إكسير الذهب في علم النسب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
كتاب ( اكسير الذهب في علم النسب) ، مخطوط مهم بين يدي الان وهو من تأليف السيد يونس
بن السيد يحيى الحسيني الموصلي الشافعي
والنسخة الاصلية للمخطوط كما يقول السيد هاشم بن السيد محمد البنا بن السيد علي
القطان الاعرجي الحسيني كانت موجودة عند احفاد السيد عباس صاحب الحقيقة
وقد تم تصويره ، واودعت النسخة المصورة
عند احفاد السيد يونس مالك البحر وقد انتهى من تأليفه سنة 1259 هجرية اي سنة 1843
ويبدو ان لهذه المخطوطة عنوان آخر هو ( الحبر
الذهب في علم النسب ) لكني أميل
ومن خلال قراءتي للمخطوطة ان عنوانها الحقيقي ( إكسير الذهب في علم النسب ) .
وقد تداولت الاسرة الاعرجية المخطوطة وقام السيد هاشم البنا بإكمال المخطوطة من السنة 1425هجرية اي سنة 1840 الى سنة 2004 اي
من تاريخ توقف المؤلف الاصلي للكتاب – المخطوطة .
ومما هو معروف فإن السيد يونس بن يحيى بن
يونس الحسيني الموصلي مؤلف الكتاب – المخطوطة من مواليد الموصل شهر رجب سنة 1229 هجرية اي 1814 ميلادية .
ترعرع في بيت دين وتقوى حيث كان اباه السيد
الحاج يحيى رجل دين وصاحب طريقة تتلمذ على يد شيخه السيد نور الدين البيريفكاني
وشيخه الاخر الشيخ محمود الجليلي .كما درس
السيد يونس القرآن الكريم والعلوم الدينية على يد والده السيد يحيى وبعد ان استوعب العلم والمعرفة
والخط الجميل عمل كاتبا في ادارة ولاية الموصل المحروسة الى ان وافاه الاجل وهو في
اواسط العمر .
وقد اعقب السيد يونس من الابناء اربعة هم
السيد يحيى ، والسيد زكريا ، والسيد بكر ، والسيد عمر . وكان السيد زكريا شيخا
جليلا ولد سنة 1255 هجرية – 1837 ميلادية وكان يعرف بأنه صاحب خطوة وبركة .وكذلك
كان السيد بكر من مواليد سنة 1257 هجرية – 1833 م ولم يتزوج في حياته وعاش مع اخته
الشيخة الزاهدة المتعبدة ( هبة الله) الى ان وافاهما الاجل . وكان الناس في الموصل يسمونها كعادتهم في قلب
الاسماء ( الشيخة هيبو) .ومن المناسب
القول انه كان للشيخة هيبو مكانة محترمة في محلتها محلة السرجخانة هي واخيها وكان
الناس يقصدونهما لغرض التبرك والتعزيم والشفاء من الامراض .
وفيما يتعلق بالسيد يحيى بن السيد يونس فقد
ولد سنة 1253 هجرية – 1835 ميلادية وكان له ولد اسمه محمد ويلقب ب(بابا سيد )
واعقب محمد ولدا واحدا هو السيد خليل كان مشهورا بتجارة الاقطان في خان الغزل وهو
نفسه خان القطانين في محلة السرجخانة في الموصل توفي رحمة الله عليه في الاربعينات
من القرن الماضي .
وهكذا يمضي السيد هاشم البنا في تكملة كتاب
(اكسير الذهب في علم النسب ) حتى يصل الى سنة 2004 .
مؤلف الكتاب ( إكسير الذهب في علم النسب ) السيد يونس بن السيد يحيى
الحسيني الموصلي الشافعي وقف عند فرع السيد هبة الله بن السيد طاهر محي
الدين الى سنة 1259 هجرية لذلك وجب اكمال الكتاب .
يقول مؤلف الكتاب في المقدمة : " بسم
الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي نور قلوب اوليائه ، ووهبهم من عين
اليقين ما رواهم من ماء العوارف ، وتجلى لهم من الظاهر والباطن في شعاع اشراق شموس جلية من الكواشف ؛ فمنهم من
جمع له بين العلم والنسب الشريف الذين هما من اتم َسماق انبيائه اهل المناقب
والمشارف وكل هذه المنقبة العظيمة والفضيلة الجسيمة بخاتم رسله الزاكي في ذاته
الطاهرة ونسله وفرعه واصله الذاتي الثمار الجاني سيدنا محمد بن عبد الله ذي الظل الظليل على اهل بيته الوارف
الذين عرفهم بمراتب الشرف ففاقوا به على الاشارف ولبسوا من جلابيب السيادة أنفس
المطارف صلى الله عليه وسلم " .
ثم عرج المؤلف على حديث الرسول الكريم محمد
صلى الله عليه وسلم (تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم ) ، وان هذا دليل يدعو الى الاهتمام بالانساب وان جميع ما بنت
عليه العرب اركانها واسست بنيانها عشر طبقات .والاهتمام بالانساب جاء بعدما كثر
الاختلاف في عدد الاباء واسمائهم كما ان المناهج تشعبت وادى ذلك الى الوقوف عند
قحطان ومعد ابن عدنان .
والكتاب هذا يقع في خمسة فصول ، فالفصل
الرابع مثلا يقف عن أوصاف النسابة وكيف يجب ان يكون صادقا .. وفي الفصل الخامس
يذكر جماعة من مشاهير النساب والنسابة ، وانا ابا طالب بن عبد المطلب كان نسابة
عالما فاضلا عارفا بالنسب خبيرا بأيام العرب يرجعون اليه ، ويعملون بقوله .
وفي الفصل الثاني تحدث المؤلف عن كيفية ثبوت
النسب عند النسابة ، وفي الفصل الثالث يتناول المؤلف الطعن والقدح والغمز في النسب
.
وكان المؤلف قد وقف في الفصل الاول عند اهمية
التفريق بين المشجر والمبسوط والفروق الظاهرة فالمشجر يبتدأ المرء فيه من البطن
الاسفل ثم يترقى ابا ابا الى البطن الاعلى والمبسوط يبتدأ فيه من البطن الاعلى ثم
ينحط ابنا ابنا الى البطن الاسفل .
من الامور الطريفة التي اود ذكرها ، وانا
اتحدث عن هذا الكتاب والذي تناول فيه نسب السادة الاعرجية في الموصل انه وقف في الكتاب – المخطوطة عند
فصل اسماه ( فصل محاسن الموصل في زمان السلطان بدر الدين لؤلؤ سنة ست وخمسين
وستمائة منقول من كتاب ( مرآة الزمان ) ، واجمل
ما في هذا الفصل انه وضع جدولا بما كانت تضمه الموصل من جوامع ومساجد ومدارس ودور
حديث وخانقاهات وحمامات وحمامات للبناء الابكار وخانات وبساتين وجسور ومساجد وبيع
وكنائس ومعابد لليهود وحوانيت وسراديب وبساتين وفيصريات ودور لضرب السكة والرحى
على النهر مما ترونه امامكم الى جانب هذا الكلام .
وفي الكتاب ايضا جدولا بما كانت تضمه الموصل
من مراقد انبياء واولياء ومشايخ ومن ذلك
مرقد النبي يونس عليه السلام ومرقد النبي جرجيس ومرقد النبي شيت والامام عون الدين
والست فاطمة رضي الله عنها وابو سعيد الخرازي ومشهد النقطة .
كما وقف المؤلف عند اقاليم العالم السبعة
ومنها اقليم السند والهند والحبشة والسودان واقليم العراق وفارس وخراسان واقليم
الشام والترك ومابين المغرب والشمال واقليم القسطنطينية والروم واقليم البلغار
والروس واقليم سمرقند وبخارى واقليم نصيبين واذربيجان .
كما وقف الكتاب عند احداث الموصل في هذه
الفترة من التاريخ وما تعرضت له من امراض واوبئة .
واخيرا ، فالكتاب يضم نسب اهل البيت الاطهار كما
سمعتها سمعها ووجدها في ما اسماه ( المبسوطات والمشجرات ) التي
اجتمع عليها علماء النسب . وقال :
" لقد اختصرت هذا المبسوط في علم
النسب وانساب الطالبيين ومما قاله ان كل فاطمي في الدنيا علوي وليس كل علوي فاطميا
وكل علوي في الدنيا طالبي وليس كل طالبي في الدنيا هاشميا وليس كل هاشمي في الدنيا
طالبي وكل هاشمي في الدنيا قريشيا وليس كل قريشي في الدنيا عربي وليس كل عربي
قريشي" .وبعد ذلك راح المؤلف يتحدث
عن نقباء الموصل ومنهم ال النقيب ومنهم
النقيب الزاهد العابد ابو البركات محمد وضياءالدين ابو عبد الله زيد بن
النقيب كما الشرف ابو طاهر محمد وكان نقيب
الموصل وديار بكر بعد ابيه وكان عالما كريما جوادا فاضلا.
ويختم المؤلف كتابه ببيتين من الشعر يقول فيهما :
ايا ناظري خطي سألتك بالذي *** أحيا وامات والعظام رميم
ان تسأل الرحمن يغفر زلتي ***
لأن إلهي لايزال عظيم
واخيرا ادعو الى تحقيق هذا المخطوط وكتابة
رسالة ماجستير عنه لإهميته في مجال علم الانساب وتاريخ الموصل .
دكتور ابراهيم
ردحذفتحية طيبة وبارك الله في جهودك
هل تتوفر نسخه كاملة من المخطوط
ولكم جزيل الشكر
نعم
حذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ردحذفقرأت ما تفضلتم به من عرض موجز لمخطوطة الكسير الذهب ،وحسب ظني انه من المخطوطات النفيسة لمخطوطات الانساب في العصورالمتأخرة.
لذا التمس من حضرتكم التعاون في تحقيقه واصداره وطبعه وتنا مستعد لذلك،مع انني مستعد لتهيئة احد الباحثين لدراسته دراسة اكاديمية ماجستير-دكتوراه..شكرا جزيلا
اخوكم
حسين جهاد الحساني
النجف الاشرف-متخصص في علم المخطوطات والوثائق
انتظر ردكم مع خالص التقدير
تحياتي .............دعوت الى تحقيقه
حذفهل موجود الكتاب في المكتبات
ردحذفكلا
حذف