الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

صفاء الدين عيسى البندنيجي .............في كتاب





صفاء الدين عيسى البندنيجي .............في كتاب
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
بين يدي الان الكتاب الجديد للاخ والصديق والزميل المؤرخ المعروف الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف والمموسوم ( صفاء الدين عيسى البدنيجي :حياته وآثاره 1203-1283 هجرية /1788- 1866 ميلادية ) والكتاب صادر عن ( الجمعية الثقافية التاريخية لكردستان ) وشكرا لك اخي الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف على هديتك وتمنياتي لك بالموفقية الدائمة والتألق المستمر وحسنا فعلت وانت تكتب عن هذا الرجل وعن مكانته العلمية الرفيعة وعن ما ترك من تعليقات وكتابات متفرقة وكتب ووثائق مختلفة كانت تعد بالنسبة للمكتبة العربية قليلة لا بل ونادرة .
واقول أن (بندنيجين ) هي نفسها مدينة (مندلي ) وهذا اسمها القديم وقد تحدث عنها ياقوت الحموي صاحب كتاب (معجم البلدان ) وقال عنها انها بلدة مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد خرج منها خلق من العلماء محدثون وشعراء وفقهاء وكتاب .
كان صفاء الدين عيسى البندنيجي عالما عراقيا كرديا وقد اختاره داؤد باشا آخر ولاة المماليك في بغداد في النصف الاول من القرن التاسع عشر مدرسا في ( المدرسة الداؤودية ) التي افتتحها في بغداد ثم منحه رتبة ( رئيس المدرسين ) فقصده الطلبة من كل حدب وصوب ، واكثرهم صار عالما يعتد بعلمه وفضله ومنهم اول رئيس للوزراء في الدولة العراقية الحديثة وهو السيد عبد الرحمن النقيب الكيلاني .
من المناسب القول ان الشيخ صفاء الدين عيسى البندنيجي لم يكن يدرس العلوم الدينية وانما درس الفلك والكيمياء ، فكان انموذجا جديدا للعلماء الذين لم تر البلاد لهم مثيلا ولم تألفه الحياة التعليمية او الحركة العلمية في عراق التاسع عشر .
وكان الشيخ صفاء الدين البندنيجي صوفي المذهب حاول من خلال محاضراته غرس القيم الاخلاقية ، والمبادئ التربوية في نفوس طلبته ، وقد دعاهم للاهتمام بالكتب والمكتبات .. وكانت لديه مكتبة عامرة أفادته وأفادت طلبته ، والف هو كتبا نالت الاستحسان واستفاد منها من كتب عن بغداد بمن في ذلك عدد من المستشرقين .وكان الشيخ البندنيجي شاعرا ، وخطاطا ، واديبا وكان كما قال عنه معاصروه (قدوة ) في كل شيء لذلك كان أثره العلمي والثقافي والروحي والتربوي في الحياة العامة كبيرا .
خصص الاخ الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف المعروف بحرصه ودقته ومثابرته وموضوعيته وصبره الفصل الثاني من كتابه لمتابعة آثار الشيخ صفاء الدين عيسى البندنيجي المنشورة والمخطوطة ومنها كتابه ( تراجم الوجود والاعيان المدفونين في بغداد وما يليها من البلدان ) وهو باللغة التركية ترجمه عن اصله التركي الموسوم ( جامع الانوار في مناقب الابرار ) والكتاب من تأليف المؤرخ العراقي مرتضى ال نظمي زاده المتوفى سنة 1723 ميلادية وممن ترجمه ثانية السيد احمد بن السيد حامد الفخري مفتي الموصل المتوفى سنة 1804 ميلادية .وقد استفاد من الكتاب عند كتابتهما عن بغداد المستشرقان الفرنسيان كليمان هوار ولويس ماسينيون .
وقد اشار المؤرخ الموصلي الكبير ياسين العمري الى الكتاب ونقل منه مادة الفصل الثامن من كتابه ( غاية المرام ) المتعلقة ب( في ذكر المراقد المشرفة في بغداد ) وقام الاخ الدكتور حميد هدو ، بتحقيق المخطوطة ونال عليها رسالة الماجستير بإشراف الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف من معهد التاريخ العربي التابع لاتحاد المؤرخين العرب ببغداد سنة 1994 .
ومن كتب الشيخ صفاء الدين عيسى البندنيجي كتاب تضمن إجابته عن أسئلة وجهت اليه من مدينة لاهور في الهند في مجال العقيدة . والكتاب بعنوان ( الاجوبة البندنيجية على الاسئلة اللاهورية ) وتوجد نسخة من هذا الكتاب مخطوطة في مكتبة اوقاف بغداد برقم (6560) وهي بخط مؤلفها وتقع في (27) ورقة .
ومن كتبه ( مشيخة البندنيجي ) و(شروح وتعليقات على كتاب بداية السالك في نهاية المناسك ) و(الحواشي الشريفة الشريفية على المبادئ الكلامية ) .
عمل جاد ومهم وجدير بالاطلاع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق