الخميس، 21 نوفمبر 2019

خان حمو القدو في الموصل ا.د. ابراهيم خليل العلاف





خان حمو القدو في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
تشتهر مدينة الموصل بالخانات والقيصريات والاسواق المتخصصة حتى ان بعض الرحالة سماها "كجك اسطنبول " أي اسطنبول الصغيرة .... وهذه صورة تاريخية لخان حمو القدو وهو يتألف من طابقين وفيه الكثير من الغرف لمبيت الناس ولايزال قائما وكان له خلال ال100 سنة الماضية تاريخ اقتصادي وتجاري حافل .
كتب عنه الدكتور هاشم خضير الجنابي في كتابه (التركيب الداخلي لمدينة الموصل القديمة )1982 وقال انه يقع في الجانب الايمن من مدينة الموصل من مدخل سوق باب السراي الصغير ويعد من اكبر خانات الموصل القديمة في المنطقة التجارية المركزية الموروثة . وقد زرته قبل سنوات قبل ان يتعرض للهدم والتخريب خلال سيطرة عناصر داعش على الموصل 2014-2017 فوجدته لايزال محتفظا بطرازه وقد اصبح مكانا لبيع الحصران وبالتأكيد ان كل من يعرفه يدرك اهميته وجمال ريازته من حيث انه مؤلف من طابقين وعدد غرفه تزيد عن ال100 غرفة موزعة على الطابقين وبابه من الطراز القديم ويتألف من طبقتين وفيه مسامير وعلى جانبي مدخل الخان غرفتين يمنى ويسىرى .واذا ما عدنا الى تاريخ الخان نجد انه كان في العهد العثماني دائرة للكمرك كما اتخذ بعدئذ مخزنا للتبوغ وبعدها مخزنا للملح .كما ان مساحته الكلية تبلغ 4000 متر مربع .
كان خان حمو القدو عند انشاءه بمثابة فندق يأوي الزوار والرحالة الاجانب الذين يجيئون الى الموصل وقد ادركته في الخمسينات يضم دكاكينا لباعة الاحذية والاقمشة كما كان للسراجين والخياطين فيه غرفا وساحة الخان الكبيرة المرصوفة بما نسميه في الموصل (القادرم ) وهو نوع من الصخر المهندم اتخذت موقفا للسيارات وللباعة ومظهر الخان الخارجي يعطي الانطباع بأنه خان شرقي ولااعرف مصيره الان بعد ما حل بالمنطقة من دمار لكن على اية حال فإن على مخططي ومصممي خارطة الموصل الجديدة ان يأخذوا قيمة هذا الخان التاريخية والمعمارية بنظر الاعتبار فقد يرمم لكي يظل خانا يذكر الاجيال بأن الموصل كانت يوما تضم الكثير من الخانات ومنها هذا الخان : خان حمو القدو وخان المفتي وخان الباليوزوحاج الحاج قاسم اغا وخان الكمرك وخان القلاوين وخان السواد .
___________________________
*الان 21-11-2019 تتم عملية اعمار خان حمو القدو وسيتم افتتاحه قريبا ان شاء الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق