الاثنين، 4 فبراير 2013

ظواهر فيسبوكية (4 ) يؤتي الحكمة من يشاء بقلم :سامي مهدي

ظواهر فيسبوكية (4

يؤتي الحكمة من يشاء
بقلم :سامي مهدي

لأننا في محنة وطنية وقومية ، ولأن حيلتنا في مواجهتها تبدو ضعيفة ، كثر الحكماء في صفوفنا وتنوعوا ، وفاضوا علينا بما أوتوا من الحكمة ، وراح كل منهم يدلو بدلوه في إصلاح شأن الكون وتنظيم الحياة وتهذيب الأخلاق وتمهيد الطريق إلى باب الجنة .
بقليل من الانتباه والمتابعة لاحظت أن حكمة حكماء الفيس بوك يمكن أن تصنف في أربعة أصناف في الأقل :
_ الصنف الأول زبدة تأملات أصيلة ، تظهر في شكل شذرات مشعة ، مكتوبة ببصيرة نافذة وكثافة لغوية ، فهي لا تخلو من قيمة أدبية . ( ولكن عادة ما تكون قليلة ) .
_ الصنف الثاني على غرار الصنف الأول ، ولكنه مقتبسات من أقوال مفكرين وحكماء وأدباء وقادة ، من العرب والأجانب ، القدامى والمحدثين .
_ الصنف الثالث حكم ومواعظ أخلاقية ودينية تقليدية من تلك التي يتفوه بها الناس ، وتكتب في رقاع تعلق في البيوت والحوانيت . وأغلب هذه ساذج ورث .
_ الصنف الرابع يأتي بصيغة مفارقات ساخرة ودعابات سوداء ، تتفاوت في قوتها ومدى قدرتها على النفاذ إلى أهدافها .
لو كنت باحثاً اجتماعياً ، أو معنياً بقياس اتجاهات الرأي العام ، لقمت بمتابعة هذه الحكم وتدوينها وتصنيفها وتحليل مضامينها ، للتعرف على اتجاهات التفكير ودلالاتها ، واكتشاف ما هو معلن فيها ، وما هو مسكوت عنه ، ففيها الكثير من ( التقية ) و ( الحسجة ) العراقية ، وفيها من مشاعر الغضب والرفض والأحلام المؤجلة بقدر ما فيها من إحساس بالإحباط والخسارة والأماني الموؤودة . وهذه مجرد انطباعات أولية .
.. ولكن يزعجني كثيراً ما يظهر في كثير منها من أخطاء لغوية فاحشة ، وخاصة إذا كانت مخطوطة بحروف ملونة وموضوعة في مربعات ومستطيلات مزوقة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...