بين ايديكم ...الاخ والصديق الاستاذ محمد توفيق الفخري امد الله بعمره ومتعه بالبركة يغذ السير ويحث الخطى من اجل وضع المعلومة التاريخية في مكانها الصحيح يبحث وينقب ويقارن وانا شخصيا اعتمد كتاباته ضمن مصادري لدقتها ....والده المرحوم توفيق الفخري كانت له بصمة في تاريخ الموصل ولايزال قصره (قصر الحاج توفيق افندي ) قرب المستشفى العام وتاريخه قرابة 150 سنة لايزال يعد من معالم مدينة الموصل ....باحث وكاتب ومؤرخ شكرا لك اخي الاستاذ محمد توفيق الفخري اعتز بك وبمكانتك السامية بين مؤرخي الموصل ...........................ابراهيم العلاف

شخصيات موصلية .....كتاب للدكتور ابراهيم خليل العلاف


                                        كتاب (شخصيات موصلية ) للدكتور ابراهيم خليل العلاف 


  شخصيات موصلية .....كتاب للدكتور ابراهيم خليل العلاف
بقلم : الدكتور فارس تركي الجبوري
الناشر : مكتبة الجيل العربي – الموصل – شارع ألنجفي
تاريخ النشر : 2007
إن عملية الكتابة التاريخية هي عملية شاقة ومضنية للمؤرخ الذي يتوخى الوصول إلى الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ، وينشد الحق مهما كان لونه أو شكله، وذلك لان الطريق الذي يوصل إلى الحق والحقيقة ليس مفروشاً بالورد ،ولا معبداً بالأزهار بل هو طريقِ شائك وشاق يتطلب من المؤرخ أن يكون ذا قدرة على جمع المعلومات والحقائق والوثائق ،وذا قدرة على فحصها وتدقيقها وتمحيصها وغربلتها حتى يميز الغث من السمين والحق من الباطل ، ويقرأ بشكل جيد ما بين السطور وما خلفها وما بعدها . وتزداد هذه الصعوبة بشكل كبير عندما يكتب المؤرخ عن موضوع محلي ،لان مثل هذه المواضيع – وفي اغلب الأحيان – يكون النسيان قد طواها ، وتراكم عليها غبار الأزمنة ، واصبح المجهول منها اكثر من المعروف . والكتابة عن الشخصيات تدخل ضمن هذا النوع من الموضوعات .
إلا انه على الرغم من صعوبة البحث فيها ،والكتابة عنها، تبقى دراسة مثل هذه المواضيع مهمة جداً وذات قيمة وفائدة تاريخية لا تقدر بثمن ، وذلك نظراً لما تحتويه من معلومات قيٌمة وما تقدمه من مادة تاريخية مهمة لا غنى للمؤرخ عنها . ومن هنا تأتي أهمية الكتاب الذي ألفه الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف بعنوان ( شخصيات موصلية ) ،والذي يقع في(321) صفحة وطبع في دار ابن الأثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل –العراق ، ويضم بين دفتيه سيرة حياة مائة شخصية موصلية كان لها دوراً بارزاً ومعروفاً في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، كما أنها أسهمت ،بشكل كبير، في بناء وخدمة الدولة العراقية الحديثة . يقدم لنا المؤلف في كتابه هذا نماذج متنوعة لشخصيات موصلية أثرت في محيطها ومجتمعها تأثيراً إيجابيا وتركت بصماتها على حياتنا الحاضرة والمستقبلية ، ولم يكتف الأستاذ العلاف بتناول جانب واحد من جوانب النشاط الإنساني بل حرص على أن يغطي اكبر مساحة ممكنة من مساحات هذا النشاط ، فنراه يترجم لأبرز الأسماء الأكاديمية والتربوية (90 شخصية ) ومنها على سبيل المثال لا الحصر : الدكتور اكرم ضياء العمري ، بشير حمودات ، الأستاذ توفيق سلطان اليوزبكي ، الدكتور حسن علي الذنون ، الدكتورة رمزية الاطرقجي ، الدكتور صالح احمد العلي ، الدكتور عادل نجم عبو ، الأستاذ غانم حمودات ، الدكتور مجيد خدوري ، الدكتور محمود الجليلي ، الدكتور إبراهيم خليل العلاف . كما يتناول المؤلف ابرز الشخصيات التي أسهمت في الحركة الثقافية والصحافية ومنها : احمد سامي الجلبي ، توفيق الدباغ ، حسن العمري ، حمادي الناهي ، خير الدين العمري ، رزوق عيسى ، زهاء محمد حديد ، سليمان الصائغ ، عبد الباسط يونس ، عثمان الموصلي ، فاضل محمد الشكرجي ، وغيرهم الكثير . كما حرص الأستاذ العلاف على تقديم الشخصيات التي عرفت بنشاطها السياسي والوطني من أمثال : إبراهيم كمال ، والضابط جمال جميل ، حازم المفتي ، سعيد الحاج ثابت ، عبدالمنعم الغلامي ، غربي الحاج احمد ، قاسم المفتي ، محمد حديد ، محمد رؤوف الغلامي ، محمد صديق شنشل . كذلك يتطرق الكتاب إلى رموز الوطنية الاقتصادية من أمثال : حمدي جلميران ، مصطفى الصابونجي ، محمد نجيب الجادر ، هاشم الحاج يونس . هذا فضلاً عن عدد كبير من الأسماء التي برزت في ميادين أخرى .
وفي الحقيقة إن الكتاب مهم وذو فائدة كبيرة وبخاصة للدارسين والباحثين والمهتمين بتاريخ العراق الحديث والمعاصر ،وذلك لان الكتب والمؤلفات التي تتناول مثل هذه الموضوعات قليلة ولا تتمتع بميزة الشمولية التي يتمتع بها كتاب ( شخصيات موصلية ) . كما إن هذا الكتاب يعتمد أسلوب التحليل والاستنتاج، وليس مجرد تسطير لسيّر شخصية ، فضلاً عن أن المؤلف قد عاصر أو التقى الكثير من الشخصيات التي كتب عنها مما يعطي الكتاب مزيداً من الأهمية .
المؤلف :الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف من مواليد الموصل 1945 أستاذ ومدير مركز الدراسات الإقليمية – جامعة الموصل – العراق ، اصدر كتباً عديدة منها: نشأة الصحافة العربية في الموصل ، تطور التعليم الوطني في العراق ، تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني ، تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر ، تاريخ العراق المعاصر . له اكثر من (500) بحثاً ودراسة منشورة . تولى عدد من المناصب أبرزها :رئيس جمعية المؤرخين والاثاريين في الموصل ، رئيس قسم التاريخ في كلية التربية – جامعة الموصل 1980-1995،مدير مركز الدراسات التركية1986-1988/1995- 2003 ، مدير مركز الدراسات الإقليمية منذ سنة 2006 وحتى ألان ، أمين تحرير موسوعة العراق الحضارية. شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات داخل العراق وخارجه ،وقد حصل على اكثر من جائزة تكريمية وشهادة تقديرية لجهوده في النشر العلمي .







السبت، 25 يناير 2020

معاهد الدراسات الامريكية - العربية عين الأسد إنموذجا: انكشاف التضليل والتستر على الخسائر الأميركية January 24, 2020



 




 
معاهد الدراسات الامريكية - العربية عين الأسد إنموذجا: انكشاف التضليل والتستر على الخسائر الأميركيةJanuary 24, 2020

        
"البنتاغون والبيت الأبيض يزيفان واقع الحرب (الأفغانية) لعقدين من الزمن،" هو ما جاء في عنوان صادم لصحيفة واشنطن بوست، 9 كانون الأول/ ديسمبر 2019، على خلفية تقرير مطول لها استند إلى "مخزون هائل من الوثائق العسكرية السرية" حصلت عليها الصحيفة ضمن ما أطلقت عليه "أوراق أفغانية،" تيمناً بوثائق فيتنام السرية التي سربها تباعاً موظف البنتاغون دانييل ألسبيرغ، حزيران 1967، لصحيفة نيويورك تايمز.
          وكشف التقرير الصحفي عن تواطؤ القيادات العسكرية العليا بالضغط على "القادة الميدانيين لكتابة تقارير تركز على نجاح (الغزو) وتقليل عدد القتلى الأميركيين وزيادة أعداد قتلى طالبان."
          منذ القصف الصاروخي الذي تعرضت له القوات الأميركية في قاعدة عين الأسد، 8 يناير الجاري، لحين إعداد التقرير بين أيديكم، 24 يناير، قفز عدد "الجنود المصابين" تدريجياً "9، 11، 18 إلى 34" يتلقون العلاج في مستشفيات عسكرية متخصصة عقب تعرضهم لما وصف بإصابات الدماغ الرضيّة. تبجّح ترامب بعد انتظار بأن القصف الصاروخي الإيراني لقاعدة عين الأسد  أسفر عن أضرار مادية طفيفة  و بأن قواته "لم تتعرض لخسائر بشرية،" وبعد اضطرار البنتاغون للاعتراف بإصابات، أصرّ ترامب بأن تلك الإصابات هي "أوجاع بالرأس .. ليست جدية بالمرة."
         وسارع وزير الدفاع، مارك اسبر، للجزم بعد القصف الصاروخي بأنه "لم يسفر عن أي خسائر بشرية، أو خسائر في صفوف القوات الصديقة، سواء كانوا جزءاَ من التحالف الدولي أو المتعاقدين وما شابه."
         نكران الرئيس ترامب يتماشى مع السياق التاريخي للاعتداءات الأميركية على الدول الوطنية عبر العالم، يعبر عن تقليد مركزي متبع للمؤسسة العسكرية وامتداداتها الإعلامية لاعتبارات حساسية الرأي العام الأميركي، بالدرجة الأولى، لضمان تأييده للحروب ورفدها المتواصل بالعنصر البشري المطلوب. وفي البعد الاستراتيجي، تمارس المؤسسة التضليل لإبقاء الصناعات العسكرية ومشتقاتها تستفيد من استمرار الحروب التي تدر عليها أرباحاً مالية.
         خلال الحرب والعدوان الأميركي على فيتنام، ومن ثم أفغانستان والعراق، دأبت المؤسسة الإعلامية الضخمة التمسك بالسردية الرسمية والإكثار من "الانتصارات الميدانية،" لضمان الدعم الشعبي وأفراد القوات المسلحة على السواء. الخسائر الرسمية في فيتنام، مثلاً، اقتصرت على "بضعة آلاف،" ما لبث أن تكشفت الأرقام الحقيقية التي بلغت 30،000 قتيل أسهمت حينئذ الإطاحة بالرئيس جونسون عام 1968؛ وارتفع عدد القتلى إلى نحو 60،000 جندي قبل أن تضع الحرب أوزارها.
         الجنرال الفيتنامي الأسطوري، فو نوين جياب، أوضح أن بلاده خسرت ما لا يقل عن 500،000 جندي، بين الأعوام 1964 -1969، على طريق تحرير البلاد، والتي تخللها "هجوم تيت" الشهير بخسارة صافية للقوات الأميركية ارتكبت على أثرها مذبحة في "قرية ماي لاي،" التي راح ضحيتها 504 من سكانها المدنيين.
         بالعودة "لتصنيف" الرئيس ترامب المخالف للقواعد العلمية، اعتمدت المؤسسة العسكرية أسلوب النكران ووسم المشتكي من أعراض الإصابات الدماغية بأوصاف مهينة يضطر لكتم معاناته أمام زملائه والتي سرعان ما تتفشى وتتفاقم، دفعت لارتفاع معدلات الانتحار إلى نحو 20 مجنداً يومياً، وفق احصائيات وزارة المحاربين القدماء لعام 2018.
         أوضحت دراسة أُجريت على أفراد القوات المسلحة، 2017، أن المؤسسة العسكرية لم تتخذ خطوة واحدة باتجاه اجراء فحص روتيني للكشف عن طبيعة الإصابات الدماغية، وتركت حرية التصرف بيد "القيادات الميدانية لتحديد موعد عودة الجندي للخدمة الفعلية، عوضاً عن تقييم الطواقم الطبية المختصة." وعليه، لم تدون العديد من الإصابات بين صفوف المجندين في الحال.
         كُشف مؤخراً عن حجم المصابين بالصداع أو الارتجاج الدماغي بأزيد من 400،000 مصاب منذ بدء "الحرب على الإرهاب،" 2001. وأوضحت النشرة العسكرية المختصة ميليتاري تايمز، 22 يناير الجاري، أن الأرقام الحقيقية "على الأرجح أعلى من ذلك بكثير."
         يشار على أن البيانات والإحصائيات الرسمية لا تشمل قتلى المتعاقدين مع القوات العسكرية، بعضهم طمعاً في الحصول على الجنسية الأميركية، إضافة لموظفي الشركات المحلية والمقاولين الذين يوفرون خدمات خاصة كتوريد الطعام وطهيه وأمور لوجستية أو خدماتية أخرى.
         وأوردت النشرة ملخص رسالة الكترونية لزوجة أحد المصابين، بلير هيوز، قولها "أن من جملة الإصابات التي تعرض لها زوجي (جندي مشاة في العراق) فإن متلازمة رضْخ الدماغ (الارتجاج) لها أكبر الأثر في تغيير نمط حياتنا اليومية .. القيادة العسكرية أخطأت في تشخيص حالته منذ 12 عاماً ودأبت على إعادة إرساله للميدان المرة تلو الأخرى؛" ظهرت أعراضها بتغيير سلوكي ملحوظ وفقدان الذاكرة وصعوبات التأقلم مع متطلبات الحياة اليومية.
         المؤسسة البحثية الأميركية المرموقة، مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، اعتمدت تعريفاً نموذجياً لارتجاجات الدماغ بأنها "تعطيل لوظائف الدماغ العادية التي قد تسببها عثرة أو ضربة أو هزة للرأس، أو إصابة تخترق الرأس."
         الأهمية المعلقة على التصنيف العلمي لتلك الإصابات أنها ستفرض نفسها على آليات التعاطي ومعالجة المؤسسة العسكرية ومشتقاتها، وزارة المحاربين القدامى، بوتيرة أكثر جدية وإن ليس بشرط تسريع سبل المعالجة.
         الارتفاع التدريجي للإصابات بين القوات العسكرية الأميركية لم تحفز البنتاغون لتقديم سردية مغايرة لروايتها الأولى حول إصابات عين الأسد، وبررت تصريحاتها الأولى بأنها "كانت نتيجة تقييم القيادات الميدانية آنذاك. عوارض الارتجاج ظهرت بعد عدة أيام من الحادث وتم معالجة المصابين بدافع الحذر الشديد."
         الإعلان الأميركي شبه الفوري بعدم وقوع إصابات بشرية بين صفوف قواته وفر للرئيس ترامب مساحة ضيقة للمناورة السياسية وتهدئة نزعات الثأر والعدوان المتأصلة في البنى السياسية والعسكرية، والتي كادت أن تقود لاندلاع حرب مع إيران، ومنحته أيضاً "ذخيرة سياسية" لتهميش تهديد إيران الصاروخي للمصالح الأميركية.
         المؤسسة العسكرية الأميركية ومصالحها المتشعبة الضخمة ثابرت على الضخ بمعلومات هادفة لتضخيم "الخطر الإيراني،" لا سيما في العراق. أحد إصدارات البنتاغون، 4 نيسان 2019، زعم أن إيران تسببت في مقتل "603 جنود أميركيين على الأقل .. ما يعادل قتيل من بين ستة قتلى خلال العمليات العسكرية في العراق؛ أي 17% من مجموع القتلى الأميركيين بين أعوام 2003-2011."
         "نحن لا نغزو بلداناً فقيرة لكي تغتني،" كانت جزءاً من تصريح للمبعوث الرئاسي الأميركي لأفغانستان، جيمس دوبينز، 11 يناير 2016، مخاطباً المفتش الحكومي العام لأفغانستان.
         ومضى الديبلوماسي المخضرم موضحا "المهمة الأميركية" في العالم "بأننا لا نغزو دولاً استبدادية لبسط الديموقراطية عليها. بل نغزو دولاً تتسم بالعنف لتعزيز التعايش السلمي .."
         المحرك الأساسي للدعم الشعبي لاستراتيجيات الغزو الأميركية المتتابعة كان ينصب على تحديد "مصدر تهديد مباشر لأمن" البلاد؛ والذي أسهم في التحاق وانخراط أعداد كبيرة من الشباب المقاتل في صفوف القوات المسلحة، إثر أحداث تفجيرات 2001.
         وعددت يومية نيويورك تايمز، 2002، مزايا الخلفيات الثقافية والاجتماعية للمنتسبين بتوفر "مستوى تعليم ابتدائي عالي الجودة" أثرى المهام القتالية المعقدة.
         بعد توافد جثث الجنود الأميركيين من العراق، لا سيما عام 2005، اعترفت المؤسسة العسكرية بتراجع كبير في الكفاءات والاعداد البشرية للمتطوعين، وسمحت القيادات السياسية انضمام مهاجرين لم يستوفوا شروط الإقامة "القانونية" والالتحاق بالقوات المسلحة مقابل مرتبات مالية مجزية ووعود بتسوية أوضاعهم القانونية، وقلصت الشروط التعليمية المطلوبة كوسيلة إغراء إضافية.
         لا تزال المؤسسة العسكرية تعاني من نقص بشري لرفد قواتها العاملة مما دفع يومية يو اس ايه توداي، أب 2017، التعليق بأن تلك المعضلة حفزت المسؤولين العسكريين اللجوء لحيل مختلفة منها فتح باب التجنيد أمام من له "تاريخ جنائي أو المعاناة من اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب وتعاطي المخدرات والكحول .." وأوضح عدد من المنابر الإعلامية الأميركية سوء الحالة الصحية للقادمين من الولايات الجنوبية، بسبب تدني الدخل، وتدهور فترة التدريب على القتال وزيادة معدلات الجرائم بين صفوف الجنود.
         عند الأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل المذكورة أعلاه، والبيانات الرسمية التي يتم تسريب بعضها بين آونة وأخرى، عن تدني الحالة والجهوزية القتالية، وانكفاء المؤسسة العسكرية عن الوفاء بالتزاماتها لأهالي وأسر المجندين، يستطيع المرء فهم الاساليب الملتوية المعتمدة للتغطية على الأوضاع المأساوية الحقيقية دون إنجازات تذكر، والافراج عن أعداد الضحايا "بالتقسيط" خشية ردود فعل شعبية غاضبة.
الكشف عن معلومات حول مقتل أفراد من القوات العسكرية العاملة في الخارج يشكل تهديدًا للبنتاغون التي تنتشر وتنفذ عمليات في مختلف أنحاء العالم، لا سيما بين صفوف القوات الخاصة الموكلة بمهام سرية منذ عام 1952.
 
 

The Politics of Lies and Body Counts

Before leaving the World Economic Forum in Davos, Switzerland, on Wednesday, Mr. Trump said the injuries sustained by the American service members in the attack on a base in Iraq were "not very serious."
"I heard they had headaches and a couple of other things," the president told reporters. "I don't consider them very serious injuries, relative to the other injuries that I've seen."
Trump's comments drew criticism from veterans advocates who noted that since the height of the wars in Iraq and Afghanistan, the U.S. military and the Department of Veterans Affairs have put in place procedures to treat and lessen the impact of traumatic brain injuries suffered from the blasts from roadside bombs and injuries considered to be the signature wounds of those conflicts.
On Tuesday, the U.S. military acknowledged an additional number of service members had been flown from Iraq to Germany for observation nearly two weeks after the missile attack on the Al Asad airbase. Last week 11 service members were flown out of Iraq for further observation after presenting concussion-like symptoms.
When pressed by reporters, Trump continued his claim that the injuries weren't very serious relative "to other injuries I have seen."
President Donald Trump holds a news conference at the 50th World Economic Forum in Davos, Switzerland, Jan. 22, 2020.Jonathan Ernst/Reuters
. "No, I do not consider that to be bad injuries. No."
Trump’s remarks also drew swift criticism from veterans’ groups that have advocated for the victims from violence in Iraq and Afghanistan.
Paul Rieckhoff, the founder of Iraq and Afghanistan Veterans of America, tweeted: "The @DeptVetAffairs and hundreds of thousands of post-9/11 veterans disagree: research.va.gov/topics/tbi.cfm Don’t just be outraged by #PresidentMayhem’s latest asinine comments. Take action to help vets facing TBIs: uclahealth.org/operationmend/"


The DeptVetAffairs and hundreds of thousands of post-9/11 veterans disagree: https://www.research.va.gov/topics/tbi.cfm  Don’t just be outraged by #PresidentMayhem’s latest asinine comments. Take action to help vets facingTBIs: https://www.uclahealth.org/operationmend/  https://twitter.com/AndrewFeinberg/status/1219952656971653121 …

✔@AndrewFeinberg
Wow. @realDonaldTrump just told (I think) @weijia that he doesn’t think US service members who suffer Traumatic Brain Injuries had anything very serious happen to them.

The Centers for Disease Control and Prevention (CDC) defines a traumatic brain injury (TBI) as "a disruption in the normal function of the brain that can be caused by a bump, blow, or jolt to the head, or penetrating head injury."
In addition, service members and veterans potentially have added exposure to blasts, from combat and from training.
TBI injuries have been treated as the "signature wound" and "silent epidemic" of the wars in Afghanistan and Iraq, where insurgents used roadside bombs to significant effect. While the blasts from those bombs caused serious physical injuries to U.S. service members, they also caused a much larger number of TBI injuries that were not immediately visible.
This Jan. 8, 2020, satellite image released by Planet Labs Inc., reportedly shows damage to the Ain al-Asad US airbase in western Iraq, after being hit by rockets from Iran.Ho/Planet Labs Inc. /AFP via Getty
According to the VA, the Defense and Veterans Brain Injury Center (DVBIC) "reported more than 408,000 TBIs among U.S. service members worldwide between 2000 and early 2019."
Democratic Senator Chris Murphy of Connecticut accused the president of misleading the American public for weeks by denying any U.S. personnel were injured in an Iranian missile strike earlier this month and downplaying the severity of their injuries once they became public.

"You don't get sent to Germany for headaches," Murphy, a Democrat who sits on the Foreign Relations Committee, told CBS News in an interview. "You get airlifted to Germany when you're in seriously bad shape."

The controversial issue of body counts and casualties raised its head this week as it was learned that dozens of Americans were sent to hospitals in Germany and Kuwait in the wake of the Iranian missile attack on Al-Asad air base.

Right after the attack, Secretary of Defense Mark Esper had said, “Most importantly, no casualties, no friendly causalities, whether they are US, coalition, contractor, etc.”

Now it has been learned that 11 US soldiers were injured in the attack and were flown out of Iraq several days later to be treated for head injuries after they showed signs of concussion, additional soldiers sent later to Germany for evaluation and treatment.

The Pentagon justified their original assessment by saying, “That was the commander’s assessment at the time.  Symptoms emerged days after the fact and they were treated out of an abundance of caution.”

Whatever the reason, the history of battle casualty reports is one of lying and misrepresenting the facts.

Obviously, insisting one’s side has suffered few casualties has been common over the years.  It helps improve the moral of one’s army and civilian populations by making it seem that victory is within sight.  This was the German tactic in WWI, when the Germans insisted that killing more French at Verdun meant it was a German victory.  Of course, the Germans never captured Verdun and France eventually defeated the Germans.

In the case of the Iranian missile attack, by claiming no American casualties, Trump was able to calm down a situation that could have led to a war with Iran.  It also supplied political ammunition by showing that Iran’s missile threat was overblown.

The great Prussian strategist Karl von Clausewitz warned nearly 200 years ago, “Casualty reports…are never accurate.”  He continued by writing that figures are “no accurate measure of the loss of morale; hence…the abandonment of the fight remains the only authentic proof of victory.”

Not everyone thought that way.  Post Napoleonic strategist Baron Antoine Jomini said that war could best be understood in terms of mathematics – things that could be counted.

America and its Secretary of Defense Robert McNamara took this theory to the extreme in the Vietnam War.  McNamara, the former head of Ford Motor Company, thought that counting dead North Vietnamese could prove the US was winning the war, just like counting the number of Fords sold could prove that Ford Motor Company was making money.

This led to the notorious body count syndrome that was used to prove the US was winning the Vietnam War.  Soldiers counting bodies were encouraged to inflate the number of enemy dead found on a battlefield.  They were also indiscriminate in counting dead civilians as enemy soldiers.

In later years, General Giap admitted that he had lost 500,000 soldiers from 1964 to 1969, but they meant nothing.  North Vietnam won the war despite horrendous body counts.

The result was that, after Vietnam, American officers moved away from the body count philosophy.  During the war to retake Kuwait, General Norman Schwarzkopf, the allied commander stated that as a Vietnam veteran, he abhorred body counts as a measure of success.

General Tommy Franks was to comment, “We don’t do body counts.”

However, after the first Gulf War, the US has drifted back into the old mindset as the never-ending War on Terror has continued for nearly a generation.  Without clear victories in places like Afghanistan, it is much easier to count bodies in order to claim victory.

The art of body counts has evolved as technology has evolved.  Today, the deaths and injuries caused by drone strikes is a subject of controversy.  Naureen Shah, Director of the Human Rights Clinic as Columbia University says, “That it is the US government that owes the public an accounting of who is being killed.”

A report by Columbia University warns that low civilian casualty estimates may provide false assurance to the public and policy makers that drone strikes do not harm civilians.  Many of the “militants” who are victims of drone attacks are very likely to be civilians who were at the wrong place at the wrong time.

Admittedly, body and casualty counts are vague and the definition of injured and can change.  In the case of the soldiers injured in the Iranian missile retaliation, they weren’t originally counted as they had no visible signs of injury after the attack.  It was only when they showed signs of concussion that they were sent to medial facilities.

Brain trauma like concussion is a relatively new injury as researchers have discovered that concussions are much more dangerous than previously thought.  In Vietnam, soldiers who suffered concussions were told to either “walk it off” or to go to the barracks to rest for a few hours.  They weren’t considered injured when making reports.

In other words, the Iranian missile attack victims would have not been considered casualties by medical standards of the Vietnam War.

Then there is Post Traumatic Stress Syndrome (PTSD), which may not show up until the soldier returns home or occurs years later.

Reporting body and causality counts of the enemy is still subjective, especially if there are no friendly troops in the area.  Drone and air strikes rely upon overhead imagery for damage assessment.  If the imagery is captured after a few hours, bodies may have already been removed.  There is also the question of victims in the wreckage of buildings.

In this case, the count may be very subjective, especially if the senior officers want to prove a strike is successful.  In that case, the junior officers will gladly make up casualty numbers that will make their bosses happy – even if that includes dead civilians or imaginary enemy caught under wreckage.

Sending troops to make an actual body count in unsecured territory is risky.

Another factor of false casualty count is the moral factor.  Wars, especially those that last a long time, require some proof that they are being won.  Otherwise, they tend to lose the support of the voters (Vietnam is an excellent example) and the troops.  This is especially true in Afghanistan, where the US has been at war for 19 years – with no end in sight.

American voters have shown that they want to withdraw American troops from Afghanistan, while still winning – one reason Trump won in 2016.  If body and causality counts can be used to prove the US is winning, it is easier to withdraw.

Another use of false casualty count is diplomatic.  In the case of the Iranian missile attack, the immediate announcement of American casualties would have engendered calls by Americans for retaliation against Iran – which would have led to more Iranian attacks that could have led to a general war.

By announcing no American casualties, it gave Trump a chance to lower tensions by not retaliating against Iran.  It can be said that the relative peace in the region is due to the “fudging” of American casualty figures.

Despite all the controversy, in the end, the practice of faking or fudging body and casualty figures will continue.

Clausewitz once said, “In war everything is uncertain.”

He was wrong.  In war, false body counts will always be certain
*ارسلها لي الاخ الدكتور خليل عبد العزيز بالايميل 

الخميس، 23 يناير 2020

ثامر معيوف ...القاص والروائي والكاتب والصحفي والانسان بقلم : ا.د.ابراهيم خليل العلاف













ثامر معيوف ...القاص والروائي والكاتب والصحفي والانسان
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
الاخ والصديق العزيز الاستاذ ثامر معيوف واحد من رموز الموصل في تاريخها المعاصر حضوره ومنذ نصف قرن على الساحتين الثقافيتين الموصلية والعراقية طاغ ..عرفته منذ سنين واتابعه وهو في بغداد يكتب للصحف والمجلات وعرفته وهو مدير العلاقات الثقافية في جامعة الموصل وعرفته   مفتتحا لكثير من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات العلمية وعرفته وهو النائب الاول لاتحاد الصحفيين العراقيين فرع نينوى وعرفته قاصا وروائيا اتابع انتاجه وعرفته صاحب قلم سيال وعرفته انسانا صريحا شجاعا نبيلا لايخاف ان يقول كلمة الحق حين  ينبغي ان تقال وعرفته ابا حنونا وعرفته رجلا دؤوبا لايكل ولايمل من العمل الجاد المفيد .

الاستاذ ثامر معيوف قاص وروائي وكاتب مع انه خريج كلية الزراعة وتلك ظاهرة معروفة في الادب فكم نعرف من الادباء والشعراء من هو طبيب ومهندس وكيمياوي  .

كتب عنه كثيرون ووضع اعماله عدد من النقاط تحت مشرحتهم وممن كتب عنه استاذنا المرحوم الاستاذ الدكتور عمر الطالب في موسوعته ( موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين )  وقد وجدت انه انصفه عندما ركز على اسلوبه الجميل في التعبير فأسلوبه من السهل الممتنع ومما قاله عنه – وهو محق – ان ثامر معيوف الذي ولد في  محلة عبدو خوب في الموصل سنة 1953 ودخل كلية الزراعة والغابات في جامعة الموصل  وتخرج فيها مهندسا زراعيا يكاد يحتل مكان التقديم في كل مناسبة من مناسبات جامعة الموصل في ندواتها ومؤتمراتها وهو من احب الادب وقرأ للعديد من الادباء العرب والعالميين .

عندما كنت اعمل مدرسا في قسم التاريخ بكلية  الاداب – جامعة الموصل في مطلع السبعينات من القرن الماضي انتبهت الى ثامر معيوف وقرأت له في مجلة ( الجامعة ) التي كانت تصدرها جامعة الموصل وهي مجلة ثقافية رائدة ومنذ ذلك الوقت وهو يغذ السير ويحث الخطى  مع نخبة من زملاءه من الشعراء والكتاب والادباء الموصليين الذين احتضنتهم جامعة الموصل في عهد رئيسها المرحوم الاستاذ الدكتور محمد صادق المشاط والذي فتح ابواب الجامعة والمركز الثقافي والاجتماعي لهم واستفاد منهم في تحرير مجلة الجامعة واعتبرهم بين السنوات التي قضاها  رئيسا للجامعة والممتدة من سنة 1970 -1977 جزءا من الجامعة وقسم منهم اكمل دراسته العليا وحصل على الدكتوراه والقسم الاخر فضل البقاء على شهادته الجامعية الاولية وكان ثامر معيوف من بين من احتضنتهم الجامعة هو وعدد من الادباء والشعراء وكتاب القصة ومنهم الدكتورة بشرى البستاني والدكتور ذنون الاطرقجي والاستاذ امجد محمد سعيد والدكتور نجمان ياسين والمرحوم الدكتور مزاحم علاوي وغيرهم .

الاستاذ ثامر معيوف يعد اليوم في العراق من كتاب القصة البارزين كما يعد من الروائيين المعروفين حتى ان  اثنتين من روايتاه فازتا سنة 1985 بجائزة روايات الحرب وهما رواية ( الرجل الذي هو انا اكثر مني ) ورواية ( الجهة الخامسة ) ومما تتميز به هاتان الروايتان انهما  نقلا واقع الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988 وما رافقها من مآس انسانية وصور ومشاهد وجزئيات وقد استفاد في كتابة  الروايتين من الموروث الشعبي والاسلوب الشعري في خلق لغة محببة يفهما اي قارئ حتى انه كان لايمتنع عن استخدام كلمات عامية اثناء الحوار بين  شخوص الروايتين وتلك ميزة انفرد بإستخدامها الروائي ثامر معيوف .

في سنة 1985 وهي سنة مميزة في حياة ثامر معيوف وحيث كان يعمل محررا في جريدة ( القادسية ) البغدادية التي كانت تصدرها وزارة الدفاع وفيها كان يكتب مقالاته اصدر مجموعته القصصية الموسومة ( تحولات النهر ) وضمت تسع قصص وكل تلك القصص دارت حول اوضاع الحرب والقتال ومن خلال هذه الاوضاع كان القاص ثامر معيوف يأخذ بتلابيب القارئ ليعود به الى اجواء الطفولة والبراءة ويستحضر مع قارئه صورة الانسان الذي يميل للحب والسلام اكثر مما يميل للحرب والعدوان .

كان يريد ان يؤكد الذات العراقية ذات الماضي العريق وهي تبني الحضارات وتقيم العمران لكنه كانت تقاتل حيثما اقتضت ظروف الوطن وضروريات الدفاع عن الارض والعرض .

وفي سنة 2001 يفاجئنا ثامر معيوف بروايته الثالثة  وكانت بعنوان : ( أفياء في النار ) وتلك بحق قصته مع الحياة فيها تحدث عن نفسه منذ ان تخرج في كلية الزراعة والتحق بالخدمة العسكرية وعمل في سلك المخابرة في (قادر كرم ) وعاش الحرب الضارية التي خلقت افياء من هول مشاهدها التي حجبت نور الشمس .
الاستاذ ثامر معيوف وهو اليوم كما قلت نائب رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين – فرع نينوى ورئيس تحرير الجريدة الناطقة بلسان الاتحاد في الموصل واسمها ( نبض المدينة ) أقرأ له المقال الافتتاحي كما اتابع طريقة واسلوب تحريره للجريدة ارى انه صحفي من الطراز الاول يعرف كل فنون الصحافة من الافتتاحية الى التحقيق الصحفي  وكما عملت معه محررا في  جريدتي ( فتى العراق ) و( الحدباء ) اقول انه كاتب يحمل رسالة ورسالته تنويرية له اسلوب محبب في مخاطبة القارئ وبشكل يعمل على رفع مستوى ذائقة من يقرأ له وتلك – لعمري – خصيصة مهمة لابد ان يحرص عليها كل من يكتب في الصحافة .
وثامر معيوف هو ايضا من كان وراء اصدار مجلة ( مناهل جامعية ) وهي المجلة الثقافية الثانية التي اصدرتها جامعة الموصل في عهد رئيسها السابق الاستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي .كما كان وراء اصدار عدد من النشرات والصحف الجامعية الموصلية منها جريدة ( ومضات جامعية ) ..ايضا هو وراء خطط برامج اتحاد الصحفيين العراقيين والتي تنفذ كل يوم سبت من قبيل برنامج ( نصف الدنيا ) عن المرأة الموصلية وبرنامج ( مسؤول امام الجمهور ) . وغير ذلك .
وثامر معيوف اليوم وقد تقاعد من جامعة الموصل لم يجلس في البيت وانما اختط له حياة ثانية فها هو مسؤول اعلام ( كلية النور الجامعة ) هذه الكلية العتيدة التي استطاعت ان ترسخ اقدامها في الحياة الجامعة الموصلية بسرعة واقتدار وتميز . ويقينا ان لمجهودات ثامر معيوف في ابراز دور هذه الجامعة وتأكيد دورها في خدمة المجتمع اثر كبير في علو كعب هذه الجامعة وقد يكون من المناسب انه سعى ان يربط كلية النور بالمجتمع الموصلي من خلال اقامة حفلات تكريم رموز الموصل من الاكاديميين وغير الاكاديميين ويشرفني انني كنت واحدا ممن كرمته كلية النور الجامعة .
قد لااستطيع في هكذا عجالة مدتها عشر دقائق ان اعطيكم كل ما يمكن ان اعطيه عن هذا الرجل – الانسان  النبيل المتسامح ، لكن اقول تحياتي وتقديري واعتزازي بالاخ الاستاذ ثامر معيوف فهو وجه من وجوه نينوى وهو رمز من رموز الموصل واي وجه واي رمز انه رمز الكلمة الحرة المقدسة .




صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...