الخميس، 31 ديسمبر 2020

من اور الى بيت لحم ا.د. ابراهيم خليل العلاف


 

من اور الى بيت لحم
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
العراق وفلسطين تاريخ متصل ، ومتواصل ويجب ان يكون واضحا لدى كل ابناء الديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام ، وحتى عند اصحاب الديانات الاخرى في العالم ان الله خلق آدم ، وآدم من أديم الارض أي من التراب وكلنا على هذه الارض ابناء آدم ، وما هو موجود من تنافس وصراعات وحروب سابقة ولاحقة ، واشكالات ، شيء طبيعي لكي تدوم الحياة ؛ فالحياة قائمة على الصراع او على مايسميه البعض الجدل او (الديالكتيك) ، وبدون الصراع لاتستقيم الحياة ولا تستمر لانها ببساطة سوف تكون رتيبة ومملة وغير متجددة .
وقد سمعت قبل ايام حديثا لاحد الباحثين ارسله لي صديقا فوجدت انه يذهب في تفسير التاريخ تفسيرا بعيدا عن المحركات الاساسية للحياة ، وهو يذهب الى ان هناك محاولات وصراعات يهودية مسيحية على العراق ، وان العراق سينقسم ويتلاشى ، ويفسر اهتمام اليهود والمسيحية العالمية بالعراق ضمن هذا الاطار ، ويستحضر احداثا تاريخية ، ويحملها اكثر مما تتحمل ويبدو انه يفسر زيارة البابا القادمة للعراق ضمن هذه الرؤية ، ناسيا ان العراق بلد عظيم واهله اي شعب العراق شعب عظيم لايمكن ان يكون بيد هؤلاء ولا بيد هؤلاء .
نعم موقع العراق الاستراتيجي ، وثراه الحضاري ، وغناه المادي ، وحدوده المفتوحة ، كانت كل هذه العوامل سببا في الصراع حوله ، وجعل ارضه ساحة للصراع الاقليمي والدولي . وثمة احداث كثيرة نعرفها ، كان فيها العراق ساحة للصراع ، وهذا طبيعي للاسباب التي ذكرتها ، لكن هذا لم يحل دون ان يأخذ العراقيون المبادرة ويدافعوا عن بلدهم عندما تتوفر لهم ظروف المقاومة والقوة . او بعبارة ادق يدافعوا عن وحدة بلدهم من الشمال الى الجنوب .
العراقيون بناة ، والعراقين شعب عريق والعراقيون أذ كياء والله حملهم رسالة واودع فيهم علمه ورحمته ومنع النبي ابراهيم عليه السلام من الدعاء عليهم ، والعراقيون احفاد اولئك الذين اقاموا الحضارات ، والعراقيون هم من علم العالم الزراعة ، والنار ، والعجلة ،وهم اول من اسس (مكتبة ) وهم اول من فتح ( مدرسة ) ، وهم من علم العالم فنون القتال . كانوا في اور ، وكانوا في بابل ، وكانوا في اشور وكانوا في الحضر ، وكانوا في شانيدر ،وكانوا في الاربجية ، وكانوا في حسونة وكانوا في اربل وكانوا في بغداد وكانوا في الهاشمية وكانوا في الكوفة وكانوا في كربلاء وكانوا في النجف وكانوا في سامراء وكانوا في الموصل ... كانوا قادة وملوكا عظاما كان منهم حمورابي ابو القوانين وكان منهم نبوخذنصر وكان منهم سرجون وكان منهم صلاح الدين الايوبي والمتنبي وابي تمام والسياب والجواهري .
ان من يتحدث عن تكالب هؤلاء وهؤلاء على قضم اراضٍ من العراق او تهديد وحدة العراق او اللعب بمقدرات العراق لا يعرف التاريخ العراقي جيدا ، وهو يحسب ان العراقيين يمكن ان يرضخوا ويمكن ان يستكينوا العراقيون .. قد يضعفوا لكنهم لن يموتوا ابدا ولن يستقوي عليهم احد ولن يمسخ هويتهم احد ولن يصادر مستقبلهم أحد ابدا .
لكن العراقيين يعرفون قيمة بلادهم ، وهم اناس منفتحون على كل العالم يحترمون الغريب ، ويحبون الضيف والجميع يشهد لهم بذلك هم احفاد النبي ابراهيم عليه السلام ، وفي بلدهم مراقد لأنبياء كثر ... ارضهم في اور وبابل واشور مقدسة كأرض فلسطين كبيت لحم واريحا والقدس وارجو من الاحبة ان لا يتأثروا بما يقوله هذا او ذلك ، وبما ينشره من فيديوات او مقابلات صحفية .واذكر المسؤولين في وزارة الثقافة للاستعداد لزيارة البابا والاهتمام بتهئية الاماكن التي سيزورها ومنها اور في الناصرية (محافظة ذي قار) ومناطق في العراق ومنها الموصل وسهل نينوى ومدن بغديدا وبرطلة وبعشيقة(محافظة نينوى) لتكون زيارته مثمرة ومفيدة للجميع لجميع البشر على ارض كوكبنا هذا الارض .




رابطة كُتاب تاريخ الموصل وتراثها تهنئكم بالعام الميلادي الجديد 2012



رابطة كُتاب تاريخ الموصل وتراثها تهنئكم بالعام الميلادي الجديد 2012 وتتمنى لكم العافية والبركة والخير 

رئيس الرابطة الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف31-12-2020
 

سنة حلوة لكل البشر


 

الاستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين الاكاديمي والكاتب والشاعر رئيسًا للمجمع العلمي العراقي



الاستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين الاكاديمي والكاتب والشاعر رئيسًا للمجمع العلمي العراقي
تهنئة صادقة .. مع تمنياتي له بالنجاح والموفقية في ادارة هذه المؤسسة الاكاديمية العلمية الرفيعة ...................الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين .31-12-2020

 

الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

داؤد الحيدري الشخصية العراقية المعروفة وزير العدل في العهد الملكي

 داؤد الحيدري الشخصية العراقية المعروفة وزير العدل في العهد الملكي

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
سألني عنه أحد الاخوان قبل قليل ، واراد ان اقدم له بعض المصادر عن الرجل . واقول ان الاستاذ داؤد الحيدري ، هو احد الشخصيات البارزة في العهد الملكي ولمن لم ير صورته ، فانه في الصورة المرفقة لهذه السطور الثالث من يمين الصورة .
وداؤود ابراهيم الحيدري ، جاء ذكره في الكثير من الكتب التي تتناول تاريخ العراق المعاصر ، ومنها كتاب السيد عبد الرزاق الحسني ( تاريخ الوزارات العرقية ) في العهد الملكي ، ويقع في عشرة مجلدات . كما كتب عنه الاستاذ خالد الجوال في الجزء الاول من كتابه (موسوعة أعلام كبار ساسة العراق الملكي من 1920 الى 1958 ) ، من اصدارات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2012 . وكتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في الجزء الاول من (موسوعة أعلام وعلماء العراق ) والتي صدرت عن ( مؤسسة الزمان الدولية للصحافة والنشر والمعلومات) ببغداد 2011) .وجاء ذكره كذلك في (انسكلوبيديا ويكيبيديا ) الالكترونية وورد ذكره في كتاب ( العراق في الوثائق البريطانية سنة 1936 ) الذي اصدره نجدة فتحي صفوت ونشره مركز دراسات الخليج العربي في جامعة البصرة والتقرير البريطاني الذي ذكره هو (تقرير عن الشخصيات الرئيسية في العراق سنة 1935 الذي ارسله السر ارجيبولد كلارك كير السفير البريطاني في بغداد الى وزير الخارجية انطوني ايدن في الاول من كانون الثاني سنة 1936 ومصادر اخرى لامجال لذكرها كلها مع التأكيد على ان كل من كتب عن تاريخ العراق المعاصر منذ سنة 1928 الى سنة 1942 اشار اليه ، فهو شخصية سياسية عراقية معروفة شغل منصب وزير العدل (وكانت تسمى العدلية ) ثلاث مرات .. كما تسلم منصب وزير الخارجية وكالة . ولد في اربيل سنة 1886 وتوفي في اسطنبول سنة 1965 عن عمر ناهز ال (79) سنة .
تولى وزارة العدل لأول مرة من 11 كانون الثاني 1928 الى 28 نيسان 1929 وكان رئيس الوزراء عبد المحسن السعدون ، وتولى وزارة العدل مرة ثانية من 26 نيسان 1928 الى 19 ايلول 1929 ، وكان رئيس الوزراء توفيق السويدي ، وتولى وزارة العدل مرة ثالثة من 10 شباط 1942 الى 19 كانون الاول 1943 وكان رئيس الوزراء نوري السعيد وتولى وزارة الخارجية في 15 نيسان سنة 1942 وكالة مدة تمتع عبد الله الدملوجي وزير الخارجية الاصيل باجازته المرضية .وله اضبارة في وزارة الخارجية العراقية برقم (243) من مجموع اضابير وزارة الخارجية العراقية البالغة الى يوم ماقبل الاحتلال الاميركي للعراق في 9 نيسان 2003 (3180) اضبارة .
الاستاذ حميد المطبعي كتب عنه بضعة اسطر ، وقال على الصفحة (247) من (موسوعة اعلام وعلماء العراق ) وقال انه حقوقي من اسرة عراقية كردية عريقة تخرج في كلية الحقوق بإسطنبول ، وشغل مناصب ادارية مرموقة في الدولة العراقية ، وهو ابن ابراهيم الحيدري وكان يشغل منصب شيخ الاسلام في الدولة العثمانية . انتخب داؤد الحيدري نائبا في مجلس النواب العراقي عن اربيل وفوق ما ذكرناه عن توليه وزارة العدل ثلاث مرات ووزير الخارجية مرة واحدة فانه تولى وزارة الشؤون الاجتماعية في وزارة السيد محمد الصدر والذي يظهر الى جانبه في الصورة المرفقة اذ دعاهم مولود مخلص الى تكريت مع الملك غازي والامير عبد الاله وقد وصف تقرير رسمي يعود الى الثلاثينات من القرن الماضي داؤد الحيدري بانه رجل "مستقيم ومتوازن في علاقاته السياسية" .
في تقرير السفير البريطاني في بغداد السر ارجيبولد كلارك كير السفير البريطاني في بغداد الى وزير الخارجية انطوني ايدن في ا كانون الثاني سنة 1936 عن الشخصيات العراقية ، ورد عن (داؤد باشا الحيدري ) انه من بغداد ولد سنة 1880 وهو ابن ابراهيم افندي الحيدري شيخ الاسلام السابق اصل عائلته من اربيل حيث يمتلك ابراهيم افندي شيئا من الاملاك . كان داؤد باشا نائبا ، ومرافقا للسلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 ، يتكلم اللغة التركية افضل مما يتكلم اللغة العربية .كان في اسطنبول خلال الحرب العظمى وعاد الى بغداد في سنة 1921 عين في تشرين الاول 1921 امينا للأمناء في البلاط وهو رجل هادئ مهذب لايمتاز بشيء ومعتدل عضو المجلس التأسيسي عن اربيل في اذار سنة 1924 تسلم منصب نائب رئيس المجلس التأسيسي صوت للمعاهدة العراقية - البريطانية في سنة 1924 انتمى الى حزب الشعب وعارض معاهدة سنة 1926 وزير العدلية في وزارة توفيق السويدي نيسان - تشرين الثاني 1929 غير محبوب ولا يوثق به في اربيل [طبعا يقصد لا يوثق به من القوميين الكورد ] .اعيد انتخابه لمجلس النواب لتمثيل اربيل في الانتخابات النيابية العامة لسنة 1930 ولكنه لم يشغل منصبا وزاريا منذ استقالة وزارة توفيق السويدي في اب 1929 ، اصبح في سنة 1930 محاميا لشركة تنمية النفط البريطانية في بغداد وقام بهذا العمل بصورة لابأس بها لم يعد انتخابه في انتخابات سنة 1934 " طبعا تاريخ هذا التقرير يعود الى الاول من كانون الثاني 1936 .
كتب الاستاذ خالد احمد الجوال في الجزء الاول من (موسوعة اعلام كبار ساسة العراق الملكي من 1920-1958) المشار اليها انفا عن داؤد الحيدري ودون ان يذكر تاريخ ولادته ووفاته ، وقال انه عين في 3 حزيران 1928 وزيرا للعدلية في وزارة عبد المحسن السعدون الثالثة وانه تولى منصب وزير المعارف (التربية ) وكالة مدة غياب توفيق السويدي خارج العراق وهو عضو مجلس النواب للدورة الانتخابية الثانية (19 مايس- ايار 1928-1تموز 1930) وعندما نشبت ثورة رشيد عالي الكيلاني في نيسان - مايس 1941 لجأ الى مضيف امير ربيعة محمد الحبيب في الحسينية بلواء الكوت ثم سافر الى البصرة والتحق بالوصي عبد الاله بعد ان ترك بغداد ومن هناك سافر معه الى القدس وفي 1 حزيران 1941 عاد الى بغداد مع الوصي وفي 22 مايس ايار سافر مع الوصي في زيارته للولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا وعاد الى بغداد في 20 ايلول 1945. وكثيرا ما كان يتولى وكالة بعض الوزارات عندما يغيب او يسافر وزراءها ومن ذلك انه عين في 9 شباط 1942 وزيرا للعدلية في وزارة نوري السعيد السادسة التي تشكلت في 9 تشرين الاول 1941 بدلا من صادق البصام الذي استقال من منصبه وفي 15 نيسان 1942 تولى منصب وزير الخارجية وكالة لتمتع عبد الله الدملوجي باجازة مرضية وفي 8 تشرين الاول 1942 عين وزيرا للعدلية في وزارة نوري السعيد السابعة وبين 8-16 تشرين الاول 1942 تولى منصب وزير الداخلية وكالة لسفر نوري السعيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع وكالة ووزير الداخلية وكالة الى القاهرة وفي 29 كانون الثاني 1948 عين وزيرا بلا وزارة في وزارة السيد محمد الصدر وفي 6 شباط 1948 تولى منصب وزير الشؤون الاجتماعية وكالة لسفر نجيب الراوي ضمن الوفد العراقي لحضور اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة وفي 4 اذار 1948 عين وزيرا للشؤون الاجتماعية في وزارة السيد محمد الصدر بدلا من نجيب الراوي الذي تسلم بدوره وزارة العدلية لاستقالة عمر نظمي . وفي 26 ايار 1948 قدم استقالته من وزارة السيد محمد الصدر احتجاجا على تصرفات رئاسة الوزراء وتحيزها لمرشحيها وتهديد معارضيها .
ورد ذكر داؤود الحيدري في كتاب الدكتور محمد مظفر الادهمي ( المجلس التأسيسي العراقي)بغداد 1989 الجزء الثاني ص 309 ، وكذلك في كتاب الدكتور عبد المجيد كامل التكريتي (الملك فيصل ودوره في تأسيس الدولة العراقية الحديثة 1921-1933 (بغداد 1991) ، وورد ذكره في كتاب الدكتورة سعاد رؤوف شير محمد ( نوري السعيد ودوره في السياسة العراقية حتى عام 1945) وفي كتاب العقيد جيرالد دي غوري ، ثلاثة ملوك في بغداد ترجمة سليم طه التكريتي (بغداد 1990) ، وفي كتاب سلمان التكريتي ( الوصي عبد الاله يبحث عن عرش 1939-1953 ) الدار العربية للموسوعات ، بيروت 1989 ، وفي كتاب (مذكرات سندرسن باشا ،عشرة الاف ليلة وليلة ،ترجمة سليم طه التكريتي ، مكتبة اليقظة العربية ، بغداد 1982 .
في (انسكلوبيديا ويكيبيديا ) الالكترونية ورد عنه انه "داود باشا بن شيخ الإسلام إبراهيم فصيح بن شيخ الإسلام السيد صبغة الله الحيدري هو سياسي عراقي، ولد في أربيل سنة 1886، وتوفي في إسطنبول سنة 1965 ودفن هناك. أكمل دراسته الاعدادية في (موصل اعدادي مكتبي ) أي مدرسة الموصل الاعدادية في الموصل. وبعد التخرج سافر في سنة 1904 إلى إسطنبول ودخل مدرسة الحقوق ونال شهادتها سنة 1908، وعين بعد التخرج موظفاً في وزارة المعارف التركية فضلا عن ممارسته المحاماة لبعض الوقت وكان مرافقاً للسلطان عبد الحميد الثاني 1876-1909 ، وكان يتقن اللغات الكردية والعربية والتركية.
التحق بالجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى وحارب في صفوفه.
رجع إلى بغداد بعد تأسيس الدولة العراقية وعين في سنة 1921 مفتشاً عدلياً في وزارة العدلية. وفي سنة 1922، عين بمنصب أمين أمناء البلاط الملكي. وفي سنة 1924، شغل عضوية المجلس التأسيسي عن مدينة أربيل فضلا عن منصب نائب رئيس المجلس. وبعد حل المجلس، أعيد ليشغل منصب أمين أمناء في البلاط الملكي. وفي دورة السنة 1925، أعيد لمجلس النواب نائباً أيضا عن مدينة اربيل ونائباً لرئيس المجلس. وفي الدورتين التاليتين في سنة 1926 و1927 أعيد انتخابه في مجلس النواب. وفي سنة 1928 عين وزيراً للعدلية في وزارة عبد المحسن السعدون الثالثة. وفي العام 1929 بقى وزيراً للعدلية في وزارة توفيق السويدي. وفي السنوات 1930 إلى 1933 جدد انتخابه نائباً عن مدينة أربيل.
أعيد انتخابه لمجلس النواب عن أربيل سنة 1930. وفي السنة ذاتها أصبح محاميا عن شركة النفط البريطانية في بغداد. وفي السنة 1933 منحه الأمير عبد الله بن الحسين أمير شرق الاردن رتبة الباشوية.
انتمى إلى حزب الشعب وعارض معاهدة 1926. كذلك عمل محامياً ومستشاراً قانونياً لشركة النفط البريطانية. وفي أثناء حركة رشيد عالي الكيلاني، سافر السيد الحيدري إلى عمان والقدس وعاد مع الأمير عبد الإله فعين وزيراً مفوضا للعراق في طهران. وفي السنة 1942 عين وزيراً للدولة. وفي السنة 1943 اعيد نائباً في مجلس النواب عن مدينة السليمانية. ومن ثم عين وزيرا مفوضا في ديوان وزارة الخارجية ونقل منها إلى لندن. وفي العام 1945 عين عضوا في مجلس الأعيان ووزيرا بلا وزارة في وزارة السيد محمد الصدر ثم اسندت اليه وزارة الشؤون الاجتماعية. غادر العراق سنة 1958 بعد ثورة 14 تموز، فعاش متنقلا بين تركيا وسويسرا وفرنسا، حتى توفي في تركيا سنة 1965.
رحمه الله وجزاه خيرا على ما قدم لبلده .

الاستاذ لافي سلطان ........معلما ومديرا ومشرفا تربويا ونقابيا وانسانا ........مع اطيب التمنيات


                                                                         الاستاذ لافي سلطان

 


الاستاذ لافي سلطان ........معلما ومديرا ومشرفا تربويا ونقابيا وانسانا ........مع اطيب التمنيات
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
نتهاتف مع بعض ، ونستذكر أيام زمان ، وأساله ويسألني ، واتحدث اليه ويتحدث لي .. الاستاذ لافي سلطان ابو علي من رجالات التربية والتعليم في الموصل ...له اياد بيضاء على اجيال من التلاميذ والطلبة .. أصدقاءه كثر ، ومحبيه أكثر . وانا ، وقد اعتدت على كتابة تاريخ الكثيرين من ابناء الموصل الذين بنوا ، وكان لهم دور في بناء العراق ، وفي ميادين مختلفة ومنها ميدان التربية والتعليم ، كان علي أن لا أدع اخي الحبيب الاستاذ لافي سلطان الا واكتب عنه ، واترك ما أكتب للاجيال لكي تتخذه واحدا من القدوات الذين ينبغي ان نعتز بهم ونفخر خاصة وان في مسيرة حياتهم محطات تستحق الوقوف عندها .
الاستاذ الفاضل لافي سلطان شهاب احمد البدراني ، وهذا هو اسمه الكامل من مواليد سنة 1942 .. نشأفي اسرة فقيرة لكنها مؤمنة ككل أُسر الموصل اسر تعطي للدين والمبادئ والقيم النبيلة مكانة .درس في مدرسة الزهراء المختلطة في الباب الجديد سنة 1949 ، وكانت مديرتها المربية الكبيرة الاستاذة كواكب جليميران ، وقبل ذلك وكعادة مجايليه كان يذهب الى الملا أي الكُتاب ، والملا كان محمد جاسم صالح البدراني في محلة وادي حجر .
وفي متوسطة الوثبة ، أكمل المتوسطة ، ثم في الاعدادية الغربية وتخرج سنة 1963 والتحق بالدورة التربوية وعين معلما سنة 1965 في مدرسة عداية المختلطة وبعدها عمل في مدرسة المستنطق 1967 .
وعندما قلبت صفحات سيرته ، وجدت تقارير المشرفين التربويين تشيد به وبطريقته في التدريس وممن كتب عنه الاستاذ محمد صالح كريم خان المشرف التربوي المعروف ، والمشرف التربوي الاستاذ علي يونس الذنون ، والمشرف التربوي الاستاذ محمد سليمان .
نقل بعد ثلاث سنوات الى مدرسة البعاج الابتدائية للبنين سنة 1976 واستلم ادارة المدرسة من الاستاذ اسماعيل حطاب . وفي سنة 1978 نقل الى مدرسة بادوش للبنين وبعدها نُسب للاشراف التربوي لمحو الامية 1978وفي سنة 1983 نقل الى مدرسة المنصور وكان مديرها الاستاذ المرحوم عناد المشهداني وفي سنة 1985 تفرغ للعمل النقابي واستلم موقع امين سر نقابة المعلمين - فرع محافظة نينوى .
في ملفته كتب شكر وتقدير كثيرة أحتاج الى وقت طويل ، ومساحة كبيرة لذكرها منها من المشرفين التربويين ومنها من المجلس الاعلى للحملة الوطنية الشاملة لمحو الامية ، ومنها من نقابة المعلمين - المركز العام ، ومنها من المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى .
شارك طيلة حياته الوظيفية في دورات مهنية عديدة قسم منها يتعلق بمحو الامية ، وقسم منها يتعلق باعداد معلمي الرياضة ، وقسم منها يتعلق بالقيادة الادارية التربوية ، وبالاشراف التربوي .
عرف عنه انه مرب فاضل ، ومعلم متميز ، واداري تربوي ومهني متمكن . فضلا عن انه وطني عراقي قح وعروبي . وكان ، وانا الذي كنت اتابع مسيرته ، من الذين يعملون على زيادة وعي التلاميذ والطلاب الثقافي والتربوي . كان يؤكد باستمرار على ان العملية التربوية لاتنجح الا بتفاعل اطرافها الثلاثة المعلم ، والطالب ، والكتاب . وكان يركز على أهمية ودور مجالس الاباء والمعلمين ، وكان يشجع على ممارسة الرياضة ، حتى انه هو نفسه كان لاعبا في فريق كرة القدم التابع للاعدادية الغربية سنة 1963 .
لم يكن الاستاذ لافي سلطان منكفئا على نفسه ، بل كانت له نشاطات اجتماعية ووطنية وقومية فهو ممن شارك في تظاهرات الطلبة خلال السنة 1956 انتصار لمصر في دفاعها عن نفسها ضد العدوان الثلاثي البريطاني - الفرنسي -الاسرائيلي ، وشارك في اضرابات طلبة الاعدادية الغربية ضمن الاضراب الطلابي الكبير في العراق سنة 1962، ووقف مع زملاءه الطلبة نصرة للجزائر في ثورتها ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1962، وشارك في حملات العمل الشعبي ، وكان يمثل نقابة المعلمين في لجان المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى .
وكان في عمله التربوي يدعم ويشجع البحث العلمي ، واكتشاف مهارات الطلبة ، وتحسين الخط العربي ، وفي دعم الاستعراضات الرياضية السنوية للتربية والتي كانت تقام في ملعب الادارة المحلية -قضيب البان ، وفي مشروع الاطعام الدولي والتغذية المدرسية ، وفي تشجيع الفرق الصحية التي تزور المدارس وتفحص التلاميذ وتداويهم وتشرف على صحتهم العامة وفي اقامة العلاقات الاجتماعية مع ابناء القرى التي عمل في مدارسها وله مقالات في مجلتي ( المعلم الجديد) و(النبراس ) ، وفي مجال القاء المحاضرات ضمن مشروع محو الامية وفي المخيمات الكشفية ومنذ سنة 1956 ، وفي السفرات المدرسية وفي اعداد وسائل الايضاح اي الوسائل التعليمية ، وفي حضور الندوات والمجالس الادبية والثقافية في الموصل وغير ذلك من النشاطات والفعاليات التي كانت تشهدها مدينة الموصل ومحافظة نينوى .
أمد الله بعمر الاخ والصديق الاستاذ لافي سلطان ووفقه وزاده بركة وعافية وتوفيقا .
*الموصل في 30-12-2020

الخاقاني هاتف فيصل الحولاوي، Sahar Ahmed Ali و٦ أشخاص آخرين

تاريخ الجامع الاموي في رأس الكور بالموصل

                                                              منارة الجامع الاموي في الموصل 



الجامع الأموي في محلة رأس الكور بالموصل



ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل



و(الجامع الاموي) في الموصل ، هو نفسه ( المسجد الجامع ) الذي اسسه العرب المسلمون عند فتحهم الموصل سنة 16 هجرية أي 637 ميلادية ، وهذه هي من عادات الفاتحين عندما يدخلون مدينة فان اول ما يفعلوه هو بناء المسجد الجامع وكان بناء ( المسجد الجامع) في الموصل في عهد القائد عُتبة بن فرقدْ السُلمي .وقد بنى بالقرب منه دارا للأمارة .



والمسجد الجامع بمنارته المتواضعة البسيطة البدائية ، حظي بالتجديد وعبر العصور أكثر من مرة ، عندما اقدم والي الموصل في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( عُرفجة بن هُرثمة البارقي) بتوسيع الجامع حيث اصبح لا يستوعب الاعداد المتزايدة من المصلين ، وجعل له اربعة ابواب وكانت مساحته كبيرة تمتد من نهاية محلة رأس الكور جنوبا وبالقرب من محلة الميدان حتى قليعات ، وكان هو الجامع الوحيد ، حتى مجيء العهد الاموي وقد تم توسيعه وتجديده في ايام الامويين ، وخلال تولي مروان بن محمد ولاية الموصل في القرن الثاني للهجرة الثامن للميلاد وسمي بالجامع الاموي . ومما زاد فيه مروان بن محمد ( منارته) التي تبعد عن غربي الجامع بمسافة (150) مترا ، وجعل فيه ( مقصورة) ، يصلي فيها والمقاصير كانت توضع في الجوامع الكبيرة . كما اضاف اليه الوالي مروان بن محمد مطابخ يطبخ بها للناس في شهر رمضان المبارك واول من اتخذ المقاصير - كما يقول شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي - معاوية بن ابي سفيان بعد ان حاول الخوارج اغتياله .. وفي عهد الخليفة العباسي المهدي تم تجديده سنة 167 هجرية -748 ميلادية ، وازيلت المطابخ .



ونقل الاستاذ سعيد الديوه جي في كتابه (جوامع الموصل ) عن ابو زكريا الازدي صاحب كتاب (تاريخ الموصل ) قوله ، ان الخليفة العباسي المهدي زاد في المسجد الجامع بالموصل حوانيت وسوق صارت تسمى حوانيت المسجد وسوقا لأهل المدينة فما كان يلي سوق الداخل للبزازين ، وما يلي باب جابر للسراجين ، وما يلي دار القبلة للسقط .



وهكذا صار المسجد الجامع في العصر العباسي اوسع مما كان عليه في العصر الاموي .. ومن ذلك ان الوالي موسى بن مصعب بن عمير التفت الى المسجد الجامع ايضا ووسعه ، ووجد المنقبون حجر الخليفة المهدي وفيه قد نقشت عبارة تدل على انه في عهد الخليفة محمد المهدي قام عامله على الموصل موسى بن مصعب ، وعلى بركة الله قام بتوسيع الجامع واصبح جامعا كبيرا يتسع لقرابة

( 11) الفا من المصلين فيه اربعة ابواب هى ( الباب الغربي) المعروف باسم (باب المنارة ) وكان هذا الباب تحت المنارة و( الباب الجنوبي) المعروف باسم ( باب جابر) ويؤدي الى سوق السراجين و( الباب الشرقي) المؤدي إلى نهر دجلة ( باب دجلة ) و( الباب الشمالي ) ، وهو الذي يؤدي الى سوق الداخل أي سوق البزازين الذي هدمه المهدي واضافه الى الجامع .



وممن اهتم بالجامع الاتابكيون فلقد جدده سيف الدولة الاول بن عماد الدين زنكي 543 هجرية -1148 ميلادية ورمم وصار يعرف بالجامع العتيق بعد ان بني في الموصل جامع جديد هو الجامع النوري الكبير المعروف بمنارته ( الحدباء ) . ومن معالم التجديد انهم وضعوا في صحنه (نافورة ماء ) رخامية وقد علمنا ذلك من وصف الرحالة الاندلسي ابن جبير لهذا الجامع .



وبعد سنوات طويلة اي في القرن التاسع عشر جدده وعمره أحد تجار الموصل ممن يحبون اعمال الخير والبر سنة 1225 هجرية -1810 ميلادية وهو التاجر الحاج محمد مصطفى مُصفي الذهب فصار الجامع منذ ذلك الوقت يسمى (جامع المصفي ) علما ان هناك من يسميه ايضا ( جامع الكوازين ) .



وقد ادركت ، أنا في طفولتي وصباي هذا الجامع الذي لم يكن يبعد عن دار جدي في محلة الكوازين او رأس الكور سوى خمسين مترا ان الجامع الاموي صار محاطا بالمقابر ، وان هذه المقابر مقابر الكوازين كان على تلة مرتفعة عن الارض تسمى ب(الصحراء ) وكثيرا ما كنت اشاهد النسوة وهن جالسين بالقرب من قبور موتاهم ايام الخميس .. كما كنت اشاهد منارته البدائية بوضع حسن وكانت بعض بيوت المنطقة ومنها بيت السيد سعيد متداخلة مع الباب الشمالي للجامع وتبدو وكأنها جزءا من الجامع وهذا كان في الاربعينات من القرن الماضي .



كان اهل الكوازين ، وقد ذكر ذلك الاستاذ سعيد الديوه جي ، وانا ايضا سمعت هذا يقولون ان الجامع الاموي كان يمتد شمالا الى ماوراء تل قليعات وينتهي في الارض التي كنا نسميها (النكيرة ) اي (النقرة ) أو المنخفض ويقولون ان محل الوضوء في الجامع المذكور كان مشيدا على هذه الارض وادركتها ، وكنا اطفالا صغارا نلعب فيها وهي ارض منخفضة تحيطها منطقة مرتفعة تنتشر بيوت الناس على جوانبها .



وكثيرا ما كانت مديرية الاوقاف ترعى الجامع وتجدده وترممه .وعندما جدد سنة 1334 هجرية -1916 كتب فوق الباب الجنوبي للجامع البيتين التاليين وهما من نظم الشاعر علي الجميل وبخطه وكان آنذاك يشغل منصب رئيس كتاب مديرية اوقاف الموصل:



جزى الله من احسانهم ليس ينكر * لتعمير آثار بها الفخر يَذكرُ

بشعبان للاسلام تم بناؤه * فأرخ :لتقوى الله بيت يُعمر



من معالم الجامع ( المحراب) ، فالمحراب يُعد أية في الفن والابداع ويحوي كثيرا من الكتابات الكوفية المشجرة والنقوش والزخارف المتناظرة بعضها غائرة فيه وقد نقل الى مصلى الجامع النوري الكبير وثبت فيه . وهناك ( المنارة) وما تبقى منها اليوم بضعة امتار وهي غنية بالزخارف الاجرية وكان الى جانب ( المصلى) (مشهد) وهناك من يقال انه للأمير سيف الدين اق سنقر البرسقي الذي قتل سنة 520 هجرية -1126 ميلادية .ولا أثر له اليوم ولعله اصبح جزءا من المقابر المحيطة بالجامع .



نقطة مهمة أريد ان اقولها ، وهي ان هذا الجامع - كما يقول ابن خلكان في كتابه (وفيات الاعيان ) - كان مكانا تُعقد فيه حلقات العلم والحديث وتخرج فيه كثير من الفقهاء وعلماء اللغة واهل الحديث . وممن تصدر التدريس فيه العالم النحوي الكبير (ابن جني ) النحوي الموصلي المتوفى سنة 392 هجرية – 1002 ميلادية



تعرض الجامع خلال سيطرة عناصر داعش على الموصل ، ومعركة تحرير الموصل 2014-2017 للتدمير ، والتخريب ووضعه عند كتابة هذه السطور لا يسر الناظرين مع الاسف الشديد ، لذلك ندعو أولي الأمر والمسؤولين الى اعماره لقدمه ، ولامتلاكه تاريخا تفتخر به الموصل كلها .

 

 

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

أصول المناقشات العلمية في الدراسات العليا ا.د. ابراهيم خليل العلاف


 

أصول المناقشات العلمية في الدراسات العليا

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل

اولا اتقدم بالشكر والتقدير لعمادة كلية التربية للعلوم الانسانية ولرئاسة قسم التاريخ  -جامعة الموصل لدعوتها لي للحديث في موضوع مهم يتعلق بالدراسات العليا وهو الذي يتعلق بأصول المناقشات العلمية ومن واقع تجربتي التي تمتد لعقود وانا الذي ناقشت الكثير من رسائل الماجستير واطروحات الدكتوراه في مختلف الجامعات العراقية والحمد لله .

وحتى اضع موضوع المناقشات العلمية في سياقه الصحيح اقول انني سأتحدث عن جانبي الشكل والمضمون وابدأ بالشكل وهو ان على الاستاذ المناقش ان يكون مستعدا لمناقشة الرسالة أو الاطروحة من الناحيتين النفسية والعقلية وان يتسلح بأدوات النقاش وان يلتزم بالضوابط  المقررة في نظام وقوانين الدراسات العليا  ومن ذلك الالتزام بالوقت  والتركيز على ما يقرره رئيس الجلسة ويتفق عليه جميع اعضاء لجنة المناقشة .

وفيما يتعلق بشكل المناقشة على الاستاذ المناقش ان يرتدي الروب الجامعي وان يظهر وهو جالس على منصة المناقشة بأحلى صورة وحاله في هذا حال القاضي في المحكمة وعندما يريد ان يخرج من القاعة عليه ان يستأذن من رئيس  اللجنة وان لا يبتعد كثيرا عن جو المناقشة وان يعود سريعا وان ينصت لزملائه عندما يدلون بملاحظاتهم على الرسالة وان لا يتدخل  في مناقشة زملاءه الا في حالة الضرورة القصوى وبعد الاستئذان من رئيس الجلسة وان لا ينشغل بالأمور الثانوية وان يصغي لمجريات المناقشة .

هذا على مستوى الشكل .. أما على مستوى المضمون فعلى الاستاذ المناقش ان يقرأ الرسالة أو الاطروحة قراءة دقيقة وان يؤشر ملاحظاته العامة والخاصة عليها وان يستفيد من فسحة الشهر المخصص له لتسجيل ملاحظاته وتقييماته للرسالة أو الاطروحة وهنا اود التأكيد على ان من الضروري تسجيل الملاحظات في اوراق خاصة وعدم الاعتماد على الذاكرة .كما ان على الاستاذ المناقش ان يقسم ملاحظاته الى ملاحظات ذات طابع عام وملاحظات ذات طابع خاص وان يوضح للطالب ملاحظاته بلغة سهلة وبسيطة وان يركز على الجوانب الفكرية والفلسفية في الرسالة او الاطروحة لا أن ينشغل بالأمور الثانوية والاخطاء المطبعية او النحوية .

عليه ان يقيم الرسالة او الاطروحة من حيث قيمتها العلمية كفكرة راح الطالب يبحث فيها ويوثق  ما لها وما عليها وهذا ما نسميه بال(    THEM    )  أي الفكرة التي يريد الطالب ان يدرسها او يناقشها ويحللها للوصول الى النتائج المرجوة .

وبعد ان ينتهي من الافكار الرئيسية للرسالة او الاطروحة عليه ان يدخل في تفاصيل الامور الاخرى من قبيل التزام الطالب بالتحليل تحليل النصوص وربطها ببعضها وطريقته في تفكيكها ثم اعادة بنائها وفق اسس علمية رصينة تبعا لطريقة البحث العلمية المعروفة وهي الخطوات التي يقوم بها الباحث للوصول الى الحقيقة التاريخية ومنها كيفية اختياره للموضوع وجمع المصادر والمراجع ومن ثم وضع خطة واعادة بناء الرسالة او الاطروحة ويقينا اننا في الماجستير لا نلح كثيرا على الباحث من جهة الاتيان بالجديد والاصيل لان رسالة الماجستير هي خطوة او مرحلة لتدريب الباحث .

اما في اطروحة الدكتوراه فالأصالة مطلوبة والابتكار مطلوب والاتيان بالجديد غير المعروف مطلوب .

هنا الاستاذ المشرف يجب ان يفسح المجال للباحث لكي يجيب عن تساؤلاته وان يقيمه من خلال رده ومناقشته على ما يثيره الاستاذ المناقش . وهنا على الطالب ان يبرز قدراته وان يكون على علم بما يجب ان يقوله للأستاذ المناقش وان يسجل الملاحظات على امل تصحيح رسالته أو اطروحته بموجب هذه الملاحظات .

دائما ما ادعو الباحث وادعو الاستاذ المناقش ان يكونا على معرفة بقوانين وتعليمات وانظمة الدراسات العليا من حيث طباعة الرسالة او الاطروحة ومن حيث الالتزام بالمنهجية العلمية وخطوات البحث العلمي او المثودولوجيا اي طريقة البحث العلمي وان يلتزم الباحث بعدد الصفحات وترتيب الرسالة والاهداء والفهرست وتحليل المصادر الرئيسة التي ارتكزت عليها الرسالة او الاطروحة وللأسف هذه العادة العلمية تتعرض ومنذ سنوات للترك فالباحث يعرض المصادر ولا يحللها  وهذا شيء غير صحيح فتحليل المصادر والمراجع مهم جدا وفي بعض الاقسام العلمية الاخرى الباحث مطالب بأن يقدم تحليلا للدراسات السابقة .بينما نحن في اقسام التاريخ نكتفي بتحليل المصادر المعتمدة وتوضيح صلتها بالرسالة او الاطروحة .

اعود الى الباحث فأقول ان عليه وهو يستعد ليوم المناقشة ان يكتب  ملخصا لكلمة يلقيها امام لجنة المناقشة واهم شيء ان تكون مكثفة وشاملة تتضمن الاشارة الى اهمية الموضوع والخطة التي وضعت على اساسها الرسالة او الاطروحة والفصول والنتائج التي توصل اليها والمشكلات التي واجهته ودائما انصح الطلبة بأن تتضمن الكلمة جانبا من مقدمة الرسالة او الاطروحة وجنبا من الملخص واحبذ ان لا يستغرق وقت القاء الكلمة عن نصف ساعة وان يكون الباحث واضحا وان يتدرب على القاء الكلمة  قبل ذلك وان يكون هادئا ورزينا  وان تكون الكلمة سليمة من حيث اللغة وان تتميز بحسن النبرات وتنوع النغمات كما يقول الاستاذ الدكتور احمد شلبي في كتابه (كيف تكتب بحثا او رسالة  ) ،وان يوزع نظراته توزيعا منظما على من هو موجود في قاعة المناقشة فضلا عن حسن السمت وجودة المظهر . وعليه ان يبتعد عن الظهور بمظهر المغرور والا يبدو من عباراته ما يدل على الكبرياء والاعتداد الزائد بالنفس بل عليه ان يظهر بمظهر المتواضع الذي هو من ابرز اخلاق العلماء فيقول انه حاول وانه يرجو ان يكون قد وفق فيما قصد اليه .وبعد الانتهاء من القاء كلمته عليه ان يكون مستعدا لتلقي ما يوجه اليه من ملاحظات وان يسجل ذلك ويعد بالتصحيح وانا دائما ادعو الباحث ان بناقش ما يراه غير صحيحا من طروحات المناقشين بشرط العودة الى المصادر .

وبشأن وقت المناقشة اقول ان رسالة الماجستير تحتاج الى اربعة ساعات واطروحة الدكتوراه تحتاج الى خمسة ساعات وانا شخصيا كنت اقد المناقشين واعطي لكل واحد منهم نصف ساعة فقط .

المهم هو ان تقتنع اللجنة بمقدرة الباحث وتقف عند جهده وطريقة تفكيره وشخصيته ، واستعداداته ليكون في المستقبل مشروع باحث واستاذ .

شخصية الباحث وجهده نقطة لابد ان يأخذها المناقش بنظر الاعتبار فليس من المعقول ان يظهر الباحث وكأنه عديم الشخصية لا رأي له ولا دور سوى تجميع النصوص وتسطيرها .نعم انا من الذين يذهبون مذهب الفيلسوف الالماني ليوبولد فون رانكه في ان وظيفة المؤرخ هي ان يعيد تشكيل الحدث كما وقع بالضبط لكن هذا لابد ان يحدث في ظل اعادة ترتيب وصياغة منطق الحدث التاريخي وفق سياقاته الزمنية وان يكون للباحث رأي في  الموضوع الذي يكتب فيه فهو مطالب بأن تظهر شخصيته العلمية بأجمل صورة من خلال ما يصل اليه من نتائج ولكن في ضوء النص التاريخي والتفسير التاريخي العقلاني الصحيح والمنطقي .

والاستاذ المناقش وهو يناقش الرسالة أو الاطروحة عليه ان يبرز شخصيته العلمية كذلك وان يظهر للباحث ولكل من يستمع الى المناقشة ان له اراء خاصة في هذه الرسالة او الاطروحة وانه مطلع على ابعادها ويعرف ما وصلت اليه من نتائج علمية دقيقة تجعل من الباحث واحدا من مشاريع اساتذة ومؤرخين في المستقبل يمتلكون شخصية علمية ومعرفة دقيقة بمجرى التاريخ ومدارسه المختلفة .

نقطة مهمة اريد التأكيد عليها وهي العناية باللغة وعلامات الترقيم ووضع الملاحق وترتيب المصادر والمراجع والاشكال والخرائط كما ادعو الى الاهتمام بالملخص الانكليزي ال ABSTRACT  فهذا مما هو مهم من حيث فهرسة الرسالة او الاطروحة في المكتبات العالمية وتسهيل اطلاع من يريد الاطلاع عليها وهو لايحسن اللغة العربية .

الاستاذ المشرف بعد انتهاء الباحث وطبع رسالته او اطروحته يكتب تقريرا الى رئيس القسم او رئيس لجنة الدراسات العليا يوضح فيه ان الباحث انتهى وان لابد من تأليف لجنة مناقشة وعليه ان يختار المتخصصين وتؤخذ الدرجة العلمية بنظر الاعتبار ان كان هذا على مستوى الماجستير او الدكتوراه واللجنة تناقش الباحث وتمنحه الشهادة او توصي بمنحه الشهادة ويقر مجلس الكلية المعنية ذلك ثم يرفع الامر الى رئاسة الجامعة ليصدر الامر الجامعي بمنحه الشهادة وهناك نظم تتبع في بعض الجامعات ومنها مثلا ما كان يجري في جامعة بغداد في زماننا وهي ان ترسل الرسالة او الاطروحة الى خبير من خارج العراق وهو من يقرر صلاحية المناقشة وبعدها تتشكل لجنة المناقشة .ولجنة المناقشة من المؤكد انها تأخذ بنظر الاعتبار موقف الباحث وقدرته في الدفاع عن رسالته  او اطروحته وان تتثبت من كفاءته وسعة افقه وعمق ثقافته وبعد المناقشة الباحث يعدل الرسالة او الاطروحة بإشراف احد الممتحنين وهو من يقرر انه قام بالتعديلات وعندئذ يوقع بقية اعضاء اللجنة على الرسالة او الأطروحة وقد ترد الرسالة او الاطروحة وتعطى فترة لإجراء تعديلات وقد تقدم للمناقشة مرة اخرى وقد  يمنح الطالب الماجستير كما في بريطانيا بدلا من الدكتوراه اذا كان مستوى الرسالة ليس بالعمق المطلوب او ان الموضوع لا يرقى ان  يكون بمستوى شهادة الدكتوراه .

ويجب ان نعرف ان هناك شهادات بتسميات مختلفة فهناك مثلا الكانديدات في روسيا اي المرشح للدكتوراه او ان تكون هناك دكتوراه في روسيا ولكنها تساوي الماجستير والطالب يجب ان يأخذ ناووك اي دكتوراه فلسفة وفي فرنسا هناك المتريز  والحلقة الثالثة دكتوراه لكنها ليست شهادة الدكتوراه PHD  اي دكتوراه فلسفة كما هو الامر في العراق او بريطانيا .

فقط اريد ان انبه الى اهمية اعادة العمل بالمناقشات العلنية لما لها من دور في تدريب طلبة الدراسات العليا واستمرا لتقليد جرت عليه الدراسات العليا في العراق منذ نشأتها في الستينات من القرن الماضي ولكن ثمة نقطة احذر منها وهي هذه (الكبكبة) التي ترافق اجراء المناقشات من قبيل تقديم العصائر والكيك والشاي والقهوة ومن ثم الدعوة الى المطاعم ويعرف كثيرون انني قد ناقشت واشرفت على المئات لكني ارفض الذهاب لتناول الطعام في المطاعم وارى ان هذا عبء مادي على الباحث وعلى اسرته فضلا عن ان لهذه العادة اثار سلبية على تقييم الرسالة او الاطروحة مما يحرج الباحث ولجنة المناقشة .

اتمنى لباحثينا الاعزاء ولزملائنا الكرام كل توفيق ونجاح وتقدم .

 

 

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...