مجلة الموصل التراثية
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
كثيرون في الموصل لايعرفون شيئا عن ( مجلة
الموصل التراثية ) ، هذه المجلة التي صدر منها (8) تسعة اعداد فقط بين نيسان سنة 2004 وتشرين الثاني سنة 2013.صدر العدد الاول والذي
ترون صورة غلافه الى جانب هذا الكلام في مطلع
شهر نيسان سنة 2004 وصاحب امتياز المجلة ورئيس تحريرها هو الاخ والصديق
الاستاذ غانم محمد الحيو وهو رجل محب للادب والتاريخ والتراث الموصلي اصدر المجلة
على نفقته الخاصة وكان يطبعها في مكتب المازن للطباعة والنشر في الدواسة بالموصل ،
وعاونه في اصدارها عدد من ادباء وكتاب ومؤرخي الموصل وكان لي شرف ان اكون معه في
الهيئة الاستشارية للتحرير وقد تولى ولده صهيب مسؤولية الادارة والتوزيع .
وقد جاء في ترويسة المجلة انها ( مجلة شهرية
تعنى بالتراث التاريخي والموروث الحضاري ) .كما تصدرت العدد الاول كلمة لرئيس
التحرير بين فيها اهداف المجلة وسياستها في النشر وقال انه بعد التوكل على الله
عقدنا العزم على اصدار هذه المجلة مجلة الموصل التراثية وهي مجلة تعنى بالتراث
التاريخي والحضاري والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والموروث الشعبي بكافة اشكاله
ومفرداته وانواعه وعناوينه المتعلقة بمنطقة الموصل اي مدينة الموصل والاقضية
والنواحي والقرى والارياف والجزيرة الفراتية عبر التاريخ " .
وقال ان صدور مجلة الموصل التراثية هي خطوة
جادة لابراز هوية الموصل والكشف عن اصالتها وريادتها وخصوصياتها وتميزها وتميزها
على كل المستويات وفي كافة المجالات وتوثيق التراث العريق وحفظه ودراسته وابراز
معدنه الاصيل .والمجلة تتضمن ابوابا منها التاريخ تاريخ الموصل وتوابعها والاعلام
والشخصيات المؤثرة عبر التاريخ والاحوال الاجتماعية والاوضاع الاقتصادية والخطط
والعمارة والادب الشعبي والعادات والتقاليد والحرف والصناعات والتعريف بالكتب
والمخطوطات والرسائل الجامعية التي تتناول الموصل تاريخا وثقافة واقتصادا واجتماعا
وسياسة .
كتب في المجلة نخبة من كتاب الموصل وادبائها
ومؤرخيها وصحفييها وباحثيها واساتذة جامعاتها . ولقد نشرت المجلة عبر اعدادها
التسعة مقالات عديدة منها مقال عن محمد حديد سيرته وجهاده الوطني ومقال عن بواكير
العمل الصحفي في الموصل ومنذ سنة 1885 عندما صدرت جريدة (موصل ) اول جريدة في
تاريخ الموصل .كما نشرت لي مقالا عن الشاعر والاديب والمكتبي عبد الحليم اللاوند
ومقال عن الشاعر فاضل الصيدلي ومقال عن احمد سامي الجلبي ووحدة الخدمات الاجتماعية
في الموصل ومقال عن الاديب والصحفي عبد الوهاب النعيمي ومقال عن الكتابات
التاريخية على السبيلخانات العثمانية في الموصل .
كتب في المجلة عدد كبير من الكتاب منهم
الاستاذ يوسف ذنون الدكتور عمر
الطالب والدكتور عماد الدين خليل والاستاذ
ازهر العبيدي والاستاذ عبد الجبار محمد جرجيس والاستاذ غانم محمد الحيو والاستاذ
عبد الوهاب النعيمي والاستاذ انور عبد
العزيز والاستاذ مثري العاني والاستاذ عبد الباري عبد الرزاق النجم والاستاذ بهنام
حبابة والاستاذ طلال صفاوي والدكتور ذنون الطائي والاستاذ عامر سالم حساني واخرون
.
وقد اعتادت المجلة ان تصدر ملفات خاصة من
قبيل ملف عن شهر رمضان .
موضوعات المجلة التي نشرتها عبر اعدادها
التسعة كانت منوعة وطريفة وجميلة ومهمة وقد احتاج الى وقت طويل لكي استعرض معكم كل
الموضوعات التي نشرت في المجلة وعددها يربو على ال ( 150 ) موضوعا لكن لابد لي ان
اذكر بعض الموضوعات ومنها مقالات عن الحرف الصنائع الموصلية للاستاذ بلاوي فتحي
الحمدوني وجمعية التراث العربي في الموصل للاستاذ يوسف ذنون وشارع نينوى سيد شوارع
الموصل للاستاذ عبد الوهاب النعيمي
والسليقة للاستاذ ازهر سعد الله العبيدي وحديقة الشهداء للاستاذ انور عبد
العزيز والمجالس الادبية في الموصل للشيخ صباح العدواني وفخار نينوى للاستاذ جرجيس
محمد فاضل وبيت النجدي في مدينة الموصل للاستاذ سمير عبد الله الصانع وجامع النبي
يونس عليه السلام للاستاذ سعد الدين خضر ومصطفى الصابونجي للدكتور ذنون الطائي
وحرفة الغزل والنسيج في التراث الشعبي الموصلي للدكتورة ازهار هاشم شيت ومحمود
النحاس للاستاذ ذاكر العلي والسقا للاستاذ غانم البجاري واسهامات المرأة الموصلية
في الكتابة الصحفية للاستاذ احمد سامي الجلبي وخان المفتي في الموصل للاستاذ عبد
الوهاب النعيمي وابن دانيال مؤسس مسرح خيال الظل للاستاذ مثري العاني والرحل
والابحار مع زكريا عبد القادر حمودي للاستاذ عبد الرزاق الحمداني والعلامة الموصلي
الدكتور داؤد الجلبي للاستاذ بهنام حبابة والموصل في نظر الرحالة الاجانب للدكتور
قيس فاضل النعيمي والقهوة للاستاذ ابراهيم سليمان نادر ومن الاعتقادات الشعبية
الموصلية للاستاذ وسام عزيز الاعرج ومستشفيات الاطفال في الموصل للدكتور محمود
الحاج قاسم والازياء الشعبية الريفية للاستاذ محمد عجاج جرجيس والطقوسية في ممارسة
الحياة عند الموصليين للاستاذ اسامة غاندي .
كانت المجلة بمثابة خيمة الموصليين اجتمع
تحتها عدد كبير من الكتاب الموصليين المحبين لمدينتهم والعارفين بتاريخعا
واسهاماتها في كافة ميادين الحياة وكان كل همهم ان يضعوا امام القراء ما يساعدهم
في مفهم وادراك جوانب من تاريخ وتراث وارث الموصل ومنطقتها .
وهي وان توقفت عن الصدور لاسباب مادية فإن
ثمة امل في ان تعود للصدور ان شاء الله لكي تواصل مسيرتها وتحقق هدفها في ان تظل
مرآة ساطعة تعكس المشهد الثقافي والتاريخي والادبي في الموصل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق