الاثنين، 30 سبتمبر 2019

خضر عبد الغفور العاني ........سيرته ودوره في تاريخ العراق المعاصر



خضر عبد الغفور العاني : سيرته ودوره في تاريخ العراق المعاصر 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في تاريخ العراق المعاصر ، رموز وشخصيات لايمكن إلا أن نقف عندها طويلا نظرا لما قدمته من مجهودات ، ونشاطات فكرية وثقافية وسياسية وتربوية على مدى سنوات .ومن حسن حظي وطالعي انني عرفت الكثيرين من هؤلاء معرفة مباشرة ولعل من ابرز هؤلاء الاستاذ خضر عبد الغفور استاذ الرياضيات الشهير عندما كنت طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة بغداد بين سنتي 1964-1968 ، وكان هو واحدا من ابرز اساتذة الكلية .
وقد تحدثت قبل ايام عنه مع الاخ الاستاذ الدكتور مجيد رشيد العاني الاستاذ في كلية طب جامعة بغداد والمتقاعد حاليا والذي يمتلك معلومات وافية عن الاستاذ خضر عبد الغفور العاني .
الاستاذ خضر عبد الغفور (1909 - 1994 ) مرب ، واستاذ وسياسي عروبي خدم العراق ، وله مواقفه المشرفة وخاصة في الستينات من القرن الماضي . ولد في مدينة عانة شنة 1909 وعانة (عنة ) من المدن العراقية العريقة تبعد حوالي 100 كيلومتر عن مدينة البوكمال السورية الحدودية) وقد أنهى دراسته الإبتدائية والمتوسطة في عنه بعدها سافر الى العاصمة بغداد ليلتحق بدار المعلمين الإبتدائية التي تخرج فيها معلما في شباط 1933.
عين معلما في قلعة سكر في لواء المنتفك (محافظة ذي قار-الناصرية ) جنوب العراق ثم نقل الى لواء الدليم (محافظة الأنبار) وعمل فيها معلما في عدد من النواحي والقرى (وخاصة في قرية المعاضيد) ، ثم انتقل الى بغداد معلما في احدى مدارس الأعظمية. في 16/11/1939 استقال من وظيفته في التعليم وإلتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ، ونال شهادة البكالوريوس في الرياضات سنة 1942. عاد الى العراق في سنة 1943 حيث عمل باحثا علميا في الشؤون الفنية في وزارة المعارف أي (وزارة التربية حاليا ).
في 1/9/1946 استقال من عمله مرة اخرى ، والتحق بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة دراسته العليا وحصل على شهادة الماجستيرفي الرياضيات (مع التركيز على تطبيقات الرياضيات في الهندسة المعمارية) ثم بدأ مرحلة الدراسة للدكتوراه إلا أنه وبسبب نشوب حرب فلسطين سنة 1948 وعدم قدرته على ان يظل بعيدا عن احداث وطنه العربي الكبير ، قرر قطع دراسته والعودة الى العراق ليعين بعد عودته مدرسا في دار المعلمين العالية ، وقد تدرج في المراتب العلمية فحصل على مرتبة استاذ مساعد ثم رقي الى مرتبة استاذ .
في خمسينيات القرن الماضي ، ىشغل عدة مناصب في وزارة المعارف منها مدير عام البعثات, ثم مديرعام تعادل الشهادات, وكذلك مدير عام التعليم المهني.
إنخرط في العمل السياسي الوطني خلال العهد الملكي .وكانت له مواقف مشهودة منها أنه قام مع مجموعة من الشخصيات القومية والوطنية امثال الاستاذ عبدالرحمن البزاز, والدكتور أحمد عبدالستار الجواري, والدكتور جابر عمر, والاستاذ خيرالله طلفاح وغيرهم بتأسيس (نادي البعث الرياضي ) بهدف ممارسة النشاط الوطني والقومي من خلاله.
وبعد قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 استمر في نشاطه الوطني والعروبي ، وقد أُختير ليكون وزيرا للتربية في وزارة الفريق طاهر يحيى في تموز 1965 ، وبعد ذلك في وزارة الاستاذ عبدالرحمن البزاز الأولى في أيلول 1965 في عهد رئيس الجمهورية المرحوم عبد السلام محمد عارف ومن ثم وزيرا للتربية (ووزيرا للأوقاف وكالة) في وزارة البزاز الثانية في نيسان 1966 في عهد رئيس الجمهورية الفريق عبدالرحمن محمد عارف.
كل ما يقال عن الاستاذ خضر عبد الغفور رحمة الله عليه انه كان انسانا وطنيا ، ورجلا عصاميا إعتمد على نفسه في كل مراحل حياته .. ومن الطريف انه كان يجيد الحياكة في الجومة مع اهله في عنه اثناء العطلة الصيفية عندما يعود من بيروت ليجمع بعض مايحتاجه من مصاريف حتى أنه اصبح بارعا في تلك المهنة وقام بعمل جومة في داره في حي الجامعة في بغداد وأستمر في الحياكة فيها من باب الهواية وتوفير بعض مقتنياته من الملابس وخاصة سترته وعباءته اللتان كان يحيكهما من وبر الجمال.
كما كان شخصية متزنة ، ومؤثرة في علاقاته الإجتماعية والوظيفية , يقول الحق ولو على نفسه, له مواقف عديدة في الحزم والصدق , يتميز بنزعة إنسانية لاحدود لها ويشعر بأحاسيس المحتاجبن ومنهم عدد من الطلبة المتعففين في الجامعة ماديا رغم تميزه بالشدة والصرامة في الحفاظ على المستوى العلمي, حيث أنه كان لايمكن ان يعطي ولو درجة واحدة لمن لايستحقها.
كان يتميز بعلاقاته المتينة والمتميزة مع عدد من الشخصيات الوطنية المشهود لهم بالكفاءة العلمية والإجتماعية والوطنية ومنهم المرحوم يوسف الحاج ناجي (المصرفي المعروف), والمرحوم الاستاذ عبدالرحمن البزاز (رئيس وزراء العراق الأسبق وأول أمين عام لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط – أوابك ) , والمرحوم الاستاذ الدكتور أحمد عبدالستار الجواري (وزير تربية ووزير أوقاف سابق), والمرحوم الدكتور أحمد صميم الصفار عميد كلية طب جامعة بغداد سابقا والطبيب الإنساني المعروف بمعالجة الفقراء مجانا في عيادته في منطقة الجعيفر ببغداد.
كان المرحوم الاستاذ خضر عبد الغفور ، يتميز بحس فني علمي مرهف وبدقة العمل الذي يقوم به وكان بيته تحفة فنية حيث يجد الداخل اليه ان لمساته المعمارية والتراثية بادية عليه وظاهرة للعيان . هذا فضلا عن انه كان يحتفظ بنوادر من التحف واللوحات الفنية التي كان يقتنيها من خلال سفراته السنوية خاصة الى اوربا بسيارته الخاصة . وقد كان يمتلك ارقى انواع العدد اليدوية والكهربائية لإستعمالات البيت. وحديقته كانت جنة غناء فيها انواع النخيل وكان قد طور سلما لخدمتها بنفسه, كما وقام بتطوير تنور متحرك في الحديقة.
كتب لي الاخ الدكتور مجيد رشيد العاني يقول : ان الاستاذ خضر عبد الغفور العاني كان يمتلك سيارة مرسيدس بنز موديل 1954 فريدة من نوعها كان قد جلبها معه من المانيا تتميز بأن داخلها مصنوع من الخشب الصاج وكان يقوم بصيانتها سنويا في سفراته فيها في شركة مرسيدس, إلا أنه وفي ثمانينات القرن الماضي وما بعدها لم يعد من السهولة السفر (بسبب ظروف البلد) حيث كان يجب ان يستبدل احدى قطع الغيار العاطلة فيها والغير متوفرة آنذاك في بغداد (لأنه كان يرفض استعمال أية قطعة غيار ليست ذات منشأ أصلي), وبذلك إضطر لإبقائها في مرآب بيته مرفوعة على مساند. قام أحد الأشخاص من هواة جمع السيارات بسؤال المرحوم خضر طالبا شراء السيارة فكان الجواب هو الرفض ولكن ذلك الشخص (وهو أحد اولاد المرحوم الحاج محمود بنيه) لم ييأس ، وكرر الأمر عدة مرات وجوبه بالرفض. ثم أخذ ذلك الشخص بالتحري عمن يؤثر على المرحوم خضر فتوصل الى صديقه المرحوم الاستاذ الدكتور أحمد عبدالستار الجواري للتوسط وجاءا اليه ونظرا لطبيعة الصداقة القوية والقديمة بينهما فقد قال له المرحوم خضر بأنه من المستحيل بيع السيارة ، ولكنه مستعد لمنحه إياها مجانا بشرط أن يحتفظ بها مع القيام بصيانتها فقام بأخذ تلك السيارة وقدم بدلا عنها مسبحة لتكون ذكرى للسيارة ، وللاسف لانعرف ما الذي جرى للسيارة اليوم ويقينا ان شركة مرسيديس لعرفت بها لقامت بإستبدالها بأحدث وأرقى الموديلات.
حصل المرحوم خضر عبدالغفور على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت في سنة 1942 وكان من تقاليد الجامعة أن يقوم الخريجون بتقديم هدية تذكارية الى إدارة الجامعة فأقترح المرحوم خضر على زملاءه الخريجين تقديم خارطة منسوجة للوطن العربي خالية من الحدود بين الدول العربية (ترون صورتها الى جانب هذه السطور ) وتم انجاز تلك الخارطة في معمل نسيج ( مطران الزوق) في بيروت, حيث تم تقديمها الى اللجنة المختصة في الجامعة ولكن بدورها رفضت إستلامها لأنها تخلو من الحدود المعترف بها, وما كان من المرحوم خضر إلا أن دفع قيمتها ، وإحتفظ فيها لنفسه وبقي يحتفظا بها في بيته طوال حياته.
كان رحمه الله معروفا بإقتناءه للانتيكات العراقية القديمة من أعمال خشبية ونحاسية ، وغيرها حيث كان يجوب الاسواق والمحلات القديمة بحثا عن ذلك .. وقد خصص غرفة جانبية كبيرة في بيته لتكون ورشة عمل له لإصلاح مايحتاج الى اصلاح من تلك المقتنيات القديمة. هذا فضلا عن تخصيصه غرفة خاصة للجومة وملحقاتها لغرض حياكة مايحتاج اليه من الصوف والوبر. كان رحمه الله جامعا للسجاد القديم الأصيل ، وخاصة القطع الصغيرة وله خبرة في ذلك . كما وكان خبيرا في السبح . اشتهر في العائلة بانه يجيد اعداد الاكلات الشعبية القديمة جدا والمشهورة في عنه أوائل القرن الماضي ، فكان يذهب الى اسواق معينة في بغداد لشراء محصول ( الاذرة البيضاء) حيث يقوم باعداد شوربة منها والتي كانوا يسمونها ( سميده) .. كما وكان يشتري (الدخن) من محلات معينة في بغداد ويقوم بفركه للتخلص من قشوره ومن ثم اعداد شوربة الدخن اللذيذة. كان يحن الى كل ماهو قديم ويعتبره إرثا حضاريا. وهو فوق هذا وذاك كان مثقفا ثقافة رفيعة .. يقرأ بنهم ويتابع التطورات العلمية .
كان همه الاول هو مشروع نهضة الأمة العربية وتحررها وله افكاره العروبية المتنورة حول ذلك. يتميز بالدقة المتناهية في جميع أموره وامور البيت اليومية حيث أن ترتيب مافي بيته كان يتم وفق نظام دقيق لهذا كانت دارته من أنظف وارتب البيوت في بغداد.
أوصى بإهداء محتويات مكتبته العامرة الى من قد تعمه الفائدة منها وتم إهداء جزء كبير منها الى كلية التربية- إبن الهيثم في جامعة بغداد. توفي رحمه الله في سنة 1994. وهو متزوج من السيدة مطيعة مكي حبيب (خريجة كلية الحقوق/جامعة بغداد) والتي توفيت رحمها الله في 22/07/2018.
للاستاذ خضر عبد الغفور بحوث منشورة في المجلات الاكاديمية المحكمة في حقل تخصصه .. وقد رأيت بعض بحوثه منشورة في مجلة ( الاستاذ) وهي مجلة دار المعلمين العالية .. وكانت مجلة محكمة ورصينة ومن اولى المجلات الاكاديمية العراقية .كما ان له مقالات وتصريحات منشورة في الصحف وبالامكان ان يكون الاستاذ خضر عبد الغفور العاني موضوعا لرسالة ماجستير خاصة وان هناك من المصادر ما يمكن الرجوع اليها في حالة الكتابة ومنها مقالنا هذا ، وما كتبه الاخ الدكتور مجيد رشيد العاني وما يتوفر عند الاستاذ هاشم عيد الحاج حادث العاني الذي كتب كراسا بعنوان ( خواطر الايام وايام زمان ) فضلا عن كراس تحتفظ به اسرته ودفتر خدمته الوظيفي الشخصي .
رحم الله الاستاذ خضر عبد الغفور وجزاه خيرا على ما قدم فالرجل – بإختصار - كان مستقيما يقول الحق حتى على نفسه وكان يبدي رأيه وجها لوجه ومهما كانت ردود الافعال. وكان متحدثا لبقا وكانت تحليلاته للأمور صائبة دائما وكان اجتماعيا يحب اللقاءات العائلية ويشجع عليها .
وبعد نشري لهذا المقال في صفحتي في (الفيسبوك)  وفي ( صفحة التاريخ الحديث والمعاصر) ،  وصلتني رسالة من الاخ الاستاذ هاشم عيد الحاج حادث العاني الرسالة التالية وانا اشكره على ذلك كما ارسل لي دفتر خدمته كما ترون الى جانب هذا الكلام ونص رسالته : "استاذنا الدكتور ابراهيم العلاف المحترم
لكم مني جزيل الشكر والتقدير لمنشوراتكم للسير الذاتية للشخصيات الوطنية ومنهم الاستاذ خضر عبد الغفور العاني المربي والسياسي والوزير والانسان ) حقا" انه كذلك ، الانسان المتميز بين البساطة والانسانية المتناهية بإحساس وشعور الاخرين وبين الحزم والصرامة واحقاق الحق طيله حياته في عمله الوظيفي والأجتماعي وهو في هذا العمر المتقدم وموقعه الاجتماعي المتميز ما أهله للقدوة الحسنة لجميع اقاربه ومعارفه ومحبيه . 
وبحكم قرابتي منه ومجالستي الكثيرة له قبل وبعد تقاعده السنين الطوال الى اخر يوم من حياته يوم توفي بازمة قلبية رحمه الله الا ان ارادة الله ومشيئته الا تكون له ذرية وكونه قريب لي وابن عمتي فقد كتبت شيئا في سيرة حياته في الفصل الاول من الكراس العائلي الخاص المعنون (خواطر الايام وايام زمان)الذي ورد ذكره في منشوركم السابق . 
لا اريد تكرار ما نقله لكم الاخ الدكتور عبد المجيد رشيد العاني بارك الله فيه . ما  أريد ذكره لكم يتمحور حول انسانية هذا الرجل في حسن التعامل يوم كان في عمله الوظيفي وبعده ما اكتبه ليس معلومات منقوله او سماعا" بل كانت احاديث وجها" لوجه عند زياراتي المتكررة له بداية تكون يوم صدور المرسوم الجمهوري بتعيينه وزيرا في حكومة المرحوم طاهر يحيى الا واسرعت الجهة المسؤولة الى تبليط الشارع الترابي الرابط بين دار سكنه والشارع العام يوم كان في الكرادة داخل ومجاورا الى الجسر المعلق ولا يبعد كثيرا عن جامعة بغداد يومها لم تكن مكتملة البناء ، لم يستسغ ذلك اتصل ب " الجهات المسؤولة معاتبا" لها وقال لهم ماذا سوف يقول عنا الجيران في الشارع الترابي المجاور لنا ؟ فكان له مااراد . ترأس وفدا" تربويا" الى جمهورية مصر العربية وهناك اهدي لكل منهم جهاز تلفزيوني صناعة مصرية ،قلت له اذا كان ممكنا" مشاهدة تلفزيون الصناعة المصرية أبتسم وقال أهديته الى الوزارة قبل أن يصل الى البيت وقال عندنا واحد يكفي ولسان حاله يقول أكثر من جهاز واحد نوع من البطر ! أين نحن الأن مما كان .. كان يحاسب القوي قبل الضعيف التقاعد لزوجة وزير ( زميلا" له) في نفس الوزارة (ع.م) كثرت الشكاوى على مديرية ثانوية البنات في حي الأعظمية اخرها من مشرفة اختصاص مصرية الجنسية وبعد التأكد من صحة الشكاوى واطلاعه على اضبارتها الشخصية كان لها خدمة تؤهلها للتقاعد ، أمر بأحالتها على التقاعد ولم تنفع الأتصالات ومن جهات مسؤولة وكل الذي حصل تم تعيينها في غير وزارة التربية . 
بيضة الديج يوم كان مديرا" عاما" للبعثات وتعادل الشهادات ، أحدى المعاملات كانت غير مكتملة الشروط تعود الى شقيق زوجة وزير المعارف(خ.ك)رحمه الله ، بعد مراجعة صاحب المعاملة للمرة الثانية للاستفسار ومن غير تحفظ قال هاا ماباض الديج ! أجابه السيد المدير و بحزم أنتظر ، بعد عرض المعاملة وتداول مع السيد الوزير استشعر السيد المدير أن الوزير لا يمانع من أنجازها ! قال له السيد المدير هل تكون سابقة لغيرها ؟ مما أحرج السيد الوزير وقال له روح سوي ماتريد . صاحب العلاقة كان ينتظر على أحر من الجمر وماان خرج السيد المدير سأله ها هل تمت الموافقة ؟ أجابه من يبيض الديج  ، ولم تنجز المعاملة . هذا الرجل المشبع بالحكمة والأنسانية ورجاحة العقل قليل الكلام عميق في التفكير الصائب . مرة اهدى لي ستارة (بردة ) شباك من الانتيكات التي كان يحتفظ بها و اصر الا ان يثبتها بيده في مكانها وقال لي ( انت ماتدبرها ) ، وجاء معي من حي الجامعة الي حي العامرية . (أذكروا محاسن موتاكم ) كثيرا مايتجول في اسواق بغداد القديمة لعله يجد مايعجبه .اشترى مسبحة وبقيت عنده أكثر من عشرين عاما" وفي السنوات الأخيرة من عمره التقى ب الشخص الذي اشتراها منه وتذاكرا في يوم شرائها وسعرها الزهيد طلب صاحبها الشراء منه رفض بيعها و قال له أعطني ماأعطيت لك وكفى ! ولم يأخذ منه شيئا". هذه الشواهد المشرقة التي تركها لنا في شعوره الوطني والأنساني كانت القدوة الحسنة لنا ولجميع معارفه ومحبيه . 
"معلومة لم اكن اعرفها مسبقا":- في زيارتي لأحد معارف المرحوم خضر عبدالغفور فاجأني بهذه المعلومة قال : لي صديق دكتور وعالم مشهور عالميا" وهو الان خارج العراق . وفي حديثي معه قال لي في احدى زياراتي الى بيت المرحوم (خضر) سألني عن شخص ( خ.ع) وهو دكتور وعالم معروف عالميا" قال لي قل له خضر عبد الغفور يسلم عليك وكفى. بلغت السلام الى الدكتور (٧خ.ع) وتفاجأ واخذ يكثر من المديح بحقه وحسن تعامله مع طلابه في الجامعة وحبهم له واورد لي هذه المعلومة .. قال : كنت أحد طلابه أيام زمان في الجامعة . أفتقدني بعد أنقطاعي عن الدوام كوني من المتميزين عنده وكان انقطاعي لظروف مادية ، وتركت الدراسة ورجعت الى عائلتي في الديوانية وعودتي كانت لظروف مادية . ما كان منه الا ان يأتي مع زوجته الى مركز محافظة الديوانية ويسأل عني وبسيارته الخاصة (جاكوار ). التقيت به وسألني لماذا تركت الدراسة أذ كان يعرف مسبقا" ماهو السبب الا ان شعوره الأنساني دفعه الى السؤال عني . وقال لي أريدك ان تذهب الى بيتكم الان وتأتي بحقيبتك وأنا هنا بأنتظارك ، ولم يكن خيار لي الا الاستجابة وعدت برفقتهما وفي سيارتهم الخاصة حتى أوصلني الى الجامعة وبالاتفاق مع عميد الكلية أستطاع أيجاد غرفة صغيرة مجاورة الى حارس الكلية وهيأ لي سريرا" مع فراش وتكفل بما احتاجه من مصروف طيلة مدة الدراسة الجامعية ولولا هذا الأنسان الشريف بعد الله سبحانه وتعالى لما وجدتني بهذا الموقع وانا مدين له، رحمه الله

حقا" انه رجل معطاء وكريم يعطي ولا يأخذ حيث قام باهداء داره العامرة وما فيها لمن إتمنه على الحفاظ عليها من الضياع كما سبق وان اهدى سيارته المرسيدس الفريدة من نوعها حفاظا" عليها من الضياع الى احد اولاد بنية بعد أن عجزوا على اقناعه بشرائها"
برفقة هذه الرسالة صفحات من دفتر خدمته الفعلية من ١٩٣٢ حتى أحالته على التقاعد نلاحظ جمالية تنظيم هذا الدفتر بالخط الجميل والعناية الفائقة ملاحظة لكم الخيار حذف ما لا تراه مناسبا" مع الشكر والتقدير

ختاما" أخي الدكتور ابراهيم لي الشرف بدعوتكم واستقبالكم في (حي الجامعة ) وفي الدار التي ذكرتها لكم في أول زيارة تقوم بها الى بغداد مع اصدقاء لكم او مع عائلتكم المحترمة والسلام عليكم الحاج هاشم عيد الحاج حادث العاني














الجمعة، 27 سبتمبر 2019

جريدة (الفكر العربي ) الموصلية تنظم استفتاءَ حول كتابة التاريخ قبل 56 سنة



جريدة (الفكر العربي ) الموصلية تنظم استفتاءَ حول كتابة التاريخ قبل 56 سنة
وبيدي العدد الصادر في 2 من تشرين الاول 1963 من جريدة (الفكر العربي ) الموصلية لصاحبها ورئيس التحرير الاخ الاستاذ الدكتور احمد عبد الله الحسو ، وتضمن الاستفتاء الاسئلة عن الاسس التي يجب ان يعتمد عليها في دراسة التاريخ والتاريخ الاسلامي وهل من الضروري الالتزام بمذهب من مذاهب التفسير التاريخي وما هي النقاط التي ما زالت مهملة في بحوثنا التاريخية وما هي نقاط الضعف الضرورية في مصادرنا ومراجعنا التاريخية ..............تحياتي للاخ الاستاذ الدكتور احمد الحسو رفيق العمر والزميل فهو من كان وراء اثارة تلك الاسئلة ولايزال دؤوبا في خدمة المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ..................ابراهيم العلاف

أُستاذنا الدكتور الحسو و(حمو)






                                                     ابراهيم العلاف وولده حمو في مسجد بأربيل 



أُستاذنا الدكتور الحسو و(حمو)
يفرحني هذا التلازم الجميل بين ( حمو ) كما يسميه ابوه الصديق العزيز الدكتور ابراهيم خليل ، و ( حمادة ) كما اسميه انا ..حمادة كان ممن اعطى نكهة لزيارتي الى الموصل قبل اشهر .. كان دوما رفيقا لابيه في جولاتنا في دروب ام الربيعين ..وكانت له القدرة وهو في عمره الغض ان ينقلنا الى عالمه، غير عابئ بحواراتنا في هموم الدنيا .. كان يتجاوزها ليمتحنني واباه في مدى معرفتنا بنوع كل سيارة تمر ، فهو خبير بها ويعرف اسماءها بدقة.. علمنا حديثه الجميل ان نعطي لانفسنا راحة ونخفف من جدية حواراتنا الى ما استطاع هو ان يكون سعيدا معه .. تمنياتي لكعزيزي حمادة ولبابا ادام الله صداقتكما وحفظكما /احمد الحسو

الخميس، 26 سبتمبر 2019

كاظم حيدر ...................الفنان الرائد ولوحة جميلة



كاظم حيدر
لوحة رائعة للفنان التشكيلي الرائد كاظم حيدر
اللوحة كانت غلافا لمجلة ( العاملون في النفط ) 1970
رحم الله الفنان العراقي الكبير كاظم حيدر كان فنانا اصيلا
.............................................................................ابراهيم العلاف



إكسير الذهب في علم النسب ا.د. ابراهيم خليل العلاف












 إكسير الذهب في علم النسب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس  - جامعة الموصل
كتاب ( اكسير الذهب في علم النسب) ،  مخطوط مهم بين يدي الان وهو من تأليف السيد يونس بن السيد يحيى الحسيني  الموصلي الشافعي والنسخة الاصلية للمخطوط كما يقول السيد هاشم بن السيد محمد البنا بن السيد علي القطان الاعرجي الحسيني   كانت موجودة عند احفاد السيد عباس صاحب الحقيقة وقد تم تصويره ،  واودعت النسخة المصورة عند احفاد السيد يونس مالك البحر وقد انتهى من تأليفه سنة 1259 هجرية اي سنة 1843 ويبدو ان لهذه المخطوطة عنوان آخر هو ( الحبر  الذهب في علم النسب )  لكني أميل ومن خلال قراءتي للمخطوطة ان عنوانها الحقيقي ( إكسير الذهب في علم النسب ) .
وقد تداولت الاسرة الاعرجية المخطوطة  وقام السيد هاشم البنا بإكمال المخطوطة  من السنة 1425هجرية اي سنة 1840 الى سنة 2004 اي من تاريخ توقف المؤلف الاصلي للكتاب – المخطوطة .
ومما هو معروف فإن السيد يونس بن يحيى بن يونس الحسيني الموصلي مؤلف الكتاب – المخطوطة من مواليد الموصل  شهر رجب سنة 1229 هجرية اي 1814 ميلادية .
ترعرع في بيت دين وتقوى حيث كان اباه السيد الحاج يحيى رجل دين وصاحب طريقة تتلمذ على يد شيخه السيد نور الدين البيريفكاني وشيخه الاخر الشيخ محمود الجليلي .كما  درس السيد يونس القرآن الكريم والعلوم الدينية على يد والده  السيد يحيى وبعد ان استوعب العلم والمعرفة والخط الجميل عمل كاتبا في ادارة ولاية الموصل المحروسة الى ان وافاه الاجل وهو في اواسط العمر .
وقد اعقب السيد يونس من الابناء اربعة هم السيد يحيى ، والسيد زكريا ، والسيد بكر ، والسيد عمر . وكان السيد زكريا شيخا جليلا ولد سنة 1255 هجرية – 1837 ميلادية وكان يعرف بأنه صاحب خطوة وبركة .وكذلك كان السيد بكر من مواليد سنة 1257 هجرية – 1833 م ولم يتزوج في حياته وعاش مع اخته الشيخة الزاهدة المتعبدة ( هبة الله) الى ان وافاهما الاجل .  وكان الناس في الموصل يسمونها كعادتهم في قلب الاسماء ( الشيخة هيبو)  .ومن المناسب القول انه كان للشيخة هيبو مكانة محترمة في محلتها محلة السرجخانة هي واخيها وكان الناس يقصدونهما لغرض التبرك والتعزيم والشفاء من الامراض .
وفيما يتعلق بالسيد يحيى بن السيد يونس فقد ولد سنة 1253 هجرية – 1835 ميلادية وكان له ولد اسمه محمد ويلقب ب(بابا سيد ) واعقب محمد ولدا واحدا هو السيد خليل كان مشهورا بتجارة الاقطان في خان الغزل وهو نفسه خان القطانين في محلة السرجخانة في الموصل توفي رحمة الله عليه في الاربعينات من القرن الماضي .
وهكذا يمضي السيد هاشم البنا في تكملة كتاب (اكسير الذهب في علم النسب ) حتى يصل الى سنة 2004 .
مؤلف الكتاب ( إكسير  الذهب في علم النسب ) السيد يونس بن السيد يحيى الحسيني  الموصلي الشافعي  وقف عند فرع السيد هبة الله بن السيد طاهر محي الدين الى سنة 1259 هجرية لذلك وجب اكمال الكتاب .
يقول مؤلف الكتاب في المقدمة : " بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي نور قلوب اوليائه ، ووهبهم من عين اليقين ما رواهم من ماء العوارف ، وتجلى لهم من الظاهر  والباطن  في شعاع اشراق شموس جلية من الكواشف ؛ فمنهم من جمع له بين العلم والنسب الشريف الذين هما من اتم َسماق انبيائه اهل المناقب والمشارف وكل هذه المنقبة العظيمة والفضيلة الجسيمة بخاتم رسله الزاكي في ذاته الطاهرة ونسله وفرعه واصله الذاتي الثمار الجاني سيدنا محمد بن  عبد الله ذي الظل الظليل على اهل بيته الوارف الذين عرفهم بمراتب الشرف ففاقوا به على الاشارف ولبسوا من جلابيب السيادة أنفس المطارف صلى الله عليه وسلم " .
ثم عرج المؤلف على حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم ) ، وان هذا دليل  يدعو الى الاهتمام بالانساب وان جميع ما بنت عليه العرب اركانها واسست بنيانها عشر طبقات .والاهتمام بالانساب جاء بعدما كثر الاختلاف في عدد الاباء واسمائهم كما ان المناهج تشعبت وادى ذلك الى الوقوف عند قحطان ومعد ابن عدنان .
والكتاب هذا يقع في خمسة فصول ، فالفصل الرابع مثلا يقف عن أوصاف النسابة وكيف يجب ان يكون صادقا .. وفي الفصل الخامس يذكر جماعة من مشاهير النساب والنسابة ، وانا ابا طالب بن عبد المطلب كان نسابة عالما فاضلا عارفا بالنسب خبيرا بأيام العرب يرجعون اليه ، ويعملون بقوله .
وفي الفصل الثاني تحدث المؤلف عن كيفية ثبوت النسب عند النسابة ، وفي الفصل الثالث يتناول المؤلف الطعن والقدح والغمز في النسب .
وكان المؤلف قد وقف في الفصل الاول عند اهمية التفريق بين المشجر والمبسوط والفروق الظاهرة فالمشجر يبتدأ المرء فيه من البطن الاسفل ثم يترقى ابا ابا الى البطن الاعلى والمبسوط يبتدأ فيه من البطن الاعلى ثم ينحط ابنا ابنا الى البطن الاسفل .
من الامور الطريفة التي اود ذكرها ، وانا اتحدث عن هذا الكتاب والذي تناول فيه نسب السادة الاعرجية  في الموصل انه وقف في الكتاب – المخطوطة عند فصل اسماه ( فصل محاسن الموصل في زمان السلطان بدر الدين لؤلؤ سنة ست وخمسين وستمائة منقول من كتاب ( مرآة الزمان )  ، واجمل ما في هذا الفصل انه وضع جدولا بما كانت تضمه الموصل من جوامع ومساجد ومدارس ودور حديث وخانقاهات وحمامات وحمامات للبناء الابكار وخانات وبساتين وجسور ومساجد وبيع وكنائس ومعابد لليهود وحوانيت وسراديب وبساتين وفيصريات ودور لضرب السكة والرحى على النهر مما ترونه امامكم الى جانب هذا الكلام .
وفي الكتاب ايضا جدولا بما كانت تضمه الموصل من  مراقد انبياء واولياء ومشايخ ومن ذلك مرقد النبي يونس عليه السلام ومرقد النبي جرجيس ومرقد النبي شيت والامام عون الدين والست فاطمة رضي الله عنها وابو سعيد الخرازي ومشهد النقطة .
كما وقف المؤلف عند اقاليم العالم السبعة ومنها اقليم السند والهند والحبشة والسودان واقليم العراق وفارس وخراسان واقليم الشام والترك ومابين المغرب والشمال واقليم القسطنطينية والروم واقليم البلغار والروس واقليم سمرقند وبخارى واقليم نصيبين واذربيجان .

كما وقف الكتاب عند احداث الموصل في هذه الفترة من التاريخ وما تعرضت له من امراض واوبئة .
واخيرا ، فالكتاب يضم نسب اهل البيت الاطهار كما سمعتها  سمعها ووجدها  في ما اسماه ( المبسوطات والمشجرات ) التي اجتمع عليها علماء النسب .  وقال : "  لقد اختصرت هذا المبسوط في علم النسب وانساب الطالبيين ومما قاله ان كل فاطمي في الدنيا علوي وليس كل علوي فاطميا وكل علوي في الدنيا طالبي وليس كل طالبي في الدنيا هاشميا وليس كل هاشمي في الدنيا طالبي وكل هاشمي في الدنيا قريشيا وليس كل قريشي في الدنيا عربي وليس كل عربي قريشي"  .وبعد ذلك راح المؤلف يتحدث عن نقباء الموصل ومنهم ال النقيب ومنهم  النقيب الزاهد العابد ابو البركات محمد وضياءالدين ابو عبد الله زيد بن النقيب كما الشرف ابو طاهر  محمد وكان نقيب الموصل وديار بكر بعد ابيه وكان عالما كريما جوادا فاضلا.
ويختم المؤلف كتابه ببيتين من   الشعر يقول فيهما :
ايا ناظري خطي سألتك بالذي  *** أحيا وامات والعظام رميم
ان تسأل الرحمن يغفر زلتي  ***   لأن إلهي لايزال عظيم
واخيرا ادعو الى تحقيق هذا المخطوط وكتابة رسالة ماجستير عنه لإهميته في مجال علم الانساب وتاريخ الموصل .

#حملة شهادات الماجستير والدكتوراه المعتصمين ببغداد




#حملة شهادات الماجستير والدكتوراه المعتصمين ببغداد
هل من المعقول ان يُعامل حملة الشهادات العليا - الماجستير والدكتوراه من الشابات والشباب بهذه الطريقة الفجة المعيبة التي تعكس احتقارا للانسان ولماذا لايقابلهم مسؤول في الدولة ويتفهم مشاكلهم بطريقة حضارية ويعدهم بأن الدولة ستجد الوسائل الكفيلة لمنحهم فرص عمل في الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية في العراق ...تعيبون على غيركم ما تفعلونه بهؤلاء الشباب ثم من انتم حتى تحتقروا الناس وخاصة الشباب والشابات بهذه الطريقة المهينة المعيبة .اعتصام اصحاب الشهادات العليا امام مجلس الوزراء في بغداد (تصرف حضاري ) لكن طريقتكم في فض الاعتصام ( اسلوب غير حضاري ) وانا آسف جدا وحزين جدا وانا ارى شبابنا وشاباتنا بهذا الوضع واقول ما جرى هو نتيجة من نتائج احتلال العراق من قبل الامريكان 2003 وتسليم البلد لمن لايستحق .


القراءة تبقى سيدة الموقف انها غذاء للروح والعقل



وصباحكم خير واهلا بكم أحبتي الكرام
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونعود لنتواصل مرة أخرى على الخير والبركة والمحبة
والقراءة تبقى سيدة الموقف انها غذاء للروح والعقل ...............................................ابراهيم العلاف


إنضمام الاستاذة منى كامل بطرس الى إتحاد كتاب الانترنت العراقيين







إنضمام الاستاذة منى كامل بطرس الى إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
قرار
بموجب النظام الداخلي للاتحاد ، وبعد الاطلاع على الطلب المقدم من قبل الأخت الإستاذة منى كامل بطرس ، وبعد التدقيق في ملفاتها ، وجدنا أنها مؤهلة لإكتساب العضوية في اتحاد كتاب الأنترنت العراقيين ، وبالتسلسل رقم ( 621) مع التقدير.
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
د. باسم محمد حبيب
نائب رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الاستاذ حمزة الجناحي
سكرتير إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الاستاذ صدام الصوفي
مسؤول قسم التصميم في إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الاربعاء 25-9-2019


الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

كلية الملكة عالية - بغداد 1953





كلية الملكة عالية - بغداد
بالاصل كانت دارا للمعلمات تأسست سنة 1926 ثم تطورت الى معهد .وفي سنة 1946 سميت بأسم كلية الملكة عالية للبنات وقد بقيت دار المعلمات الابتدائية وكلية الملكة عالية تحت ادارة واحدة حتى سنة 1951 حيث استقلت كل منهما بأدارتها الخاصة .وبعد ثورة 14 تموز 1958 اصبح اسم كلية الملكة عالية " كلية التحرير " .وفي 1961-1962 كان في الكلية ستة اقسام وعميدة الكلية كانت الدكتورة روز خدوري . الصورة في مرسم الكلية تعود الى سنة 1953 .........شكرا للاخ الاستاذ عماد المولى ..........ابراهيم العلاف


عادل إمام ..........بقلم ا.د. ابراهيم العلاف







عادل إمام
وعادل محمد إمام واحد من ابرز الممثلين المصريين والعرب وهو ممثل كوميدي والكوميديا التي يقدمها هادفة وفيها رسالة تؤشر العيوب التي يعاني منها المجتمع المصري والمجتمع العربي عموما . اسهمت افلامه في تيقظ الافكار وتوسيع قاعدة المهتمين بالقضايا الاجتماعية ولايزال الرجل يقدم أعماله السينمائية والمسرحية والتلفزيونية وبكل جرأة وصدق ...لااعتقد ان ثمة مشكلة يعاني منها المجتمع العربي الا وتطرق اليها عادل امام وجسدها في افلامة ومن ذلك قضايا المخدرات والارهاب والاستبداد والتشبث بالسلطة والتوريث واستغلال الدين والتطبيع والعلاقة بين الفئات الاجتماعية ومنها العلاقة بين المسلمين والاقباط والامراض النفسية والعقلية .له اعمال سينمائية ومسرحية واذاعية كثيرة جدا ، ويحظى بإحترام الجمهور وافلامه الاعلى دخلا في تاريخ السينما العربية .عادل امام من مواليد 1940 وثمة شائعات عن صحته الا انه والحمد لله يتمتع بصحة جيدة له العمر الطويل ودوام الابداع ..................................ابراهيم العلاف

كتاب ( الكتابة العربية وفنونها .. ٲصلها وفصلها) للاستاذ محمد زادة




كتاب ( الكتابة العربية وفنونها .. ٲصلها وفصلها) للاستاذ محمد زادة
مقالتي باللغة الكوردية عن #كتاب ( الكتابة العربية وفنونها .. ٲصلها وفصلها) للخطاط الكبير الاستاذ محمد زادة منشورة في جريدة ( كوردستانی نوی ) في طبعتها الخاصة، الصادرة ليومي الجمعة والسبت المصادف ۲۰ـ۲۱ /۹/ ۲۰۱۹ ................ابراهيم العلاف

وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب ا.د. ابراهيم خليل العلاف




وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل
حين قدمتُ حلقة بعنوان ( تقاليد ومراسيم الزواج في الموصل أمس واليوم ) من برنامجي هذا برنامج ( موصليات ) ؛ قلتُ في نهاية الحلقة ان الشباب في الموصل لايزالون متمسكين بالاهزوجة التي يتم من خلالها ادخال العريس على عروسه وهي : ( بردحاق صاق ناصي ..هيه.. على راس بيت فلان وما يتبعهم على عيني وعلى راسي) ..وقلت ان كلمة (بردحاق) هي كلمة تركية وهي بالاصل (مردحاق) والاهزوجة ترجمة لشعر تركي عثماني يقول ( ان الحق قد جاء ، فإفرحوا ايها الناس ) .
وبعد اذاعة الحلقة تهاتفت واخي الاستاذ الدكتور يوسف ذنون الكاتب والباحث التراثي وشيخ الخطاطين الموصليين وكان له رأي آخر في كلمة ( وردحاق صاق ناصي ... هي ) وقد له نعم انا مرة قرأت لك مقالا في جريدة ( فتى العراق ) الموصلية سنة 2005 ، وكنت ُ مستشارا لها فقال نعم الامر كما تقول ، فهذه الاهزوجة أو هذا الهتاف يستعمله الموصليون في حالتين هما ليلة الحنة وليلة الدخلة وكان الهتاف ايضا يقال في يوم ختان الاولاد الذي نسميه نحن في الموصل ( الطهوغ ) أو الطهور وصيغة هذا الهتاف او هذه الاهزوجة هي ان يقف من يمتلك صوتا جهورا او جهوريا ويلوح بيده وبأعلى صوته يقول (وردحاق صاق ناصي ) ويردد الموجودون وراءه ( هي ) وبصوت اعلى من صوته وبشكل جماعي .
الشيء الذي اريد ان اقوله ان عددا من الكتاب والمؤرخين الموصليين تابعوا اصل هذا الهتاف او هذه الاهزوجة ومنهم المؤرخ الكبير الاستاذ احمد علي الصوفي (رحمه الله ) عندما كتب عن حفلات الاعراس في الموصل في مجلة ( التراث الشعبي ) البغدادية وبعددها الثامن الصادر سنة 1970 وفي هذا المقال يقف الاستاذ احمد الصوفي عند ( الردة) على هذا الهتاف (وردحاق صاق ناصي هي ) والردة تقول ( على عيني وراسي ) .
ومما قاله البعض ، وهم يبحثون عن اصل هذه الاهزوجة ان الاصل كلمات تركية او كلمات محرفة عن اللغة التركية العثمانية بإعتبار ان هذه الاهزوجة قديمة يرجعها الناس الى ايام كانت فيه الموصل ومنذ سنة 1516 وحتى سنة 1918 تحت السيطرة العثمانية .
ويبدو ان الهتاف هذا شغل ايضا الدكتور محمد صديق الجليلي (رحمه الله ) الذي قال ان كلمة ورد هي بالاصل (بو مرد ) اي هذا الرجل و(حاق صاق لاصي ) هي بالاصل بالتركية ( حق صاق لاسن ) اي ( الله يحفظه ) أي يحفظ العريس .
وقدم الاستاذ الدكتور شامل فخري العلاف وهو استاذ اللغة التركية السابق في كلية الاداب – جامعة الموصل تفسيرا لهذه الاهزوجة وقال انه يقدر ان اصلها ( مورده حق صاق لاصون ) ومعناها باللغة التركية ( حقا انك رجل فليحفظك الله ) .
وكان تقدير الدكتور الطبيب حازم البكري في كتابه ( دراسات في الالفاظ العامية الموصلية ) ان معنى الهتاف هو ( يحفظكم الله ويعطي العروسين مُرادهما ) .
ومن الملاحظ ان الاستاذ سعيد الديوه جي المؤرخ الكبير ( رحمة الله عليه ) قد أدلى ايضا بدلوه في معنى ( وردحاق ) في مقالته ( تقاليد الزواج في الموصل ) والمنشور في مجلة (التراث الشعبي ) العدد الرابع سنة 1973 ومما قاله ايضا ان اصل ( وردحاق صاق ناصي ) عبارة تركية معناها ( اننا حصلنا مرادنا يعيش الجميع ) .
وتدخل الدكتور عبد الباري عبد الرزاق النجم ( رحمه الله ) في مقاله عن ( الختان في الموصل ) المنشور في العدد الرابع من مجلة التراث الشعبي 1973 ليقول ان الهتاف له جذور تركية . اما الاستاذ طارق فاضل السنجري وكان يعرف التركية فيقول في مقال له بعنوان ( الختان في الموصل ) المنشور في جريدة ( الحدباء ) الموصلية وفي العدد الصادر في 29 حزيران سنة 2000 ان ( ورده حاق صاق ناصي هي ) هتاف او اهزوجة لها اصل عثماني وهي من رواسب العهد العثماني في الموصل التي خضعت للعثمانيين اربعة قرون وقدر ان (وردحاق ) اصلها ( برده حاق ) وترجمتها (هنا الحق ) وان ( صاق ناصي ) اصلها ( صاغ سليم اولصون ) وترجمتها ( ليكن سليما وبدون اي نقص ) .
اريد ان اقول ان الاخ الاستاذ الدكتور يوسف ذنون أمد الله بعمره ومتعه بالعافية قطع الشك باليقين ووصل الى تفسير صحيح لكلمة ( وردحاق ) وقال ان كل من فسرها على ان اصلها تركي لم يبذل جهدا كبيرا في اعادة المصطلح الى جذره الاصلي وهو الجذر العربي ، وان اول من التفت الى اصل التعبير استاذ اللغة العربية المرحوم الدكتور محمد نايف الدليمي الذي أكد ان اصل الهتاف هو عربي قديم ادت كثرة ترديده على مر الاجيال الى تغيير في الفاظه . وكلمة (ورد ) كلمة عربية صرف وكلمة ( حاق ) هي نفسها كلمة (حق ) والمد فيها ( حاق ) جرى لضرورة نغمية وتبقى عبارة ( صاق ناصي ) لتعني (صار النصيب ) وكما نقول دوما فإن الزواج هو بالتالي ( قسمة ونصيب ) ومع ما طرأ عليه من تغيير لم يبعده عن واحدة من خصائص اللهجة الموصلية التي تقلب حرف الراء الى غين اي ( صاغ النصيب ) وكما هو معروف فإن من مستلزمات الهتاف العالي ومتطلباته وخلق المد بعد حرف النون فضلا عن تخفيف حرب الباء في كلمة النصيب لانها لاتتناسب ونهاية الهتاف لما فيها من عنصر القلقلة .
في ضوء كل هذه الاراء والتفسيرات يمكننا ان نصل الى حقيقة العبارات التي يرددها الموصليون في حالات الزواج والختان ان الهتاف او الاهزوجة عبارات عربية سليمة واصلها ( ورد الحق ، وصار النصيب ) (وردحاق صاق ناصي ) .. ومما يؤكد ذلك الجواب الذي يأتي من المحتفلين وهو ( على عيني وراسي) والذي تطور الى كلمة ( هي ) الممطوطة فقط والتي تعقبها زغردات النسوة وهلاهلهم .
تمنياتي لكم احبتي بالسعادة وبدوام الافراح وترديد الكلمات التي تميز بها الاجداد ويرددها الابناء والاحفاد ( وردحاق صاق ناصي ) اي (ورد الحق وصاغ النصيب) .

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...