الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

المدرسة الهاشمية في الموصل





المدرسة الهاشمية في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
لعل ابرز ما يمكنني قوله ان تاريخ التعليم في الموصل حظي بإهتمام الكتاب والمربين والمؤرخين وانا شخصيا كتبت اطروحتي للدكتوراه عن (تطور السياسة التعليمية في العراق خلال عهدي الاحتلال والانتداب البريطاني 1920-1932 ) ولي كثير من الكتابات عن التربية والتعليم فضلا عن انني اشرفت على رسائل واطروحات في هذا الميدان .
ومن الذين كتبوا عن مدارس الموصل الاخ الدكتور علي نجم عيسى في كتابه (مدارس الموصل ) والاخ الدكتور ذنون الطائي عن (مدارس الموصل ومعلميها ) .
ومن مدارس الموصل العريقة التي اريد اليوم ان اتحدث لكم عنها هي (المدرسة الهاشمية ) ، وهذه المدرسة التي ترون صورة لمعلميها ومديرها وتلاميذها الى جانب هذا الكلام فتحت سنة 1949 وسميت ب (المدرسة الهاشمية)  نسبة الى الاسرة الهاشمية التي حكمت العراق بين سنتي 1921و1958 . وبعد سقوط النظام الملكي الهاشمي في ثورة 14 تموز سنة 1958 سميت ب(المدرسة الجمهورية ) .
كانت بناية المدرسة الهاشمية تقع في بيت مستأجر تعود ملكيته الى الحاج اسماعيل الخشاب يقع في محلة باب لكش لكنها انتقلت الى بناية اخرى تقع في محلة باب الطوب عند جامع الخضر عليه السلام مقابل الاعدادية الشرقية الحالية وهذه المدرسة لم تستمر في نشاطها التعليمي ، اذ الغيت في سنوات السبعينات ودمجت مع ( مدرسة الوطن الابتدائية للبنين )  والقريبة من بناية محافظة نينوى السابق والذي هدم مؤخرا .
تعاقب على ادارة المدرسة الهاشمية عدد من المدراء المتميزين ولعل من ابرزهم الاستاذ رشاد عبيد البنا والاستاذ صبري ايوب الصمدي والاستاذ محمد صبري الصميدعي ثم الاستاذ ياسين محمد خليل والاستاذ دحام مجول والاستاذ غانم يحيى القصاب والاستاذ نجيب توفيق ابراهيم شقيق صديقنا الاستاذ الدكتور محي الدين توفيق ابراهيم عميد كلية التربية السابق ورئيس تحرير جريدة (الحدباء ) الموصلية منذ سنة 1979 حتى سنة 2003 .
اود ان اقف قليلا عن مدير هذه المدرسة وهو المرحوم الاستاذ رشاد عبيد البنا فأقول انه من مدراء المدارس المرموقين فلقد تولى مدارس عديدة منها مدرسة الصابونجي التي تحدثت عنها في احدى الحلقات .والاستاذ رشاد عبيد البنا عرف بالحزم والانضباط وهو والد الدكتور رياض  الاكاديمي واستاذ الجامعة المعروف والاستاذ اياد مدير مصلحة المنتجات النفطية السابق في الموصل .وقد تحدث الاستاذ غانم الحيو عن الاستاذ رشاد عبيد البنا وكان من تلاميذه فقال :  انه تسلم ادارة المدرسة وكان حريصا على ان  ينقل اليها اكفأ المعلمين وقد امتاز بشخصيته القوية وبدماثة خلقه وسيرته الحسنة وصرامته وحسن ادارته للمدرسة كان يتابع كل صغيرة وكبيرة ويحمل جميع المشاكل بحكمة وعقل وروية وبعد انشاء مدرسة الصابونجي نقل ليكون مديرا لها وظل مديرا لمدرسة الصابونجي حتى اعتقاله سنة 1959 بسبب توجهه العروبي القومي بعد فشل حركة الشواف ثم تقاعد بعد ذلك.



ضمت المدرسة الهاشمية نخبا من المعلمين الجادين المعروفين برصانتهم وقدراتهم التربوية واذكر واحدا من المعلمين الذين درسوا في هذه المدرسة وهو الاستاذ عبد العزيز مجيد علي الطالب وهو رجل الكشافة وراعيها في الموصل ولد سنة 1924 ودرس في دار المعلمين الابتدائية واصبح معلما في العديد من المدارس منها مدرسة الكبة الابتدائية للبنين سنة 1950 وكان معلما في المدرسة الهاشمية للبنين سنة 1951 وقد انتهى به الامر مشرفا تربويا متخصصا بالتربية الرياضية .
كانت المدرسة الهاشمية الابتدائية للبنين كغيرها من مدارس الموصل الاولى تضم مكتبة جيدة وفرقة كشافية وفرق رياضية مختلفة لكرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وكرة المنضدة وكان معلمي المدرسة يعملون على تشجيع التلاميذ على ارتياد المكتبة واستعارة الكتب وكتابة النشرات المدرسية .
ويفخر خريجو المدرسة الهاشمية اليوم بمدرستهم ويستذكرون معلميهم وزملاءهم في هذه المدرسة العريقة .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...