الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

كلية طب نينوى :يوميات النهوض من الرماد بعد التحرير عرض : ا.د. ابراهيم خليل العلاف





كلية طب نينوى :يوميات النهوض من الرماد بعد التحرير

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل - العراق
رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
المستشار الثقافي لاتحاد الصحفيين العراقيين –فرع نينوى

بين يدي الان كتاب ضخم مؤلف من (428 ) صفحة عن دار نون للطباعة والشر والتوزيع في الموصل الفه الاستاذ الدكتور مزاحم قاسم الخياط والاستاذ المساعد الدكتور نبيل نجيب فاضل الصيدلي والكتاب بعنوان ( كلية طب نينوى :يوميات النهوض من الرماد بعد التحرير .
واقول انا فرح بالكتاب واشكر المؤلفان الكريمان على هديتهما الجميلة هذا الكتاب التوثيقي القيم ودائما اؤكد اهمية التوثيق لنا وللاجيال القادمة فالتاريخ اصبح تاريخا بعد قيام الانسان بالتوثيق والكتابة ولولا التوثيق لضاعت علينا حقائق ومعلومات اسهمت في بنيان الحياة ومنذ الاف السنين . وأنا اعرف المؤلفان الصديقان الزميلان فلهما دور وبصمة في تاريخ حياة الموصل خلال الخمسين سنة الماضية من خلال عملهما كطبيبان متخصصان وكأستاذان اكاديميين .

شخصيا زرت كلية طب نينوى ، واطلعت على حجم ما بذل من جهود حتى تعود مرفقاتها الى ما كانت عليه قبل سيطرة عناصر داعش على الموصل 2014-2017 ، وما حدث في الكلية من دمار وتخريب..

واقول دوما ان الاخ الاستاذ الدكتور مزاحم قاسم الخياط رئيس جامعة نينوى من البناة المتميزين : اداري متميز، واستاذ متميز ، وطبيب جراح متميز ، وانسان راق ، نبيل ، ومتواضع والكل في محافظة نينوى يشهد له عندما كان عميدا لكلية طب الموصل ، ورئيسا لجامعة تكريت ، ورئيسا لجامعة نينوى ورئيسا ل(خلية الازمة في نينوى) هذه الخلية التي كان لها الدور الكبير في اعادة الثقة لدى ابناء الموصل ونينوى وقد تحدثت عنها في برنامجي التلفزيوني اليومي ( موصليات ) من على قناة الموصل .

أما الاخ الاستاذ الدكتور نبيل نجيب فاضل الصيدلي ؛ فهو طبيب متخصص ، وكاتب ، وشاعر ، وله قصائد ومقالات وبحوث. وهو ايضا فنان تشكيلي معروف اسهم في معارض فنية عديدة آخرها ( معرض المعارض) الذي اقيم مؤخرا بعنوان ( لنينوى الحب والسلام نرسم ) .

جامعة نينوى جامعة فتية إستُحدثت في 23 من شباط سنة 2014 وكانت كلية طب نينوى نواتها ، كما كانت كلية طب الموصل التي استحدثت في سنة 1959 نواة لجامعة الموصل التي تأسست سنة 1967 .

وبالرغم من قصر تاريخ كلية طب نينوى؛ الا أنها إستطاعت ان تُلفت اليها الانتباه ، وصار لها صيت في العالم بفضل قيادتها ، واساتذتها ، ومنجزاتها .

وللاسف تعرضت الكلية للتدمير، لكنها وبفضل منتسبيها نهضت وها هي شامخة وكان نهوضها اسطوريا ..نعم نهضت كالعنقاء وكان التوفيق حليفها ، والكتاب الضخم الذي صدر يوثق لحالتي التدمير والبناء وحسنا فعل المؤلفان عندما وثقا حالتي التدمير والبناء بالكلام والصورة وتركا ما وثقاه بين ايدي الجيل الجديد لكي يستخدم هذا السفر عندما يتحدث لاولاده ومستقبله عن كلية دمرت لكنها بعثت من جديد .

الكتاب يتابع وعبرمقدمة وخاتمة و(6) فصول ما تحقق من إعمار في كلية طب نينوى ودور المنظمة الدولية المتمثل في برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP وتقاطر الوفود والزائرين الدوليين الى جامعة نينوى لمقابلة الاستاذ الدكتور مزاحم الخياط والذي كلف بإدارة ملف الاعمار في الموصل من قبل الحكومة المركزية ببغداد .

وقد احتوى الكتاب صورا تاريخية تمثل كل ما حدث وكل ما تهدم وكل ما عمر في كلية طب الموصل وفي الكتاب جداول مشاريع ال UNDP وصندوق إعادة اعمار المناطق المتضررة من العمليات الارهابية ودور الوكالة الالمانية للتعاون الدولي GIZ ، والجمعية الطبية العراقية (الكويت ) وكما جاء في الخاتمة فإن اعمال الاعمار الرائعة هذه والتي سردها الكتاب تمت بأقل الكلف واعلى الجهود وما زال الفريق الذي قام بكل هذه الاعمال يغذ السير ، ويحث الخطى من اجل النهوض والتحليق في فضاءات الوطن : العراق العزيز بحثا عن آفاق العلم والكرامة والحياة .

تحياتي للصديقين الكريمين الاخ الاستاذ الدكتور مزاحم قاسم الخياط والاستاذ الدكتور نبيل نجيب فاضل الصيدلي ال حديد وتمنياتي لهما بالتوفيق والتألق الدائميين .

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

أُسر موصلية إشتهرت بالتطبيب


أُسر موصلية إشتهرت بالتطبيب

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

ومن الطبيعي أن يسأل بعضنا واين كان يذهب الناس في الموصل بمرضاهم قبل ظهر المستشفيات الحديثة واقول ان اهالي الموصل وكما هو الحال في كثير من المدن العراقية والعربية كان امامهم ان يذهبوا بمرضاهم الى من يسمى الحكيم او تسمى الحكيمة وهناك اسر تخصصت بالتطبيب والاعتماد على الطب الشعبي او ما يسمى اليوم بالطب البديل الذي يعتمد الرقية او النباتات والاعشاب وحتى اجراء العمليات الجراحية واخير الكي الذي هو آخر ما يلجأ اليه الانسان لمعالجة الامراض .
والجميع – احبتي الكرام – يعرف ان نسبة الامية في الموصل وحتى اواخر العهد العثماني وانتهاءه وصلت الى درجة كبيرة فنسبة من كان يعرف القراءة والكتابة لايتجاوز ال 1% من السكان .
في الموصل لدينا اسر كثيرة وكانت ولاتزال معروفة بالتطبيب سواء بالرقية او الاعشاب والعطاريات وحتى السحر لهذا لم يكن الدكتور حنا خياط وهو اول وزير للصحة بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 وهو موصلي مخطئا عندما قال : " ان التطبب كان ولايزال العدو الالد لإقدم القوانين المدنية والدينية لما فيه من المهالك على الصحة العامة " طبعا هذا من وجهة نظره كطبيب درس الطب دراسة علمية في كلية طبية مخصصة .
تحدثت عن هذا في اكثر من بحث لي منشور كما ان الاخت الدكتورة نادية مسعود شريف الجراح كتبت عن هذا في رسالتها للماجستير عن الخدمات الصحية في الموصل خلال العهد الملكي 1921-1958 والتي قدمتها سنة 2010 الى كلية الاداب جامعة الموصل ومما اكدته  ان اهل الموصل اعتمدوا في علاج مرضاهم على ما ورثوه من اجدادهم ، وكان يذهبون الى من يسمونه الحكيم ليتطببون عنده . وقد كان للطب التقليدي دور مهم في تطبيب الناس في وقت لم يكن هناك اطباء متخصصون . وكانت المداواة بالرقية والاعشاب وحتى السحر . وقد ادركت في طفولتي في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي نساء ورجال اشتهروا بمداواة العيون .  ومن الطريف ان عددا من الناس كانوا يرون ان المرض يأتي من الحسد ، أو ان سبب المرض هم الجان والارواح الخبيثة وان هناك من الشيوخ من يستطيع إخراج هذه الارواح الخبيثة وطردها .
كما ان البعض من الناس كانوا يستخدمون الاحجبة والتمائم ومنها تميمة السبع عيون لطرد الارواح الخبيثة .
وطبعا لاننسى ان البعض من الناس كانوا يزورون الاضرحة والمراقد وقبور الاولياء والصالحين والشيوخ بهدف التخلص من الامراض والالام . وقد تحدثت في حلقات سابقة عن بعض هذه المراقد التي يزورها الناس للتبرك والدعاء بالشفاء من الاسقام .
لكن هذا لايعني ان الموصل خلت من عدد من الاطباء الذين كانوا يعودون الى كتب الطب القديم ويستفيدون منها واشير هنا الى عدد من الاطباء في اواخر العهد  العثماني منهم الدكتور محمد الجلبي ، والدكتور محمد العبدلي ، والدكتور محمد عثمان البارودي ، والدكتور عبد الله احمد محمد الجلبي ، والدكتور سليم الجلبي .
الطب التقليدي كثيرا ما كان يعتمد على حصول الناس من العطار عن الاعشاب . وكان العطار بمثابة الصيدلي وعرفت الموصل عددا من المتطببين الذين اعتمدوا في علاجاتهم الاعشاب والعطاريات  وخاصة  اثناء الحرب العظمى 1914-1918 منهم الحكيم الاعور في محلة الميدان ، والحاج نعمان التكاي وابن عمه خليل التكاي وعبد الله ميخا الازاجي اي صاحب الادوية .
ولدينا في الموصل وضمن مراحل تاريخها القديم والقريب شيوخ اشتهروا بممارسة الرقية  العامة منهم   الشيخ عبد الله النعمة والشيخ نذير القواص والشيخ عبد الوهاب الفخري والشيخ محفوظ العباسي والشيخ محمد صالح الجوادي والشيخ ذنون يونس البدراني والشيخ ذنون يونس غزال والملاية فاطمة والملاية حليمة في باب لكش والملاية هدية في محلة الجامع الكبير .
ولابد ان نشير الى الحاج احمد السبعاوي (توفي سنة 1899)  في تكيته بمحلة الكوازين وبعده ولده الشيخ محمد امين والشيخ سليم (توفي 1914) والشيخ علي بن الشيخ محمد امين الذي كان يرقى رقية عامة ويعمل  الحجاب للنساء العواقر ، وللمرضعة التي تعاني من نقص الحليب .ومن ال السبعاوي الشيخة أمو بنت الحاج احمد السبعاوي وكانت مسؤولة عن التكية السبعاوية وتوفيت في مكة الكرمة سنة 1924 .
واشتهرت اسرة ال عطار باشي بالتطبيب  بالاعشاب وهي من الاسر الموصلية العريقة . كما اشتهر بيت علاوي كذلك ببيع المواد العطارية ، وعرف من العطارين اليهود في الموصل العطار يحيى الغزال المتوفى سنة 1946 والعطار منشي والعطار يحيى النيل وعزيز شوبي وابراهام ساسون واشتهر من اليهود من كان يعالج ما نسميه ب(الاخت ) او حبة بغداد ( اللشمانيا ) . وهناك من تخصص في معالجة مرض (ابو صفار ) وهو التهاب الكبد الفايروسي ولازلت اتذكر كيف كانوا يعالجون ذلك بوضع الابر في طاسة صفراء فيها ماء ويقوم المريض بشرب الماء وكثيرا ما كانوا ينصحون المريض وغالبا ما يكون من الاطفال بأكل الحلويات والدبس وشرب ماء من عين كبريت في الموصل .وممن تخصص في القراءة على ابو صفار ، احسان البقال في رأس الجادة والمرحومة ممدوحة ياسين طه والمرحومة مطيعة ياسين طه الحمد ، ولازم طه ياسين ، ومناع الحمد وكلهم في محلة رأس الجادة .
ولا أنسى عدلة الحكيمي وهي الحاجة عدلة محمود جرجيس 1825-1935 فكانت لها شهرة كبيرة وكانت تعالج امراض العيون وحبة بغداد في محلة السرجخانة وهي من كانت تركب الدواء واعرف واحدة تشبهها في مداواة امراض العيون في محلة رأس الكور واقصد ( سوساني ) ، وكان الدواء المستخدم مادة  عطارية تسمى ( صبغ سقطي ) ولونه احمر وردي .
وهناك في تاريخنا ايضا خديجة الحكيمي وهي خديجة بنت احمد محمد الجلبي 1847-1937 وكانت طبيبة نسائية تقليدية تركب الادوية بنفسها . وهناك ام ادريس عادلة الطالب زوجة الطبيب عبد الله الجلبي وعرفت ام سالم بمعالجة امراض اللثة من علاج يدخل فيه العفص وقشور الرمان والكيل .كما ُعرفت الحكيمي عادلة محمد صابر العمري التي كانت تعالج الاطفال والنساء وتقوم بتركيب الدواء بنفسها .
واشتهرت في الموصل امرأة اسمها أمينة وابنتها نجمة وكانت متخصصة بمعالجة سقوط الشعر لذلك تسمى ( ام الصلعين ) وكان اسم العلاج ( الشمعية ) وتقوم بحلق الشعر تماما ووضع الدواء على قطعة من القماش مع قليل من القير ويتكرر العلاج الى ان يبدأ الشعر بالنمو .
وفي خزرج كانت هناك امرأة اسمها  ( خشوفة ) تعالج الم الاذن .
وانا اتحدث لكم عن التطبيب بالاعشاب ومن تخصص في معالجة بعض الامراض لابد ان اذكركم ببعض البيوتات الدينية التي اعتمدت الرقية لعلاج بعض الامراض منهم بيت سيد توحي في محلة المشاهدة   والذين تخصصوا بمعالجة ما يسميه اهل الموصل ( المخبث )   Drossy والمخبث  من الامراض الامينية الغير  خبيثة ويعرف ايضا ب(داء الحمراء )  . برز من ال سيد توحي السيد غانم رحمة الله عليه والان الحاج يونس والحاج محروس في حي القاهرة .

  وهناك بيت الحبار ومنهم الحاج صالح افندي الحبار 1860-1933 الذي برز في الرقية على مرض ابو صفار وعرق النسا في بيته بمحلة النبي جرجيس وفي محلة بباب السراي . كما تخصص ال الحبار ومنهم الشيخ احمد افندي الحبار وتلميذه السيد محمد سيد علي السبعاوي في دكانه بباب السراي بالقرب من جامع الباشا بالرقية  في حالة نقص الحليب عند النساء والعزامة تكون غالبا على الزبيب الذي يفيد النساء الرضع .
وكان ( ال ساري )  ومنهم يونس الساري ودكانه في سوق العطارين وبعده ولده احمد وبعده اولاده زكي وعزيز احمد يونس الساري  معروفون بالرقية على عرق النسا .وقد اخبرني الاخ الاستاذ موفق السبعاوي عن ان ( ال الكردوشي )  في شارع اربيل متخصصين ايضا في علاج عرق النسا وذكر لي اسم المهندس الحاج عبد الجبار الكردوشي  في حي المهندسين في الموصل ومن قبله الحاج احمد عبد العزيز الكردوشي .
وعلى الرعاف وحبس البول اشتهر بالقراءة عليه الشيخ احمد حسن السبعاوي في محلة المكاوي  وفي جامع الامام محسن توفي سنة 1986  . واشتهر السيد محمود بن الشيخ عبو السبعاوي في منطقة الشمسيات بالقراءة على (اللوي وحية الهوى ) وجاء من بعده ولده السيد عبد واحفاده ولاتزال بيوتهم مفتوحة امام من يقصدهم . كما برز ايضا في هذا المجال عامر محمد سعيد العبيدي في حي الزهراء .
وبرز الشيخ احمد علي الشيخ عبار 1855- 1961 بالرقية ومعالجة التشنج العضلي ويسميه الموصليون ( الدمار ) واشتهرت ايضا اسرة البرذعجي اهل واجداد شاعرنا الكبير  الاستاذ عبد الوهاب اسماعيل بالرقية على الدمار ، وكان جدهم الملا اسماعيل يمتلك كما يقال (تسلومي ) في هذه الرقية .
ومن الاسر الموصلية التي اشتهرت بمعالجة الامراض  النفسية والعصبية  ( بيت شيال العلم )  ومنهم الحاج محمود شيال العلم .كما عرف الشيخ احمد العكيدي في قرية غزيل قرب فلفيل بالرقى او العزامة على مرض الاكزيما ومرض الاكزيما مرض جلدي يسبب الحكة ويصيب الانسان في يديه .
واشتهر ابو عزت وهو فاضل مصطفى عبد الله الحمداني المتوفى سنة 1991 بمعالجة الكسور ، وعرف الحاج محمد خضير سليمان الدبلاوي 1875- 1975 من عشيرة البكارة بعلاج فقرات الظهر بالسحب . وعرف ال الكصيري بمعاجة ما يسمى في الموصل (ابو اللوي ) اي التهاب العصب السابع الذي يؤدي الى اعوجاج الفم  وهذا المرض يعالج اليوم بالعلاج الطبيعي   ومن ال الكصيري اليوم السيدة منى الكصيري في حي المحاربين وهي معلمة متقاعدة . واشتهر بيت  سيد مجيد السيد حمو بمعالجة الحروق كذلك اشتهر بمعالجة الحروق الصائغ يونس جاسم 1904-1990 وكان يستخدم شمع العسل وزيت السمسم في العلاج .
وعرف السيد عبد الله بك والسيد سيدوش بالقراءة على ( الفالول ) ..  والفالول كما هو معروف زوائد لحمية تظهر في بعض مناطق الجسم  . وهناك ايضا السيد محمد النعيمي رحمه الله فقد كان يقرأ على الفالول في دكانه القريبة من دكاكين يحيى ابن شيخة عزيزة في باب العراق . وُيذكر الملا احمد في الرشيدية الذي يقرأ على الاكزيما والصدفية .وتخصص سيد عبو الجدو  والسيد احمد بن السيد محمد في خزرج بالقراءة على ما يسمى (الخوفي ) .
واشتهرت أمو بنت محمد السلو رحمها الله وبعدها ولدها عبد الوهاب عزيز الجندرمة والان ولده اركان عبد الوهاب بالقراءة على الفالول والبثرة اي احمرار العين بشكل غير طبيعي وغالبا ما يتم وضع الشعير على الفالول وقراءة آيات  معينة من الذكر الحكيم .
كما كانت الحاجة خيرية بنت مصطفى الحجار في محلة السجن بالقراءة على ( الحزازة )  .  واشتهرت الشيخة خديجة حمودي الوزان  في محلة باب العراق بالقراءة على (الضلع ) ومعالجته عن طريق العسل .
وهناك الحاجة ام خير الدين زوجة السيد عبد القادر الدباغ في حي الطيران ، وهي متخصصة بالرقية  على ( البهق ). اما الشيخ حامد المختار في رأس الجادة فتخصصه القراءة على ما يسمى (الشغي ) وهو احمرار الجسم ( القداح ) .
لااستطيع ان اتحدث كثيرا في هذا الجانب لضيق الوقت ، لكن قد أعود ثانية لأتحدث عن  الاسر التي كانت تمتهن العلاج بالتداخل الجراحي ..  والشيئ الذي أُريد أن اؤكده ان الموصليين لايزالون يؤمنون بما آمن به اجدادهم ويقصدون بيوت العلاج التي اشرت اليها في هذه الحلقة ويشفون غالبا مما يشتكون منه والاعتقاد بالعلاج هو الفيصل الاول في هذا المجال .


الأحد، 20 أكتوبر 2019

رشاد عبيد البنا ومحمد صبري أيوب الصمدي من مدراء المدرسة الهاشمية الابتدائية للبنين في الموصل


رشاد عبيد البنا ومحمد صبري أيوب الصمدي من مدراء المدرسة الهاشمية الابتدائية للبنين في الموصل


فتحت المدرسة الهاشمية الابتدائية للبنين في الموصل سنة 1949 وسميت ب (المدرسة الهاشمية) نسبة الى الاسرة الهاشمية التي حكمت العراق بين سنتي 1921و1958 . وبعد سقوط النظام الملكي الهاشمي في ثورة 14 تموز سنة 1958 سميت ب(المدرسة الجمهورية ) .وكانت بنايتها عبارة عن بيت مستأجر تعود ملكيته الى الحاج اسماعيل الخشاب يقع في محلة باب لكش لكنها انتقلت الى بناية اخرى تقع في محلة باب الطوب عند جامع الخضر عليه السلام مقابل الاعدادية الشرقية الحالية وهذه المدرسة لم تستمر في نشاطها التعليمي ، اذ الغيت في سنوات السبعينات ودمجت مع ( مدرسة الوطن الابتدائية للبنين ) والقريبة من بناية محافظة نينوى في باب لكش والتي هدمت مؤخرا .من مدراءها الاوائل المتميزين الاستاذ رشاد عبيد البنا والاستاذ محمد صبري ايوب الصمدي ...قدمت عنها حلقة من برنامجي التلفزيوني (موصليات ) .............ابراهيم العلاف

المدرسة الهاشمية في الموصل بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                                                             


                                                     الاستاذ رشاد عبيد البنا مدير المدرسة الهاشمية

                                   الاستاذ محمد صبري  أيوب الصمدي مدير المدرسة الهاشمية 

                                                مدير ومعلمي المدرسة الهاشمية 1955-1956


المدرسة الهاشمية في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
لعل ابرز ما يمكنني قوله ان تاريخ التعليم في الموصل حظي بإهتمام الكتاب والمربين والمؤرخين وانا شخصيا كتبت اطروحتي للدكتوراه عن (تطور السياسة التعليمية في العراق خلال عهدي الاحتلال والانتداب البريطاني 1920-1932 ) ولي كثير من الكتابات عن التربية والتعليم فضلا عن انني اشرفت على رسائل واطروحات في هذا الميدان .
ومن الذين كتبوا عن مدارس الموصل الاخ الدكتور علي نجم عيسى في كتابه (مدارس الموصل ) والاخ الدكتور ذنون الطائي عن (مدارس الموصل ومعلميها ) .
ومن مدارس الموصل العريقة التي اريد اليوم ان اتحدث لكم عنها هي (المدرسة الهاشمية ) ، وهذه المدرسة التي ترون صورة لمعلميها ومديرها وتلاميذها الى جانب هذا الكلام فتحت سنة 1949 وسميت ب (المدرسة الهاشمية) نسبة الى الاسرة الهاشمية التي حكمت العراق بين سنتي 1921و1958 . وبعد سقوط النظام الملكي الهاشمي في ثورة 14 تموز سنة 1958 سميت ب(المدرسة الجمهورية ) .
كانت بناية المدرسة الهاشمية تقع في بيت مستأجر تعود ملكيته الى الحاج اسماعيل الخشاب يقع في محلة باب لكش لكنها انتقلت الى بناية اخرى تقع في محلة باب الطوب عند جامع الخضر عليه السلام مقابل الاعدادية الشرقية الحالية وهذه المدرسة لم تستمر في نشاطها التعليمي ، اذ الغيت في سنوات السبعينات ودمجت مع ( مدرسة الوطن الابتدائية للبنين ) والقريبة من بناية محافظة نينوى السابق والذي هدم مؤخرا .
تعاقب على ادارة المدرسة الهاشمية عدد من المدراء المتميزين ولعل من ابرزهم الاستاذ رشاد عبيد البنا والاستاذ محمد صبري ايوب الصمدي ثم الاستاذ ياسين محمد الخليل والاستاذ دحام مجول والاستاذ غانم يحيى القصاب والاستاذ نجيب توفيق ابراهيم شقيق صديقنا الاستاذ الدكتور محي الدين توفيق ابراهيم عميد كلية التربية السابق ورئيس تحرير جريدة (الحدباء ) الموصلية منذ سنة 1979 حتى سنة 2003 .
اود ان اقف قليلا عن مدير هذه المدرسة وهو المرحوم الاستاذ رشاد عبيد البنا فأقول انه من مدراء المدارس المرموقين فلقد تولى مدارس عديدة منها مدرسة الصابونجي التي تحدثت عنها في احدى الحلقات .والاستاذ رشاد عبيد البنا عرف بالحزم والانضباط وهو والد الدكتور رياض الاكاديمي واستاذ الجامعة المعروف والاستاذ اياد مدير مصلحة المنتجات النفطية السابق في الموصل .وقد تحدث الاستاذ غانم الحيو عن الاستاذ رشاد عبيد البنا وكان من تلاميذه فقال : انه تسلم ادارة المدرسة وكان حريصا على ان ينقل اليها اكفأ المعلمين وقد امتاز بشخصيته القوية وبدماثة خلقه وسيرته الحسنة وصرامته وحسن ادارته للمدرسة كان يتابع كل صغيرة وكبيرة ويحمل جميع المشاكل بحكمة وعقل وروية وبعد انشاء مدرسة الصابونجي نقل ليكون مديرا لها وظل مديرا لمدرسة الصابونجي حتى اعتقاله سنة 1959 بسبب توجهه العروبي القومي بعد فشل حركة الشواف ثم تقاعد بعد ذلك.
ضمت المدرسة الهاشمية نخبا من المعلمين الجادين المعروفين برصانتهم وقدراتهم التربوية واذكر واحدا من المعلمين الذين درسوا في هذه المدرسة وهو الاستاذ عبد العزيز مجيد علي الطالب وهو رجل الكشافة وراعيها في الموصل ولد سنة 1924 ودرس في دار المعلمين الابتدائية واصبح معلما في العديد من المدارس منها مدرسة الكبة الابتدائية للبنين سنة 1950 وكان معلما في المدرسة الهاشمية للبنين سنة 1951 وقد انتهى به الامر مشرفا تربويا متخصصا بالتربية الرياضية .
كانت المدرسة الهاشمية الابتدائية للبنين كغيرها من مدارس الموصل الاولى تضم مكتبة جيدة وفرقة كشافية وفرق رياضية مختلفة لكرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وكرة المنضدة وكان معلمي المدرسة يعملون على تشجيع التلاميذ على ارتياد المكتبة واستعارة الكتب وكتابة النشرات المدرسية .
ويفخر خريجو المدرسة الهاشمية اليوم بمدرستهم
ويستذكرون معلميهم وزملاءهم في هذه المدرسة العريقة .
________________________________________
* صورة المدرسة الهاشمية 1955-1956

الاثنين، 14 أكتوبر 2019

سعيد عبود السامرائي بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف



سعيد عبود السامرائي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل 
من الباحثين الاقتصادين العراقين المثابرين ومنذ الخمسينات من القرن الماضي هو من مواليد سنة 1932 ولااعرف اين هو الان، لكن ما اعرفه انني قرأت العديد من كتبه ، واحتفظ ببعضها منذ ان كنت طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية - جامعة الموصل 1964-1968 ...كتب الكثير من الكتب والدراسات ويستحق ان تكتب عنه رسالة ماجستير فالرجل كان من الكتاب المرموقين في مجال الاقتصاد له كتب ودراسات وبحوث .. وقد كتب عنه المرحوم الاستاذ حميد المطبعي في ( موسوعة اعلام وعلماء العراق في القرن العشرين ) نبذة مختصرة وبالامكان العودة الى مؤلفاته والبحث عن تكوينه الثقافي واعماله التأليفية .
قال عنه الاستاذ حميد المطبعي انه كاتب اقتصادي من مواليد سامراء سنة 1932 تخرج في قسم الاقتصاد بكلية الاداب والعلوم ببغداد سنة 1955 وسافر الى الولايات المتحدة الاميركية ودخل (معهد التنمية الاقتصادية ) التابع للبنك الدولي في واشنطن بين سنتي 1969-1970 وقد شغل مناصب عديدة منها خبير اقتصادي ومعاون مدير عام ومدير عام في البنك المركزي العراقي وكان دؤوبا وحريصا على حضور الندوات والمؤتمرات الاقتصادية والمالية داخل العراق وخارجه كما كان عضوا في جمعية الاقتصاديين العراقيين وفي جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين .
الف العديد من الكتب في مجال المال والاقتصاد ونشرها ومنها :
1.العراق والمنطقة الاسترلينية 1959
2. النظام المصرفي والنقدي في العراق 1969
3. مقدمة في التاريخ الاقتصادي العراقي 1973
4. اقتصاد الحرب والدفاع 1988

5. التخطيط الزراعي في العراق 1980
6. الاقتصاد العراقي الحديث :دراسة تحليلية في هيكل الاقتصاد العراقي وآفاق تطوره 1982
7. السوق الاوربية المشتركة واثرها على العراقية والبلاد العربية 
8. سياسات التصنيع والتقدم الاقتصادي في العراق 
9. التنمية الاقتصادية في العراق 
اقتصاديات التمور العراقية 
10. حقيقة الاوضاع المالية والنقدية في العراق
11. القاموس الاقتصادي الحديث 
12. سبل تصنيع العراق
13.موارد العراق الاقتصادية 
14. الانماء الصناعي 
15. اقتصاديات الاقطار العربية 
16. القطاع العام في العراق 
17. الجهاز المصرفي العراقي ودوره في التنمية الاقتصادية 
18. اقتصاديات العراق 
19. الاقتصاد العراقي الحديث :دراسة تحليلية في هيكل الاقتصاد العراقي وآفاق تطوره 1982
20. العالم في القرن العشرين تأليف لويس شنايدر ترجمة سعيد عبود السامرائي 1955 
21.  تاريخ الطبقة العاملة العراقية 1968-1975

وبإمكان القارئ والباحث الكريم الرجوع الى كتاب الاستاذ الدكتور خير الدين حسيب الموسوم (مصادر الفكر الاقتصادي العربي في العراق ) 1973 ليجد قائمة بمقالات وكتب الاستاذ سعيد عبود السامرائي  للسنة 1973 . هذا فضلا عن اهمية العودة لصحف الستينات والسبعينات ليجد الكثير من مقالاته فقد كان مكثرا ومنتجا . 2016


الأحد، 13 أكتوبر 2019

حينما تكلم أرشد توفيق ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                                                                        ارشد توفيق في شبابه
                                               ارشد توفيق مع الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو
                                               ارشد توفيق السفير العراق مع الملك خوان كارلوس

حينما تكلم أرشد توفيق
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس  -  جامعة الموصل
والاستاذ ارشد توفيق لمن لايعرفه ، شاعر ، وكاتب ، ودبلوماسي ، وسياسي من مواليد محافظة دهوك لكنه عاش في الموصل يحسب كثيرون بأنه من اصول كردية لكنه قال بأن أُسرته عربية ، مع انه عاش في  مدينة دهوك ودرس وعمل فيها في مقتبل حياته واتقن اللغة الكردية .
ولد سنة 1944 ، واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والاعدادية في دهوك وكان والده يعمل في سلك الشرطة دخل كلية الحقوق بجامعة بغداد ثم تركها ، والتحق بمعهد اعداد المعلمين في الموصل ، وكان يحب الادب ولاسيما الشعر .
وقد كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في (موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين ) ..له مقالات في صحف الموصل ومنها جريدة (الرسالة ) ، واصدر ديوانه الاول (النجم والدرويش ) .. كما ان له ديوان آخر بعنوان ( عشرون اغنية ) ..عمل في التعليم معلما ثم انتقل الى وظائف ادارية بحكم كونه منتميا الى حزب البعث وقد اختير ليكون مديرا عاما للاذاعة والتلفزيون ثم سفيرا في عدد من البلدان منها كوبا واسبانيا . وبعد اجتياح الجيش العراقي للكويت في الثاني من اب 1990 ترك العمل وانشق عن النظام وصار معارضا  وقد اصدر بعد 2003 كتابه الموسوم :  (نصف السماء )
ما يهمني اليوم ان اقف عند حوار سابق اجراه الصحفي الدكتور أسامة فوزي معه والذي يعمل في موقع ( إيلاف الالكتروني ) في 12 اذار 2004 وفيه كَشَفَ الكثير الكثير من الاسرار والمواقف ولإهمية ما دار في ذلك الحوار وهو بين يدي الان ارتأيت اطلاع القارئ الكريم  عليه  للتاريخ وللتاريخ فقط .
وفي هذا الحوار تحدث الشاعر والدبلوماسي ارشد توفيق عن مسيرته السياسية والدبلوماسية والادبية التي استغرقت خمسة عقود عاش خلالها تجارب شكلت واحدة من ملامح الحياة السياسية والثقافية العرقية المعاصرة .
ومما اكده الاستاذ ارشد توفيق انه - كأبناء جيله -  إختار توجهه السياسي ليس عن عقيدة بل بحكم الصداقة  والزمالة في المدرسة او المحلة وهذا هو واقع الامر وجد نفسه قد صار بعثيا ، وقال إنه اتجه نحو الاعلام ليس ايضا بإرادته بل انه نقل الى الاعلام بتوجيه حزبي .. واضاف ان اهتماماته كانت ثقافية وليست اعلامية وكان ذلك في فترة حكم الرئيس السابق المهيب احمد حسن البكر 1968-1979 .
ومما رآه وإختبره ان قيادة الاعلام في العراق كانت  تدار من اناس اميون لايفقهون شيئا من اسس ومرتكزات السياسة الاعلامية الصحيحة .والدليل على ذلك ان الدولة كانت تعطي زعماء احزاب وسياسيين وادباء وصحفيين وكتاب في خارج العراق الملايين من الدولارات من اجل ان يكتبوا شيئا عن العراق : لكن الكثيرين لم يكتبوا اي شيء والكثير منهم انقلبوا على النظام بعد اجتياح الكويت 1990 .
وقال الاستاذ ارشد توفيق أنه عمل مع محمد سعيد الصحاف ومع لطيف نصيف جاسم مع الاول عندما كان مديرا لاذاعة بغداد 1974 ، وكان الصحاف مديرا للاذاعة والتلفزيون وعمل مع الثاني  اي مع لطيف نصيف جاسم عندما تولى هذا منصب المدير العام للمؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون ولم تكن علاقته بالاثنين طيبة ولا جيدة .
عن موقعه في الساحة الثقافية العراقية المعاصرة قال انه كان رئيسا لتحرير مجلة (المثقف العربي ) ، ورئيسا لتحرير مجلة (الطليعة الادبية ) ، ورئيسا لتحرير مجلة (فنون عربية )  ، ورئيسا لتحرير مجلة ( الاديب المعاصر ) وكل هذه المجلات مجلات ثقافية ، وفكرية ، وفنية ، ومهنية صرف .
وقف الاستاذ ارشد توفيق عند علاقته بالقيادة الكردية ايام الملا مصطفى البارزاني وخاصة بعد انقلاب 17 من تموز سنة 1968 ، وكان مسؤولا حزبيا وقال ان تجربتي مع الاكراد خاصة جدا فهو لم يكن غريبا عن اقليم كردستان العراق فهو من مواليد دهوك اكمل دراسته فيها ويعرف اهل دهوك بيتا بيتا ، ويعرف روبار دهوك وعيونها واحدة واحدة ويعرف جبال دهوك صخرة صخرة وهي المدينة الاولى في حياته. وكان يتكلم الكردية بطلاقة .
ومن ذكرياته انه كان مسؤولا لحزب البعث في محافظة دهوك ، حين كان الاعداد يجري لبيان الحادي عشر من اذار سنة 1970 وانه احتفل بالبيان عند صدوره مع السيدين علي خليل ، وعيسى السنجاري النائبين العسكريين للمرحوم الملا مصطفى البارزاني .ومن الطريف انه اي ارشد توفيق كان على علاقة حميمة مع اهل دهوك وعشائرها ومنتسبي الحزب الديموقراطي الكردستاني .
روى لي الاستاذ نور الدين حسين شيخ الفوتوغرافيين  الموصليين مرة كيف انه ذهب مع الاستاذ ارشد توفيق لمقابلة  المرحوم الملا مصطفى البارزاني وقال ان خالد عبد الحليم  وكان يعمل متصرفا لمحافظة اربيل اتصل بالاستاذ ارشد توفيق وحمله من لجنة السلام انذاك رسالة الى الملا مصطفى البارزاني . وفي الحوار هذا نرى الاستاذ ارشد توفيق يروي حادثة اللقاء فيقول :" بعد بيان الحادي عشر من اذار 1970 حظيت بفرصة تاريخية ؛ فقد كنت مبعوثا من لجنة السلام انذاك الى المرحوم الملا مصطفى البارزاني حيث وصلت قرب كلالة مقر الزعيم الكردي الراحل وكان المرحوم ادريس البارزاني نجله في استقبالي فأخذني في سيارته في طريق جبلي يمين الشارع حتى وصلنا قرية صغيرة تحطيها الجبال من كل جانب ثم دخلنا بيت الملا مصطفى أو دار ضيافته " .
ويصف الاستاذ ارشد توفيق المبنى فيقول :" انه يتكون من غرفتين الاولى على اليمين مخصصة للنوم ، والى اليسار غرفة للجلوس فيها اثاث متواضع ومنضدة حديدية جلس وراءها ذلك القائد .تحدثنا في السياسة ، والصوفية  ، والدين بلغة عربية سليمة ، وكان متواضعا الى حد كبير فهو يرفض ان نسميه الا بنفسه .كان ذكيا حاضر البديهة عندما دخل اليه احد الاشخاص وتحدث باللغة الكردية سألني بعد خروجه : أنت تفهم اللغة الكردية ؟ قلت له نعم وعجبت كيف انتبه الى ذلك " .
كتب الاستاذ ارشد توفيق بعد عودته الى الموصل مقالة عن اللقاء بالقائد الكردي الكبير المرحوم الملا مصطفى البرزاني في جريدة ( الرسالة ) الموصلية سنة 1970 ، وكان المقال يتألف من صفحة كاملة  .ويحتفظ الاستاذ ارشد توفيق بالعدد هذا في مكتبته .وقال الاستاذ ارشد توفيق ان الملا مصطفى أهداه غليونا خشبيا نحن نسميه في الموصل ( الامزك ) كان يصنعه بنفسه ويهديه الى ضيوفه واكد لي ذلك  الاستاذ نور الدين حسين وكان مع الاستاذ ارشد توفيق الحادثة وقال ان الملا مصطفى البارزاني تحدث عن احد الزعماء السياسيين الغربيين الذي واجهه شعبه بالبيض الفاسد وضحك  وقال  ان هذا الموقف مخز وكان على هذا الزعيم الاستقالة والتواري عن الانظار .
عن محاولات تبعيث المنطقة الكردية قال ارشد توفيق ان ذلك لم يحصل بين 1968 و1979 لكنه حدث بعد ذلك من خلال استمالة وكسب عناصر كردية  الى حزب البعث .
وبعدها تحدث ارشد توفيق عن عمله الدبلوماسي سفيرا في كوبا واسبانيا وقال انه عين سفيرا في كوبا سنة 1979 وكان العراق في أوج حضوره السياسي والاقتصادي لكن الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988 قضت على كل شيء .
وبعد تولي الرئيس السابق صدام حسين السلطة في تموز 1979 تغير الوضع ونال الدبلوماسيين العراقيين الكثير مما اسماه ( لدغات)  جهاز المخابرات .
وتحدث الاستاذ  ارشد توفيق عن علاقته بالقائد الكوبي فيدل كاسترو ، وقال عنه انه رجل متواضع ، وذكي ، ومحنك .. وكانت بينهما زيارات شخصية في البيت وكان يجلس ليلقي النكات مع اطفالي وكان محبوبا من قبل شعبه ومازال الاستاذ ارشد توفيق يحتفظ بخاتم فيدل كاسترو الذي أهداه له .
وعن رئيس جهاز المخابرات السابق رافع دحام مجول  وكان صديقا وزميلا ورفيقا للاستاذ ارشد توفيق قال : " رافع دحام مجول من سكنة الموصل وتعرفتُ عليه سنة 1965 عندما اراد ان يستعير ديوان شعر مني ، واكتشفت فيما بعد انه يكتب الشعر ، وله قصائد بعضها منشور في الستينات ، وهو من عائلة طيبة ، مهذب ، ورقيق لم يؤذ في حياته احدا حتى ولو بكلمة واحدة .. سنة 1970 ذهب الى الجزائر للتدريس زاهدا في أي منصب ومنتقدا الكثير من الظواهر السيئة في الحزب ومكث هناك قرابة عشر سنوات .عند عودته عين في المخابرات عندما كان برزان التكريتي شقيق الرئيس العراقي صدام رئيسا لها  ، ولم تكن لديه أية رغبة في مثل هذا العمل ،  وكان يشكو لي ذلك وفي سنة 1991 عين سفيرا في تركيا وكنت أتصل  به ويتصل بي وقد ارسلت له كتابي الاخير (نصف السماء ) وقد امتدحه وقال لي ان الحرية هي من شروط الابداع وانه يتمنى لو كتب مثل هذا الكتاب لكنه لايملك الحرية ..وبعدسنوات عدة اي في سنة 1979 عين رئيسا للمخابرات واتهم بأن له علاقة بالمعارضة وبالاكراد وبأرشد توفيق ثم اقيل من منصبه سنة 2001 وتوفي بعد ذلك ..." .
تحدث الاستاذ ارشد توفيق عن استقالته وتركه العمل سفيرا بعد غزو الكويت وذهب الى السعودية وقال ان الاستقالة لم تكن وليدة اللحظة ، وانه كان ينتقد النظام عندما يلتقي صديقه رافع دحام مجول وكانت لديه ملاحظات منذ سنة 1970 ، وكان عمل مديرا لتحريرات محافظة دهوك قبل هذه الفترة وان ملاحظاته انصبت على ان حزب البعث بات حزبا عائليا ، وان ثمة انحرافات في قيادة الدولة ، وكان اول سفير عراقي يستقيل في 11-3-1991 وقد بقي لفترة يعيش في اسبانيا بعد استقالته ،  وكان يحس ان ثمة من يلاحقه وبعدها قرر  أن يذهب الى السعودية التي ارسلت له طائرة خاصة نقلته الى الرياض لتستفيد منه في مجال اضعاف الحكم في العراق وطبعا لقي كل تقدير واحترام في الرياض والقصة معروفة وقدم كمعارض .
ينتقد الاستاذ ارشد توفيق المعارضة للنظام السابق ، وقال انها تفتقر الى برنامج متكامل للحكم :  برنامج سياسي ، واقتصادي ، واجتماعي ، وثقافي .  ويستثني الاحزاب الكردية والاحزاب الاسلامية ومما كشفه الحوار انه استلم اذاعة المعارضة للنظام السابق ، وكانت الاذاعة التي ادارها كما قال من اولى الاذاعات بسبب كادرها الحرفي ومضامينها ، وساعات بثها ويحسب انها لعبت دورا في توعية العراقيين وما اسماه ( كشف جرائم العهد البائد)  .
وعن عراق ما بعد 2003 قال انه ذهب الى بغداد بعد الاحتلال الاميركي فرأى " كل شيء معفرا بالتراب ، واقسى ما رأيته دبابات الاحتلال " وانه كان يتمنى ان تكون هناك حكومة عراقية لترحب بالمناضلين العائدين بعد غربة دامية الى الوطن " .
ونسي الاخ الاستاذ ارشد توفيق ان التغيير الذي حصل لم يكن بأيدي من سماهم المناضلين ، بل كان غزوا ، واحتلالا وتدميرا ورغبة في ان يعاد العراق الى عصر ما قبل الصناعة كما اعلنوا اي المحتلين عن ذلك بصراحة ووضوح .

ويبدو انه بحسه الشعري وثقافته الادبية يضع يده على الحقيقة المرة وهي كما قال :" اننا لانختار طريقنا ، وانما ترسم الطريق عوامل ، وصدف ، وظروف مكانية ، وزمانية .. سمها قدرا أو نتيجة رياضية لعوامل متعددة غير قابلة للتكرار " .  

السبت، 12 أكتوبر 2019

الموصل والعدوان الثلاثي على مصر 1956 بقلم : ا.د. ابراهيم خليل العلاف











الموصل والعدوان الثلاثي على مصر 1956
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ان من الامور التي لابد ان نأخذها بالحسبان ، أن الموصليين ، بحكم انتماءاتهم  السياسية الوطنية والقومية كانوا يتأثرون بكل الاحداث التي شهدها الوطن العربي في التاريخ المعاصر واقصد ما بعد الحرب العالمية الاولى وحتى يومنا هذا .
واذا ما قلبنا صفحات التاريخ ، فسنجد الافا من الصفحات تتحدث عن موقف الموصليين مما حدث ليس في العراق وانما في مصر والشام والمغرب العربي والخليج والجزيرة العربية .
كان للموصليين موقف معروفة  من استقلال سوريا  ولبنان ، ومن جريمة اغتصاب الصهاينة لفلسطين ، ومن العدوان الثلاثي البريطاني -  الفرنسي -  الاسرائيلي على مصر سنة 1957 . وقد كتب الكثير عن هذا الموقف المشرف فمنذ ان أمم الرئيس جمال عبد الناصر  رئيس مصر قناة السويس  يوم 26 من تموز سنة 1956 والموصليين يتفاعلون مع هذا الحدث الذي وجدنا صدى واسعا له في الصحف الموصلية ومنها مثلا جريدة (فتى العراق ) الموصلية .كما اندلعت المظاهرات في الموصل تأييدا للرئيس جمال عبد الناصر في خطوته تلك .
وعندما اتحد الغرب ووقف وراء اسرائيل في عدوانها على مصر ، ازدحمت شوارع الموصل كما يقول احد المشاركين في هذه التظاهرات الاخ الاستاذ سعد الدين خضر الكاتب والباحث والمربي ، في مقالة له منشورة ،  والذي قال ان شوارع الموصل ازدحمت بالمتظاهرين احتجاجا  على العدوان الثلاثي البريطاني – الفرنسي الاسرائيلي يوم 29 تشرين الاول من سنة 1956 ورفضا لموقف رئيس وزراء العراق انذاك نوري السعيد وقد استمرت التظاهرات لمدة تزيد عن الاربعين يوما اي حتى الاسبوع الاول من شهر كانون الثاني سنة 1957 .
ان الذي شهد  تلك التظاهرات واتساعها يقول انها كانت عارمة ، وشاملة فجماهير الموصل شاركت في التعبير عن شعورها الوطني . وقد انطلقت التظاهرات  التي كانت  تضم الالاف حسب تقارير الشرطة من  اماكن عديدة منها محلة النبي شيت ومنها من رأس الجادة ومنها من الاعدادية الشرقية قرب جامع الخضر عليه السلام بإتجاه ساحة باب الطوب والمركز العام اي مركز الشرطة العام مقابل بناية بريد الموصل .. ومما ينبغي ذكره ان شرطة نوري السعيد كما كان يسميها الناس تهكما ، اطلقت الرصاص الحي على الناس حتى ان عددا  من المتظاهرين سقطوا  برصاص الشرطة منهم  الشهيد الطالب عدنان محمد البارودي هذا فضلا عن عشرات من المصابين .
انطلقت مظاهرة اخرى تدعم المظاهرة الاولى من محلة النبي شيت والتي عرف اهلها بتوجهاتهم العروبية القومية والتحقت بهذه المظاهرة جموع من منطقة الباب الجديد وشارع الفاروق واخرى من محلة رأس الكور ومحلة المكاوي ومنطقة الساعة ولم تقتصر المظاهرات هذه على الشباب وانما كانت هناك شابات  من الطالبات ومن الاهالي اشتركن في هذه التظاهرات .
ولم تتوقف المظاهرات وتقتصر على اليوم الاول بل استمرت قوية في اليوم التالي وقد اندفع المتظاهرون الى ديوان متصرفية لواء الموصل قرب دائرة التجنيد يعني بالقرب من (دار الضباط ) وكان التجمع امام حديقة الشهداء والمكتبة العامة وبيت المتصرف وكان انذاك رشيد نجيب ( 22-3-1955-22-9-1957 ).
وقد التحمت بهذه التظاهرة تظاهرة اخرى اتت من الاعدادية المركزية الواقعة في شارع ابن الاثير قرب البارودخانة ومطبعة جامعة الموصل القديمة وباب سنجار وكان معهم طلاب الاعدادية الغربية .
ومما يسجل للموصليين ان اضراباتهم ومظاهراتهم لم تكن تقتصر على الطلبة والتلاميذ بل كان ابناء الحرف المنضوين في الاصناف والتنظيمات المهنية والحرفيين يشاركون اخوتهم المتظاهرين من الطلبة والموظفين وهكذا وجدنا اضرابا للقصابين والصوافة والصياغ وباتت الموصل كلها تموج بالمتظاهرين .
لم تقتصر احتجاجات الموصليين على اليومين الاول والثاني والتي انطلقت في اواخر تموز سنة 1956 بل امتد التظاهر واعتصم الطلاب في مدارسهم بعدما اقدمت شرطة نوري السعيد  على مواجهتهم بقوة وكانت مسلحات الشرطة كما كانت تسمى تحاصر الطلاب في الاعدادية المركزية والاعدادية الغربية ولاعدادية الشرقية واخذوا يرمون عليهم القنابل المسيلة للدموع واتذكر اننا كنا في مدرسة ابي تمام الابتدائية للبنين في عبدو خوب نشعر بالقنابل المسيلة للدموع فادمعت اعيينا وقال لنا المعلمون ان لاتخافوا فالشرطة اطلقت القنابل المسيلة للدموع على الطلاب في محاولة لفك اعتصامعم وقد واجه الطلاب الشرطة بما كانوا يصنعونه من قنابل بدائية يلقونها على قوات الشرطة التي اقدمت على الابتعاد عن المدارس الثانوية المحاصرة .
وقد اقدم  الزعيم ( أي العميد بلغة اليوم ) سعدي علي  آمر موقع الموصل  وهو من ضباط الجيش الكبار انذاك على فتح باب التفاوض مع الطلبة المعتصمين ومن وراء الابواب الرئيسة المغلقة بعد ان اعطاهم الامان واقسم بشرفه العسكري على تنفيذ التعهد فرد عليه الشاعر عبد المحسن عقراوي ردا غير مناسب ، لهذا اقدم الطلاب على طرده من لجنة التفاوض .
وقد لجأ الطلاب الى كثير من الممارسات ومنها انهم ارسلوا عددا من زملاءهم سرا الى المسلخ ليجلب لهم سطلا من الدماء لوثوا به قمصانهم وكتبوا عليها عبارة هذا قميص الشهيد الطالب عدنان البارودي ، وكان يستهدفون رفع معنويات الطلاب وزيادة حماسهم ومن الطريف القول ان اصحاب المحلات في شارع حلب القريب من الاعدادية الشرقية تبرعوا للطلاب بصواني من حلاوة الطحينية وسلال من الخبز  وكانوا يقومون بنقلها لهم سرا وبعيدا عن انظار الشرطة ومن وراء سياج الاعدادية الشرقية من جهة شارع حلب .
كما رفع الطلاب سبورة كتبوا فيها مطالبهم وعلقوها على حائط الاعدادية الشرقية المقابل لشارع العدالة .
بعد اسبوعين من الاعتصام والعودة الى الدوام وقف الشهيد لؤي ثابت وسط حوش الاعدادية الشرقية وهتف بقوله (عاشت الحرية ) ، وتجمع الطلاب وبدأ الهتاف وابتدأ الاعتصام الثاني وكان من نتائجه اقدام ادارات المدارس وبموجب قرار من وزارة المعارف فصل كل الطلاب المعتصمين واعادة تسجيلهم والزامهم بجلب اولياء امورهم ليتعهدوا بإنتظام الدوام وكان مدير الاعدادية الشرقية انذاك الاستاذ محمود الجومرد .
الشيء الذي اريد ان اقوله ان نوري السعيد رئيس الوزراء لم يغفر للطلاب ما قاموا به من عصيان واعتصام وتظاهرة فأحال قادتهم الى المجالس  العسكرية العرفية والى المعتقلات والى المجلس العرفي العسكري الثاني في كركوك ثم سيق العدد الاكبر من الطلاب الى مسكر راوندوز للضبط العسكري وكان هذا لطلبة الثانويات من المفصولين اما طلاب الكليات فسيقوا الى معسكر السعدية في ديالى ويشير الاستاذ سعد الدين خضر وكان طالبا في الاعدادية الشرقية ان من الطلبة الموصليين الذين سيقوا الى معسكر راوندوز منهم يونس عبد الرزاق العباجي وشاهر عمر العلكاوي وخالد عبد العزيز زكريا وعبد الله فتحي العزاوي وعادل الشماع وعبد الملك عبد اللطيف ومحي عبد الله العراقي وعز الدين عبد الله ولقمان داؤد وعبد السلام ياسين ونديم احمد الياسين وفاضل الظاهر ومحمد جميل وعبد المجيد فتحي ولؤي ثابت واسامة ثابت وسعد الدين خضر وخالد محمد وسامي عبد الله وفخري المولى وعبد الغني ناصيف وانيس جاسم البارودي وشاكر حمدون ومحمد تقي فرحات ونور الدين محمد ومحمد حسن واخرون وقسم من هؤلاء كانوا من تلعفر ومن حمام العليل .
الاخ الاستاذ الدكتور طاهر البكاء في كتابه الوثائقي الذي نشره في بوسطن سنة 2006 والموسوم : (مواقف في وثائق الرأي العام العراقي والعدوان الثلاثي على مصر في وثائق شعبة المخابرات السرية في وزارة الداخلية العراقية 1956 ) وقف عند ردود فعل الموصليين على العدوان الثلاثي على مصر فقال ان التظاهرات الشعبية في الموصل لم تقتصر على طلاب المدارس وانما اشترك فيها الموصليون سواءَ كانوا عمالا او حرفيين او موظفين او من الاصناف وخاصة القصابين واشار الى ان التنظيمات القومية والشيوعية والدينية كانت وراء تلك التظاهرات والاعتصامات وان برقيات متصرف لواء الموصل ومنذ اليوم التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1956 كانت تشير الى ذلك وتحذر وزارة الداخلية ممن اسمتهم الهدامين وقالت البرقيات ان الشرطة اشتبكت مع المتظاهرين والقي القبض على عشرات منهم واحيل العديد منهم الى المجالس العرفية وان قائد القوات العسكرية للمنطقتين العرفيتين الاولى والثانية اتخذت اجراءات احترازية من خلال اصدار اوامر بالقاء القبض على الناشطين السياسيين في الموصل ومنذ بدء التظاهرات وذكرت اسماء المحامي سامي باشعالم والمحامي غربي الحاج احمد ، ويحيى بن سليمان ابو ريمة ، وفاضل حمادي الشكرة ، وصلاح ابراهيم شنشل وسالم محمد خليل ، والحاج محمد علي الخشاب ، وعبد الحافظ نجم احمد وبلال علي الصبحة وخضر ارزوقي ، ونايف سعيد الحيو ، وعيشة خلف ، وعبد الله فتحي العزاوي وغازي طه العزاوي ومهدي صالح العلاف  وعبد حسين ابو شكيرة  ، ونافع توما ، واسامة حمدي جليميران وصبري بطرس ميخائيل .  ووصفت غربي الحاج احمد وهو محام وشاعر ووزير بعد ثورة 14 تموز 1958 بانه مشاغب ، ومحرض على الاضراب .   وكان غربي الحاج احمد من قادة حزب الاستقلال وليس كما جاء في برقية شرطة الموصل انه بعثي كما قالت عن الحاج محمد علي الخشاب انه كان يقود المظاهرات وهو محمول على الاكتاف ووصفت صبري بطرس ميكائيل بأنه شيوعي خطر سبق ان حكم عليه ووضع تحت مراقبة الشرطة لمدة سنة وهكذا كانت تصف المعتقلين بأنهم ينتمون الى احزاب هدامة  ويحملون ميولا ونزعات ضارة وانهم من الاوباش  والمشاغبين والمحرضين على حد قولها  وان قسما منهم من المحامين وقسم من العمال وقسم من القصابين الذين سبق للشرطة ان اعتقلتهم وغرمتهم واحالتهم الى المجالس العرفية ووضعت جماعة منهم تحت المراقبة .

نعم كانت الموصل -  حالها حال المدن العراقية  -  غاضبة على العدوان الثلاثي على مصر وكانت صور الرئيس جمال عبد الناصر  ترفع في التظاهرات وكانت الهتافات بإسمه ذات صدى كبير فضلا عن استنكارها للموقف الحكومي العراقي من العدوان وقد عبر الموصليون من مختلف الفئات السياسية القومية والوطنية والشيوعية عن استنكارها للعدوان والوقوف بجانب مصر وهي تستعيد قناة السويس من أيدي المستعمرين البريطانيين الذين سيطروا عليها عقودا طويلة . 

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...