الجمعة، 29 يونيو 2018

شركة مزارع الموصل المحدودة 1920



                                                                     محمد نجيب الجادر
                                               الصحفي  يونان عبو اليونان رئيس تحرير جريدة الموصل 
                      من مؤسسي  شركة مزارع الموصل نجيب الجادر والحاج حسين حديد ومصطفى الصابونجي 
                                                                   مصطفى الصابونجي 



شركة مزارع الموصل المحدودة 1920 
                                    ا.د. إبراهيم خليل العلاف
                          أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
     شهد العراق في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي، قيام بعض شركات التنمية الزراعية . وتعد هذه الشركات ، نظراً لضخامة رؤوس الأموال التي تستثمر فيها مظهراً من مظاهر التطور الرأسمالي .
     ولئن عرفت بغداد ، أول مشروع للاستثمار الزراعي الحديث سنة 1924 ، والمتمثل بمشروع أصفر نسبة إلى الدكتور نجيب أصفر الذي تقدم بالمشروع ، فان الموصل كانت السباقة في هذا المجال ، وقد كتبت عن هذا في عدد 31 تموز سنة 1984 من جريدة (الحدباء ) الموصلية  وقلت انه في  مطلع سنة 1920 تشكلت في الموصل أول شركة استثمار زراعية مساهمة باسم شركة مزارع الموصل المحدودة  ( موصل فارمز ليمتد ) وقد نقلت لنا جريدة الموصل في عددها الصادر في 24 آذار 1920 خبر تأسيس الشركة قائلة : بأنها تأسست لكي " تنشئ المزارع المنظمة ، وتستجلب أدوات الحراثة الحديثة " ثم أوردت قائمة بأسماء أعضاء الهيئة المؤسسة وذلك على النحو التالي :
1- الكولونيل جي . إم برج ناظر الزراعة في الموصل رئيساً  2- مصطفى جلبي الصابونجي  3- قاسم أغا بـن نامـــق أفندي  4- الحاج حسين جلبي حديد  5- الحاج محمد علي جلبي  6- عبد الرحمن أفندي الرمضاني  7- انطوان أفندي زبوني 0 8- بيوس أفندي زبوني .
     أمـا رأسمـال الشـركة ، فـكان عنـد تأسيـسها يبـلغ  ( 300,000 ) ثلاثمائة ألف روبية ( الروبية تساوي آنذاك 75 فلساً ) ويتوزع على ثلاثين ألف سهم ، قيمة كل سهم ( 10 ) روبيات . ولقد حصلت الشركة بموجب عقد امتياز أمده ( 30 ) سنة مع الحكومة على بعض الأراضي التابعة لمديرية الأملاك المدورة ، والأملاك المدورة هي تلك الأراضي التي أجبر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ( 1876- 1909 ) على التنازل عنها ، وكانت تسمى بالأراضي السنية ، أثر ثورة 23 تموز 1908 الدستورية ، فدورت ، وصارت تعود للخزانة العامة.  وتنحصـر الأراضي التي حصلت عليها الشركة بقريتي الجرف والذيبانيـة الواقعتين في سهل خصب على الضفة اليسرى من نهر دجلة شرقي مدينة الموصل وعلى بعد ( 60 ) كيلومتراً من آثار النمرود . وتبلغ مساحة قرية الجرف ( 17 ) مليون متراً مربعاً أي ( 6433 ) دونم . أما مساحة قرية الذيبانية فتبلغ أربعة ملايين متراً مربعاً أي ( 1598 ) دونماً . 
    ثم تابعت جريدة الموصل في عددها الصادر في 16 تشرين الثاني 1921 أخبار  (( الشركة الزراعية )) . ونشرت مقــالاً بعنوان :(( حياتنا الزراعية )) كتبه الاستاذ  يونان عبو اليونان ، أشار فيه إلى أن الشركة (( جلبت المكائن اللازمة لشق الأراضي وسقي المزروعات الصيفية ، وغير ذلك من الآلات الفنية )) . وأضاف كاتب المقال يقول : (( ولسعد الحظ ، فقد تشكلت في الموصل ، بعد أن حالت دونها عقبات كؤود ، أول شركة زراعية حديثة في العراق وذلك بهمة مديرها العام الكولونيل برج ، والإرادة المتينة التي أبرزها مديروها الوطنيون العاملون إزاء المنتقدين ...)) .  
    وعادت جريدة الموصل في عددها الصادر في 21 تشرين الثاني 1921 لتقول: (( بان الشركة اليوم تملك ساحبتين لحرث الأرض ، ولبذر الحبوب ، ولحصاد الزروع ... وآلة قوية لرفع الماء من النهر لري المزروعات الصيفية قطرها 12 أنج وقوتها 20 ولبذر الحبوب ، ولحصاد الزروع ... وآلة قوية لرفع الماء من النهر لري المزروعات الصيفية قطرها 12 أنج وقوتها 20 حصان تخرج في الدقيقة 3200 غالون ماء ..
   كان للشركة هيئة إدارية مؤلفة من المدير العام برج ، وعبد الرحمن الرمضاني ، ونجيب الجادر ، ورؤوف شماس ، وقسطنطين بيو وكان آنذاك مديراً للبنك العثماني ( تأسس سنة 1863 ).
   لم تلاق الشركة نجاحاًَ كبيراً ، ولم يكن إقبال الناس عليها شديداً . فمنذ البدء أشارت جريدة الموصل في عددها الصادر في 13 حزيران 1921 إلى أن اغلب الملاك قد تخلوا عن الشـركة (( تلافياً لما قد ينشأ عنها في خفض أسعار الحبوب في الـمستقبل )) . ولكن هذا قد يكون جانباً من المشاكل والصعوبات التي واجهتها الشركة ، فهناك عقبات رئيسة أخرى أشار إليها الأستاذ الدكتور عماد ألجواهري في كتابه الموسوم " تاريخ مشكلة الأراضي في العراق 1914ـ 1932 " ، حين تحدث عن مشروع أصفر ، وتتلخص هذه العقبات بالمشاكل الناجمة عن حقوق الأراضي والتصرف في المياه ، هذا فضلاً عن أن أبناء الشعب لم يقابلوا أمثال هذه المشاريع بالارتياح لارتباطها بالشركات الاستثمارية الأجنبية . ويضيف الدكتور ألجواهري إلى ذلك قوله : أن فشل مشاريع إنمائية تعتمد التطور الرأسمالي اساساً لها ، لم يكن يعني في الواقع غير أن البلاد ذات الاقتصاد ألمعاشي ، والعلاقات الاجتماعية القبلية كانت ما تزال غير مستعدة لقبول مثل هذه الاستثمارات الكبيرة في القطاع الزراعي وكان على الحكومة آنذاك إذا ما أرادت السير على سياسة كهذه أن تسعى إلى حل التناقضات الكبرى المتعلقة بحقوق التصرف بالأراضي وإيجاد سبل أكثر فعالية لتقنين العمل الزراعي لذلك ، فان مثل هذه  المشاريع ، وللعوامل المارة الذكر ولظروف الأزمة الاقتصادية التي واجها العراق آنذاك متأثراً بالأزمة الاقتصادية العالمية أواخر العشرينات من القرن الماضي ، فشلت واضطرت إلى تصفية أعمالها .
    ومهما يكن من أمر ، فان الرسالة ـ الوثيقة التي بعثها أحد مساهمي الشركة وهو يوسف عبيدة من البصرة ومؤرخة في 25 حزيران 1924 إلى بهجت قليان أحد مدراء الشركة في الموصل تكشف لنا جانباً من الارتباك الذي كانت تعيشه هذه الشركة.  ومما جاء في الرسالة ـ الوثيقة : (( أخبركم أن فائق ابن أخي يعقوب كتب إلي مؤخراً انه وصل إليه مكتوب من شركة الزراعة في الموصل به يعرفونه انه لم يدفع الـ(800 ) الروبية الباقية عليه من ثمن حصصه المائة وينذرونه بوجوب الدفع 000 فلا أقدر ان أصف لكم مزيد الاستغراب الذي شملني من هذا الخبر . فهل هذا هو انضباط هذه الشركة التي وصفتم لي مكانتها من الدقة والثقة والانضباط ، فهل بلغ الشتات والتبعثر إلى حـد أنها لا تحوي دفاتر للدراهم المقبوضة عن قيمة الحصص . أما جنابكم احد مديري هذه الشركة ، فكيف يكتبون مكاتيب على التيه بدون مراجعتكم ، أو ما جنا بكم كنتم الوسيطين في قبض الدراهم وإعطاء أوراق الحصص بواسطة البنك العثماني ... فهل كانوا قد أعطوا أوراق الحصص مجاناً بدون ثمن أم أن حساباتهم محفوظة في ضمائرهم بدون دفاتر ، ونسوا  ما قبضــوا أم أن الدفاتر أتلفت وتمزقت وصاروا يتشبثون بمثل هذه التشبثات ، في الحقيقة إني لم أرى ولم اسمع بانعقاد شركة على هذا النمط من الشتات ( والخربطة ) ، فبما أن حضرتكم احد مديري هذه الشركة فواجب الذمة يلزمكم ان تفحصوا وتدققوا أعمال هذه الشركة المبعثرة صيانة لحقوق أهل الحصص لأنه إذا كان مثل هذا الحساب البسيط ، أي بيع حصص وقبض دراهم عن ثمنها توجد مثل هذه الأغلاط الشنيعة مع أنهم أعطوا أوراق الحصص ... فمن ذلك يستدل ان حسابات الشركة غير صحيحة وواجب تدقيقها ... ))
     إن أية محاولة لكتابة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للعراق تتطلب الحصول على المصادر الأولية ، بمختلف أنواعها وتجميعها في المكتبات العلمية تمهيداً لوضعها بين أيدي الباحثين لدراستها . ومن هنا ندعو جميع من لديه أية معلومات عن هذه الشركة ، بضرورة تقديمها  للمكتبات  ولدور الوثائق خدمة للحقيقة والتاريخ .




نجيب الريحاني الفيلسوف الفنان  المصري من الموصل  



                                                                    جينا نجيب الريحاني
                                                             جينا نجيب الريحاني وامها الفرنسية
                                                     طابع مصري يحمل صورة نجيب الريحاني

                                                                    مذكرات نجيب الريحاني





نجيب الريحاني الفيلسوف الفنان  المصري من الموصل 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
نجيب الريحاني ممثل مصري من مدينة الموصل . أُسرة الريحاني أُسرة موصلية مسيحية عريقة .. كتب عنها الاستاذ بهنام حبابة في كتابه (الاسر المسيحية في الموصل ) وقال في الصفحة 139 ان هذه الاسرة معروفة في محلة الجولاق اي محلة الساعة حاليا او محلة الاوس كما تسمى رسميا ،وهي من رعاية السريان الكاثوليك في مار توما اشتهر منهم القس جرجس الريحاني (توفي 1954 ) ومنهم جميل الريحاني وكان موظفا في المعارف بالموصل ومنهم الدكتورة سيرانوش جميل الريحاني ، وقد اشتهر من هذه الاسرة الممثل الكوميدي نجيب الريحاني الذي عاش بمصر وتوفي سنة 1949.
كرست جريدة (المدى ) البغدادية عددا من ملحقها (منارات ) العدد الصادر يوم 3 نيسان 2010 لإستذكار الفنان الكبير نجيب الريحاني . وكان ممن كتب عنه الاستاذ كريم مروة ، والاستاذ محمد صالح ، والاستاذ يوسف العاني ، والاستاذ مشكور الاسدي ، والاستاذ علي مزاحم عباس ، والاستاذ احمد فاضل والاستاذ مهدي عباس وغيرهم .
شبهه البعض بشارلي شابلن وقال انه ( شارلي شابلن العرب ) وتحدث البعض عن مسرحياته الكوميدية وافلامه ومنها فيلم (غزل البنات ) وفيلم (سلامه في خير ) .وعده اخرون " نابغة المسرح العربي " ، ووقف احد الكتاب عند تجربته السينمائية ومسرحياته الكوميدية .
إبنته (جينا نجيب الريحاني) بحثت عن جذور والدها في الموصل خاصة بعد ان تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي سنة 2008 ، وظهرت في المهرجان لتعلن عن اصدار كتاب عن والدها بعنوان : ( نجيب الريحاني .. شارلي شابلن العرب ) وقالت أنها ستعمل على انشاء متحف ومركز فنون بإسمه ، واطلاق جائزة سنوية لفناني المسرح تحمل إسمه ، واخيرا إنتاج فيلم سينمائي عن حياته ، وقالت ان الفنان السكندري حمدي الكيال رسم (90 ) لوحة لوالدها وبحثت عنه ووجدته وقالت ان أُمها ( لوسي دي برناي ) كانت راقصة في فرقة فرنسية وجاءت مصر وعمرها ( 18 ) سنة واشتركت مع والدها نجيب الريحاني في مسرحية (كشكش بك ) سنة 1918 ، وتزوجها لكنها سافرت بعد ثلاث سنوات الى فرنسا سنة 1921 بعدما شاهدت نجيب الريحاني مع فاطمة رشدي في حديقة الازبكية ولم تعد الى مصر فقام نجيب الريحاني بالزواج من الفنانة الكبيرة بديعة مصابني وسافر معها الى امريكا سنة 1924 والتقى بزوجته الاولى وعادا الى بعضهما وانجبا هذه الابنة (جينا ) سنة 1938 وقد التقت جريدة الشرق الاوسط بها وحاورتها في عدد من تشرين الثاني 2008 .
ثم قالت ابنة نجيب الريحاني ان جدها الموصلي كان يعمل في تجارة الخيول الرائجة في الموصل .
قبل وفاته سنة 1949 ، كتب نجيب الريحاني مذكراته التي روى فيها سيرة حياته وبدايات إهتمامه بالفن . وقال ان اول رواية اشترك في تمثيلها كانت بعنوان : ( الملك يلهو ) من ترجمة الاستاذ احمد كمال رياض يكن ، وكان تلميذا في مدرسة الفرير في الخرنفش بالقاهرة ، وقد درس اداب اللغة العربية على يد الشيخ بحر ، وقال انه ولد سنة 1892 من اب عراقي وام مصرية قبطية ، وامضى حياته في باب الشعرية بالقاهرة وقال ان ابوه مات ، وهو طالب وقد عمل موظفا في البنك الزراعي ، واكمل تعليمه وحصل على البكالوريا وتعرف على عزيز عيد المخرج السوري وعمل معه في فرقة أسسها سنة 1907 واضاف انه بين سنتي 1919 و1920 قدم عدة مسرحيات وبلغ مسرح الريحاني منذ ذلك الوقت اوجه ومن مسرحياته التي اشتهرت مسرحية (العشرة الطيبة ) . وقد احب المصريون مسرحه .اصيب بالتيفوئيد وتوفي سنة 1949 واسمه لايزال يرن في ذاكرة المصريين والعرب .
الاستاذ يوسف العاني الفنان المسرحي العراقي الكبير ، كتب عن تجربة نجيب الريحاني السينمائية . وقال انه كان قمة من قمم المسرح وعلامة مضيئة في تاريخ السينما المصرية ظل يؤكد حقيقة لايمكن اغفالها او انكارها وهي انه كان يهتم بالانسان وقد قدم منذ سنة 1916 وحتى وفاته (81 ) عملا مسرحيا كما تألق في السينما . ومن افلامه ( لعبة الست ) انتج سنة 1946 وفيلم (احمر شفايف ) وكلا الفيلمين اخرجهما ولي الدين سامح، تلاهما فيلم (ابو حلموس ) ثم (غزل البنات ) عرض سنة 1949 ومن قبله 1939 فيلم ( سي عمر ) الذي عرض سنة 1940 واخرجه نيازي مصطفى .
من منا لم يحب أُستاذ حمام المدرس الغلبان الذي يلازمه الحظ السيء طوال حياته وعندما تبتسم له الحياة ليصبح مدرسا خصوصيا لابنة الباشا لتعليمها اللغة العربية يكتشف ان الخدم العاملين في القصر يتقاضون اضعاف مرتبه الهزيل فيصاب بالذهول وتتواصل الاحداث لتنتهي والموع تسيل على خديه تأثرا وهو يستمع الى اغنية (عاشق الروح ) التي تعبر عن حبه البائس لإبنة الباشا وعندما تشعر بحبه تعتذر له فيضحي في سبيل اسعادها مع من تحب .
الاستاذ مشكور الاسدي كتب عن نجيب الريحاني مقالة في جريدة (الايام ) في عددها الصادر في 27-9-1962 ، وقال انه في سنة 1959 ، صدرت من سلسلة كتاب الهلال (مذكرات نجيب الريحاني ) بقلمه بمناسبة مرور عشر سنوات على وفاته ، وقدم لها صديقه الاستاذ بديع خيري بمقدمة حفل بها شخصيته الفذة ومع ان الرجل لم يقف طويلا عند اصله وفصله واسرته واصلها ونسبها الا انه ينحدر من اسرة عراقية في الموصل ، وله اقارب يعملون في انحاء متعددة من العراق وبعض الاقطار العربية. وقد اشار الاستاذ عبد الحميد الرشودي في جريدة ( الايام ) البغدادية انه من الموصل وهاجر ابواه به وبأخيه الاكبر الى مصر وهما صغيران .
وقال الاستاذ مشكور الاسدي أن والد الفنان نجيب الريحاني مولود في الموصل ، ومن اسرة الريحاني المعروفة وذهب الاستاذ خالص عزمي الى ان نجيب الريحاني نفسه مولود في الموصل ، وقد ولد سنة 1890 في مدينة الموصل ، وان بعضا من اسرته حاولوا التحري عن ما خلفه من ثروة في مصر وجاءهم الجواب ان من ورثه اخيه يوسف وتركته كانت عبارة عن بيت شيده ومات قبل ان يسكنه وكان يريد ان يخصصه ليكون ملجأ للممثلين المتقاعدين كما يذكر ذلك صديقه بديع خيري في مقدمة مذكرات نجيب الريحاني وكان ممن يعلم هذه الحقيقة السيد سليم الريحاني الذي كان يعمل في الاعمال الحرة .
وقال ان الاستاذ يوسف الريحاني مدير قسم الترجمة في مصلحة الكهرباء الوطنية ، وعمل لفترة في الصحافة واصدر مجلة اسبوعية بإسم ( الاخبار المصورة ) عاشت بين سنتي 1940- 1942 ، وله معجم ضخم بإصطلاحات العلوم والفنون والصناعة والزراعة والكيمياء والفيزياء وما يقابلها باللغة العربية .
وقد زاره الاستاذ الاسدي في بيته ، وقال انه اطلعه على شجرة العائلة وقال ان نجيب هو ابن الياس بن قسطنطين بن بهنام بن يعقوب بن عبد الرحيم وعبد الرحيم هذا هو الجد الاعلى للاسرة هاجر الى الموصل تاركا مسكنه في خربوط الواقعة غربي ديار بكر ومعه ابنه يعقوب وكان عبد الرحيم يعرف بالصباغ للاقمشة والثياب وزركشتها وتنميقها بالالوان وهو عمل يدخل فيه عنصر الفن من باب جميلة .
وقد حل لقب الريحاني محل لقب الصباغ في الاسرة حين وصف معاصر وأحد احفاد عبد الرحيم بالريحان لرقته وهدوءه وقد تفرقت الاسرة فهناك من يعيش اليوم في الموصل ، وهناك من يعيش في الاردن وفي مصر أما الاصل ؛ ففي العراق ومنه وكان الاتصال بالمراسلة مستمرا الى وقت قريب بين فرع الاردن وبعض افراد الاسرة في الموصل .
كما كان يوسف شقيق نجيب ، يكاتب من مصر المرحوم القس جرجس الريحاني وكان مضمون الرسائل المتبادلة ينحصر في السؤال عن احوال الاسرة ، وما الى ذلك من المجالات وإزجاء العواطف . ويقينا ان هذه الرسائل محفوظة عند احد ما من ابناء الاسرة في الموصل ، ولاتزال دار اسرة الريحاني قائمة تحمل على بابها او على أحد حيطانها تاريخ بنائها الذي يعود الى ماقبل حوال 200 عام الى جانب بيت او بيتين من الشعر المناسبين حسب ذوق الذي شيد الدار وهذه الدار واقعة في محلة الساعة (الجولاق او الجولاغ  )   .
يقول السيد يوسف الريحاني للاستاذ مشكور الاسدي ان نجيبا حين توفي كتبت عنه بعض الصحف في سياق نعيه بأنه ابن الياس الموصلي ومن المعروفين من هذه الاسرة المرحوم داؤد بن نعمان وهو والد سليم المار ذكره ، وكان اديبا له كتاب بعنوان (بلوغ الارب في امثال العرب ) جمع فيه من الامثال العربية بمقدار ما استطاع وشرحها ، والكتاب لم يطبع ولايزال مخطوطا .
وتولى بعض افراد الاسرة مناصب ذات أهمية اجتماعية في حينه فقد كان جد الاسرة يوسف الريحاني عضوا في مجلس ادارة ولاية الموصل في العهد العثماني ، وأكبر افراد الاسرة في الستينات من القرن الماضي (جريدة البلد 1961 ) هو بهنام شقيق يوسف ديسكي في البصرة ، ومن افرادها الدكتورة سيرانوش الريحاني الطبيبة المتخصصة بالامراض النسائية المعروفة في الموصل وبغداد بعد ذلك .
كانت ام نجيب غير موافقة على ان يعمل ابنها في التمثيل اول الامر، وقد توفيت سنة 1922 وكان اباه قد توفي قبل وفاة امه وكان له اخ اصغر منه اي الثالث بين اولاد الياس اسمه جورج ولد في القاهرة بعد نزوح العائلة اليها ، وقد اختفى وحزن عليه نجيب وتفجع عليه في مذكراته ، وهناك من قال انه اسلم وصار يعمل مع الصوفية ، وهناك من قال انه ترهب والتحق بأحد الاديرة .
كان نجيب الريحاني على صلة بأسرته في الموصل ، وعن نصيبه من ثروتها ، وكانت ثروتها ارض لانفع فيها وعندما كتب مذكراته قال انه سيقتصر على حياته العامة ، ولايتوقف عند حياته الشخصية ، وقد قفز في مذكراته من مولده الى سن السادسة عشرة من عمره حين غادر مدرسة الفرير بعد ان تزود - كما قال - بالمؤونة الكافية من تعليم وخبرة . أما قبل ذلك فلا شيء ولانعرف لماذا اهمل الريحاني الحديث عن اسرته ، وهل ان مذكراته وصلت الناشر ناقصة حيث انها نشرت بعد موته.
واخيرا كان نجيب الريحاني فيلسوفا فنانا ، وكانت الفكاهة والسخرية في دمه ، وكانت حياته عبارة عن ضجة صاخبة ويعتبر من بناة المسرح العربي الحديث .. زامل جورج ابيض ، وعزيز عيد ، وروز اليوسف ، وسيد درويش رحم الله نجيب الريحاني وجزاه خيرا على ماقدم .



جريدة الحدباء في الموصل 

                                                    الدكتور عمر محمد الطالب مسؤول قسم الدراسات
                                           الدكتور عمر الطالب الاول من اليسا ثم الدكتور ابراهيم العلاف


                                       الاستاذ الدكتور مجي الدين توفيق ابراهيم رئيس تحرير جريدة الحدباء 

                                                       اعضاء هيئة تحرير جريدة الحدباء 





جريدة الحدباء في الموصل 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
جريدة الحدباء (الموصلية ) ،واحدة من الصحف التي استطاعت أن تحفر لنفسها موقعا متميزا في ساحة الثقافة الموصلية والعراقية، وذلك لما قدمته من مقالات، ودراسات ،وأخبار، ورؤى، وأفكار عكست الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية ،وضمن مرحلة صدورها ( 1979-2003 ).وقد التف حولها أدباء ومثقفي وأساتذة جامعة الموصل بالرغم من محدودية عدد صفحاتها ،وبساطة إخراجها.
كانت جريدة الحدباء ،بحق ،مدرسة وكما هو معروف فقد عمل فيها نخبة من الكتاب والأدباء المرموقين منهم الأستاذ ذو النون الشهاب، والأستاذ محمود المحروق ، والاستاذ احمد محمد المختار والاستاذ ذو النون الشهاب والأستاذ الدكتور عمر الطالب، والأستاذة الدكتورة بشرى البستاني، و الاستاذ الدكتور ذو النون الاطرقجي ،والأستاذ الشاعر عبد الوهاب إسماعيل ،والأستاذ الشاعر احمد محمد المختار، والأستاذ الشاعر امجد محمد سعيد ، والدكتور حيدر محمود عبد الرزاق، والأستاذ سالم حسين الطائي، والأستاذ عدنان محمد شيت .
بالمناسبة كانت هناك في تاريخ الموصل جريدتان تحملان اسم (الحدباء) فالاولى كان صاحبها الاستاذ محمد سعيد حديد ومديرها المسؤول ابو بكر حازم العمري وقد صدرت في الخمسينات ولم تستمر طويلا والثانية التي اتحدث عنها الان وهي التي صدرت سنة 1979 ورئيس تحريرها الاستاذ الدكتور محي الدين توفيق
صدرت جريدة الحدباء  بعدد تجريبي يتألف من 8 صفحات يوم 27 أيار –مايو سنة 1979 وقد جاء في ترويستها : أنها ((جريدة أسبوعية أدبية ثقافية عامة يرأس تحريرها الدكتور محيي الدين توفيق إبراهيم)) ، والذي قدم للعدد بكلمة أشار فيها إلى أسباب اختيار الحدباء عنوانا للجريدة فقال أن الجريدة سميت كذلك تيمنا بمنارة الحدباء التي تشمخ في سماء مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، وان الجريدة تريد أن تكون منبرا للأقلام الحرة الخيرة ،وحلبة يتسابق فيها جياد الشعر والأدب والفن. وأضاف أن مدينة الموصل هذه المدينة المعطاء احتضنت أدباء عظام وأنجبت فحول الشعراء والعلماء لجديرة بان تصدر فيها صحيفة ثقافية أدبية عامة تسهم مع زميلاتها صحف العراق والوطن العربي في الكشف عن كنوز تراثنا، والتعريف بكبار أدبائنا وفنانينا وعلمائنا، وتقديم الأقلام الشابة الواعدة للقارئ الكريم 
أما العدد الأول من جريدة الحدباء فقد صدر في اليوم العاشر من حزيران 1979 الموافق لليوم 15 من رجب 1399 هجرية بثمان صفحات وقد كان لي شرف الكتابة في جريدة الحدباء، ولدي فيها مئات المقالات والدراسات أبرزها ما كنت انشره بعنوان : ((أوراق تاريخية موصلية )) و (( والتاريخ في صورة )).كما لبيت طلب هيئة تحرير الجريدة، فألفت كتابا لمناسبة الذكرى المئوية للصحافة الموصلية بعنوان : (نشأة الصحافة في الموصل وتطورها 1885-1985 ) ،وتولت الجريدة طبعه وتوزيعه على نفقتها
كانت صلتي وعلاقتي برئيس التحرير الأستاذ الدكتور محيى الدين توفيق إبراهيم وبالأستاذ الدكتور عمر الطالب وثيقة .وكان أستاذي الطالب يتولى مسؤولية رئيس قسم الدراسات وكان يرحب بمقالاتي ودراساتي ويعمل على نشرها بانتظام بل وكان يتحمس لها ويعاتبني عندما أتأخر عن تسليم المقال أو الدراسة له .
وعندما أصدرت الجريدة العدد 1000 في اليوم الرابع عشر من شباط سنة 2000 ، وكان الأستاذ الدكتور عمر الطالب موفدا للتدريس في جامعات المملكة المغربية قد أرسل للجريدة مقالته وفيها يتحدث عن تجربته في الجريدة والحالات الحرجة التي مر بها ، وهو يحرر فيها صفحة دراسات، وكان عنوان المقالة : "  مواقف محرجة صادفتني اثناء العمل في جريدة الحدباء"  .

جريدة الحدباء  ظلت تصدر  قرابة ربع قرن من سنة 1979 حتى الاحتلال الاميركي للعراق في 9 نيسان سنة 2003 علما بإنه قد جرت محاولات متلكئة لاعادة اصدارها ولكن ليس بالشكل والمضمون الذي كانت عليه من قبل .
كان الدكتور عمر الطالب مسؤولا عن صفحة دراسات منذ صدور عددها
وحتى شهر تشرين الثاني من سنة  1984 وقد استطاعت جريدة الحدباء ان تواصل صدورها كل هذه الفترة اعتمادا على نفسها وعلى الاعلانات والتمويل الذاتي  وكانت الكتابة فيها مجانية اول الامر الى ان استطاعت أن تكون لها رأس مال خاص فكان المحرر  يتقاضى ثمانين ديناراً .كما بدأت الجريدة تدفع مكافئات للكتاب  تتراح بين ( 5  ) دنانير و ( 15 ) دينارا .
كتب في جريدة الحدباء مئات  من الكتاب  والشعراء والفنانين والمثقفين  والصحفيين الموصليين  منهم  الاساتذة  عبد الوهاب اسماعيل -  سالم العزاوي -   لؤي الزهيري – قحطان محجوب -  صباح الاطرش - سامي طه الحافظ  -   - عبد الجبار محمد جرجيس – منال احمد النحاس - عدنان  محمد شيت -  زكي ابراهيم – ثامر  معيوف -  وائل النحاس – الشيخ محمد علي الياس العدواني – احمد جار الله ياسين - -خيري جليميران – عبد الرحمن مصطفى حسين – فارس احمد – حامد خضر العامري – يعرب السالم- ادهام محمد حنش  منهى يونس السراج –هشام صباح الفخري – ادهام عبد العزيز حسن – الدكتور نايف محمد سليمان –عبد الحكيم مصطفى رسول – ناظم علاوي – سمير عبد الله فتحي- انور عبد العزيز- محمد خضر ميكائيل الطائي – طلال حسن – معن عبد القادر ال زكريا- -جرير محمد – الدكتور خزعل عزيز الجريسي –رياض عزيز الحيالي- سعد الدين خضر – عمار محمد الدرزي – فرحان حسين غرب الجبوري – صلاح محمد الصافي – الدكتور بهنام عطا الله – جمال البدراني –الكاريكاتيرست محمد العدواني – حامد العامري – عدي حازم القصاب – محمود خالد السليفاني – نشوان احمد – عماد يونس الزيباري – رياض الحيالي -  عبد الله امين اغا - -  عصام صباح الفخري - نوفل الراوي  -  ذو اليزن محمود - طارق الشبلي -  سفيان المشهداني – عماد الزيباري - والمصور  ياسين فرج  والمصور بشار عدنان - -  عبد الناصر العبيدي -  صبحي صبري - -  طارق فاضل السنجري  - الدكتور ريسان الصوفي – واحمد محمد المختار -  اكرم الياس بكر -  – عدنان داؤود   والمصور وجيه حامد وغيرهم .
في اواخر التسعينات بدأت تظهر في الصفحة الاخيرة اسماءهيئة التحرير وهم عبد الماجود احمد السلمان والدكتور ذو النون الاطرقجي وكان مسؤولا عن صفحات ( ثقافة ) و( علوم)  و( تحقيقات)  والدكتورة بشرى البستاني وكانت مسؤولة عن صفحة ( دراسات ) وكانت من قبل من مسؤولية الدكتور عمر الطالب الذي سافر الى المغرب وسالم حسين الطائي وكان مسؤولا عن صفحة ( محليات ) وصفحة( شؤون الناس ) والدكتور حيدر محمود عبد الرزاق وكان مسؤولا عن صفحة ( رياضة)  و( الصفحة الاخيرة ) وعبد الوهاب اسماعيل  وكان مسؤولا عن صفحة ( الوان)  .
كانت الجريدة تطبع في دار ابن الاثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل  وكانت توزع من خلال مكتبة زهرة نينوةى في الدواسة لصاحبها خليل اسماعيل خليل . وكان للجريدة مندوبين  هم : رائدة حميد وطلال العامري وعلاء عبد الوهاب وعلي محمود ومحمود البكوع .كما ظهرت اسماء من كان يطبع المقالات وهم هلات محمد صالح ورغد ناظم الدباغ ولمى سالم الحسيني وفارس احمد  .اما  تنفيذ التصاميم فكان علي محمد داؤد وعلي محمود حسن والتصميم الفني فكان موفق حامد العمر وموفق الطائي والتصحيح الطباعي منيب هاشم وبرمجة الحاسبات المهندس فرات يونس عبد الرزاق .
الشيء الجميل ان جريدة الحدباء  (الموصلية ) كانت كجريدة ( فتى العراق ) الموصلية قد فتحت صفحاتها للشباب المبدعين في مجالات الشعر والادب والقصة والنقد والفن التشكيلي وكانت تنشر نتاجاتهم وتشجعهم وهذا ما جعلها اقرب  الى المنتدى الثقافي الذي جمع العديدين ممن تربوا فيها وتعلموا وصاروا فيما بعد من رموز المشهد الثقافي والادبي في الموصل ويرجع ذلك الى رعاية جريدة الحدباء لهم .
كان رئيس التحرير استاذ الدكتور محي الدين توفيق يواظب على كتابة المقال الافتتاحي في صدر الجريدة .وكانت الجريدة تصدر بحجم التابلويد (الصغير ) وليس بحجم الصحف المعروف (البطال ) وكن في الجريدة صفحات منها صفحة (محليات ) وصفحة (  دراسات)  وصفحة (شؤون الناس )  وصفحة (ادب وفن ) وصفحة ( ثقافة ) و(الصفحة الاخيرة ) .كانت الجريدة تصدر ب(8 ) صفحات .وكانت الجريدة تنشر صورا فوتوغرافية للاستاذ نور الدين حسين وقصائد للشاعر عبد المحسن عقراوي والدكتور حيدر محمود عبد الرزاق ولشاعر ام الربيعين الاستاذ معد الجبوري وللشاعر  الاستاذ سالم الخباز وللشاعرة الدكتورة بشرى البستاني ولشعراء كثر ..وكان ثمة زاوية هي (من صحافتنا ايام زمان ) يعدها الاستاذ سالم حسين
وكانت تخصص اعداد خاصة لبعض الموضوعات من قبيل استذكار ثورة 14 تموزسنة 1958 وحركة  العقيد الركن عبد الوهاب الشواف في 8 اذار سنة 1959 .
انا شخصيا كتبت فيها طيلة  سنوات صدورها  ال (24 ) سنة .كتبت فيها سلسلة مقالات بعنوان ( اوراق تاريخية موصلية ) ثم جمعتها في كتاب اصدرته دار الفتى بالموصل سنة 2006 .كما كتبتُ فيها سلسلة مقالات بعنوان ( التاريخ في صورة ) وسلسلة ( صورة وتعليق ) .  


كانت جريدة الحدباء بحق صوت الحدباء ونأمل في ان تعود الحدباء الى الموصل كما نأمل في ان تعود الموصل الى الحدباء . 

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...