الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

خيالات وحقائق عن معشر اللقالق .............كتاب للاستاذ حسن العمري


خيالات وحقائق عن معشر اللقالق .............كتاب للاستاذ حسن العمري 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف 
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل 
منذ أن صدر كتاب ( خيالات وحقائق عن معشر اللقالق ) للمرحوم الاستاذ حسن خير الدين العمري سنة 1984 ، كتبتُ عنه في جريدة ( الحدباء ) الموصلية حيث اهداني نسخة منه وكم كنت سعيدا وانا اقرأ الكتاب واتذوق ما فيه من حلاوة ونكهة طيبة فهو كتاب طريف ومهم وهويلامس عن قرب مأثوراتنا الشعبية وما نمتلكه من خيالات وحقائق عن هذا الطائر الفريد سارق الصابون من بين ايدي نسوة الموصل وهن يجلسن على ضفة نهر دجلة اليمنى يغسلن الملابس في شط الحصى .
والاستاذ حسن العمري لم يكن كاتبا تراثيا فحسب بل هو خبير في الفولكلور وبحكم اجادته اللغة الانكليزية وسياحاته الكثيرة في بلدان العالم الكثيرة امتلك ثقافة رفيعة المستوى كنت اعرف مستواها وانا اجلس معه واصغي له واتعلم منه رحمه الله وجزاه خيرا على ما قدم .
ولم يكن الباحث التراثي العراقي الموصلي الاستاذ كوركيس عواد وهو يقدم الكتاب مجاملا حين قال :" فإذا انت اردته كتابا علميا فستجد في تضاعيفه من الحقائق ما كان مبنيا على العلم الرصين والبحث الدقيق مما يؤهله ان يكون مؤلفا فريدا في بابه باللغة العربية ..واذا اردته بحثا لم يسبقه اليه سابق بلغة الضاد فستجد انك وقفت فيه على دقائق عجيبة لاسبيل للوصول اليها الا على يد عالم متتبع لهذا الموضوع ...ومن يطالع هذا السفر الحافل يجد نفسه ،وقد أخذ يتنقل من شتى ميادين الفكر :الادب والشعر واللغة والامثال والتاريخ وعلم الحيوان والاساطير الشعبية وغير ذلك من أفانين المعرفة " .
في الكتاب مباحث طريفة عن نخوة اللقالق وغيرتها وقصصها ونوادرها .اللقلق في الامثال وفي المأثورات الشعبية والعالمية وفي النصوص الادبية . تصوروا اللقلق كما يذكر الاستاذ يوسف ذنون للمؤلف طائر مقدس عن الاتراك والمولوية تعتز باللقلق واللقلق مصدر للتفائل وقره تبه تسمى ام اللقالق وفي اربيل رأيت الكثير من اللقالق التي تبني اعشاشها على المنائر واللقلق يسمى الحاج ويوحي بلباس الحجاج ويجيء اللقلق بإنتظام الى مكان يعرفه في موسم معين كل سنة وكأنه يحج اليه بإنتظام واللكلك (بواك الصابونه ..من تحت الرازونه واللكلك بيد العجايا يضحكون عليه واقاويل ومأثورات تتعلق باللقلق وعلاقاته مع الثعلب والسنونو وعشه الذي يبنيه على منارة جامع او قبة كنيسة واللقلق يخاف الضوضاء ويحب الهدوء .
ولم ينس الاستاذ العمري ان يتحدث عن الممثل العراقي الرائد جعفر لقلق زادة والذي يعد احد رواد الكوميديا في العراق وكان -كما قال الاستاذ حقي الشبلي - في رسالة الى المؤلف ان جعفر لقلق زادة كان يقدم فصلا كوميديا ارتجاليا مع بعض جماعته في بعض الملاهي الشعبية في بغداد وقد توفي اواخر الستينات من القرن الماضي .ولاننس انه في الامثال الموصلية ذكر للقلق ومن ذلك المثل الذي يضرب اذا غرر طفل صغير برجل كبير فيقولون ( ضحكت الخشافي على اللكلك ) اي اللقلق وغير ذلك من الامثال .
كتاب جميل وطريف حقا .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف

  بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف وكما وعدتكم في ان اتحدث لكم في كل يوم عن شاعر ، واقول انني اعود الى كتب تاريخ الادب العربي ...