ظواهر فيسبوكية (4
يؤتي الحكمة من يشاء
بقلم :سامي مهدي
لأننا في محنة وطنية وقومية ، ولأن حيلتنا في مواجهتها تبدو ضعيفة ، كثر الحكماء في صفوفنا وتنوعوا ، وفاضوا علينا بما أوتوا من الحكمة ، وراح كل منهم يدلو بدلوه في إصلاح شأن الكون وتنظيم الحياة وتهذيب الأخلاق وتمهيد الطريق إلى باب الجنة .
بقليل من الانتباه والمتابعة لاحظت أن حكمة حكماء الفيس بوك يمكن أن تصنف في أربعة أصناف في الأقل :
_ الصنف الأول زبدة تأملات أصيلة ، تظهر في شكل شذرات مشعة ، مكتوبة ببصيرة نافذة وكثافة لغوية ، فهي لا تخلو من قيمة أدبية . ( ولكن عادة ما تكون قليلة ) .
_ الصنف الثاني على غرار الصنف الأول ، ولكنه مقتبسات من أقوال مفكرين وحكماء وأدباء وقادة ، من العرب والأجانب ، القدامى والمحدثين .
_ الصنف الثالث حكم ومواعظ أخلاقية ودينية تقليدية من تلك التي يتفوه بها الناس ، وتكتب في رقاع تعلق في البيوت والحوانيت . وأغلب هذه ساذج ورث .
_ الصنف الرابع يأتي بصيغة مفارقات ساخرة ودعابات سوداء ، تتفاوت في قوتها ومدى قدرتها على النفاذ إلى أهدافها .
لو كنت باحثاً اجتماعياً ، أو معنياً بقياس اتجاهات الرأي العام ، لقمت بمتابعة هذه الحكم وتدوينها وتصنيفها وتحليل مضامينها ، للتعرف على اتجاهات التفكير ودلالاتها ، واكتشاف ما هو معلن فيها ، وما هو مسكوت عنه ، ففيها الكثير من ( التقية ) و ( الحسجة ) العراقية ، وفيها من مشاعر الغضب والرفض والأحلام المؤجلة بقدر ما فيها من إحساس بالإحباط والخسارة والأماني الموؤودة . وهذه مجرد انطباعات أولية .
.. ولكن يزعجني كثيراً ما يظهر في كثير منها من أخطاء لغوية فاحشة ، وخاصة إذا كانت مخطوطة بحروف ملونة وموضوعة في مربعات ومستطيلات مزوقة .
يؤتي الحكمة من يشاء
بقلم :سامي مهدي
لأننا في محنة وطنية وقومية ، ولأن حيلتنا في مواجهتها تبدو ضعيفة ، كثر الحكماء في صفوفنا وتنوعوا ، وفاضوا علينا بما أوتوا من الحكمة ، وراح كل منهم يدلو بدلوه في إصلاح شأن الكون وتنظيم الحياة وتهذيب الأخلاق وتمهيد الطريق إلى باب الجنة .
بقليل من الانتباه والمتابعة لاحظت أن حكمة حكماء الفيس بوك يمكن أن تصنف في أربعة أصناف في الأقل :
_ الصنف الأول زبدة تأملات أصيلة ، تظهر في شكل شذرات مشعة ، مكتوبة ببصيرة نافذة وكثافة لغوية ، فهي لا تخلو من قيمة أدبية . ( ولكن عادة ما تكون قليلة ) .
_ الصنف الثاني على غرار الصنف الأول ، ولكنه مقتبسات من أقوال مفكرين وحكماء وأدباء وقادة ، من العرب والأجانب ، القدامى والمحدثين .
_ الصنف الثالث حكم ومواعظ أخلاقية ودينية تقليدية من تلك التي يتفوه بها الناس ، وتكتب في رقاع تعلق في البيوت والحوانيت . وأغلب هذه ساذج ورث .
_ الصنف الرابع يأتي بصيغة مفارقات ساخرة ودعابات سوداء ، تتفاوت في قوتها ومدى قدرتها على النفاذ إلى أهدافها .
لو كنت باحثاً اجتماعياً ، أو معنياً بقياس اتجاهات الرأي العام ، لقمت بمتابعة هذه الحكم وتدوينها وتصنيفها وتحليل مضامينها ، للتعرف على اتجاهات التفكير ودلالاتها ، واكتشاف ما هو معلن فيها ، وما هو مسكوت عنه ، ففيها الكثير من ( التقية ) و ( الحسجة ) العراقية ، وفيها من مشاعر الغضب والرفض والأحلام المؤجلة بقدر ما فيها من إحساس بالإحباط والخسارة والأماني الموؤودة . وهذه مجرد انطباعات أولية .
.. ولكن يزعجني كثيراً ما يظهر في كثير منها من أخطاء لغوية فاحشة ، وخاصة إذا كانت مخطوطة بحروف ملونة وموضوعة في مربعات ومستطيلات مزوقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق