السبت، 2 نوفمبر 2013

الاستاذ حميد المطبعي ...موسوعة العراق في القرن العشرين

 الاستاذ حميد المطبعي ..موسوعة العراق في القرن العشرين
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
هل تكفي بضع صفحات للكتابة عن الرجل الموسوعي، الكاتب، والباحث، والأديب الأستاذ حميد المطبعي.. يقينا أنها لن تكفي، فنحن إزاء جبل من المعلومات، والوثائق، والصحف والمجلات.. له في الصحف فقط قرابة 5000 مقالة، فضلاً عن كتبه المنشورة ،و"مجلة الكلمة" التي أصدرها ،و "موسوعة المفكرين العراقيين" ، وموسوعة "أعلام العراق في القرن العشرين" بثلاث مجلدات، وهو لايزال يحث الخطى.. لايكل ولا يمل ..ويريد ، أن يحفر لنفسه موقعاً، في الذاكرة الثقافية العراقية المعاصرة.. فمن هو حميد المطبعي؟!.
في حزيران 2006، كرم مع نخبة من رواد الصحافة العراقية وشهدائها. ولقد كرمته جريدة الزمان (اللندنية) فوقف الرجل، شامخاً، بين زملائه رواد الكلمة والحرف بانجازاته الكبيرة.. حميد المطبعي كما يحب هو أن يقدم نفسه، إنسان مشغول بالفلسفة، ثائراً بطبعه ، جدلي الفكر، كما انه جدلي الفعل / لايستقر ،ولا يهدأ حتى يضع لمساته على موضوع مقال له.. يتناول الحرية، ويبحث في الإدارة ، ويناقش مديات العطاء الإنساني.. هو "حميد محمد علي المطبعي".. ليس المهم هو من العشيرة الفلانية أو المدينة العلانية، انه ابن العراق، لايفرق بين من يسكن الشمال ومن يسكن الجنوب... المعيار عنده هو الإبداع..والمقياس هو من يقدم للعراق.. يستحق أن يشار إليه بالبنان.
ولد في مدينة النجف الاشرف، العاصمة الثقافية العراقية سنة 1942 ..وفي معاهدها العلمية درس الفلسفة، وعلوم العربية ،وقد اخذ الكثير مما يجب أن يعرفه هو في سن الشباب من عبد الكريم الزنجاني صاحب نظرية التقريب بين المذاهب، ومن هنا تعلم التسامح ،وتعلم احترام الآخر،وعرف الشوق لأنه كابده. وفي أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي تعرف على الوجودية ، فارتبط مع روادها، وتراسل مع جون بول سارتر صاحب الفلسفة الوجودية، وتعلم من جيفاراً أن النزعة الثورية حركة، وأعجب بحركة اليسار الجديد وهذا هو ما دفعه إلى كتابة رسالة في جدل الآخر سنة 1959 بعنوان:" الفجر الصادق". وبعد ذلك سنة ،وقف عند القومية وألف سنة 1960 رسالة (في القومية العربية).. الوجودية تعانقت مع اليسار والثورية ارتبطت بالقومية،ووجد نفسه مدفوعا للتعبير عن مكنونات نفسه، فأجتمع مع نخبة من أصدقائه، وفي مقدمتهم الأستاذ موسى كريدي ليصدر مجلة :(الكلمة) في 26 كانون الثاني / يناير 1969 هذه المجلة التي كان لها حضورها الفاعل في الساحة الثقافية العراقية المعاصرة، مع بساطة إخراجها، وضعف إمكاناتها. قال عنها صديقنا الأستاذ الدكتور عبد الإله الصائغ في معرض حديثه عن الشيخ الدكتور محمد كاظم الطريجي، أحد علماء النجف الاشرف الكبار، أن حميد المطبعي، كان واحداً من مؤسسي (ندوة الآداب والفنون المعاصرة) التي تأسست في النجف الاشرف مطلع الستينات من القرن الماضي، إلى جانب الأساتذة الرواد عبد الإله الصائغ، وزهير غازي زاهد ، وزهير الجزائري ،وموفق خضر ، وعبدالامير معله، وموسى كريدي، وجاسم الحجاج.
وقد كان لهذه الندوة لقاءات، وحوارات ساخنة في مقاهي ومنتديات الكوفة والنجف، وقال الأستاذ الدكتور عبد الإله الصائغ أن حميد المطبعي كان زميله في مدرسة الغري الأهلية المسائية، وفي متوسطة الخور نق، وانه أصدر (مجلة الكلمة) على هيئة ملفات مستغلاً ثغرة في قانون المطبوعات عهد ذاك مستفيداً من عمله في مطبعة الغري التي يمتلكها أخوه الأكبر عبد الرضا المطبعي، وأضاف الصائغ ، أن المجلة اتجهت نحو اليسار والماركسية.. وكانت تتحدث عن الديمقراطية، وحرية الكلمة فاستقطبت الكثير من الكتاب والأدباء والشعراء، من داخل العراق وخارجه ، أمثال نزار قباني ،وسعدي يوسف ،وادونيس، وعبد الواحد الخضيري، وبشرى البستاني ،وعبد الرحمن طهمازي ،وجليل القيسي، وإسماعيل فهد إسماعيل، ويوسف الحيدري، ومحمود جنداري.
أما الأستاذ زيد الحلي فكتب مقالاً أعرب فيه عن رأيه بمجلة الكلمة قائلاً: إن مجلة الكلمة " سطعت نهاية ستينات القرن الماضي ، وحملت أجنحتها العديد من الأدباء المعروفين محليا وعربيا، وفتحت صفحاتها (السمراء) لأقلام كانت تحلم بالنشر، ... بينهم من تسلق هامات الشهرة، وهو يستحق.. ومنهم بقى متعكزاً على وهم سرعان ما ضاع في التيه، لكن المجلة بقيت تتحمل أعباء الصدور... ".
وكان للمطبعي وزميله موسى كريدي، الذي التحق به في تحرير مجلة الكلمة، أن تجد المجلة طريقها إلى المكتبات والمثقفين آنذاك، وقال الحلي" أن من يطالع مجلة الكلمة مجدداً، ويحاكمها بمنطق العدالة، يجد أنها آمنت بسريان التاريخ والحضارة، وأدركت انه ليس هناك حداثة لاتراث لها، وتجلى ذلك بما نشرته في معظم أعدادها..". لقد شكل طائر العنقاء سمة أساسية في كل ما نشرته المجلة من شعر ودراسة ومقالة...".
لقد كانت مجلة الكلمة ملتقى الأدباء، والشعراء، وكتاب القصة ،فضلا عن أنها سهلت للشباب نشر نتاجا تهم . وقد أصدرت سنة 1973 عددا خاصا عن شعراء السبعينات من القرن الماضي، ونشرت بيانهم (بيان القصيدة اليومية).. كانت (الكلمة) تصدر بجهد شخصي من حميد المطبعي وموسى كريدي،وأصبح لها صدى في البلاد العربية، حتى أن ادونيس عندما زار العراق سنة 1969 ،أصر على زيارة المطبعة التي كانت تطبع مجلة الكلمة ،وأعجب بجهد محرريها وحرصهم على نشر الأدب الحديث. كان حميد المطبعي يقترن ببغداد كصرح ثقافي ،وجزء مهم من عمارتها الإبداعية والمعرفية.
جاء في ترويسة مجلة الكلمة.. " أنها مجلة شهرية ثقافية تصدر في النجف الاشرف". وقد صدرت في النجف الاشرف ثم انتقلت إلى بغداد صاحبها حميد المطبعي، ورئيس تحريرها موسى كريدي.
رأس المطبعي كذلك تحرير جريدة (العامل الاشتراكي) وجريدة (النقابي) سنة 1963. من كتبه المنشورة:
1. الدكتور أكرم نشأت إبراهيم أستاذ الفقه الجنائي العراقي/2002.
2. النفساني التربوي الدكتور عبد العزيز البسام،2002
3. المؤرخ الدكتور صالح احمد العلي، 2003.
4. ضياء شيت خطاب ، 2002.
5. الدكتور جميل الملائكة المبدع في الهندسة والترجمة، 2002.
6. جمال الدين الالوسي، 1987.
7. رحلتي إلى الشمال، 1986.
8. الشاعر حميد سعيد، 1990.
9. عبد الحميد العلوجي، 1987.
10. العلامة محمد بهجت الأثري، 1987.
11. محاور في الفكر والتاريخ ، 1979.
12. مسائل ثقافية تبحث عن الطريق الواحد من منظور قومي، 1978.
13. المؤرخ سعيد الديوه جي، 1988.
14. موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين، 1992_1995 ثلاثة أجزاء.
15. موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين، الدكتور راجي التكريتي 1989.
16. موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين، الدكتور سامي سعيد الأحمد ، 1992.
17. موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين، بشير فرنسيس، 1989.
18. موسوعة المفكرين والأدباء العراقيين، حسين علي محفوظ، 1989.
كانت الحرية، ولاتزال ، هاجسه الوحيد، فألف كتا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...