الاثنين، 17 أبريل 2017

الكتابة عن الموصل * بقلم :الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف



     الكتابة عن الموصل *          
بقلم :الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
         استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
      كثيرا ما كنت ولاازال أقول بأن الموصل ليست مدينة فحسب ..انها حضارة وتاريخ وموقف ..كما  انني قلت ولازلت أقول :" ان تاريخ الموصل  كله تاريخ أسر وعوائل وعشائر " ومما يساعدني على ان اقول ذلك معرفتي الدقيقة بمحركات تاريخ الموصل القديم والاسلامي والحديث .
    وأزيد على ذلك ، ان الموصل كمدينة ، وكمحافظة نينوى عصية على الدخلاء ، والمعتدين ،  والغزاة والذين يريدون لها الشر ..وقفت الموصل ضد كل من حاول طمس تاريخها ، واثبتتْ  بالدليل الملموس .. أن لها شخصيتها الحضارية التي تميزت بها .حكمها الفرس فلم يتمكنوا منها وحكمها الاتراك العثمانيين اكثر من اربعة قرون كانت في كل هذه القرون  مع نفسها  وامتدادات عشائرها ودورهم الفاعل ..
    هي ونينوى صنوان فأذا  ذكرت الموصل،  ذكرت نينوى فالموصل الحصن الغربي في اقليعات تقابل نينوى في الحصن الشرقي في تل التوبة والنبي يونس عليه السلام .واليوم عندما نتجول في الموصل سواء في جانبها الايمن أو الايسر نتنسم عبق التاريخ.. نتنسم عبق تاريخ الموصل وما مر عليها من دهور ، وتاريخ نينوى وما شهدته من عصور ..دجلة الخالد يوحدها ، ويلم اطرافها ويشرب ابناؤها ماء دجلة ابتداء من دخوله عند قرية القبة وبيسان والرشيدية وبادوش  وحتى عند خروجه منها في  حمام العليل والقيارة والشرقاط .
هؤاءها عليل ، وجوها جميل،  ومناخها معتدل ، ولهذا تسمى ام الربيعين وتسمى بالبيضاء وتسمى بالحدباء .. انها الموصل : التاريخ .. والحضارة .. والموقف ..تصدت لغزو نادرشاه سنة 1743 . وكان لها موقف ضد المحتلين الانكليز بعد احتلالها سنة 1918 وكانت لها مواقف ومواقف وطنية في توحيد العراق وعربية قومية في لم كلمة العرب ..شهدت تنظيمات سياسية دينية وقومية واشتراكية يسارية وليبرالية تنوعت توجهاتها وتعددت تياراتها وتلونت اطيافها فهي حقا كشدة الورد فيها من كل الانواع  والالوان والرنوك .
     هذه  هي الموصل ، لذلك أفرح حقا عندما أجد واحدا من ابناء الموصل يتصدى للكتابة عنها  ..أفرح بمن كُتب عنها واحتفظ بما يكتبه ...  كتب عنها الازدي ، وكتب عنها الصوفي  أحمد والجليلي  محمد صديق والدملوجي صديق وكتب عنها الديوه جي  سعيد وكتب عنها الصائغ سليمان  وكتب عنها الربيعي عماد  والعبيدي أزهر  وقصي  حسين ال فرج وانور عبد العزيز ومعد الجبوري والدكتورة بشرى البستاني والدكتور نجمان ياسين    والاستاذ سعد الدين خضر والاستاذ ذو النون الشهاب والدكتور ذو النون الاطرقجي  والدكتور ذنون يونس الطائي والدكتور زهير علي احمد النحاس والدكتور وائل علي احمد النحاس و الاستاذ عبد الجبار الجرجيس والاستاذ عبد الله محمد خضر النجماوي والاستاذ محفوظ العباسي والدكتور عماد عبد السلام رؤوف العطار والخوري افرام عبدال والاستاذ كوركيس عواد والاستاذ محمد امين العمري والاستاذ معن عبد القادر ال زكريا والدكتور فيصل السامر والاستاذ احمد محمد المختار والاستاذ عبد محمد السبعاوي والاستاذ بلاوي فتحي حمودي والاستاذ فيصل الرحيم ..  وكتب عنها اساتذة افذاذ في " موسوعة الموصل الحضارية" ، وكتبتُ انا عنها اطروحة وعدة كتب وعشرات البحوث والدراسات ..كتب عنها الدكتور عبد الجبار الجومرد والاستاذ عبد الرحمن صالح والاستاذ عبد العزيز القصاب والاستاذ جرجيس فتح الله والدكتور سيار كوكب الجميل والدكتور سوادي الرويشدي والدكتور محمد جاسم المشهداني والاستاذ  عبد المنعم الغلامي والاب سهيل قاشا واخرين كٌثر ليس من السهولة حصرهم في هذا الحيز المقتضب وانا نفسي كتبتُ عنها كثيرا ومنذ سنوات بعيدة حينما كتبت اطروحتي عن (ولاية الموصل ) سنة 1975 .
 والان تأتي مساهمة الصديق الاستاذ محمود حسن محمد ال اطليان النعيمي رئيس الهيئة العربية للنسابين ومؤرخي العشائر والقبائل في محافظة نينوى في الكتابة عن تاريخ الموصل في كتابه الذي يشرفني ان اقدمه والموسوم : تاريخ الموصل في قرن 1900-2003  "..كتاب جميل ، وقيم ، وشامل ، ومفيد ..قرأته  أكثر من مرة قبل طبعه وأبديت للمؤلف بعض ملاحظاتي وأخذ بها  ، وانا على ثقة بأنه سيأخذ مكانه في المكتبة التاريخية الموصلية .
    الكتاب وقف عند مباحث وفصول تحدثت عن عروبة الموصل منذ عصور ماقبل التاريخ ،  والعصور التاريخية حتى الاحتلال الاميركي 2003 مرورا بفترات التاريخ العربي الاسلامي ، والتاريخ الحديث .نقل لنا ما كتبته كتب التاريخ ومؤلفات الرحالة،  وتايع مواقف الموصل وثوراتها عبر العصور .رأى الموصل عيانيا وعاش فيها المؤلف فكتب عنها وهي بين الاسوار وخارج الاسوار ..كتب عن محلات الموصل وضواحيها وقراها ووديانها وأرخ لرموزها  وابناءها واسرها وشيوخها وعلماء دينها  ومثقفيها ، ثم افرد لعشائرها وقبائلها بابا وحسنا فعل  عندما  تحدث عن  تاريخ العشائر العربية والكردية  والتركمانية .كتاب جدير بالقراءة وجهد يٌحمد عليه مؤلفه فالرجل اجتهد فأن اصاب فله اجران وان اخطأ فله اجر واحد هو اجر اجتهاده وفوق كل ذي علم عليم .
*      مقدمة كتاب (: تاريخ الموصل في قرن 1900-2003  ) للاستاذ محمود حسن محمد ال اطليان النعيمي)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...