الأربعاء، 14 مارس 2018

مع كتاب ( الاجواق المسرحية المصرية في العراق ) للاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي


مع كتاب ( الاجواق المسرحية المصرية في العراق ) للاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
كما عودنا الكاتب ، والباحث، والاستاذ الاكاديمي الكبير الصديق الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي في كشف الركام عن مكنونات ، وكنوز المسرح العراقي منذ سنوات طويلة . ها هو اليوم يتحفنا بكتاب جديد وسفر غني يحمل عنوان ( الاجواق المسرحية المصرية في العراق ) ...موضوع بكر ، واصيل ، وموضوع فذ ، وجميل ، ومتابعة علمية تاريخية ، دقيقة ، ورصينة .
الرجل يزرع ، ويحصد وحصاده دوما وفير . وقد ُسعدت عصر اليوم الاربعاء 14 اذار 2018 وانا في داري بالموصل، اتسلم نسخة من هذا الكتاب الرائع ، هدية ثمينة من مؤلفه الغالي عندي دوما ممهورة بتوقيعه الجميل وبعبارات اشكره عليها واهنئه على الانجاز الجديد متمنيا له التوفيق والنجاح والتألق الدائم .
الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي ‘ عميد كلية الفنون الجميلة - جامعة بابل (الحلة الفيحاء ) كاتب ، وباحث رصين أمد المكتبة المسرحية العربية والعراقية بالعديد من الكتب منها كتابه عن ( تاريخ المسرح في الحلة ) وكتابه عن (المسرحيات المفقودة ) وكتابه عن ( اسكندر زغبي الحلبي زجالا ومسرحيا ) وكتابه ( محمد مهدي البصير رائد المسرح التحريضي في العراق ) وكتابه ( مسرحيات نعوم فتح الله سحار المفقودة ) وكتابه ( المسرح المسيحي في العراق ) وكتابه ( اسهامات يهود العراق في المسرح ) ، وكتابه ( الخيال في الفلسفة والادب والمسرح ).
الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي علامة بارزة في المشهد الثقافي العراقي المعاصر يضيء المشهد دوما بالجديد ، ويغنيه ويكشف عن قضايا ضاعت واندثرت ولم يعد لها مكان في الاذهان ، لكنه يعيدها من خلال الحفر والتنقيب الى الحياة بعد ان ينفض التراب عنها فتبدو لامعة لمعان الذهب وهو يخرج من بين ايدي صائغ ماهر .
الربيعي في كتابه الجديد عن الاجواق (الفرق ) المسرحية المصرية يعيد الينا ذاكرتنا التاريخية ونحن في سنة 1926 حيث قدمت العراق ولاول مرة فرقة الفنان الكبير جورج ابيض المسرحية ، ولاقت نجاحا باهرا بعد ان احيت العديد من الحفلات التمثيلية في بغداد والبصرة .
ويلتقط الخيط من استاذنا المرحوم الاستاذ الدكتور علي الزبيدي وهو يتحدث سنة 1967 عن المسرحية العربية في العراق فيقول :جاءت فرقة فاطمة رشدي وفرقة يوسف وهبي الى العراق وافاد المسرح العراقي منهما .ثم اخذت الفرق التمثيلية المصرية تفد العراق منها فرقة عبد النبي وفرقة كشكش بك وفرقة البدوي .
لم يكتف الدكتور الربيعي بهذا بل راح يبحث ، ويبحث ومنذ سنوات ليصل الى حقائق جديدة يتجاوز بها غيره ومن الطريف انه اعاد الى اذهاننا مصطلح (الجوق ) الذي كان يطلق في صحفنا العراقية بدلا من كلمة (فرقة ) مسرحية .
من خلال تنقيباته ، واكتشافاته في الكم الهائل من المصادر والصحف، وجد ان العراق شهد فرقا تمثيلية قد زارته مع مطلع القرن العشرين (1919 ) وان جوقا تمثيليا اجنبيا قدم اعماله في بغداد سنة 1920 وان فرقة اوبرا روسية وفدت بغداد في اذار سنة 1921 وان اول تواجد لممثلين مصريين كان لجوق يقوده الممثل محمد المصري قدم مسرحية (شارلوت ) او (ضحية الغواية ) في 20 اذار- مارس سنة 1921 وفي بداية تموز- يوليو سنة 1922 وصل جوق التمثيل المصري الى العراق وهو جوق كشكش بك وافتتح عروضه بمسرحية صلاح الدين الايوبي في اليوم العاشر من تموز سنة 1922واعاد الكرة وزار العراق مرة اخرى في ليلة 23-24 تشرين الاول-اكتوبر سنة 1924ثم زار العراق ثالثة في يوم الاربعاء الرابع من اب - اغسطس سنة 1926كما زار البصرة وقدم هناك عروضا مسرحية .
وقدم جوق التمثيل العربي الى بغداد في بداية شهر حزيران - يونيو سنة 1924ومما قدمه مسرحية (البطل العظيم ) ومسرحية (محاسن الصدف ).وفي منتصف شهر كانون الثاني -يناير سنة 1931 وصل جوق امين عطا الله، وكان يضم فنانين كبارا منهم بشارة واكيم ويوسف حسني وامين عطا الله وليلى حسني وابريز استاني زوجة امين عطا الله وقدمت بعض المسرحيات ومنها مسرحية ( الزوجة الخائنة ) وفي بداية تشرين الثاني - نوفمبر سنة 1945 وصلت بغداد ( فرقة الطليعة) وضمت ممثلين افذاذ منهم محمد توفيق ومحمود السباع شقيق محمود المليجي وامينة نور الدين ومحمد الديب ووداد حمدي وجمالات زايد ومما قدمته مسرحية (فاوست ) للكاتب الانكليزي كريستوفر مارلو .
أية اضافاتٍ نوعيةٍ اضافها اخي وصديقي الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي الى ما نعرفه عن المسرح العربي والمسرح العراقي والعلاقات المسرحية بين العراق ومصر .اشد على يديك وابارك جهدك فقد قدمت الكثير الكثير للتاريخ المسرحي العربي والعراقي فهنئيا لك ، ودمت موفقا ، متألقا ، محبا ، وشكرا لك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وصباحكم حدبائي موصلي

وصباحكم حدبائي موصلي *وشكرا لمن التقط الصورة صورة منارة الحدباء في الجامع الكبير النوري -الموصل اليوم صديقي الاستاذ اسامة اكرم العبيدي .......