الاستاذ حسن ال رشكري رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين فرع نينوى يسلم درع الاتحاد للدكتور ابراهيم العلاف
هدير علي الجبوري وابراهيم العلاف
الموصل وفلسطين
...صفحات من التاريخ القديم والإسلامي والحديث والمعاصر*
ا.د.ابراهيم خليل
العلاف
أستاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
أولا اشكر الأحبة
في اتحاد الصحفيين العراقيين في المركز العام ببغداد وفي فرع نينوى اشكر الأخ
الأستاذ حسن آل رشكري رئيس الاتحاد واشكر الأخت الأستاذة هدير علي الجبوري على
تقديمها الجميل لي واشكر حضوركم الرائع وممتن من الجميع وأقول انا حزين على ما
يجري في غزة هاشم غزة الامام الشافعي غزة الشهداء والابطال والمظلومين من أبناء
شعبنا الفلسطيني وهو يناضل ويجاهد ويكافح منذ أكثر من 100 سنة ليس دفاعا عن حريته
واستقلاله وانما دفاعا عن وجوده الإنساني.
وأقول انه التاريخ
تاريخنا العربي وتاريخنا الإسلامي وتاريخنا الإنساني انه تاريخ الصراع بين الحق
والباطل بين الظلم والعدالة بين الخير والشر بين ان نكون او لا نكون وكما يقول
الكاتب البريطاني المسرحي المشكلة تكمن في ان نكون او لا نكون وهذا هو قدرنا لا
تقولوا نحن فقط من يقع الظلم علينا أقول لسنا وحدنا فقد وقع الظلم على من قبلنا
مسهم الضر ومسنا الضر تألمنا وتألموا وهكذا هي الحياة كبد ونصب ومعاناة وكما يقول
الشاعر لي ثمانون لا ارى عجبا الناس كالناس والأيام كالأيام والدنيا لمن غلبا
.الرحمة لشهداء غزة والرحمة لشهداء فلسطين الرحمة لشهداء الموصل الرحمة لشهداء
العراق والأمة .
وأقول لماذا عنون
محاضرتي هذه بهذا العنوان؟ لم اعنونها عبثا لكني اردت إقرار حقيقة تاريخية وهي ان
الموصل وفلسطين حالة واحدة تاريخ واحد متشابك منذ ان وجدت الموصل على ظهر هذا
الكوكب حتى هذه اللحظة التي اتحدث لكم فيها . وامس قرأت مقالة في احدى الصحف
الأميركية تقول ان دوائر المخابرات الأميركية تشبه ما يحدث في غزة بما حدث في
الموصل حين حررت من عناصر داعش وتنصح القوات الإسرائيلية ان تتبع نموذج تحرير
الموصل مع الفارق ان الموصليين كانوا مع التحرير من داعش واهل غزة معادين للقوات
الإسرائيلية المهاجمة وهذا فرق كبير مع ان في الموصل مليوني انسان وفي غزة مليوني انسان.
اذا الموصل حاضرة ليس في ذاكرتنا نحن أهلها بل في ذاكرة العالم كانت حاضرة امس وهي
حاضرة اليوم.
وقبل أيام كتبت
سلسلة من المقالات عن الحروب الصليبية التي استمرت قرابة 100 سنة من سنة 1096 الى سنة 1291 م وكيف كون الصليبيون
امارات عديدة في بلاد الشام وطبعا من ضمنها فلسطين وكيف رحل الصليبيون بعد انتصار
القائد الخالد صلاح الدين الايوبي 1138- 1193 م في معركة حطين وتحرير القدس
في 4 من تموز – يوليو سنة 1187م بالقرب من بيسان بين الناصرة وطبرية .
وقلت من يقرأ هذه
المقالات يستطيع ان يفهم ما يجري اليوم في فلسطين وخاصة في امرين اثنين أولهما ان
الموصل كمدينة وإقليم هي اول من تنبهت الى الخطر الصليبي بحكم موقعها الجغرافي
والاستراتيجي وثراها الاقتصادي والبشري وارسلت اول حملة الى الشام في عهد صاحبها
وواليها السلجوقي أبو سعيد بن عبد الله
الجلالي كربوغا 1095-1101 ولي بحث عنه في مجلة كلية الآداب – جامعة الموصل ( آداب
الرافدين) العدد (5) 1975 .
وقبل هذا في
التاريخ القديم اقرأوا علاقة الموصل الاشورية بالقوى العبرانية اليهودية التي قامت
في فلسطين ومنها الممالك في اورشليم
(الملك حزقيا) والسامرة ويهوذا وعسقلان
ومنذ 706 قبل الميلاد وفي عهود شليمنصر الخامس 727-722 قبل الميلاد وسرجون الذي
اعتلى العرش الذي فتح السامرة بعد ان رفض
ملكها دفع الجزية للاشوريين وسنحاريب الذي
حاصر اورشليم عاصمة يهوذا واسرحدون 681- 669 قبل الميلاد واشور بانيبال وكانت تدفع الضرائب لنينوى وما
حدث من صراع واسر اليهود والمجيء بهم الى العاصمة الاشورية نينوى وما نجم عن ذلك
من تداعيات لانزال نعيش ليس فقط آثارها بل تداعياتها .طبعا اسفار العهد القديم
وروايات الكتاب الاغريق تضح بالاخبار عن العلاقة بين نينوى وفلسطين .
أقول هنا أن الكتابات المسمارية الآشورية تذكر حقيقة أسر
27,290 شخصًا من السامرة عاصمة (مملكة إسرائيل الشمالية) في عهد شليمنصر الخامس على يد خلفه في الحكم
ولي عهده القائد سرجون الذي تولى الحكم سنة 721 قبل
الميلاد .وثمة ما يشير الى ان اعدادا كبيرة اخرى هربت جنوبا الى (مملكة
يهوذا) .
وفي العصور
الحديثة وعندما اصدر وزير خارجية بريطانيا بلفور رسالته ومن ثم تصريحته رسالته الى
روتشيلد الثري اليهودي ويقول له ان بريطانيا التي احتلت فلسطين خلال الحرب العظمى
مستعدة لإعطاء اليهود وطنا قوميا في فلسطين وهذا ما عرف في التاريخ بوعد بلفور او
تصريح بلفور .
ولم يقف الحد عند
هذا بل انهم هم من اكدوا ما كان الغرب يدعو اليه ومنذ أيام الصراع مع اسرة ال ظاهر
العمر في فلسطين أيام العثمانيين وسعي الغرب ممثلا بفرنسا وبريطانيا وفي أيام
نابليون بونابرت وهو يغزو مصر سنة 1798 سعي الغرب لإقامة كيان لليهود يفصل بين
المشرق العربي والمغرب العربي او لنقل إقامة قاعدة متقدمة لهم كما كانت امارات
الصليبيين خلال العصور الوسطى قاعدة عسكرية وبشرية واقتصادية متقدمة لهم في ارض
الميعاد .
الذي اريد ان
أقوله ان الموصليين كانت لهم مواقف مشهودة تجاه اهليهم في فلسطين تصوروا القائد
صلاح الدين الايوبي عندما حرر القدس استدعى البناؤون والنقارون والعمال من الموصل
فأعادوا بناء القدس. كما ان عددا من حرفيي الموصل ذهبوا الى فلسطين وعملوا ونقلوا
خبراتهم في هاتيك الأيام .
وعندما اعلن وعد
بلفور 1917 احتج اهل الموصل واستمروا يدعمون كل الانتفاضات التي قامت في فلسطين في
العشرينات والثلاثينات وقدموا الكثير من الدعم لأهل فلسطين وحضر وجهاء وقادة
الموصل ومنهم المرحوم سعيد الحاج ثابت المؤتمرات الإسلامية التي عقدت في القدس وفي
صفحات جرائد الموصل منذ اول جريدة هي (موصل) في 25 حزيران 1885 الالاف من المقالات
عن فلسطين وعن دعمها وعن رموزها وعن وقفة اهل الموصل .
وفي حرب 1948 وما
قبلها ذهب الموصليون وجاهدوا في فلسطين مع الشهيد العقيد فوزي القاوقجي ومع قطعات
الجيش العراقي وقبورهم اليوم في مقبرة جنين مقبرة الجيش العراقي .وكذاك فعلوا في
حرب 1967 وحرب 1973 وقصة الطيارين الموصليين معروفة وقادة الجيش العراقي من
الموصليين قصتهم مع فلسطين معروفة ومنهم من كتب واخص بالذكر اللواء الركن محمود
شيت خطاب وغيره كثيرون من أبناء الموصل الميامين .
الأحزاب والقوى
السياسية الموصلية والزعماء السياسيين القوميين والإسلاميين والليبراليين
والاشتراكيين كلهم لهم وقفاتهم .
اهل الحرف
والاصناف ...اثرياء الموصل ووطنيها الاقتصاديين ومنهم محمد نجيب الجادر ومصطفى
الصابونجي
علماء الدين ومنهم
الشيخ محمد حبيب العبيدي والشيخ محمد محمود الصواف والشيخ بشير الصقال والشيخ عبد
الله النعمة والشيخ عبد الله الاربيلي والأستاذ عبد المجيد شوقي البكري والشيخ محمد ياسين وغيرهم كانت لهم خطبهم ومواقفهم ومجهوداتهم في
التبرع بالمال والانفس وما يحتاجه الفلسطينيون في جهادهم المقدس .
الشعراء والادباء
والمسرحيين والكتاب والمؤلفين والمثقفين والصحفيين والمؤرخين الموصليين نحتاج الى
أيام وايام وصفحات وصفحات لنتحدث عن ما قدموا لفلسطين.
قصص كتبت وكتب
صدرت ومسرحيات عرضت وقصائد القيت ومقالات دبجت من قبل الموصليين احتاج الى صفحات
لكي اوثقها لكم وهي كثيرة وقسم منها كانت موضوعات لرسائل ماجستير واطروحات
دكتوراه.
لا اريد ان اطيل
عليكم لكني فقط اردت ان اشحذ ذاكرتكم بما هو معروف عن علاقة الموصل هذه المدينة او
هذا الأقليم او هذه المحافظة او هذه المنطقة من العراق والوطن العربي علاقتها مع
فلسطين مع البيرة وطولكرم وجنين وصفد والقدس وغزة وكل جنبات وسهول وجبال ومرابع
ودواوين فلسطين شكرا لأصغائكم ومعا مع غزة ومعا مع فلسطين الى الابد ومهما طال
الزمن.
*ملخص محاضرة ألقيت
في اتحاد الصحفيين العراقيين –فرع نينوى الساعة العاشرة من صباح يوم السبت
4-11-2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق