الاثنين، 31 مايو 2021

كتاب روس أحرقوا أعمالهم





 


كتاب روس أحرقوا أعمالهم
- ابراهيم العلاف
وانا اقرأ في جريدة ( الصباح ) البغدادية وهي بيدي هذه الساعة - العدد الصادر يوم 26 ايار الجاري 2021 لفتت نظري مقالة بديعة ومهمة بعنوان ( الكتاب الروس العظماء الذين احرقوا اعمالهم ) وهي للكاتبة الروسية فاليريا بايكوفا منشورة في (روسيا بيوند ) وقد ترجمتها شيماء ميران والمقالة -بحق - طريفة وغريبة فهي تتحدث عن عدد من الادباء الروس العظام احرقوا اعمالهم المنجزة وغير المنجزة لابل ان احدهم وهو ميخائيل بولغاكوف كاتب لرواية (السيد ومارغريتا ) قال في رسالة لأحد اصدقائه القدامى :" لقد اصبح الموقد بالفعل هيئة التحرير المفضلة لدي لانه لايرفض أي شيء " .
الغريب انهم احرقوا اعمالهم لاعتقادهم "ان الابداع الادبي متأصل في أعماق الكاتب اكثر مما هو على الورق " ، وكما نقول نحن في العراق "العلم في الراس ، وليس في القرطاس " .
نيقولاي غوغل كاتب ( يوميات المجنون ) و(المعطف ) و(الانفاس) ، حرق بعضا من اعماله وهو الجزء الثاني من روايته الساخرة (الارواح الميتة ) بسبب اضطرابه العاطفي سنة 1845 ثم توفي بعد ان اصيب بالاكتئاب وكان يقول أجبرت نفسي على الكتابة ، ومررت معاناة .
الكسندر بوشكين كانت مسودات رواياته مليئة بالصفحات الممزقة ، وكان يلقي بها الى النار ، وأحرق الجزء الثاني من روايته الشهرية غير المكتملة (دبروفسكي ) ، ومسودة روايته (ابنة الضابط) وقصيدته (اللصوص) . وفي سنة 1823 كتب في رسالته الى الشاعر والناقد الكسندر بيستوزيف :"لقد قمت بحرق قصيدةاللصوص وكانت تستحق " .
بوريس باسترناك مؤلف رواية (دكتور زيفاكو)قام بحرق جميع المسودات الاولى لأعماله واعتبرها نصوصا ضعيفة كما اتلف مسرحية ( في هذا العالم ) .
انا اخماتوفا مؤلفة قصيدة (قداس) التي تصف السنوات المرعبة لتطهير ستالين حفظت اعمالها عن ظهر قلب ، ثم احرقتها . ويبدو ان الحرق قد يكون ايضا لأسباب سياسية في العهد السوفيتي ، وخوفا من انتقام الدولة .
أوسيب ماندلسشتام من اكبر الشعراء في القرن العشرين اضطر الى حرق مخطوطات قصائده واخفاء نسخ منها عند بعض افراد اسرته ومع هذا اعتقل ونفي سنة 1933 بعد فترة وجيزة من كتابة قصيدته التي انتقد فيها ستالين بحدة .
هذه المقالة ، وأرجو من شعراءنا وروائيينا وكتاب القصة عندنا وخاصة من الشباب ان يقرأوها ليعرفوا كم من المعاناة مر بها هؤلاء الكتاب والروائيين والشعراء الروس وغيرهم في كل انحاء العالم من اجل ان يقدموا الكلمة الحرة الصادقة ، وكم تكبدوا من مشاق وكم كانت السلطات الحكومية قاسية عليهم ومعرقلة لأبداعاتهم ، لكنهم مع هذا ظلوا أحياء في الذاكرة الانسانية ، واعمالهم تقرأ في كل انحاء العالم . 31-5-2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكاتب والمترجم والاعلامي الكبير الاستاذ سامي محمد 1941-2000

                                                                   المرحوم الاستاذ سامي محمد  الكاتب والمترجم والاعلامي الكبير الاستاذ سامي ...