السبت، 11 نوفمبر 2017

يهود الموصل...رؤية تاريخية اجتماعية ا.د. ابراهيم خليل العلاف









يهود الموصل...رؤية تاريخية اجتماعية 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
من اجل فهم النسيج الاجتماعي العراقي  وتكويناته وتاريخه عبر العصور  وعلى الاقل ،  منذ 100 سنة ، وجوابا على تساؤلات عدد من الاخوة والاخوات عن تاريخ اليهود ووضعهم في الموصل قبل خروجهم من العراق في السنوات 1948 وحتى مطلع الخمسينات من القرن الماضي ، ولوجود بعض آثار اليهود في الموصل  ونينوى ومن ذلك محلة اليهود ، ومدرسة ريمة خضوري ومزار ناحوم الالقوشي ..  اريد اليوم ان اتحدث عن هذا الموضوع واقول اننا في جامعة الموصل انجزنا  منذ سنة 2012 اطروحة دكتوراه بعنوان : (اليهود في الموصل 1921-1952 ) قدمها الاخ الدكتور علي شيت الحياني بإشراف الاخ الدكتور زهير علي احمد النحاس .
كما انني كتبت عدة دراسات عن اليهود في العراق  ، ووضع الدراسات التاريخية عن اليهود في العراق ، والنشاطات الصهيونية التي تغلغلت بينهم  .
وكما هو معروف ؛ فإن الفترة منذ 2003 حيث الاحتلال الاميركي للعراق وحتى اليوم صدر كم كبير من الكتب والدراسات عن يهود العراق .وطبيعي ان في هذه الدراسات معلومات كثيرة فيها السلبي وفيها الايجابي عن اليهود في العراق .
فيما يتعلق بيهود الموصل  .. اتذكر انني قرأت قبل  (30  )  سنة كتابا  الفه حاييم كوهين عن ( النشاط الصهيوني في العراق ) ترجم عن العبرية سنة 1973 ، وفيه معلومات كثيرة عن يهود الموصل ، واول ملاحظة اوردها مؤلف الكتاب ان يهود الموصل كانوا فقراء ومهنهم بسيطة بالقياس ليهود بغداد الاغنياء .كما انني كثيرا ما قرأت ان الحركة الصهيونية ، هي من افتعلت التفجيرات في دور وكنيس اليهود لاجبارهم على ترك العراق ، وايضا قرأت ان الحكومة العراقية عندما رأت ذلك وتأكدت من ان اليهود بدأوا يتسللون الى خارج العراق ويذهبون الى قبرص وغير قبرص ومن هناك الى اسرائيل التي اسستها الحركة الصهيونية العالمية على حساب شعب فلسطين وبمعونة بريطانيا ودول الغرب والشرق وخاصة روسيا والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ، اصدرت قانونا يقضي  بإسقاط الجنسية عن اليهود الذين غادروا البلاد والذين يرغبون في المغادرة .. لكن هذا لايعني ان كل اليهود كانوا يريدون ان يغادروا العراق بدليل ان الكثير من اليهود العراقيين في اسرائيل لايزالون يحنون الى العراق ويستذكرون ايامهم فيه وتجاربهم وينقلونها الى اولادهم وانهم يتحدثون باللغة العربية وباللهجة البغدادية واللهجة الموصلية .
ان من الامور التي اود ان اتحدث عنها هي ان لليهود –كعادتهم في كل دول العالم – حي خاص بهم . ولم يكن هذا يعني ان كل يهود الموصل كانوا في محلة اليهود بل كان اليهود ايضا يسكنون في محلات اخرى غير محلة اليهود كما سنرى .
كان ليهود الموصل محلة  خاصة بهم  اي تركزوا فيها تسمى ( محلة اليهود )  وقد غير اسمها في الخمسينات الى ( محلة الاحمدية ) في شمال غرب الموصل  .وكان في المحلة سوق يسمى سوق اليهود ، وان اليهود في الموصل كانوا موجودين منذ ازمنة بعيدة  تعود الى ايام السبي الاشوري لهم  سنة 721 قبل الميلاد ،وهم ليسوا بطارئين على الموصل وكانت لهم تشكيلاتهم الطائفية في ايام الدولة العثمانية واقصد مجالسهم الروحانية التي تشرف على امورهم الدينية  وادارة مؤسساتهم التعليمية والخيرية والوقفية وكان لهم رأس ديني هو ( الحاخام)  ورأس دنيوي هو ( الناسي) ،  وكانوا يزاولون مهنا وحرفا مختلة كما تميزوا بمهن وحرف خاصة بهم .
وكان المسؤولون العثمانيون ومن بعدهم المسؤولين في الدولة العراقية بعد 1921 ، يراعونهم وضمن قانون صدر سنة 1931 . وكان لليهود تمثيل في المجلس البلدي في الموصل  وفي المجلس التأسيسي ومجلس النواب .كما كان لهم حكام في المحاكم فضلا عن ان عددا كبيرا منهم كان يمارس التجارة ، وقسم منهم كانوا باعة متجولين.
 وقد كتبت عنهم في سنة 1975 وفي رسالتي للماجستير عن ( ولاية الموصل  1908-1922 )  انهم لم يكونوا يمتلكون الثروة والنفوذ التي كان يتمتع بها  يهود  بغداد وكان دومنيكو لانزا وهو من الاباء الدومنيكان والذي زار الموصل في منتصف القرن الثامن عشر قد قال (ان يهود الموصل فقراء ، وان الجهل منتشر بينهم)  ووصفهم تقرير بريطاني رسمي يعود الى سنة 1913 بأنهم من المعدمين الشحاذين وان حيهم كان في حالة يرثى لها .
لكن مما قد يكون مناسبا ان نشير اليه هو ان يهود الموصل كانوا مندمجين بالمجتمع الموصلي ولم يكن هناك شيء  يميزهم عن المسلمين وكانت لهم عطلتهم يوم السبت كما كانوا يدفعون الضرائب مثل غيرهم وفتحت لهم مدارس  عديدة اهلية منها مدرسة الاليانس الابتدائية سنة 1907  وقبلها كانت لهم مدرسة ابتدائية سنة 1899 وكانوا يدامون مع غيرهم في المدارس الرسمية الحكومية .
ومهما يكن من امر فأن عدد اليهود في الموصل بين اواخر القرن 19 ومطلع القرن 20 لم يكن يزيد عن  (6000  ) نسمة من مجموع (64 الف نسمة ) كانوا يسكنون العراق قبل مطلع الخمسينات من القرن الماضي .
اشتغل يهود الموصل في مهن وحرف كثيرة فقسم منهم كانوا يعمل في العطارة والصياغة والاسكافية والتحافية (اليوزبكية)  والصرافة والبقالة والاطراقجية وقسم منهم كان يعمل بالتجارة وخاصة تجارة   الاقمشة والمنسوجات وقسم منهم كان يمتهن البيع بالتجوال او الخياطة ولم يكن اليهود في الموصل يحبون العمل في الزراعة وتربية المواشي.كما انخرط قسم منهم في الوظائف الحكومية .
فيما يتعلق بتملك اليهود للعقارات نستطيع القول ان اليهود كانوا يملكون بيوتهم في محلة اليهود وكان قسم من ممتلكاتهم دكاكين وخانات ولهم املاك في بعض اقضية الموصل انذاك مثل عقرة وزاخو ودهوك .وقسم من املاك اليهود شخصية وقسم منها وقفية ابرزها معابدهم التي تسمى (الكنيس)  وكان لبعض اليهود املاك في محلات باب المسجد والخاتونية والشيخ فتحي .
ولم يكن اليهود بعيدين عن الوظيفة الحكومية فقسم منهم كان بعمل في مؤسسات ودوائر تابعة لوزارة المالية والقسم الاخر كان يعمل في مؤسسات الاشغال والنقل والمواصلات والبريد والبرق والتموين والمعارف والصحة والكمارك والشرطة والداخلية  والبنوك .
كما كان قسما منهم اعضاء في مجلس ادارة لواء الموصل او اعضاء في مجالس الاقضية او اعضاء في الادارة المحلية للواء الموصل او اطباء في المستشفيات.
ولدينا قوائم بأسماء هؤلاء الموظفين منهم على سبيل المثال ساسون سيمح عضو مجلس ادارة لواء الموصل لسنوات وعضو الهيئة الادارية لغرفة تجارة الموصل سنة 1927 وحسقيل صالح رحماني مدير طابو لواء الموصل 1942-1949 والدكتور يحيى سميكة مدير صحة لواء الموصل وعزرا معلم محاسب في دائرة حسابات  الموصل وعزرا يوسف مدير تموين لواء الموصل 1942-1948 وانور كرجي ابراهيم طبيب في مستشفى العمادية وروبين بطاط سكرتير لجنة انضباط موظفي معارف الموصل هذا فضلا عن عدد كبير من المعلمين  والمدرسين منهم ناحوم يعقوب قبجون معلم مدرسة صنائع الموصل والياهو زبيلون معلم المدرسة العراقية وحبرائيل عزرة معلم مدرسة تلعفر الثانية .وصالح مير معلم في المدرسة القحطانية وسيمح منشي نوراني مدرس الطبيعيات في ثانوية الموصل ويوسف رحميم عمران مدرس متوسطة المثنى .والياهو منشي مدرس في المتوسطة الغربية  والمعلم الياهو زبيلون معلم الرياضة في المدرسة العراقية للبنين اواخر عقد الاربعينات .
كانت ليهود الموصل جمعيات ونوادي خاصة منها : (الجمعية الخيرية الاسرائيلية)  و ( نادي لورنس خضوري للشبيبة الاسرائيلية)  .
وبرز من اليهود في الغناء والموسيقى في الموصل منهم (فؤاد بن تتش ) وكان صوته جميلا وكان الاهالي يأتون به لاقامة حفلات العرس او السمر وبز من اليهود في قول الشعر الشعبي والعتابا منهم عزرا اليهودي .وكانت لهم اغان خاصة بهم من قبيل :
عم موشي عم موشي هذا ناحوم القوشي
ويردد الجميع ياهوه
بالتوراة بالتنبي بالسمحة صلوات نبي ناحوم
ويردد الجميع يا هوه
ومن اغانيهم : عفاكي عفاكي على فند العملتينوا وانا تعبتوا وانا اشقيتوا على الحاضر اخذتينو
وكانوا يتمتعون بحرية اقامة طقوسهم وعباداتهم واعيادهم .ومن اعيادهم عيد رأس السنة العبرية ( روش هاشاناه ) وعيد الغفران (كيبور ) وعيد المظلة (سوكوت ) وهو نفسه عيد العرازيل  وعيد الفصح (البيساح )  في نيسان .
كما كانت لهم دور عبادتهم ومنهما الكنيس الكبير في محلة باب المسجد ، وكنيس صلاة ساسون في محلة اليهود ، وكنيس صلاة عطية في محلة اليهود ايضا كما كان لديهم في القوش مرقد النبي ناحوم الالقوشي  يعود تاريخه الى سنة 1796 م والقوش  تقع شمال الموصل وتبعد عنها 31 ميلا .
كان يهود الموصل ممثلين في البرلمان العراقي في العهد الملكي وكان الدكتور يحيى سميكة عضوا في المجلس التأسيسي ممثلا عن الموصل ومن نوابهم في مجلس النواب اسحاق فرايم ، وساسون سيمح،  وصالح هارون ويحيى شموئيل وابراهيم ناحوم وعزيز حسقيل هارون وظلوا ممثلين حتى الدورة النيابية ال ( 12 ) والتي ابتدأت في 12 حزيران 1948 وانتهت في 30 حزيران 1952 .
كان قسم منهم منتم للاحزاب التي تشكلت في العراق مثل حزب التقدم ، وهو ساسون سيمح  والحزب الشيوعي  . وقد رحبوا بالمحتلين البريطانيين واطلقوا على الانكليز ( ابو ناجي)  لكنهم رحبوا بالملك فيصل الاول ملكا على العراق 1921 وايدوا صيروة الموصل جزءا من العراق اثناء ظهور مشكلة الموصل  1924 وكانوا يرون في الملك فيصل الاول ملك العراق ملكا عادلا وسياسيا محنكا وعند وفاته سنة 1933 اوقفوا الاحتفال بعيد العرازيل (المظلة ) حزنا .وايد اليهود في الموصل حركة مايس 1941 وارسل رئيس الطائفة اليهودية انذاك ( الحاخام سليمون ) برقية تأييد لرشيد عالي الكيلاني  لنهم انقلبوا وايدوا الوصي بعد فشل الحركة ونالهم ما نالهم في حادث الفرهود 1941 المعروفة وتضامنوا مع العراقيين في وثبة كانون الثاني 1948 ضد انتفاضة بور تسموث ولكن مشكلتهم ظهرت وتفاقمت بعد انتشار الافكار الصهيونية بينهم  ومع ان النشاط الصهيوني في الموصل لم يكن بقوة النشاط الصهيوني في بغداد  ، الا انهم تأثروا بما جرى في بغداد فبدأوا يهربون بإتجاه سوريا بدون جوازات ووصلت معلومات عن ان بعضهم بات يريد شراء اراضي بجوار مدرسة الالياس لمقاصد واغراض صهيونية منذ 8 نيسان سنة 1939 .
يقول المؤرخ زفي بن دور في دراسته الموسومة (النفي اللامرئي : اليهود العراقيون في اسرائيل ) ضمن كتاب (من ارشيف العراق المنهوب ) تحرير مازن لطيف ان المؤرخين اليهود ريذكرون حوادث التفجيرات والقاء القنابل ولكنهم يمرون عليها مرور الكرام وغالبا ما يذكرون صلتها بالحركة الصهيونية ويذكر نعيم جلعادي ان مما يثير الشك حقا توزيع أحد المنشورات  التي تدعو اليهود الى مغادرة العراق بعد ساعة ونصف فقط من اولى حوادث الانفجار في مفهى الدار البيضاء ببغداد وبالطبع المنشور  يحذر اليهود من تهرضهم لمزيد من اعمال العنف ويحثهم على المسارعة بتقديم طلبات المغادرة .
وفي سنة 1942 تأسست في الموصل نواة لجمعية صهيونية ، واعتقل عدد من اليهود سنة 1949 ، وهم يهربون اموالا واشخاصا الى اسرائيل ، وهكذا بدأت الموصل تشهد هجرة اليهود بصورة غير مشروعة وقد ابتهجوا عندما وصلتهم اخبار تصديق قانون اسقاط الجنسية العراقية عن اليهود وبدأوا ببيع اثاثهم والاستعداد لترك الموصل وفي يوم الثلاثاء 15 اب 1950 بدأت اول قافلة من اليهود بالهجرة وترك الموصل الى بغداد وكان عدد افرادها  350 شخصا واستمرت القوافل وفي بغداد اخذوا يتجمعون للسفر الى قبرص جوا ومن هناك الى تل ابيت وبلغ عدد من اسقطت الجنسية عنهم من اليهود سنتي 1951-1952 ( 5914 ) شخصا وهكذا طويت صفحة يهود الموصل ووقف تاريخهم في الموصل عند هذا الحد  لكن شيئا واحدا لابد ان نعرفه وراء هذه القصة ان الكثيرين منهم لايزالون يستذكرون ايامهم في الموصل ويعبرون عن ذلك في قصصهم وحكاياتهم وقصصهم وقصائدهم  واغانيهم وهي معروفة من خلال شبكة الانترنت في ايامنا هذه .
فقط اريد ان انهي مقالتي هذه بالقول ان اليهود في الموصل - وقد ادركت ايامهم الاخيرة حيث انني من مواليد سنة 1945 وانهم خرجوا في 1950 ومابعدها – كانوا يعيشون بسلام مع اخوانهم الموصليين الاخرين المسلمين والمسيحيين وكان علاقاتهم على افضل ما يكون واتذكر ان ثمة صداقات قوية كانت بين ابناء النسيج الاجتماعي الواحد في الموصل والزيارات كانت قائمة بينهم والمشاركة بالاعياد والمناسبات الاجتماعية والدينية والوطنية كانت موجودة .
وكان الموصليون يذكرون بإستمرار بعض ما كان يتميز به اليهود من معرفة دقيقة  بإقتصاديات السوق وكيف كان البقال اليهودي يبيع كيلو السكر بنفس سعره بينما البقال المسلم يبيعه بربح لذلك كان البقال اليهودي يبيع عدة كواني من السكر في الشهر في حين لايبيع المسلم غير كونية واحدة ويسأل المسلم اليهودي كيف تبيع كيلو السكر بنفس ما اشتريته يجيب انا اكسب من بيع الكواني الفارغة .
ويتداول الموصليون بعض الامثال المتعلقة باليهود من قبيل قولهم (بعمرو ما نصح مسلم وبعمرو ما كسر سبتو ) و(السبت برقبة اليهودي ) اي لافكاك لابد من تأدية العمل وهكذا كان الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تجري في الموصل خلال الخمسينات وما قبلها .
وثمة مسألة اريد ان اثيرها هنا ايضا وهي ان يهود الموصل كانوا - كما قلت فقراء او لنقل اكثريتهم من الفقراء - وكانت العلاقة بينهم وبين المسلمين والمسيحيين جيدة وكانوا يشتركون في زيارة المراقد المقدسة ويقولون ان انبياءهم في الموصل يونس وعوبيديا  الذي بناه يونس بن امتاي وناحوم  الالقوشي وكانوا يزورون النبي جرجيس ايضا ويتبركون به وكانوا يرتدون ملابس المسلمين ومنها العقال واليشماغ وكذلك فإن نساؤهم كن محتشمات ايضا .
وفي الموروث الثقافي الموصلي ثمة اشارات الى الصائغ اليهودي ، ومصلح الفرفوري،  والعطار ، والبقال ومن يقوم بتبديل السلع او المقايضة بالاواني الزجاجية والملابس المستعملة .
ونقطة اخرى اريد ان اؤكدها ان يهود الموصل كانوا يتحدثون اللغة العربية في حياتهم اليومية ، ولايستعملون العبرية  الا عند اداءهم للطقوس  الدينية . وكانت لهم مدارس اهلية خاصة لهم في الموصل وهي (مدرسة ريما خضوري ) و( مدرسة السمؤأل 1839)  و( مدرسة الاليانس ) 1908 و( المدرسة الاسرائيلية)  و( المدرسة السبتية ) 1928 لكن هذا لايعني انهم لايدخلون المدارس الرسمية تلاميذا ومعلمين ومدرسين .
فقد اورد الدكتور علي نجم عيسى في كتابه (مدارس الموصل ) احصائية بعدد الطلبة اليهود في سجلات مدارس الوطن ، والعراقية وباب البيض والخزرجية والنجاح والحدباء والشرقية والخزامية والخالدية وقال ان  العدد  كان (222 ) ذكورا و(77) اناثا للفترة من 1921الى سنة 1948 وظل عدد من الطلبة اليهود في الموصل قبل منتصف الستينات .
واضاف ان الطلبة اليهود كانوا يتنقلون بين المدارس وهم كثيرون واشار الى اسماء بعضهم على سبيل المثال ومنهم الطالب منشي سليمان مواليد 1915 يعمل والده بزلزا بسكن محلة الشيخ فتحي كان طالبا في مدرسة باب البيض سنة 1930 ثم انتقل الى المدرسة القحطانية الابتدائية 1936 وانتقل بعدها الى مدرسة اربيل الاولى ثم عاد الى مدرسة باب البيض وهناك مثل اخر وهو الطالب ناحوم حيو ناحوم مواليد 1925 دخل المدرسة الابتدائية الاسرائبلية  في الاول من تشرين الاول سنة 1937 وهو في الصف الخامس الابتدائيوقد انتقل الى المدرسة القحطانية وهناك موشي رحميم باروخ مواليد سنة 1927 يعمل والده مختار محلة الشيخ فتحي كان في المدرسة القحطانية فإنتقل الى المدرسة الاسرائيلية في 1 تشرين الاول سنة 1937 وفاضل سليمان هدهد مواليد 1925يعمل والده تاجرا ويسكن محلة الخاتونية انتقل من المدرسة الاسرائيلية الى المدرسة القحطانية وانتقل الطالب جميل سليم فيشي من المدرسة الاسرائيلية الى المدرسة العدنانية .
كما كانت المدارس اليهودية تستقبل الطلبة المسلمين والمسيحيين ، ومن ذلك انها مثلا قبلت الطالب حافظ صادق بكر مواليد 1922 يسكن محلة عبدو خوب كان قد دخل المدرسة الاسرائيلية في الاول من تشرين الاول سنة 1937 والطالب ابراهيم امين الشيخ ابراهيم قبل في مدرسة السمؤال و الطالب شمس الدين مصطفى امين قبل في مدرسة السمؤال 1939 والطالب جورج هرمز منصور قبل ايضا في مدرسة السمؤال سنة 1939 .
وذكر احصائية بعدد الطالبات اليهوديات في ماعثر عليه من سجلات ووجد انهن كن (100 ) طالبة للفترة من 1928-1948 وظهرت اسماؤهن في مدارس العدنانية والخالدية للبنات ومنهن بدوية الياهو شاؤول تسكن في محل اليهود وكانت تداوم في المدرسة العدنانية وشفيقة حاني هارون وكان ابوها تاجرا وتسكن محلة الخاتونية كانت تداوم في المدرسة الخالدية وشاكرة اغا جان تسكن في محلة باب الطوب وكانت تداوم في مدرسة الوطن للبنات واديبة زكي تسكن محلة اليهود وهاجرت الى فلسطين بعد تركها المدرسة في 10 تشرين الاول سنة 1948 وملكية منشي مواليد 1937 تسكن محلة اليهود انتقلت الى المدرسة القحطانية في 1 تشرين الثاني 1948 ثم اسقطت جنسيتها وهاجرت الى فلسطين .
ومن المعلمات اللواتي هاجرن الى فلسطين فرحة هاي هارون مواليد 1916 خريجة الدراسة الثانوية .
وفي المقابل يتضح الضغط الحاصل على العرب في فلسطين فقد وصلت الموصل الطالبة نوال نجم سنة 1953 وكتب في سجلها الرقم 21 تسلسل 2350 بأنها لاجئة فلسطينية ..ومن الطريف ان اليهود كانوا مسجلين في سجلات قيد الطلبة في مدارس الموصل بثلاث تسميات هي موسوي ويهودي واسرائيلي ويبدو ان هذه الكلمات كانت تستخدم حسب ثقافة مدير المدرسة ورغبته او رغبة الطالب بأي إسم يريد ان يسجل في المدرسة .
هذا جانب من قصة يهود الموصل  يستذكرها الموصليون ولاينسونها كما يستذكرها الاجداد والاحفاد اليهود اليوم في فلسطين بالقوة نفسها وبما يدل على حالة التعايش التاريخي بين ابناء العراق الذين لايفرقهم شيء سوى السياسة واحابيلها والاعيبها .














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...