الاثنين، 23 مايو 2011

الانسان والسلطة !!

                   الانسان والسلطة!!
              أ.د.ابراهيم خليل العلاف
     استاذ التاريخ الحديث - جامعة الموصل
والسلطة (power) التي اقصدها هنا، ليست السلطة السياسية وحسب، بل كل انواع السلطة، فالمال سلطة، والعلم سلطة ،والشهادة سلطة ،والجاه سلطة.
والانسان منذ ان خلقه الله سبحانه وتعالى يبحث عن السلطة . يريد ان تكون لديه سلطة، سلطة على من حوله.. سلطة على الجميع.. سلطة في البيت.. في العمل.. في الدائرة.. في المدرسة.. واذا ما احسن الانسان استخدام السلطة، فالخير هو النتيجة، والمحبة هي السائدة، ولكن اذا ما اساء الانسان استخدام فوراء ذلك الشر، والحقد، والضغينة ،والكراهية  . ومن هنا اكد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) على ان كل انسان مسؤول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).  والمسؤولية ليست سهلة.. فالانسان قد يحتاج - لكي يوطد سلطته- الى القول.. وقد يحتاج الى الكلمة.. والكلمة الطيبة صدقة.. وعلى المسؤول أو الراعي ان يستخدم الكلمة الطيبة للوصول الى قلب من يسوسهم .. فالاب لكي ينعم بالسلطة  ، لابد له ان يبذل المال والجهد .. لابد ان يبذل عمره من اجل اولاده.. وان يقدمهم على نفسه.. وان يرعاهم  . والام لكي تكون قريبة الى قلوب ابنائها لابد لها ان تعمل وتبذل الجهد من اجل تفهم نفسيات وعقليات اولادها بنينا كانوا أم بنات.. وهكذا ولكن، قد تتوافر او قد تصل السلطة الى اناس لايحسنون استخدامها ، فيتضرر من حولهم..
ورب سائل : لماذا اذن يتشبث الانسان دائما بالسلطة؟! فنقول: ان في طبيعة الانسان شيء دفين يجعله يطلب العلو على غيره ،وقد يتحقق له بمحض الصدفة ، أو لسوء الاقدار، أو عن طريق الحظوظ ،أو باية طريقة من الطرق وان كانت الحكمة تقول: (ضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب) لكن غالباً مالايحدث هذا اذ كثيرا ما يحدث ان يتولى السلطة انسان يرى فيها "غاية"  و "هدف" بينما هي أداة ، ووسيلة تساعد الانسان على تحقيق الاهداف والمثل والمبادئ السامية.
وثمة مسألة مهمة ينبغي ان تؤخذ بالحسبان، وهي انك ترى انساناً لطيفا ودودا محبا للاخرين .. ولكن ما ان يتسلم السلطة ،حتى ينقلب الى انسان مؤذ ،وانسان لايعرف الا نفسه.. وللاسف فانه يعود الى طبيعتة الاولى عندما يعزل من منصبه..
 السلطة مغرية ،والسلطة ساحرة ،وعلى الانسان الكيس ان يعرف، كيف يجعلها وسيلة يخدم من خلالها نفسه، وأخوانه ،وبني قومه ، ومجتمعه ووطنه ..  دعوة مخلصة لكل من يتسلم سلطة ان يتق  الله  فيمن هم تحت امرته.. وان يسوسهم بما أمر الله.. فيرعاهم كانهم اهل بيته ،ويحن عليهم، ويحبهم ، ويحميهم . وفوق هذا وذاك ان يكون لهم مرشدا ومعلما وقدوة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...