الثلاثاء، 31 مايو 2011

قراءة في: "موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين" للدكتور إبراهيم خليل العلاف




قراءة في: "موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين" للدكتور إبراهيم خليل العلاف


ا.د. ذنون الطائي
استاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل


شهد العراق خلال تاريخه المعاصر، أحداثا سياسية، وتحولات اقتصادية واجتماعية مهمة ، كان من ابرز مظاهرها بناء المؤسسات الحكومية، وسن القوانين والتشريعات الحكومية، والسعي لإرساء دعائم تجربة برلمانية وحزبية، وتلمس الحياة الديمقراطية، بالانتخابات الشعبية، منذ تأسيس الحكم الوطني سنة 1921. وبناء كيان الدولة العراقية العتيدة، من خلال رجالاتها "التكنوقراط "في مجالات الإدارة العسكرية والمدنية والقضاء والصناعة والزراعة، فضلا عن بروز فئات عريضة من المبدعين في الأدب والثقافة والفنون والتاريخ ةالتفرعات العلمية المعروفة، إنها ارهاصات وجلبة بناء الدولة العراقية المدنية، والصراع المحتدم بين أصحاب العرش العراقي، والحركة الوطنية من جهة، والوجود البريطاني وما يمثله من املاءات على أصحاب القرار السياسي من جهة أخرى.
وكان نتاج ذلك تجارب عديدة ومتنوعة على صعيد البناء الداخلي والعلاقات – العربية والإقليمية والدولية، بتشابكاتها وتعقيدات المصالح المتداخلة لما هو وطني أو قومي أو دولي، استمرت حتى بعد انتهاء حقبة العهد الملكي بقيام ثورة 14 تموز 1958 ، وما تلاه من العهد الجمهوري بتطوراته السياسية المتلاحقة، وبروز دور الجيش العراقي بضباطه في انغماسهم في السياسة منذ سنة 1936 و 1958 و 1959...
ان هذه الصفحات العراقية ذات التنوع الأخاذ في آثارها على التحولات: الوطنية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية والديموغرافية، وصعود فئات وهبوط اخرى. قد رسمت ملامح المشهد العراقي الوطني خلال العهدين الملكي والجمهوري.
وهنا كان لابد مّن أن يوثق لكل تلك التطورات المتلاحقة بتشظيها، فظهرت فئات ممن أحبوا الكتابة التاريخية منهم ما أطلق عليهم ب(الهواة) وقد كتبوا بنفس وطني وبموضوعية كونهم عاصروا الأحداث، ويأتي في طليعتهم المؤرخ العراقي السيد عبد الرزاق الحسني وهو (حجر الزاوية لمؤرخي تاريخ العراق المعاصر)، وسواه، وآخرين كتبوا للسلطة بما يبرر أفعالها ويلتمس لها العذر، وثمة من جامل على حساب الحقائق الموضوعية والوقائع المعروفة. وثمة فئة كانت مؤدلجة في تعاملتها مع الكتابة التاريخية، وأخرى اشتركت بالعمل السياسي وكتبت التاريخ كما هو الحال مع الدكتور عبد الرحمن البزاز، وكتاب عسكريون وآخرون يساريون وتقدميون وليبراليون، وجاءت كتابات البعض منهم متسرعة في أحكامها ..متشنجة في أطروحاتها.
وتبقى فئة المؤرخين الأكاديميين الذين اعتمدوا في كتاباتهم على أدق الوثائق والحقائق واعتمادهم المنهج العلمي في التحليل ،والاستنباط والاستنتاج، هم مّن تصدوا فيما بعد لارخنة، كل التطورات المتلاحقة في إفرازاتها المتعددة، وأصدروا أحكامهم على الأحداث وشخوصه بموضوعية، خلال فترة التاريخ المعاصر منذ تأسيس الدولة العراقية والفترات اللاحقة في العهدين الملكي والجمهوري.
أسوق هذه المقدمة وأنا اتصفح ((موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين)) بجزئها الأول، التي أصدرها مؤخراً عن دار ابن الأثير للطباعة والنشر 2011، المؤرخ والأكاديمي العراقي المعروف الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف (مدير مركز الدراسات الإقليمية – بجامعة الموصل) حيث أرخ ل (60) شخصية ممن كتبوا في التاريخ وشجونه (هواة ومحترفين أكاديميين) ذوات مشارب متعددة، مبتدأ به هو شخصياً ومنتهياً بالمؤرخ الدكتور ياسين عبد الكريم، مروراً بالدكتور إسماعيل نوري الربيعي، والمؤرخ احمد الصوفي والدكتور اكرم ضياء العمري والدكتور جاسم محمد العدول والدكتور طالب محمد وهيم والمؤرخ حامد البازي والمؤرخ حسين حزني موكرياني والدكتور كمال مظهر احمد ، والدكتور توفيق سلطان اليوزبكي، والدكتور جعفر خصباك،والدكتور عبد المنعم رشاد والمؤرخ طه باقر والدكتورة رمزية الاطراقجي والمؤرخة نبيلة عبد المنعم داؤود والدكتور عبد الله الفياض والدكتور صالح محمد العابد والدكتور جواد علي، والدكتور حسين أمين، والدكتور حسين علي محفوظ، والدكتور خضر جاسم الدوري، والمؤرخ سعيد الديوه جي، والدكتور زكي صالح، والدكتور صالح احمد العلي، والمؤرخ صديق الدملوجي، والدكتور فاروق عمر فوزي والدكتور فيصل السامر، والدكتور غانم الحفو والدكتور حسين قاسم العزيز والمؤرخ خيري العمري والمؤرخ خير الدين العمري والمؤرخ عواد الاعظمي والمؤرخ محمد توفيق حسين ال اغوان والدكتور محمد صديق الجليلي والمؤرخ عبد المنعم الغلامي والدكتور محمد صالح القزاز والدكتور خليل السامرائي والدكتور فيصل الوائلي والدكتور محمد الهاشمي والدكتور عبد القادر احمد اليوسف والمؤرخ شاكر صابر الضابط والدكتور فاضل حسين والدكتور محمد محمد صالح ، والمؤرخ عباس العزاوي، والدكتور عبد العزيز الدوري والمؤرخ علاء الدين السجادي والدكتور محمود علي الداؤود والدكتور ناجي معروف والمؤرخ صديق الدملوجي والمؤرخ محمد امين زكي والدكتورة مليحة رحمة الله ، والدكتور مجيد خدوري والمؤرخ عبد الرزاق الحسني والدكتور مصطفى جواد والمؤرخ مير بصري، والمؤرخ عطا ترزي باشا، والدكتور هاشم يحيى الملاح والدكتور هاشم صالح التكريتي والدكتورة واجدة الاطرقجي وسواهم، ممن خدموا العملية التاريخية، وارسوا قواعد "المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة"، وقدموا عصارة جهدهم على مدى أكثر من خمسة عقود من الزمن، يقول العلاف في مقدمته: "إننا في هذه الموسوعة نحاول إن نقوم بجرد أسماء ومجهودات المؤرخين العراقيين المعاصرين الذين كان لهم الفضل في إرساء أسس المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة، ونأمل في ان يستجيب الزملاء المؤرخون الآخرون إلى مطالباتنا المستمرة لهم في تقديم جوانب من سيرهم العلمية والذاتية التي تعيننا في انجاز عملنا التوثيقي والعلمي هذا".
ومعروف عن المؤرخ العراقي الدكتور إبراهيم خليل العلاف، دأبه المتواصل في ارخنة الأوجه المختلفة لصفحات التاريخ العراقي المعاصر، وله مئات البحوث والمقالات وعشرات المؤلفات التاريخية، واشراف على رعيل واسع من طلبة الدراسات العليا، وشارك في عشرات الندوات والمؤتمرات داخل العراق وخارجه، وهو صاحب منهج أكاديمي واضح في الكتابة التاريخية، وله مدونته الالكترونية ويمد العديد من المواقع الالكترونية على الانترنت والصفحات على الفيسبوك بموضوعات تاريخية وحيوية في جوانب متعددة من تاريخ العراق المعاصر.
حقاً انه انجاز كبير لحفظ سيَّر لنخب من مؤرخينا الإجلاء، الذين تركوا بصماتهم وأساليبهم ومناهجهم في الكتابة التاريخية، وقد نهل من عطاءهم جيل واسع بعدهم، واقتفوا أثرهم في الاستمرار بأرخنة كل الأحداث التي شهدها العراق منذ تأسيس الحكم الوطني.
أمنياتنا بالمزيد من العطاء العلمي للدكتور العلاف، الذي تابع هؤلاء بشغف على مدى سنوات طوال، ودعوة للقراء الكرام للتعرف -عن كثب – على كل هؤلاء المؤرخين العراقيين، وجلهم ممن أفنى عمره في الكتابة التاريخية، وآخرين ما زالوا يجدوا فيها.نأمل في ان يصدر الدكتور العلاف الجزء الثاني من الموسوعة في اقرب وقت ممكن .
*موقع ملتقى ابناء الموصل
تقييمك لجودة الموضوع


ساهم برأيك في المقال
  أ.ذ.ذنون الطائي 2011-05-31  
شكرا لكماشكر الاساتذة الافاضل على كلماتهم الصادقة المعبرة وازجي تحياتي ومحبتي لهم .وهم:الاخ الاستاذعبد الرزاق الحمداني.الاخ الاديب معد الجبوري. الاخ الاستاذ الدكتور سميرحديد. الاخ الاستاذ منهل عمر. الاخ الاستاذ رائد ابراهيم الطائي.الاخ الدكتورحسيب حديد . والاخ الذي لم يذكر اسمه.الاخ الدكتور محمد فوزي العجيلي.الاخ الاستاذ على روؤف الشهواني. الاخ الاستاذ صلاح سليم. وأود الايضاح ان متابعة الموقع بحاجة الى المزيد من الوقت غير المتاح لي مع وافر الاعتزاز


  الدكتور محمود الحاج فاسم 2011-05-30  
جهد مشكور جهد مشهود له بالأصالة وإطراء على هذا العرض الموجز الشيق أيها الأستاذ المؤرخ الدكتور ذنون الطائي .أما ما قام به أخونا المؤرخ الكبير الدكتور إبراهيم العلاف ويقوم به على الدوام فإن اللسان ليعجز في تقديم كلمات الثناء له، فهو بحق لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويقوم بتوثيقها ، وموسوعته الرائعة هذه جاءت تتويجاً لأعماله وعرفاناً بجهود كوكبة المؤرخين العراقيين الذين نذروا أنفسهم لخدمة هذا العلم وأغنوا حياتهم بالبحث والتأليف والتدريس في صفحات التاريخ . فللاستاذ العلاف الشكر على موسوعته وللاستاذ الطائي مثله على عرضه القيم والسلام . الدكتور محمود الحاج قاسم


  سالم إيليا 2011-05-30  
مباركة هي جهودكمالشكر الجزيل للدكتورين الفاضلين إبراهيم العلاّف وذنون الطائي على تأليف ونشر هذه الموسوعة التي تضم نُخبة أكاديمية رائعة من الأساتذة الأجلاء الذين أعطوا من وقتهم وصحتهم الكثير في سبيل تسجيل الأحداث وتوثيقها للأجيال القادمة ، كل التقدير والإحترام لهذا العمل الجليل ونشره .


  صلاح سليم علي 2011-05-29  
الحكم الوطني من منظور بريطانيبوركت الأقلام الشابة والعقول النيرة..واثني على هذا العمل الرائع المتميز للدكتور أبراهيم خليل العلاف شيخ المؤرخين في العراق الحديث..واود ان اكتب هامشا على المقال ارسله غدا أتناول فيه تعقيبا على نص ورد في مقدمة الأخ الدكتور ذنون حول تأسيس الحكم الوطني عام 1921 ..ولكن من منظور اجنبي بريطاني وليس من منظور مؤرخينا ..اقوم حاليا بترجمته..وهو يتناول مقدمة الكتور ذنون وليس منجز الدكتور ابراهيم وفقكم الله وأكرم بالتاريخ والمؤرخين


  علي رؤوف الشهواني/الدنمارك 2011-05-29  
عرض شيق ومختضراجاد الاستاذ الدكتور ذنون الطائي في عرض مختصر ولكنه رائع في موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين التي افاض فيها من علمه علينا استاذنا المؤرخ الذي اصبح علما بعون الله، وقد كدت ان اطلبه من المؤرخ الجليل قبل مدة لقصور في مكتباتنا العراقية للتعريف بهم ، ولكن الاستاذ المؤرخ الكبير العلاف كان يسبقنا دوما بعطاءه الثر والمستديم ان شاء الله،وهكذا هو العلاف رجل معطاء غزير المعرفة لايترك وقتا لغيره ليسأله الا واعطاه اكثر مما يريد . وهذا والله هو مايفتقر اليه الكثير من كتابنا المعاصرين لضروف مختلف. مانشاهده هنا في هذا الملتقى لرجال مثل العلاف والعبيدي(ازهر) وغيرهم الذين اغرقونا بعلومهم الغزيرة. فهنيئا للاجيال القادمة بهذا العطاء وهنيئا لنا بوجود استاذ دكتور كالطائي ليكشف لنا عن اخر اصداراتهم. دعائنا من الله ان يديم علينا اساتذتنا وعطاءهم المستمر .


  د محمد فوزي العجيلي 2011-05-29  
انجاز تاريخي كبيرهذا ليس عملا جديدا يحسب للاستاذ المؤرخ الكبير د ابراهيم العلاف فقد عرفناه كاتبا لامعا ويفاجئنا دائما بالجديد فبهذا يثبت حضوره في كل حدث .. لا يسعني في هذه المناسبة الا ان اقدم تهانئ الحارة له لاتمامه هذا العمل الكبير الذي سجل فيه تاريخا معاصرا لاهم كتاب التاريخ في العراق وشكرا لك يااخي الغالي الاستاذ د ذنون الطائي لاطلالتك المباركة بهذا التقديم ونتمنى ان لا تحرمنا من كتاباتكم الرائعة ودمتم بخير


   2011-05-29  

يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( من لايشكر الناس لايشكر الله واذا قلت لاخيك جزاك الله خيرا فقد شكرته ) او كما قال روحي فداه والاستاذ الدكتور العلاف يستحق هذا الاطراء لابل الى اكثر من ذلك على ما بذله من جهود مباركه خدمة لتراثنا وتاريخ مدينتا العتيده جزاك الله خيرا استاذنا الدكتور ذنون فتلك بعض من شيم الكرم التي تمد يدها اليكم فهذا الشبل من ذاك الاسد وبابه اقتدى عدي في الكرم ومن يشبه ابه فما ظلم وبورك الاستاذ العلاف على هذا الجهد المبارك ونسال الله تعالى ان يعينه لمزيد من العطاء


  د.حسيب حديد 2011-05-29  
مؤرخ موضوعيجهد مبارك للاساتذة والدكاترة الاعزاء العلاف والطائي المحترمين.... جهد مبارك تستحقون التهاني على ما قدمتموه وهذه امانة ان يتم ابراز الاساتذة والعمالقة الذين افنوا حياتهم من اجل خدمة بلدهم وما قدموه من خدمة جليلة للتاريخ وللعراق وللانسانية. وفقكم الله تعالى الى ما فيه خير البلاد والعباد. تحياتي وتقديري لكم اخوكم حسيب حديد


  رائد ابراهيم الطائي 2011-05-29  
سير مباركة وتاريخ كبير يستحق الاشادةبداية شكري وتقديري الكبير للاستاذ الدكتور ذنون الطائي وعودة مباركة له في ملتقى ابناء الموصل بعدما افتقدنا كتاباته التي لها بصمة واضحة على صفحات الملتقى .. ومن خلال هذة العودة الميمونة اثمن الجهد المبارك في هذا المقال والذي تناول تلك السير المباركة واصحابها المتميزين والذين يستحقون الاشادة الكبيرة منا ومن جميع القراء .. ومن تلك الاسماء المباركة الاستاذ الفاضل الدكتور ابراهيم خليل العلاف والذي مهما كتبنا عنه من تقديرات واشادات كبيرة لن نوفي حق الجهد الذي يبذله في سبيل اعلاء شان مدينته الموصل وبلده العراق .. فهو الثمرة الطيبة لاهلنا في الموصل والتي لازالت تثمرا خيرا طيبا والدليل كتاباته التي نتاولها بلهفة وشوق وفائدة عليمية وتاريخية .. بوركت كل الجهودة التي سلطت الضوء على تلك الاعلام الكبيرة مع محبتي وتقديري مرة اخرى للجميع .


  منهل عمر / فرنسا 2011-05-29  
اجداد اجدادناالاخ الاستاذ الفاضل د,ذنون المحترم فرحت كثيرا كثيرا بعودتك للكتابة واشكر فضلك لانك اول من عرفني بهذا الموقع الرائع عبراتصالك بي, تذكر اخي الغالي كم كنت اسالك عن التاريخ والمؤرخين وانا باشد القلق على من سيقرأه بعد رحيلنا واضرب لك مثلا, قلت لك يوما ,اذا وقعت جريدة بيد حفيدي ويقرا هذا الكم الهائل من الكذب والنفاق والامكانيات المادية الهاءلة ,ماذا سيقول وماذا سيحكم وكيف سيفسر الامور فكانت اجابتك سيستعين بالمؤرخين ,وان المؤرخ يقرا ما وراء السطور ويحلل ويمحص وكنت اقول لك كيف ذلك ,كنت تقول مثلا واردات العراق كذا مليار دولار في تلك الحقبة الزمنية وهذه لغة الارقام لاجدال فيها وكل احفادنا سيمتلكون الحاسوب ,كذا مليار من النفط وكذا من الفوسفات وكذا من الكبريت وكذا من الزراعة وكذا من ا لصناعة وكذا من التجارة ,,,, الخ فسيسال حفيدك كم مشروع استراتيجي بني وكم سد اقيم وكم ناطحة سحاب وكم مصنع سيارات وطائرات وكم مدرسة بنيت وكم دار سكنية وكم مستشفى وكم عوجي مبلطة وكم كيلو واط تصدرون لدول الجوار من الكهرباء ووووووو وكم كان الراتب مع الزوجية والمخصصات وهل كان اجدادنا مرفهين امام هذه الارقام الهائلة من الدولارات لان كل يوم تزف لهم بشرى زدنا الكمية المصدرة للنفط واجدادنا يصفقون و يمدون اياديهم في جيوبهم واذا بها مثقوبة وتتناثر النقود من تحت وهل حافظ العراق على ابنائه من الضياع في الغربة وهل كان اجدادنا يسوحون في البلدان بحثا عن الغزلان في غابات افريقيا ترفا وهل كان الناس يؤتون للعراق سياحة ليروا الاف المشاريع السياحية التي استغلت بفضل ماترك اجداد اجدادنا وكنت امزح واقول ربما احفادنا سيرون اجداد اجدادهم من الضيم والقهر,كان الامل يحدوك بان المؤرخ الحقيقي يكتشف الحقيقة حتى لو غطيت بالف حجاب ,كل الشكر والتقدير لكم اخي الحبيب الذي ما انقطع عني اسبوعا الا واستقبل منه رسالة جزا الله خيرا الاستاذ الفاضل الدكتور ابراهيم العلاف لانه الداينمو الحقيقي للملتقى وقد اضاف في كتابه هذا لبنة جديدة في بناء المعرفة الرصين, تحية لكل الاخوة المشاركين والمداخلين واشتاق لقرائتها دوما , والان اصبحتم اقرب لي في الخطاب عبر ملتقى ابناء الموصل حفظ الله القائمين عليه وجزاهم عنا كل خير, اخوكم منهل


  الأستاذ الدكتور سمير بشير حديد 2011-05-29  
قراءة في: موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصريناحسنت ايها الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور ذنون الطائي لتسليطك الضوء على الجزء الأول من هذه الموسوعة الغنية الشاملة للمؤرخين العراقيين المعاصرين وبارك الله بالاخ المؤلف الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف مع تهنئة من اعماق قلبي على هذا الأنجاز الكبير الذي نفخر به ونحتفي. نأمل صدور الجزء الثاني عن قريب لتكتمل الموسوعة وتغني المكتبة العربية. الف مبروك مع تحية واحترام وتقدير سمير حديد


  معد الجبوري 2011-05-29  
تحية لكماأجدت في عرضك الوافي هذا عزيزنا الدكتور ذنون الطائي.. وتهنئة من الأعماق للمؤرخ الكبير الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف على صدور كتابه الجديد( موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين) متمنين للكتاب الانتشار ولمؤلفه التوفيق.. تحية لكم أيها المبدعين.... معد الجبوري


  عبدالرزاق الحمداني 2011-05-29  
لقد غرسوا غراسهم الطيبالاستاذ الدكتور ذنون الطائي المحترم السلام عليكم لايعرف فضل ذوي الفضل الا ذوالفضل وهذا ماقمتم به وأنتم تقدمون لكتاب الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف (موسوعة المؤلفين العراقيين المعاصرين ) بجزئها الاول ,بوركت أيها العزيز على هذا الجهد الطيب ,وبورك للاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف وهو يسبرأغوار هذه الشخصيات المختلفة المشارب والاهواء من اساتذة أكاديميين ومؤرخين معتبرين وهواة لايجمعهم الا حب التأريخ وتدوينه ونقله للقارئ الكريم والمتلقي اللبيب فكانت اسهاماتهم الثرة بكتاباتهم عن تأريخ العراق العظيم وتدوينه لتكون الدروس والعبر والاستفادة منهافي المسيرة اللاحقه كون التأريخ لايعيد نفسه بل يعيد دورته وان الاستفادة من دروس التأريخ وتمعنها هي من صفات الشعوب الحية ذات الحضارات والامجاد,وأية أمجاد وحضارات أكثر مما حملته هذه الارض وقدمته وأحتفت به,ثانية اكرر لكما شكري وتقديري على مجهودكما البالغ وتقبلوا تحياتي وأحلى امنياتي والسلام.

الاثنين، 30 مايو 2011

مؤتمر صحفي لمركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل يعلن فيه التقرير الاستراتيجي السنوي

                        مؤتمر صحفي لمركز الدراسات الاقليمية



      عقد  مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل اليوم الساعة التاسعة والنصف صباحا (30-5-2011 ) وفي المنتدى العلمي والأدبي بالجامعة وبرعاية الأستاذ علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي وبحضور  معالي الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي  ،مؤتمرا صحفيا، أعلن فيه صدور التقرير الاستراتيجي للعام 2009-2010 وهو أول تقرير  استراتيجي يصدره مركز بحثي في العراق .

    ويقدم التقرير عبر 500 صفحة رؤية المركز للإحداث المحلية والعربية والإقليمية والدولية التي شهدها العراق ودول جواره الإقليمي، وعلى مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية. .

      وقد استعرض مدير المركز الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف الجوانب السياسية في التقرير، في حين تولى الدكتور عبد الله فاضل الحيالي رئيس قسم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في المركز الجوانب الاقتصادية وتناول الأستاذ واثق محمد براك السعدون  مقرر قسم الدراسات السياسية والاستراتيجية ،الجوانب العسكرية والأمنية .

     وقد حضر المؤتمر مراسلي وكالات الانباء والقنوات الفضائية والصحف والإذاعات وجمع غفير من الباحثين والمهتمين بالشأن العراقي والإقليمي والدولي .وقد أعقب إلقاء الأوراق والتوضيحات الإجابة على أسئلة الصحفيين والإعلاميين .كما أجريت مقابلات تلفزيونية  ولقاءات اذاعية مع واضعي التقرير.

    ومما أكده التقرير أهمية وحدة العراق، وضمان استقراره في عالم متغير ،وضرورة أن  تكون هناك سياسة اقتصادية واضحة المعالم وتشجيع الاستثمار والاهتمام بالقطاع المصرفي والنفطي وبوسائل المواصلات والاتصالات  .

    كما أوصى التقرير بضرورة ان تكون هناك سياسة تربوية تعكس الثوابت الوطنية ،وعقيدة عسكرية يتم بموجبها إعادة بناء الجيش وتفرغه للدفاع عن الحدود بدلا من قيامه بواجب الشرطة في الداخل .كما تطرق التقرير إلى أهمية العناية بالثقافة والمثقفين وأوصى  أن يكون هناك خطاب  إعلامي وطني ،وسياسة خارجية تؤكد شخصية العراق وهويته  الوطنية والقومية واعتماد فكرة المواطنة ورفض الطائفية ، والحيلولة دون السماح  لأحد بالتدخل في شؤون العراق مع عدم استخدام العراق ضد الدول المجاورة .

      وأوصى التقرير بتشجيع الزراعة والاهتمام بالمياه وحل الإشكالات مع دول الجوار في قضايا المياه والسدود والموانئ ، وبناء الصناعة والاستفادة من منظمة التجارة الدولية ،وخبرات حلف شمالي الأطلسي .ومما أوصى به التقرير تمكين المرأة والاهتمام بالشباب وتوفير فرص العمل لهم ومكافحة البطالة ونبذ الفساد ومحاربته .

     وأكد التقرير أهمية أن يكون في العراق" رجال دولة" Statesmen يضعون الوطن في حدقات عيونهم ،ويعملون من أجله .

      ودعا محررو التقرير  إلى أهمية العناية بالإنسان وضمان حقوقه واعتماد مبدأ التغيير ،والإصلاح السياسي والاقتصادي، والتركيز على الثقافة وبناء الإنسان .

    وقد حظي التقرير بالاهتمام الشديد.. وسيقوم المركز بوضع نسخ منه في متناول صناع القرار السياسي والاقتصادي والأمني في العراق للإفادة منه .

قضايا الأمن الوطني والإقليمي والعالمي التي تضمنها التقرير الاستراتيجي لمركز الدراسات الإقليمية 2009-2010







قضايا الأمن الوطني
والإقليمي والعالمي التي تضمنها
التقرير الاستراتيجي لمركز
 الدراسات الإقليمية 2009-2010

     تناول التقرير الاستراتيجي للعامين 2009-2010 الذي أصدره مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل أهم القضايا التي تؤثر في الأمن الوطني العراقي، والنظام الأمني الإقليمي ، والأمن القومي العربي والأمن والسلم الدوليين. إذ احتوى التقرير على استعراض للتفاعلات الأمنية الإقليمية والعالمية. فضلاً عن تسليطه الضوء على العوامل المؤثرة في تلك التفاعلات، ثم بيان أهم الاستنتاجات والتوصيات التي تتعلق بتلك القضايا.
 
     على المستوى الوطني، كانت من أهم توصيات التقرير هي إعداد إستراتيجية عسكرية تضع خطوط عمل واضحة للقوات المسلحة العراقية، الأمر الذي يتطلب جهوداً مضنية ، كما يتطلب توضيحاً للعقيدة العسكرية الجديدة، بحسبان أن القوات المسلحة لأي دولة هي من أهم عناصر القوة الوطنية.

     أما إقليميا، فان العوامل الخارجية  يمكن أن تبقى ذات تأثير شديد في قضايا ومتطلبات الأمن القومي بمنطقة الخليج العربي، وأن اختلفت طبيعة ودرجة تأثيراتها، وفقاً لقدرات هذا العامل على تدعيم أمر تهديد دول المنطقة. إذ أن القوى الخارجية يمكن أن تشكل أحد جانبي المعادلة الدفاعية إذ كانت تمثل التهديد الخارجي، أو أن تمثل حليفاً حالياً أو محتملاً وتحتسب ضمن القوة الصديقة المدافعة. ولا طالما أرتكز النظام الأمني الإقليمي في الخليج العربي على فواعل رئيسية، وهي :
الولايات المتحدة الأمريكية ، إيران، ودول مجلس التعاون الخليجي،والعراق. لذلك فأن الأمن الإقليمي الخليجي يعتمد على مسار العلاقات بين هذه الفواعل، إما مسارات تعاونية، أو مسارات صراعية.
  وفيما يخص الأمن العالمي، أعطت معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (ستارت الجديدة) التي وقعتها الولايات المتحدة الأمريكية في نيسان2010، بعداً امنياً دولياً، ينبع من أهميتها بالنسبة للجهود الدولية الرامية لتعزيز نزع السلاح النووي،وتحقيق عالم خال من الأسلحة النووية . كما أن هذا التطور القانوني في الحد من الأسلحة النووية في ظل القانون الدولي ومن خلال المعاهدات الدولية يسمح للدول بالعمل على أساس التعاون، وليس على أساس النزاع الدولي، مما يهيء مجالاً واسعاً للعلاقات الدولية ، وبصيغة أفضل.             

الجمعة، 27 مايو 2011

يوم أزيح الستار عن تمثال عبد المحسن السعدون

في سنة 1929 انتحر السياسي العراقي الكبير عبد المحسن السعدون وكان قد ترأس الوزارة في العراق اكثر من مرة وكان رجلا وطنيا لكنه كان واقعا بين مطرقة الانكليز وسندان الوطنيين ولما لم يستطع الموازنة انتحر وكتب وصيته وقال فيها :"الشعب يريد الاستقلال والانكليز لايريدون " وقد خرج العراقييون غاضبون عندما علموا بانتحاره وفي سنة 1933 اقيم له تمثال لايزال منتصبا في ساحة السعدون ببغداد والصورة المرفقة اخذت بمناسبة ازاحة الستار عن التمثال وترى ابناء الشعب وقد تجمعوا حوله رحم الله السعدون فقد كان وطنيا عمل من اجل العراق وبناء كيانه .

الأربعاء، 25 مايو 2011

كتاب جديد :تاريخ الصحافة في البصرة 1889-2009

كتاب جديد :تاريخ الصحافة في البصرة 1889-2009
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل



أهداني الاخ والصديق الدكتور ذياب فهد الطائي - مشكورا - نسخة من كتابه الجديد الموسوم : "تاريخ الصحافة في البصرة من 1889 -2009 " وقد صدر الكتاب عن "دار الينابيع بدمشق 2011 " ويقع في 505 صفحة من القطع المتوسط .والمؤلف اديب وكاتب وصحفي ،صدرت له كتب وروايات وقصص منها كتابه: "البترول في الخليج العربي "بجزئين، وصور بلا ظل (رواية ) .كما نشر مع الدكتور معن الطائي بحوثا مشتركة حول الوعي الثقافي والاعلامي .وكتابه عن تاريخ الصحافة يعد -بنظري - اوسع دراسة عن نشأة وتطور الصحافة البصرية.. حيث تفرغ الرجل لسنوات طويلة يبحث وينقب ويحلل ويقارن ما توفر له من مصادر ووثائق تتعلق بالصحافة البصرية ابتداء من 9 اب 1889 حين صدرت جريدة "بصرة " باللغتين العربية والتركية في العهد العثماني حتى سنة 2009 .وفي الكتاب مباحث وفصول عن الصحف البصرية الصادرة عبر العصور العثمانية والملكية والجمهورية .فضلا عن الصحف التي صدرت في عهدي الاحتلال والانتداب البريطانيين 1914-1932 .ولم تكن دراسة الطائي عرضا للتاريخ وحسب بل وتحليلا لمضمون تلك الصحف ودراسة احصائية للتوزيع التكراري للموضوعات الادبية والسياسية وما شاكل .ولم تقتصر دراسته على الصحف الورقية بل قدم لنا -ولاول مرة في العراق -دراسة لصحافة البصرة على الانترنت .كم وقف عند حالة الصحفيين البصريين ونقابتهم ..ومنتدياتهم.. ونشاطاتهم . واجرى استبيانات مفيدة عن الصحافة بين جمهور وطلبة جامعة البصرة وخرج بنتائج جديرة بالاعتبار وخاصة فيما يتعلق بالاهتمامات الادبية والثقافية .كتاب اكثر من رائع وهدية ثمينة وضعها بين يدي الصديق الطائي اتمنى ان يكون الكتاب في متناول القراء فهو يستحق الاقتناء والقراءة .



الثلاثاء، 24 مايو 2011

الدكتور خليل علي مراد وحركة البحث التاريخي في العراق

الدكتور خليل علي مراد وحركة البحث التاريخي في العراق



ا.د.إبراهيم خليل العلاف


أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل


الأستاذ الدكتور خليل علي مراد ، هو من المؤرخين العراقيين القلائل الذين يتفق الجميع على رصانة علمهم وموضوعيتهم ووطنيتهم وحسن أدائهم ، وسمو أخلاقهم فالرجل يحظى بأحترام الجميع ، والكل يرى فيه صديقا صدوقا ،وأخا عزيزا ،ومؤرخا ثبتا .له طلبة كثيرون سواء على صعيد الدراسات الأولية أو الدراسات العليا. وقد كان لي شرف معرفته ،والتعاون معه منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي ،وتوثقت علاقتي به عندما كنت رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل 1980-1995 وقد بذلت جهودا كبيرة من اجل نقل خدماته من جامعة البصرة حيث كان يعمل في أواسط الثمانينات ، إلى جامعة الموصل وقد ظل أستاذا في جامعة الموصل حتى أواخر العام الدراسي 2009-2010 عندما انتقل إلى جامعة صلاح الدين في اربيل فخسرت الموصل بنقله أستاذا جهبذا كان عليها أن لاتخسره مهما كلف الأمر، ولكن البيروقراطية الجامعية وعدم النظر إلى القضايا نظرة إنسانية موضوعية كثيرا ما تقود إلى قرارات لاتفرق بين من هو معطاء من الأساتذة وبين من هو عالة على الجامعة .


خليل علي مراد نزار المندلاوي، وهذا اسمه الكامل من مواليد مدينة مندلي بمحافظة ديالى سنة 1950 وقد أكمل دراسته الأولية في كركوك ، فهو كركوكي النشأة والصبا ولايزال بيت عائلته وإخوانه في كركوك شاخصا ويتمتع هذا البيت بأحترام أبناء كركوك جميعا وهذا ما لمسته شخصيا أكثر من مرة أزوره فيها أو أقدم واجبا حياتيا ، فإخوانه معروفون بين الناس هناك بأخلاقهم الرفيعة ومساعدتهم للآخرين ،وكذلك كان والده رحمه الله .


سافر إلى بغداد بعد نيله الشهادة الثانوية ودخل قسم التاريخ بكلية الآداب وتخرج فيه سنة 1973 واستمر في الدراسة ليحصل على شهادة الماجستير سنة 1976 ، وكان عنوان رسالته :"تاريخ العراق الإداري والاقتصادي في العهد العثماني الثاني 1638-1750 " ثم شهادة الدكتوراه من الكلية ذاتها سنة 1979 وكانت أطروحته للدكتوراه بعنوان : " تطور السياسة الأميركية في الخليج العربي 1941-1947 ".ولحسن الحظ اضطلع مركز دراسات الخليج العربي في جامعة البصرة في عهد مديره ومؤسسه الأستاذ الدكتور مصطفى عبد القادر النجار، بطبع الأطروحة في كتاب .


عين بعد حصوله على شهادة الدكتوراه مدرسا في كلية الآداب بجامعة البصرة وبقي للمدة من 1979وحتى 1985 ثم نقل إلى قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل وظل حتى 2010 عندما نقل إلى جامعة صلاح الدين ولايزال يعمل هناك أستاذا للتاريخ الحديث .


ألف كتبا منها كتابه الذي ألفه مع كاتب هذه السطور بعنوان : "إيران وتركيا :دراسة في التاريخ الحديث والمعاصر" 1992 وكتاب ألفه مع نخبة من المؤرخين بعنوان : "دراسات في تاريخ الخليج العربي والجزيرة العربية "1998 .وكتاب ألفه مع كاتب هذه السطور ونخبة من الباحثين بعنوان : "تركيا المعاصرة" 1988 .كما ألف مع أساتذة متخصصين كتاب : "دراسات في التاريخ الحديث والمعاصر" 1988 .وقد أسهم مع كاتب هذه السطور وأساتذة آخرين في تأليف كتاب :" قضايا عربية معاصرة ..دراسات تاريخية –سياسية "1988 .كما نشر له مركز دراسات الخليج العربي في جامعة البصرة سنة 1986 كتابا وثائقيا بعنوان : "مصادر التسلح الإيراني 1946-1985 " .


كما ترجم عن التركية كتبا منها : "أشراف مكة المكرمة وأمرائها في العهد العثماني " لإسماعيل حقي أوزون جارشلي ، ومؤلف هذا الكتاب تركي حائز على مرتبة أستاذ كرسي في التاريخ العثماني، وله مؤلفات كثيرة في اختصاصه امتازت بأصالة الفكر والاعتدال، إذ تناول فيه أشراف الحجاز أثناء دراسته لأمراء مكة المكرمة، وتناول طريقة الحكم فيها، وكان في ذلك مؤرخاً بارعاً لم ينس حادثة أو واقعة تاريخية إلا أتى بها كما وقعت معتمداً على الوثائق المتوفرة في الأرشيف العثماني .


و"الموصل وكركوك في الوثائق العثمانية 1525-1919 " ومن الانكليزية كتاب : "دراسات سياسية عن الخليج العربي "،" الأمن القومي في الشرق الأوسط" .كما نشر عددا كبيرا من الدراسات والبحوث المعمقة في قضايا تتعلق بالموصل وكركوك والبصرة والعراق وتركيا والخليج العربي والسياسة الأميركية ومن دراساته المنشورة : " دفاتر الطابو مصدرا لتاريخ البصرة الاقتصادي في مطلع العهد العثماني مع إشارة خاصة لملكية الأراضي الزراعية" ، و "تقديرات سكان الموصل في العهد العثماني " واسهم في تحرير موسوعات عديدة منها: " موسوعة الموصل الحضارية" ، التي أصدرتها جامعة الموصل سنة 1992 بخمسة أجزاء .وهو عضو في هيئة تحرير مجلات أكاديمية منها مجلة "دراسات إقليمية" التي يصدرها مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل ومجلة "دراسات موصلية" التي يصدرها مركز دراسات الموصل في الجامعة ذاتها .وقد اشرف على قرابة 47 طالبا في الماجستير والدكتوراه ، وحضر ندوات ومؤتمرات كثيرة داخل العراق وخارجه .


يهتم بالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي والإداري وخاصة في العهد العثماني ، ويسعى إلى أن يكون قدوة لطلبته وهو ما ينفك يذكر بأهمية الدراسات التاريخية في تكوين الأمم .ويقول أن كتابة التاريخ مسؤولية كبيرة ،وعلى الباحث الجاد الملتزم أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية من حيث كثرة القراءة وسعة الاطلاع والأمانة والموضوعية والتمكن من اللغات الأجنبية ذات العلاقة بموضوع تخصصه .فضلا عن ضرورة الالتزام بالمنهجية العلمية " .


الدكتور بهنام أبو الصوف والحضارة العراقية القديمة


الدكتور بهنام أبو الصوف والحضارة العراقية القديمة


ا.د.إبراهيم خليل العلاف


أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل


حين كنت رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل 1980-1995 شعرت بأهمية أن يتولى تدريس مادة التاريخ القديم والحضارة العراقية القديمة أستاذ ذو باع طويل في هذا الميدان فتلفتت حولي ولم أر إلا الأستاذ الدكتور بهنام أبو الصوف . والرجل لم يكن أستاذا في الجامعة آنذاك بل" مديرا عاما لأثار المنطقة الشمالية "ومقره في مدينة الموصل ،واتصلت به ووافق على الفور، وبدأ التدريس لطلبة الصفوف الأولى والثانية في قسم التاريخ. وعندئذ أدركت بأنني قدمت خدمة جيدة للعلم، فمن يدرسه الدكتور بهنام ابوالصوف يجد وكأنه امتلك كل أسرار العراق القديم بحضاراته الاكدية والبابلية والسومرية والكلدانية والأشورية والحضرية (نسبة إلى الحضر مدينة الشمس التي تبعد عن الموصل قرابة 100 كم ) .


لقد توطدت علاقتي بالدكتور بهنام ابو الصوف منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، وتعززت بعد اشتراكنا سوية في مشاريع وزارة الثقافة والإعلام : "العراق في التاريخ ،وحضارة العراق، والعراق في مواجهة التحديات،و"المدينة العراقية " ، والجيش والسلاح ،والصراع العراقي-الفارسي ".وبقيت أتابع نشاطاته داخل العراق وخارجه ،وفرحت عندما ألف عنه الكاتب العراقي الموسوعي الأستاذ حميد المطبعي كتابا صغيرا قائما بذاته ضمنه آراءه وكتبه ودراساته وإسهاماته في تدوين التاريخ القديم ليس للعراق وحسب بل ولأجزاء من الوطن العربي .


ولد بهنام أبو الصوف في محلة سوق الشعارين القديمة في مدينة الموصل وقرب جامع النبي جرجيس عليه السلام يوم 15 تموز سنة 1931 ،وكانت أسرة ابو الصوف من الأسر الموصلية العراقية التي سكنت محلة القلعة وهي من اقدم محلات الموصل التي تشغل أجزاء واسعة من تل الموصل الأثري القديم داخل أسوار الموصل وكان والده تاجرا يأتي بالأخشاب من إطراف ديار بكر وجزيرة ابن عمر حيث كان سكن العائلة الأصلي كما كان يتاجر بالأصواف . أكمل دراسته الابتدائية،والمتوسطة والثانوية فيها ،وسافر إلى بغداد كعادة مجايليه –حيث لم تكن آنذاك جامعة في الموصل ، للدخول في قسم التاريخ -كلية الآداب وتخرج متخصصا بالتاريخ والآثار سنة 1955 . وكان من أساتذته الذين تعلم على أيديهما الأستاذ طه باقر والأستاذ فؤاد سفر وهما من عشق من خلالهما التنقيب عن الاثار ، والدكتور صالح احمد العلي الذي وجد في محاضراته نمطا جديدا من المعرفة التاريخية. وقد تيسرت له الفرصة للحصول على بعثة علمية في المملكة المتحدة .وحصل علىالدكتوراه في جامعة كمبردج خريف سنة 1966 .وكانت أطروحته الموسومة : "أصالة عصور ما قبل التاريخ في العراق " ، تتناول نواة الحضارات و(علم الإنسان :انسان العراق القديم ). وكانت حضارة الوركاء هي العمود الفقري في منهجه واطروحته ،لان عصر الوركاء يعد عصرا متميزا في ماضي العراق القديم وازدهار الحضارة الانسانية عموما .


عاد إلى وطنه، وعمل لسنوات عديدة، في التنقيب عن الآثار في عدد من مواقع العراق الأثرية في وسط وشمال العراق، وكان مشرفا علميا على تنقيبات إنقاذية واسعة في حوضي سدي حمرين (في منطقة ديالى)، وأسكي موصل(في منطقة الموصل ) على نهر دجلة في أواخر السبعينات وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي. وكذلك في عملية تنقيب انقاذية لمشروع المسيب الكبير وحوض سد دوكان من قبل ذلك بسنوات . كما كشف عن حضارة جديدة من مطلع العصر الحجري الحديث في وسط العراق في أواسط الستينات ألقت الكثير من الضوء على معلوماتنا المتعلقة بتلك الفترة التاريخية الموغلة في القدم.من مكتشفاته انجازه اكتشاف معبدين متعاقبين من اواسط الالف الثاني قبل الميلاد من خلال تنقيباته الواسعة في موقع باموسيان صيف سنة 1966 بشمال العراق واكتشافه حلقة تاريخية في تنقيباته في تل الصوان قرب سامراء اواسط الستينات من القرن الماضي .كما عمل في موقع تل قالينج اغا في الطرف الجنوبي من مدينة اربيل .ومن خلال انجازاته التنقيبية هذه اكتسب سمعة دولية في المحافل الاثارية العربية والعالمية وصارت له علاقات علمية واسعة مع عدد كبيرمن الاثاريين الالمان والفرنسيين والاميركان والانكليز وغيرهم . وقد ساعدته علاقاته هذه على انجاز دراسات واسعة عن تاريخ التنقيبات الاثرية في العراق وتطور مدارسها والسعي من اجل تأكيد تميز المدرسة الاثارية العراقية وتوجهها الوطني .


حاضر لسنوات عديدة في مادة جذور الحضارة والآثار والتاريخ في عدد من جامعات العراق ومنها جامعتي الموصل وبغداد ،ومعهد التاريخ العربي للدراسات العليا التابع لاتحاد المؤرخين العرب ومقره بغداد .كما أشرف على عدد من الرسائل الجامعية للماجستير والدكتوراه لطلبة عراقيين وعرب. وناقش العديد منها في مواضيع الآثار والحضارة والتاريخ والملاحم القديمة.


أسهم في العديد من مؤتمرات الآثار والحلقات الدراسية داخل العراق وخارجه. ودعي لإلقاء أحاديث ومحاضرات في جامعات أمريكية وأوربية عن آثار وحضارة العراق وعن نتائج تنقيباته.


نشر العديد من البحوث والدراسات والتقارير العلمية عن نتائج أعماله الميدانية ودراساته المقارنة في مجلات علمية عراقية وأجنبية.


من مؤلفاته : "فخاريات عصر الوركاء – أصوله وانتشاره"، بالإنكليزية، و" ظلال الوادي العريق – بالعربية" ، و"العراق: وحدة الأرض والحضارة والإنسان، بالعربية أيضا."


شغل عددا من المواقع العلمية والإدارية في هيئة الآثار والتراث: منها "باحث علمي"، "مديرا للتحريات وحماية المواقع الآثارية"، و"مديرا عاما لاثار ومتاحف المنطقة الشمالية".


رغم تقاعده من العمل الوظيفي في أواخر الثمانينات من القرن الماضي ،إلا أنه استمر – ولا زال في نشاطاته الأكاديمية والعلمية في داخل العراق وخارجه.


من اراءه ان المؤرخ والاثاري يحتاج الى كثير من التجارب الميدانية والمعاناة في البحث عن مصادر مادته من الارض فبدون ذلك تصبح تجربته شاحبة لاحياة لها .وللدكتور بهنام ابو الصوف رأي محدد بشأن تطوير العمل الاثاري في العراق ومستقبله ومن ذلك دعوته الى ان يضم العمل الاثاري عددا من الانشطة التي تتوزع على محاور مختلفة تبتدأ بعمليات التحري والاستكشاف والتنقيب وتنتهي بالخزن والنشر العلمي مرورا بالمسح والرسم الهندسي والمعالجات المختبرية والتصوير والتوثيق .ولكي يتحقق الانتقال بالمل الاثاري ليوازي الطوح فهو يؤكد ان تكون البداية من البيت الاثاري نفسه أي من دوائر الاثار والمتاحف واقسام الاثار العلمية في الجامعات ويأتي في المقدمة العناية بالخريجين ورعايتهم وحسن اختيارهم وتطوير قابلياتهم وتزويدهم بكل المستلزمات الضرورية لانجاح العملية الاثارية الميدانية .واذا ما تحقق هذا كله عندئذ يكون بالامكان توظيف الاثار والتراث بمختلف انشطتها لخلق وعي اثاري في اوساط المجتمع ومن خلال وسائل متعددة يأتي الاعلام في مقدمتها .


















الاثنين، 23 مايو 2011

الانسان والسلطة !!

                   الانسان والسلطة!!
              أ.د.ابراهيم خليل العلاف
     استاذ التاريخ الحديث - جامعة الموصل
والسلطة (power) التي اقصدها هنا، ليست السلطة السياسية وحسب، بل كل انواع السلطة، فالمال سلطة، والعلم سلطة ،والشهادة سلطة ،والجاه سلطة.
والانسان منذ ان خلقه الله سبحانه وتعالى يبحث عن السلطة . يريد ان تكون لديه سلطة، سلطة على من حوله.. سلطة على الجميع.. سلطة في البيت.. في العمل.. في الدائرة.. في المدرسة.. واذا ما احسن الانسان استخدام السلطة، فالخير هو النتيجة، والمحبة هي السائدة، ولكن اذا ما اساء الانسان استخدام فوراء ذلك الشر، والحقد، والضغينة ،والكراهية  . ومن هنا اكد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) على ان كل انسان مسؤول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).  والمسؤولية ليست سهلة.. فالانسان قد يحتاج - لكي يوطد سلطته- الى القول.. وقد يحتاج الى الكلمة.. والكلمة الطيبة صدقة.. وعلى المسؤول أو الراعي ان يستخدم الكلمة الطيبة للوصول الى قلب من يسوسهم .. فالاب لكي ينعم بالسلطة  ، لابد له ان يبذل المال والجهد .. لابد ان يبذل عمره من اجل اولاده.. وان يقدمهم على نفسه.. وان يرعاهم  . والام لكي تكون قريبة الى قلوب ابنائها لابد لها ان تعمل وتبذل الجهد من اجل تفهم نفسيات وعقليات اولادها بنينا كانوا أم بنات.. وهكذا ولكن، قد تتوافر او قد تصل السلطة الى اناس لايحسنون استخدامها ، فيتضرر من حولهم..
ورب سائل : لماذا اذن يتشبث الانسان دائما بالسلطة؟! فنقول: ان في طبيعة الانسان شيء دفين يجعله يطلب العلو على غيره ،وقد يتحقق له بمحض الصدفة ، أو لسوء الاقدار، أو عن طريق الحظوظ ،أو باية طريقة من الطرق وان كانت الحكمة تقول: (ضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب) لكن غالباً مالايحدث هذا اذ كثيرا ما يحدث ان يتولى السلطة انسان يرى فيها "غاية"  و "هدف" بينما هي أداة ، ووسيلة تساعد الانسان على تحقيق الاهداف والمثل والمبادئ السامية.
وثمة مسألة مهمة ينبغي ان تؤخذ بالحسبان، وهي انك ترى انساناً لطيفا ودودا محبا للاخرين .. ولكن ما ان يتسلم السلطة ،حتى ينقلب الى انسان مؤذ ،وانسان لايعرف الا نفسه.. وللاسف فانه يعود الى طبيعتة الاولى عندما يعزل من منصبه..
 السلطة مغرية ،والسلطة ساحرة ،وعلى الانسان الكيس ان يعرف، كيف يجعلها وسيلة يخدم من خلالها نفسه، وأخوانه ،وبني قومه ، ومجتمعه ووطنه ..  دعوة مخلصة لكل من يتسلم سلطة ان يتق  الله  فيمن هم تحت امرته.. وان يسوسهم بما أمر الله.. فيرعاهم كانهم اهل بيته ،ويحن عليهم، ويحبهم ، ويحميهم . وفوق هذا وذاك ان يكون لهم مرشدا ومعلما وقدوة. 

الأحد، 22 مايو 2011

الدكتور عبد الجليل التميمي والتأريخ للولايات العربية في العهد العثماني

الدكتور عبد الجليل التميمي والتأريخ للولايات العربية في العهد العثماني



                ا.د.ابراهيم خليل العلاف
    استاذ التاريخ الحديث -جامعة الموصل -العراق




     تعرفت على الأستاذ الدكتور عبد الجليل التميمي، منذ أكثر من 30 سنة ،حين كان يحضر الندوات والمؤتمرات التاريخية التي تعقد في بغداد . وتعززت معرفتي به إبان مشاركتي في النشاطات العلمية التي كان يحرص على تنظيمها في زغوان في تونس ،وعلمت منه- في أول لقاء- أنه خريج جامعة بغداد ، وانه يحب العراق ، ويحتفظ بعلاقات طيبة مع عدد كبير من زملائه المؤرخين العراقيين المعاصرين .كان التميمي حاضرا في كل الجهود التي كانت تبذل على صعيد الوطن العربي لكتابة التاريخ العربي أبان العهد العثماني . كما كانت مجلتيه :" المجلة التاريخية العربية" و"المجلة العربية للدراسات العثمانية" ،وكذلك من خلال مؤسسته التي أنشأها بأسم" مؤسسة التميمي" .


والأستاذ الدكتور عبد الجليل التميمي، من مواليد القيروان في 21 تموز –يوليو 1938 وبعد إنهائه التعليم الأولي والمتوسط والثانوي ذهب إلى بغداد، وانتمى إلى "دار المعلمين العالية" وتخصص في التاريخ حيث نال الليسانس ،وبعدها درس في تركيا وفرنسا وحصل على دكتوراه الدولة في التاريخ الحديث والمعاصر في 11 آذار-مارس سنة 1972 من جامعة آكس أون بروفنس الفرنسية, تحت إشراف أشهر مؤرخ فرنسي مختص في الدراسات العثمانية والتركية وهو الأستاذ الدكتور روبير منتران والذي كان لنا شرف استضافته لإلقاء محاضرات في قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل عن الإمبراطورية العثمانية ، عندما كنت اترأسه 1980-1995 . كما تحصل التميمي على ثلاثة ديبلومات من الأرشيف الوطني الفرنسي بباريس ربيع سنة 1970, ومن جامعة بتسبورغ ،والتي تعد أشهر الجامعات في علوم المكتبات والمعلومات ،ومن الأرشيف الوطني الأمريكي بواشنطن في صيف سنة 1972. عمل أستاذ كرسي التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة التونسية منذ سنة 1972 وحتى سنة 2000 وأشرف على أكثر من 70 رسالة جامعية بين دكتوراه وماجستير، لتونسيين وعرب .


أحال نفسه على التقاعد ،وحصل على لقب الأستاذ المتمرس Professers Emérite تقديرا لجهوده العلمية المتواصلة خلال العقود الأربعة .والتميمي ثالث شخصية عالمية تم تكريمها بجامعة استانبول سنة 1997 .كما كرم من جهات علمية فرنسية وهولندية تقديرا لجهوده في مجال إنشاء المعهد الأعلى للتوثيق .




أسس ثلاث مجلات تاريخية وثائقية أكاديمية هي على التوالي :" المجلة التاريخية المغاربية "التي بدأ صدورها منذ سنة 1974 و"المجلة العربية للارشيف والتوثيق والمعلومات "التابعة للمعهد الأعلى للتوثيق منذ سنة 1983 " و"المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية ".وهو من المؤسسين للفرع الإقليمي العربي للأرشيف التابع للمجلس الدولي للأرشيف في اجتماعي روما 1971-1972. وكذلك الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات بمدينة القيروان في 19 كانون الثاني -يناير 1986, وحيث منحت رئاسته الفخرية له في مؤتمر القاهرة الأول سنة 2000. كما أنه رئيس اللجنة العربية للدراسات العثمانية منذ سنة 1982 ،ورئيس اللجنة العالمية للدراسات الموريسيكة الأندلسية منذ سنة 1983.


- نشر أكثر من 220 دراسة أكاديمية و31 كتابا ظهر معظمها باللغتين العربية والفرنسية وبعضها بالانكليزية .من كتبه المنشورة :بحوث ووثائق في التاريخ المغربي 1816 – 1871، تونس، 1971. و"موجز الدفاتر العربية والتركية بالجزائر"، ، تونس 1984. و"دراسات في التاريخ العربي-العثماني"، 1994. و"دراسات في التاريخ العربي-الإفريقي"، 1994. و"الببليوغرافيا العامة للدراسات الموريسكية-الأندلسية"، 1995، و"دراسات جديدة في التاريخ الموريسكي"، 1993، و"دراسات ووثائق حول التاريخ المغاربي الحديث"، 1999. و"دراسات حول العلاقات الإسلامية-المسيحية"، ، و"كتابة تاريخ الأمة العربية بين الطموح وفشل الإنجاز : الكتاب المرجع نموذجا"، 1996. و"أزمة البحث العلمي في العلوم الإنسانية في تونس والبلاد العربية"، ، 1999. و"دراسات في العلاقات العربية- العثمانية والتركية"، ، 2000. و"دراسات في منهجية الحكم والسياسة البورقيبية"، (بالعربية), 2004, و"تساؤلات حول مجتمع المعرفة والمؤرخين والبحث في البلاد العربية"، تونس، 2004، و"ايالات الجزائر وتونس وطرابلس الغرب في النصف الثاني من القرن السادس عشر تونس"، 2009.


كما قام بتعريب العشرات من البحوث الأكاديمية عن الفرنسية. وثلاث رسائل جامعية عن التركية والفرنسية. كما نقل كتاب الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عن : العلاقات العثمانية الفرنسية 1715 – 1905 إلى الفرنسية ونشرته دار لارماتان بباريس قبل عدة سنوات.


أدرك الأستاذ الدكتور عبد الجليل التميمي أن العمل المؤسسي ،يعد أفضل وسيلة لبلوغ هدف تطوير حركة البحث العلمي خاصة وان المؤسسات البحثية الرسمية ارتبطت –بشكل وآخر- بالحكومات الأمر الذي أعاقها عن القيام بدورها الفاعل .فضلا عن أن هذه المؤسسات البحثية كانت تعبر عن وجهة النظر الرسمية .لذلك سارع إلى تأسيس مؤسسة حملت اسم "مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات " .وقد وضع الدكتور التميمي لمؤسسته أهدافا أبرزها :


• إنشاء بنوك معلومات حول الدراسات العثمانية التي ركزت أساسا على تأريخية الولايات العربية أثناء العهد العثماني.


• إنشاء مكتبة في هذه الاختصاصات الحيوية من المعرفة وتضم اليوم 20.000 عنوانا .هذا فضلا عن قسم الدوريات.


• إرساء تعاون علمي بين الباحثين العرب والأتراك والفرنسيين والأسبان والأمريكيين وكل المتخصصين .


• العمل على تفعيل الحوار العلمي ،وممارسة حرية التعبير الأكاديمي المطلق واحترام الاختلافات العرقية أو الدينية أو الإيديولوجية لكل الباحثين.


كان الأستاذ الدكتور التميمي وراء نجاح 170 ندوة ومؤتمر وحلقة نقاشية شارك فيها المئات من الأساتذة والباحثين التونسيين والعرب والأجانب .ولحسن الحظ استطاعت المؤسسة بالقليل من المال الذي توفر لها أن تطبع أعمال تلك المؤتمرات في كتب مستقلة ولعل من ابرز ما أصدرته في هذا المجال :12 مجلدا ضم وقائع مؤتمرات دولية حول "تاريخ الولايات العربية في العهد العثماني منذ سنة 1982 والى يومنا الحاضر .و12 مجلدا احتوى وقائع مؤتمرات حول الدراسات المورسيكية 1983 .و8 مجلدات ضمت وقائع مؤتمرات دولية حول "مدونة الآثار العثمانية في العالم " .






و7 مجلدات ضمت وقائع مؤتمرات عربية ودولية "حول : البحث العلمي في الوطن العربي" . و7 مجلدات تضم وقائع مؤتمرات عربية ودولية في إطار منتدى الفكر المعاصر "حول : الرئيس الحبيب بورقيبة." و4 مجلدات تضم وقائع مؤتمرات حول : الكفاح الوطني التونسي والمغاربي من بينها:


• أول مؤتمر عن : الزعيم النقابي فرحات حشاد ،.


• مؤتمران اثنان الأول حول : الأدب الإسباني كجسر للتواصل بين الغرب والشرق عبر المغرب العربي (أفريل -نيسان 1995) . والثاني حول : اسبانيا والمغرب العربي كجسر للتواصل بين الشرق والغرب عبر ثقافتهما (فيفـري-شباط 1996). وهما أول مبادرتين على صعيد الفضاء العربي برمته.


• 75 حلقة نقاشية (سيمنارا ) للذاكرة الوطنية والتي اكتسبت أهمية استثنائية. هذا فضلا عن ندوات للحوار العربي –التركي والحوار الخليجي-المغاربي ومؤتمرات حول "وضعية الدراسات حول الشرق الأوسط" و"دور المؤسسات العلمية والمجتمع المدني في الحوار المتعدد الثقافات والتبادل المعرفي المغاربي- الأوربي والذي انعقد بين 6-8 ديسمبر/كانون الأول 2007 .


وقد نجحت المؤسسة في تنظيم ثلاث مؤتمرات خارج تونس, أحدها في مكناس ،والثاني باستانبول، والثالث بجامعة اكستر ببريطانيا.وقد تم ذلك وفقا لاتفاقيات علمية معها .


وقاد الدكتور التميمي حملة لإنعاش وتوثيق الذاكرة الوطنية التونسية منها :






"الندوة الثالثة عشرة لمنتدى ثورة الكرامة والديمقراطية" مع السيد حمة الهمامي, الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي ودور حزبه في المشهد السياسي الجديد للبلاد. و"سمينار الذاكرة الوطنية عن المرحوم الهادي نويرة الوزير الأول السابق", تقديم السيدين أحمد خالد ومصطفى المصمودي. و"سمينار الذاكرة الوطنية حول أبرز الوجوه السياسية الغائبة اليوم ونعني به المرحوم الوزير الأول محمد مزالي مع المحامي الأستاذ الطاهر بوسمة" ليشرح للتاريخ وبالوثائق الدامغة، المضاعفات والإرهاصات القضائية العديدة والتي وضعها العديد من رموز النظام السابق ضد مزالي . ,و"سمينار الذاكرة الثقافية مع وزير الثقافة السابق الأستاذ البشير بن سلامة حول المحتوى الثقافي والفكري لمشروع الدستور التونسي الجديد."










لقد حذر التميمي من تراجع واقع البحث العلمي العربي والباحثين العرب، وطالب بزيادة الاهتمام بالبحث العلمي من كل النواحي، والعمل على إنشاء مدن معرفية مستقلة تتمتع بالحرية الأكاديمية. ومما قاله " إنّ وضعية البحث العلمي في الوطن العربي هي وضعية " الرجل المريض "، إذ لم يمنح البحث العلمي الاهتمام الكافي من جميع الحكومات العربية، واهتمامها بهذا البحث مجرد اهتمام ظرفي، إذ ليست هنالك إستراتيجية عمل بعيدة المدى، ولا رؤية ممنهجة ولا خطة كاملة، والباحث العربي لا يواكب ما يجري على الساحة الدولية ... وقليلا ما يشارك في المؤتمرات العلمية العالمية ... وهناك بيروقراطية قاتلة في الإدارة.. انعكست سلبا على البحث العلمي ".


ورأى أنّ المعرفة قد تحولت إلى معرفة سطحية بائسة، ودعا إلى إعادة النظر في هياكل البحث العلمي والتعليم الجامعي في الأقطار العربية، بغية خلق جيل عربي جديد فاعل، لديه وهج الدفاع عن الأمة، من خلال دعم الباحثين الجادين، بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية. كما طالب الحكومات العربية بتحقيق الحرية الأكاديمية وموقعة العلماء موقعهم الصحيح، وأن تدرك أنّ الباحث هو ثروة لا تقدر بثمن على الإطلاق، وهو جزء من التراث الفكري للأمة، وهو هويتها وذاتيتها وكينونتها.ويؤكد الدكتور التميمي –بشدة –على أهمية العودة إلى الأصول حيث لاتاريخ بدون أصول والمقصود هنا بالأصول الوثائق وباللغات المختلفة والذي يدفعه لذلك أن الوطن العربي خضع للعثمانيين والفرس والبرتغاليين والأسبان والفرنسيين والانكليز وهذا يعني أن كما كبيرا من سجلاتها وأوراقها محفوظة في دور الأرشيف الأجنبية تلك .وسر اهتمامه بالعثمانيين وحرصه على إعادة كتابة تاريخ سيطرتهم على الأرض العربية في آسيا وأفريقيا وبالشكل الذي يحقق النظرة الموضوعية بعدما شاب هذا التاريخ الكثير من التزييف لعوامل سياسية وإيديولوجية .وفي السنوات الأخيرة بدأ مشروعا طموحا لإعادة الاعتبار إلى الرموز التونسية وإدراك تاريخهم والحيلولة دون طمسه أو تفسيره وفق اجتهادات غير موضوعية .ولايزال الأستاذ الدكتور التميمي يواصل نشاطاته لذلك من الصعب جدا حصر تلك النشاطات فذلك بحاجة إلى الكثير من الوقت والجهد .


* أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل-العراق






.


























ا



























































ضياع في مندلي للدكتور كامل خورشيد

ضياع في مندلي
بقلم : الدكتور كامل خورشيد

استعرت عنوان هذا المقال " ضياع في مندلي " من رواية أدبية رائعة كتبها استاذي في اللغة العربية، السيد علي مهدي المندلاوي، أيام دراستي في متوسطة مندلي للبنين، ونشرها بكتاب مطبوع عام 1969، وربما استوحى المؤلف العنوان من رواية عالمية عنوانها " ضياع في سوهو " للروائي المعروف كولن ولسون !!







تتحدث رواية " ضياع في مندلي " عن تجربة معلم بغدادي، صدر أمر تعيينه معلما في مدارس " مندلي " في ستينيات القرن الماضي، في تلك القصبة النائية في اقصى الشرق العراقي المحاذية لأيران، فكان أن " وقع " هذا المعلم " الوافد أو " المغترب " كما كان أهل مندلي يسمون الغرباء " في " حب " إحدى الفتيات من البلدة المحافظة جدا، والتي يندر أن تسمع فيها قصص حب منشورة أو معلنة او تتداولها الألسن !!






و " مندلي " ، التي شهدت قصة " الضياع " تلك، مدينة عراقية تحاذي الحدود الايرانية من جهة شرق محافظة ديالى، تتوسط خط الحدود، مع ايران، البالغ أكثر من الف كيلومتر، وفيها تآخت القوميات والأعراق العربية والكردية والتركمانية والفارسية، وسكانها نصفهم شيعة والآخر سنة يعيشون منذ مئات السنين في وئام وسلام ومحبة دون أية حساسيات أو مشاكل اصطنعها الأعداء لاحقا، وكان فيها يهود ونصارى وملل ونحل كثيرة على صغر مساحتها وانزوائها في اقصى الشرق العراقي، وكانت تمثل بحق إنموذجا للمجتمع العراقي المتعدد الأعراق والطوائف !






ومندلي، المسماة بكتب التاريخ " بندنيجين " ، هي من أقدم مدن العراق تاريخيا، وتحت تربها مازالت أطلال وآثار تنتظر من ينقب عنها، فهذه المدينة العريقة كانت ذات يوم حاضرة من حواضر الدنيا، ويتداول سكانها قصصا وحكايات كثيرة عن أهميتها ودورها الحضاري سابقا !






و " مندلي " هي مسقط رأسي، فيها ولدت، وفيها تعلمت ودرست، ومنذ أن هاجرت منها، عام 1974 ، فإنها بقيت في مقلتي تناغم دموعي، وتسكن أضلاعي، تزاحم قلبي، ورغم بعد المسافات، وطول مدة الفراق، إلا أنني ما برحت أفكر فيها، أحلم كل ليلة بطرقاتها البسيطة، وأزقتها الضيقة، ومقاهيها العبقة، وبساتينها الوارفة، ورمانها الشهير، ونخيلها الباسق، وأجوائها المعتدلة صيفا وشتاءا، وناسها البسطاء الطيبين، وأغلبهم كانوا فلاحين واجراء وكسبة وفقراء ، وأسواقها العامرة بما لذ وطاب، وكيف انسى كباب الحاج عبد علي في أقصى السوق الشعبي، الذي كنا نستمتع به فطورا صباحيا مع الشاي المهيل الذي لن يتكرر !!






وفي رواية " ضياع في مندلي " سرد عاطفي جميل لقصة الحب تلك، رواها المؤلف بتلقائية وبساطة محببة للنفس، وكأنه كان يتحدث بأسم كل عاشق ولهان، و لايشك القارىء أبدا في كون الرواية هي جانب من حياة المؤلف نفسه، كما كنت، وما زلت، أظن، وإن بعض الظن إثم، وظني من البعض الآخر كما أرجو !!






لقد تداول سكان المدينة تلك الرواية العاطفية بشئ من الإهتمام، ربما تكريما لابن مدينتهم وهو يضع إسم المدينة عنوانا لرواية ستوزع في كل مكان، حتى أن الآفا من النسخ قد نفذت من المكتبة الوحيدة التي كانت تبيع الكتب والجرائد والمطبوعات، وهي مكتبة سامي.






وكان " سامي " يوزع الصحف عصر كل يوم في مندلي، يطوف شوارعها مستخدما دراجته الهوائية يوزع المطبوعات على المشتركين معه من معلمين وموظفين وطلبة وتجار ومواطنين، فقد كان " سامي " لوحده يؤدي دور مؤسسة مختصة بالنشر والتوزيع والإعلان، وهو معروف لدى شركات توزيع الصحف والمطبوعات في مركز محافظة ديالى، بعقوبة، حيث كانوا يرسلون اليه الصحف بالسيارات كل يوم، ويعتمد توقيت وصولها على حركة الباصات الخشبية التي كانت تنقل المسافرين بين مندلي والمحافظة .






والعجيب في أمر " سامي "، أنه كان كفيفا ، فاقد البصر بشكل كلي تقريبا ، و لكنه كان مثل طائر يختال فرحا وبهجة وهو يطير بدراجته الهوائية مسرعا بالطرقات غير المعبدة، والأزقة الضيقة، والكل مندهش من هذا الكائن الخرافي الذي حباه الله بصيرة الفؤاد وقوة الحواس الاخرى، فقد كان يميز الطريق، والألوان، والأصوات، يسلم على هذا، ويحيي ذاك، ولا تفارقه الإبتسامة المعهودة وكأنه يملك الدنيا وما فيها ، ويتخطى الطرقات بتلك الدراجة السوداء وكأنه بسباق حميم !!






وعندما سألته يوما إن كان يدرك ما يوزع من مطبوعات أو يعرف محتواها، أجاب ضاحكا بأنه يعد نفسه القارىء الأول في المدينة، والحقيقة أنه كان يستعين بأقاربه في القراءة، وكان معجبا برواية " ضياع في مندلي " وقال انه لو تسنى له كتابة سيرة حياته فسيختار عنوان " لا ضياع في مندلي " ليس ردا على الرواية بل مناظرة لها !!






ولا أدري هل حقق " سامي " تلك الأمنية أم لا، ولكن كل الذي أدريه إنه لم يسجل بحياته، وهو الكفيف الذي يقود الدراجة السوداء، حادثا واحدا - على الأقل - من تلك الحوادث التي يرتكبها المبصرون .. ويا مكثرهم !!










Baghdad_zaman@hotmail.com


















Dr.Kamel Khurshid,


Associate Professor ,


Faculty of Media ,


Middle East University ,Amman ,


E-Mail : baghdad_zaman@hotmail.com












السبت، 21 مايو 2011

الصفويون من الطريقة الصفوية حتى تأسيس الدولة "كتاب جديد للدكتور طالب الوائلي

الصفويون من الطريقة الصفوية حتى تأسيس الدولة "كتاب جديد للدكتور طالب الوائلي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل -العراق
كتاب جديد للاخ الدكتور طالب محيبس حسن الوائلي وصلني على سبيل الاهداء وهو بعنوان :"الصفويون من الطريقة الصوفية الى تأسيس الدولة " وقد طبعته مؤسسة رند للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق بسوريا 2011 .الكتاب يتناول موضوعا مهما يتعلق بتاريخ ايران الحديث وظهور الطريقة الصوفية الصفوية وقدرتها على ان تشكل ايديولوجية لدولة قوية قدر لها ان تلعب دورا مهما ليس في تاريخ ايران وحسب بل في كل المشرق الاسلامي وابتداء من النصف الاول من القرن الرابع عشر الميلادي حتى 1722 .الكتاب يقع في اربعة فصول .فضلا عن الملاحق والخرائط التي اغنت الكتاب واعطته قيمة علمية مضافة .وكان على المؤلف ان يلاحق الصراع العثماني -التركي الفارسي -الصفوي وكان العراق ساحة لذلك الصراع لعوامل عديدة كتب عنها المؤلف ومع ان ثمة مصادر وكتب تناولت موضوع الصفويين وبلغات مختلفة الا ان الصديق الدكتور الوائلي استطاع ان يخرج بنتائج غاية في الاهمية بشأن هذه الدولة التي شغلت العالم ردحا من الزمن ولاتزال بعض اثار تأثيراتها واضحة للعيان .مخطوطات ومصادر بالعربية والفارسية والتركية اعتمدها المؤلف وكتب تعبر عن وجهات نظر مختلفة.. لكنه وصل الى حقيقة غاية في الاهمية وهي ان الصفويين اعطوا لايران هويتها المحلية والاقليمية والدولية .كتاب جدير بالقراءة اهنئ الصديق الدكتور الوائلي على منجزه العلمي هذا متمنيا له التوفيق والنجاح المستمر خدمة لحركة البحث التاريخي في عراقنا العزيز .

يونس بحري بعيون بحرينية !!


صورة تعود الى منتصف الستينات من القرن الماضي تجمع السائح والصحفي والاعلامي العراقي الموصلي يونس بحري والذي تظهر صورته الاول من اليسار  بأنور السادات حينما كان مسؤولا عن المؤتمر الاسلامي ويظهر الاول من اليمين


                يونس بحري بعيون بحرينية !!
                     من صحيفة اخبار الخليج (البحرينية )


مر 32 عاما على رحيل الاذاعي العراقي يونس صالح بحري الجبوري الذي اقترن اسمه خلال الحرب العالمية الثانية بالزعيم الالماني ادولف هتلر وافتتاحية اذاعة المانيا النازية العربية »هنا برلين.. حي العرب« وتفوقت اذاعة برلين على اذاعة لندن العربية عندما طلب يونس بحري من غوبلز وزير الاعلام الالماني الموافقة على تلاوة القرآن الكريم في افتتاحية الاذاعة فتردد ولكن هتلر سمح بذلك مما اجبر اذاعة لندن على ادخال تلاوة القرآن الكريم في افتتاحيتها.
كان يونس  بحري أحد أسباب نجاح اذاعة برلين لما لديه من خبرة اذاعية سابقة في اذاعة الزهور التي انشأها الملك غازي بن فيصل ملك العراق في قصره في سنة 1936 مما حتم على بريطانيا انشاء اذاعة بغداد بعدها بأشهر.
سبقت مصر باقي الدول العربية في انشاء اذاعات أهلية خاصة منذ سنة 1926 وانشئت اذاعة القاهرة في سنة 1934 والاذاعة الايطالية العربية التي تبث من باري في سنة 1932 واذاعة القدس في سنة 1936 واذاعة هنا لندن العربية في سنة 1938 واذاعة فرنسا العربية في سنة 1939 واذاعة جنين في سنة 1941 وانتقلت الى قبرص في سنة 1948 والاذاعة الروسية في سنة 1943 وصوت امريكا في سنة 1951 وكان ليونس كثير من المستمعين لجراءته وتصرفه على هواه في اذاعة برلين وكان يفخر باذاعته نشرات الاخبار وهو سكران واستخدام كلمات سوقية وغير لائقة ولقب الملك عبدالله بن الحسين بالحاخام ونوري السعيد بالنور الشقي بفتح النون والواو والأمير عبدالاله بالصبي.
سمعت في صغري من جدي الحاج احمد بن حسن ابراهيم وجدي الحاج محمد بن عبدالله جمعة ابراهيم التميمي رحمهما الله كثيرا من نوادر يونس  بحري وعن ظروف الحرب وتأثيرها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البحرين ومنع السلطات البريطانية من الاستماع الى اذاعة برلين العربية بفرضها عقوبة السجن والغرامة ومصادرة المذياع مما أجبر الناس على الاستماع لاذاعة برلين خفية ونظرا لتأثير البث الاذاعي الخطير في مختلف الشعوب خلال الحرب فان الدول المشاركة في الحرب منعت شعوبها من الاستماع للمحطات المعادية لها ومنعت بريطانيا شعبها من الاستماع الى اذاعة برلين الانجليزية وسمت مذيعي الاذاعة الانجليزية باسم لورد هاو هاو وأشهرهم كان الانجليزي الايرلندي ويليام جويسي الذي اعتقل بعد الحرب واعدم في 3 يناير .1946
كان اقتناء المذياع مكلفا ولكن بسبب الحرب تبارى الناس في اقتنائه حتى بلغ أعدادها 511 مذياعا في البحرين وكانت الدول المشاركة في الحرب تتنافس لاستقطاب الشعوب العربية مما حفز السلطات البريطانية على افتتاح اذاعة محلية لمنع البحرينيين من الاستماع الى اذاعتي برلين وباري وقد افتتحها المغفور له باذن الله صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة في سنة 1940 في منطقة الحورة وكانت تسمى بالتيل (التلغراف) وكان البث مدة نصف ساعة ثم مد البث الى ساعة واحدة وتشمل تلاوة القرآن الكريم وأخبار الحرب وأغاني المطربين الشعبيين وبرامج الشعر وتمثيلات محلية وبعد نهاية الحرب اغلقت الاذاعة ولكن المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أمر بافتتاح اذاعة البحرين في سنة 1955، وعرف يونس بالسائح العراقي والسندباد العراقي في العالمين الاسلامي والعربي قبل أن ينضم الى اذاعة برلين لأنه حسب قوله طاف العالم أربع مرات!! ونشر تفاصيلها ومنها مقابلته مع الملك عبدالعزيز آل سعود في الرياض في سنة 1925 وبحضور الأمير فيصل عندما علم الملك عبدالعزيز بولادة مولوده الثالث والستين فابتسم الامير فيصل فأستفسر الملك عبدالعزيز عن ابتسامته فأخبره ان يونس لديه اربعة وستون مولودا من الذكور غير الاناث.
شارك يونس من دون اعداد مسبق في سباق لعبور القنال الانجليزي سباحة وفاز بالمركز الاول وأصدر يونس عدة مطبوعات كجريدة العقاب السياسية الأدبية وعمل في اذاعة قصر الزهور التي انشأها الملك غازي لتعبر عن آرائه خلال سنوات 1935 إلى .1939
هرب يونس  بحري بطريقة افلام المغامرات من العراق في سنة 1939 بعد وفاة الملك غازي في حادث سيارة لأن يونس اتهم في صحيفته الانجليز ونوري السعيد والامير عبدالاله بافتعال حادث السيارة لأن الملك كان ضد الانجليز فخرجت مظاهرة كبيرة في الموصل ادت الى مقتل القنصل البريطاني فادرك يونس خطورة بقائه في العراق فساعده القنصل الالماني في بغداد على الهرب الى المانيا وأصبح يونس خلال فترة قصيرة قريبا من القيادة الالمانية وقابل هتلر والزعيم الايطالي بينيتو موسوليني وكان يحضر الاحتفالات الرسمية مرتديا البدلة العسكرية الالمانية برتبة مارشال.
كان يونس بحري مطلوب القبض عليه بعد سقوط برلين وقصة هروبه مثيرة وبعض أحداثها يصعب تصديقها منها تغيير اسمه العربي الى اسم مشابه بالحروف اللاتينية وقوله ذهابه مع بعض العرب الذين حاربوا مع الجيش النازي الى شارل ديغول طلبا لمساعدته وقول آخر عن وصوله إلى مرسيليا من دون أن يقع بيد الحلفاء وسفره الى الجزائر وأن الملك عبدالله بن الحسين طلبه للاقامة في الأردن.
هاجم يونس  بحري الزعيم جمال عبدالناصر بأمر من نوري السعيد قبل يوم واحد من انقلاب 14 يوليو 1958 وبعد مدة أطلق سراحه الزعيم عبدالكريم قاسم وفتح يونس بحري مطعما في بغداد وكان منتدى للسفراء والوزراء والكتاب وكان يونس  بحري يقوم بطبخ الاطباق العديدة التي تعلمها من رحلاته العديدة ولكنه غادر الى بيروت بعد ان وعد قاسم بعدم مهاجمته اعلاميا في الخارج وخصص قاسم له راتبا بمائة دينار يتسلمها شهريا من السفارة العراقية في بيروت.
اصدر يونس بحري  بعض الكتب والمجلات منها مذكراته في سجن ابوغريب وانتقل الى باريس وأصدر مجلة العرب وانتقل الى الكويت وابوظبي واصدر صحيفة ابوظبي نيوز الناطقة بالانجليزية وعمل مسئولا في وزارة اعلام ابوظبي.
هناك تناقض ومبالغة في مذكرات يونس المنشورة في حلقات صحفية عن الأماكن التى زارها وتواريخها وعلاقاته مع الملوك والروساء وعلاقاته النسائية ووقوعهن في حبه وتركهن لحبه الحرية والانتقال الى بلاد أخرى وقال في مذكراته:
أنه تزوج تسعين زوجة شرعية والف زوجة مدنية وانجب من الاولاد 365 ذكرا ولم يرى او يربّ أيا منهم وذكر في أحد المقالات أن أحد أبنائه وهو رعد يونس بحري كان قائد الأسطول الفلبيني (ملاحظة قمت بالدخول على موقع البحرية الفلبينية ولم أجد هذا الاسم) ولا يعلم يونس عدد الاناث وله الف حفيد وقابل معظم رؤساء العالم وله صداقات معهم وحكم عليه بالاعدام أربع مرات ويجيد 16 لغة وانشأ 16 اذاعة وأنه ولد في أول القرن يقصد في سنة 1900 وقول آخر في سنة 1903 وأن اول سفرة له كانت في سنة 1923 ورجع الى العراق بعد سنتين وقول آخر اول سفرة كانت في سنة 1921 لمدة ثلاث سنوات وعشرة أشهر ورجوعه الى العراق في سنة 1924 كان يونس يفخر بتدينه ولهوه ومجونه ووفائه وغدره ووطنيته وهناك قول بكونه جاسوسا للانجليز وكان يتنقل حاملاً في حقيبته جواز سفر، قنينة عرق، فرشاة أسنان وأدوات الحلاقة.
افتخر يونس بكونه إمام أول مسجد في باريس في سنة 1927 ويؤذن للصلوات الخمس ويتولى إمامة المصلين عند الحاجة وفي الليل كان يعزف على العود ويغني ويرقص في ملهى شرقي بالقرب من المسجد وعمل في الهند مراسلا لصحيفة هندية وراهبا في النهار وراقصا في ملهى ليلي وأصدر في اندونيسيا مجلة الحق والاسلام ومجلة الكويت والعراق مع عبدالعزيز الرشيد سنة 1931 وتوقفت عن الاصدار سنة 1937 وعمل مفتيا في احدى جزر اندونيسيا ومن نوادره حضور أحد السكان المسنين وبصحبته فتاة في منتهى الجمال طالبا منه عقد قرانه عليها ولكنه استحلى الفتاه فقال للرجل انه لا يجوز شرعا لرجل مسن الزواج بفتاة اصغر منه سنا فترك المسن الفتاة و تزوجها يونس بحري.
مات يونس  بحري وحيدا ومفلسا في بغداد في مارس 1979 بعد حياة حافلة وقاسية وسعيدة وحزينة ومترفة وبائسة مؤكدا القول المعروف »سبع صنايع والبخت ضايع« ولكنه لم يتحسر على شيء لانه عاش حياته كما تحلو له من غير ضوابط.
ولكنه ترك تراثا من الصعب نسيانه ومازال الناس يستمتعون بقراءة مذكراته وكتبه التى كتبها باسلوب بسيط ومشوق وبلغت ستة عشر كتابا.
أثناء كتابتي هذا المقال أعلمني الباحث الأستاذ بشار الحادي مشكورا بأن يونس بحري زار البحرين في يوم الأربعاء 9 يوليو 1930 وأول من قابل عند وصوله هو السيد سلمان كمال الذي أخذه الى السيد يوسف بن عبدالرحمن فخرو بالمحرق وفي يوم الجمعة بعد الغداء اجتمع يونس بحري مع سلمان كمال، يوسف فخرو، قاسم الشيراوي في عمارة علي بن عبدالله العبيدلي واثناء المناقشات في بعض الأمور السياسية عن حزب الوفد والدستوريين غضب أحمد فخرو لأنه فضل في العلم مكرم عبيد على مصطفى النحاس.
عزم سلمان كمال يونس بحري، أحمد بن حسن ابراهيم، محمد عبدالله جمعة واخرين على الغداء وعزم يوسف بن أحمد كانو يونس بحري وآخرين على العشاء وفي اليوم التالي احتفل المنتدى الاسلامي بيونس وحضر الاحتفال كثير من الوجهاء وشكلت لجنة في المحرق برئاسة أحمد فخرو للاحتفال بيونس في مجلس المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة.
غادر يونس  بحري البحرين يوم الثلاثاء 22 يوليو 1930 الى كراتشي في طريقه الى اندونيسيا لاصدار صحيفة مع الشيخ عبدالعزيز الرشيد وودعه في فرضة المنامة كل من سلمان كمال، يوسف بن أحمد كانو، جاسم وعلي ابنا محمد كانو، علي ابراهيم الكليب، عبدالرحمن الزياني، محمد الباكر، أحمد بن حسن ابراهيم.
ولكني لم أسمع من جدي او أي شخص آخر عن هذه الزيارة ولم يذكرها يونس بحري  في مذكراته.



                         

ابراهيم العلاف في بيروت قبل 13 سنة في شارع الحمرا ببيروت وامام كشك للصحف والمجلات يوم 15-12-2011.....بيروت ما أجملها حماها الله .........................................ابراهيم العلاف

  ابراهيم العلاف في بيروت قبل 13 سنة في شارع الحمرا ببيروت وامام كشك للصحف والمجلات يوم 15-12-2011.....بيروت ما أجملها حماها الله .............