الاثنين، 27 أغسطس 2018

ما زلتَ تبحثُ في البلاد عن البلاد شعر : عبد المنعم حمندي

                                                                                 الشاعر عبد المنعم حمندي 


                                                                                         الشاعر حميد سعيد 
ما زلتَ تبحثُ في البلاد عن البلاد 
شعر : عبد المنعم حمندي 
مُهداة الى صديقي الشاعر الكبير حميد سعيد 
——
الشمسُ شمسُكَ، والسماءُ على يديكْ 
‎سرقت أناملُها عيونَ الحالمين
بمزنةٍ تُهمى عليكْ
ْ‎خُذْ ما تشاء من الغَمام
‎أطلقْ صداحك للأنام
ولليمامْ
‎ْوابعثْ لبابل آيةَ الشوق المعتّق بالسلام
...
ضَعْ حبّك المخمور آنيةً
توزعها الرياحْ
على الجراحْ
واكتبْ شموخك بانشراحْ
....واستطلعْ القلبَ المعذّب،
كي ترى ما لايُرى ..
قمراً تشظّى حُلمهُ ،
وترى الفراتين على عطشٍ قُراحْ
حيثُ النشيج المُرّ نهرٌ يابسٌ
وترى الظلام مُصَفِّقاً ، وفي النواحْ
البومُ لاحْ
...
آتٍ إليك.. ، وحاملاً نزفي معي
( فقراء سومر ) ينشدون : لربّما يأتي النهارْ
فبين شوقك والديارْ
إكليل غارْ
حنّت إليك عيونهم وقلوبهم
ولربّما ( السمّار )صحبك يقبلون
من المنافي و القفارْ
...
عمَّا قريبٍ ,
تقتفي عيناك في الأثر الطفوفْ
وتلملم الأشلاء في نزف الحتوفْ
وتُرمّم الحُلم الجميل ،
يازهرةَ الحُلم الجميل ،
ويامُنى القَدرِ المحبّب
في ندى الريح العَصَوفْ
وبلهفتي أرنو الى شغف النجومِ
وهْيَ حولك تحتفي
بمرابطين تجرّعوا
حُرق المرارات القَرُوفْ
لتحدّث السمّار والشعراء
عن لغةٍ ، وقاموسٍ جديدٍ ،
كان أبلغَ في البوادي ،
وكان أجملَ في الحروفْ
وتحدّث الأحفاد عن شجرٍ
وعن نايٍ ترنّم
بالمواقف والفوارس والسيوفْ
في كلّ جرحٍ نخلةٌ ، وبكلّ أفقٍ كوكبٌ
وبليلِ فاحشةٍ ترى شرفاً أنوفْ
وعَضضَتَ جُرحكَ صابراً ،
متفكّراً ، تطوي تضاريسَ المكارهِ عفّةً ،
تتأملُ الحشراتِ تزحفُ في الدروبْ
وكيف للأفعى تغيّر جلدها ،
وأنت أدرى العارفين بسُحنة الأحراش
في الضحضاح ،
والصدأ المعشش في القلوبْ
وما اتخذت دريئةً للصمت ،
غير النزف بالصبر الحليم على الخطوبْ
أوما يؤجل من خيارك واختيارك للوثوبْ
مضت السنون ..وأنت أنت الفخرُ
والسيفُ المجرّبُ في الحروبْ
لسنا ملائكةً نعيش منزّهين من الذنوب ْ
لاشمس تبزغ في الغروب
لاشمس تبزغ في الغروبْ
...
نأتي إليكْ
سُحُباً ننامُ بساعديكْ
وبكلّ صحراء لديكْ
ينبوعُ بستان البلادِ بمقلتيك
ليتَ الصباحَاتِ الجديدة
توقدُ الشبقَ القديم
على هديل حمامةٍ عطشى
ولا ماء هناك ولا مطر
...
كان احتجاجُك في اتجاه الفجر آياتٍ
بما أَلِفَ التُقاة الشكّ في عين اليقينْ
تترقبُ الاخبار ..ترصدُها هنا ،
وهناك تبحثُ عن أرومة نخلةٍ
أو نحلةٍ في الياسمينْ
وتجوب أرجاء البلاد وعرضها
وفي السنين الغابرات من السنينْ
من أجل أن تجد النقاء الحُرّ
يلمع في الجبينْ
زمنٌ رديءٌ
: أَيْنَمَا غيّرت بوصلة الإقامة والرحيل،
فثَمَّ وجهُ مُهَيْمنٍ ..
يحصي عليك الضوء والماء المعينْ
فأخفض جناحك للحنينْ
...
لم يبقَ عمرٌ فائضٌ كيما نطارد
ماتفتَّحَ في الصقيعْ
وما تشتّت في الضياعْ
أو في قبيلة قَيْنُقَاعْ
يا ..كم بحثتَ عن الربيعْ ؟
عن دجلة الوطن الفجيعْ
عن ناقةٍ ظمأى وعن (بستان عبدالله )
في صبحٍ وديعْ
...
ما زلت تبحث في البلاد
عن البلاد وأهلها ،
عن كلّ شيءٍ قد يُباعْ
وأنتَ .. أنتَ ، لا تَبيعُ .. ولا تُباعْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكاتب والمترجم والاعلامي الكبير الاستاذ سامي محمد 1941-2000

                                                                   المرحوم الاستاذ سامي محمد  الكاتب والمترجم والاعلامي الكبير الاستاذ سامي ...