الخميس، 7 نوفمبر 2019

أوراق مغتربة للكاتبة والروائية نجاة نايف سلطان ا.د. ابراهيم خليل العلاف



أوراق مغتربة للكاتبة والروائية نجاة نايف سلطان

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
أُستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

بين فترة وأخرى ، تطلع علينا الكاتبة والروائية  والشاعرة والمربية  الاخت الاستاذة نجاة نايف سلطان بشيء جديد كأن تكون رواية أو ان تكون كتابة  نثرية او كتابة شعرية تبث فيها ذكرياتها ، وأحلامها التي لاتزال تختزنها ، وهي في الولايات المتحدة الاميركية تعيش بجسمها لكن روحها معنا .. معنا في بغداد ومعنا في الموصل .
وكم انا سعيد والبريد ينقل لي وعبر الاف الاميال إصدارها الجديد الموسوم ( أوراق مغتربة ) ، وقد سهل أمر طبعه في  ( دار الفرات للثقافة والإعلام )  في بابل أخي وصديقي الاستاذ جواد عبد الكاظم محسن  في محافظة بابل  وهو صديقنا المشترك ، وهو من ارسل لي الكتاب فشكرا جزيلا لها ، وشكرا جزيلا له .
وما ان وصلني الكتاب حتى شرعت بتصفحه والاطلاع عليه ، فوجدته كتابا جميلا ، أنيقا صادقا في فكرته ، جميلا في مضمونه ، وشكله وكان الاهداء ، وكانت البداية ، وكانت المقالات ، وكان الشعر .
ولمن لايعرف الاخت الاستاذة نجاة نايف سلطان  فهي كاتبة واديبة وشاعرة وروائية من الموصل عاشت في بغداد وعملت في بابل واغتربت في عن بلدها في الاردن ثم في الولايات المتحدة الاميركية وهي من اصدرت كتابها الشعري (نجوى والنهر ) 1988 ورواية بعنوان ( سلاما يا وفاء ) و(ماقبل العصور ) شعر و(ذكريات إمرأة عراقية ) رواية وهذا الكتاب الذي يسعدني ان اقدمه لكم .
نجاة نايف  سلطان ، تحمل ركام اكثر من خمسين عاما من العواصف التي مرت وتمر على العراق ؛ فهي كانت وماتزال تحت هذا الركام مهما كانت بعيدة عن العراق وهي ترقب كل يوم بصيص ضوء عله ينقلها الى عالم رحب وقد ارادت  في كتاباتها ان تلتقي القارئ ولكن اي قارئ .. هو نفسه حفيد اشور واسرحدون ونبوخذ نصر وحمورابي  والمنصور .. هذا القارئ الذي بدأ يصارع الموت بعد ان احتل الاميركان بلاده وكان سببا في مجيء من لايرحم من السياسيين الذين عاشوا في الشتات ، وباتوا يحملون اكثر من جنسية ليحكم ويفسد ويدمر ويخرب وليت الامر اقتصر على ذلك بل ان هؤلاء سلبوا العراقيين  تاريخهم وذكرياتهم وحاولوا طمس هويتهم وتزوير تاريخهم وظلت هي أي الكاتب والشاعرة تحني رأسها وتخفي دموعها وتغص بهمومها وتغادر المسرح .
وهي في موطنها الجديد ترفض بكبريائها وشموخها ان تنغمس في الحياة التي ينبغي ان تنغمس بها فهي تتنقل من مكان الى مكان لكن روحها معنا وقلبها يرف في كل لحظة الى العراق واحس وانا المتواصل معها بنبضات قلبها وحنوها والمها وانفعالاتها وهي تسير على ضفاف دجلة في الموصل بين شط الحصى وشط الجومة وهي تعيش احلام حمدة واحاسيسها .
نجاة نايف  سلطان فضلا عن كونها كاتبة وشاعرة فهي مربية عملت معلمة ومديرة وطالبة كلية ومشرفة تربوية في تربية بغداد – الكرخ خدمت التعليم وخرجت الالاف وتقاعدت بإرادتها سنة 1984 وهي سيدة مجتمع يعرفها كثيرون لم تكن ربة بيت قابعة في دارها بل كانت شاهدة عيان لما وقع في العراق .كان زوجها عسريا وهو العميد صادق العزاوي حكت كل شيء عن ما شاهدته ونحن كقراء قرأنا ما كتبته وافدنا مما كتبته وليس من سبيل الا ان ان نقول لها شكرا عن كل ما كتبته هي وما كتبه غيرنا فنحن بحاجة الى كل من يكتب لنقرأ ونفهم ما كان يجري في بلدنا من احداث ظاهرة واحداث غاطسة .
في الكتاب قصائد جميلة تزيد على ال (30 ) نصا منها قصيدة بعنوان ( الرسالة الاخيرة ) ورسالة بعنوان ( فنجان القهوة ) ومنها قصيدة بعنوان ( عساك بخير ) وقسم من القصائد باللهجة الشعبية (عساك بخير) وفيها تقول لمن احبته طوال عمرها :
عساك بخير
وتعيد بعيدين
وخليني
أنا والهم بعيدين
عسى من
قسى كلب هواي
ما عيد بعيد
وظل شمر تايه بالبرية
وقد كتبتها في سولت ليك سنة 2015 حيث تقيم في الولايات المتحدة الاميركية .
اقول اختنا العزيزة الاستاذة نجاة نايف سلطان انني قضيت وقتا جميلا في قراءة اصدارك الجديد (أوراق مغتربة ) فشعرت انك معنا في الحلة وانت معنا في الموصل وانت معنا في البصرة انت معنا في العراق يسمونك مغتربة وما انت كذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق