الأحد، 18 مارس 2018

ما اتلفته الرفوف ............قصص ممسرحة للاستاذ بيات مرعي


 
ما اتلفته الرفوف ............قصص ممسرحة للاستاذ بيات مرعي 
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
من أعمال الكاتب والقاص والكاتب المسرحي والفنان التشكيلي الصديق الغالي الاستاذ بيات مرعي .أعود الى هذه القصص الممسرحة ، لأجد فيها ان بيات مرعي مسكون بتراث الموصل .. لايستطيع مغادرته بسهوله لسبب بسيط انه يعيشه ، ويتنفس عبيره ورحيقه ...باب جديد -البدن -الثلمة -القلعة -يونس الجايجي - العجايا في المحلة - جايخانة الصنف - توفيق الكبابجي - ببح العربنجي - نشأت الباجه جي - حمام العمرية - الفعلة الذين ينتظرون العمل في دكة باب جديد - مقبرة العناز -سوق الفحامين - سعيد المجنون - قليعات - قهوة الثوب -المدرسة الخزرجية - دجلة والصيادين - كلية الطب - تل ريمة ....هذه وغيرها هي مفردات قصصه الممسرحة التي يضمها بين دفتيه كتابه الذي يسعدني ان اقدمه للقارئ (ما اتلفته الرفوف ) .
هو يعشق مدينته :الموصل وتراثها وتاريخها ورموزها لكنه لايبتعد عن مظاهر الحياة الحديثة وما يسودها من قلق .. ويقينا انه اراد من قصصه ان تكون عروضا مسرحية يمكن ان تمتد اليها يد المخرج لتُظهر اعمالا درامية يشار اليها بالبنان .
وفي كل هذه الاعمال الدرامية نجد عناصر الحيوية والديناميكية وعناصر التشويق والاثارة والانتقال السريع من مشهد الى مشهد آخر في قصة (تلة الحلم ) يتحدث عن حلم سعيد المجنون في ان يرى اخته سعدية عروسا جميلة تعيش في قصر منيف لكن (عجايا المحلة ) يحولون بينه وبين تحقيق الحلم ...كان سعيد المجنون يري ان يبني مملكة ويمنع عجايا المحلة من دخولها ويتربع هو على عرش المملكة ...الحلم سيتحقق هكذا جاءه الصوت الشاحب :"نعم ستعيد بناء المملكة " .وانا اقول معه نعم سنعيد بناء المملكة ولن يبق مكان لمن يريد الهدم .
في قصته (مهبط الاراجيح ) الحاج محمود البناء يتكئ على كرسي في احدى زوايا مقهى باب جديد - مقهى الصنف لا لشيء بل لكي يتحدث عن تجربته في البناء وقد صار عجوزا يرسل العمال للبناء وهو يفضل الجلوس في المقهى يجلس لينتظر من ينتبه اليه وقد مات ..مات بعز وشموخ وهو يقص ذكرياته لمجالسيه ويتنصت لاصوات مغنيي الموصل سيد احمد بن الكفغ وسيد اسماعيل الفحام ومحمد حسين مرعي بلبل الحدباء .
بيات مرعي في قصصه الاخرى :مهبط الاراجيح -مدافن النهر ما اتلفته الرفوف -جنازات الظل -جمرات خيوط -تلة الحلم -محنة الجسر - الحي الحديدي -خيول جامحة -حكاية ضباب -قرين الوقت -رقصة الازاميل -عروض محارب ترجل -زرزور شرقي -همس المعاطف .اعجبني في قصصه ايضا احياءه لقصة صديقنا الفنان الكبير الاستاذ صبحي صبري من خلال قصة الحي الحديدي .بيات مرعي المهموم بمملكته التي يحبها :الموصل لايزال يغذ السير ويبدع ويتألق اتمنى له التوفيق الدائم فهو واحد من رموز المشهد الثقافي العراقي والموصلي المعاصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وصباحكم حدبائي موصلي

وصباحكم حدبائي موصلي *وشكرا لمن التقط الصورة صورة منارة الحدباء في الجامع الكبير النوري -الموصل اليوم صديقي الاستاذ اسامة اكرم العبيدي .......