الأحد، 24 فبراير 2013

مكتبة الزوراء في سوق السراي ببغداد لصاحبها حسين الفلفلي





 
اسرة المجلة الصفحة الحرة تكنلوجيا المعلومات آفاق            العدد الستون - شباط 2013

ذاكرة المكان
مكتبة الزوراء في سوق السراي ، لصاحبها حسين الفلفلي
لقاء : أيمن كامل حواد                            
عدسة : أمجد عباس ناجي
(خاص بالموروث)
 
*مجلة الموروث العدد 60 شباط 2013
يحتضن سوق السراي  في بغداد مكتبة يفوح من رفوفها وجدرانها ضوع بغداد العطر من خلال  ماتكتنزه من الكتب البغدادية والتراثية الثمينة  فضلا عن الصور النادرة لشخصيات عراقية سياسية وادبية واجتماعية ولمناطق بغداد وأحيائها وأزقتها ذات الطابع التأريخي والتراثي الاصيل.
هي مكتبة الزوراء ، لمؤسسها الراحل حسين الفلفلي الذي ورث عنه ولده أكرم المكان ليواصل مسيرة والداه متعلقاً بهذه
الاجواء  التراثية التأريخية تاركا معترك الحياة الوظيفية .
حثثنا الخطى الى المكتبة حيث أجواء سوق السراي الذي
يعد من  أقدم الأسواق في بغداد  . ويقع بالقرب من شارع الرشيد في نهاية شارع المتنبي . بني في عام 1660 ميلادية . كانت تسميته مقترنة بوظيفته الجغرافية وكان معنيا بالخدمات المرتبطة بأعمال الموظفين والمراجعين لدوائر الحكومة وبعدها  امتلك شخصية سوق المكتبات والوراقين.
عن تأريخ مكتبة الزوراء حدثنا السيد اكرم حسين الفلفلي قائلا :                                  
ـ اسس والدي المرحوم حسين الفلفلي المكتبة سنة 1930 في سوق السراي ، وأهتمت بنشر الكتب التراثية العراقية والعربية  في المواضيع والاختصاصات كافة مما اتاح لها تكوين علاقات مع العديد من المكتبات العربية ، الامر الذي جعلها تستقطب الكثيرين من المفكرين والادباء والمثقفين منهم مصطفى جواد , وجواد علي , ومحي الدين معروف , ونوري جعفر والدكتور علي الوردي وغيرهم , حيث كانت تقام جلسات ثقافية وادبية يرتادها الكثير من شرائح المجتمع العراقي فضلا عن زيارة الرئيس العراقي الاسبق نوري سعيد الذي تبرع بسحب خط هاتفي الى المكتبة سنة 1950 في خطوة لدعم تراث وثقافة البلد .               
واضاف
الفلفلي الى حديثه ، قائلا :
ـ تزخر المكتبة  بالكتب العربية والانكليزية عن العراق وبعض الدول العربية , كما لبغداد الفسحة الاكبر منها لاسيما وهي تحتفظ بأقدم كتاب عن بغداد هو" رحلات فليكس جونز الى العراق"طبع باللغة الانكليزية سنة 1957 لمؤلفه فليكس جونز الذي تطرق فيه الى مناطق بغداد وازقتها فضلا عن العملات وطبيعة المجتمع آنذاك, كما احتوى على خرائط قديمة صور ورسوم ملونة عن بغداد.
واوضح الفلفلي أن المكتبة تحتوي ايضا على أرشيف العشائر العراقية كافة , وأرشيف لكل السيارات التي دخلت العراق .
                                
اما عن بدايات اهتمام المكتبة بالصور وأهم مصادرها ، فقال السيد اكرم الفلفلي:
ـ بعد الاحتلال البريطاني للعراق توفر الكثير من الصور التي تنشر في بعض المجلات لاسيما في خمسينيات القرن الفائت والتي لم يعاد نشرها فضلا عن اسهامات بعض المهتمين بتصوير تراث العراق الذين زودوا المكتبة بها , وأخص بالذكر السيد على الصبار الذي لازال يزود المكتبة بالصور التراثية لاسيما مايمتلكه من اكبر مجموعة من صور العراق , فضلا عن ارشيف المكتبة , فبدأت المكتبة بإعادة نشر تلك الصور التراثية منذ ذلك الحين.
                                     
وعن طبيعة الصور قال السيد الفلفلي
:                                                 
ـ تضم المكتبة العديد من الصور معظمها مايخص بغداد و التي يصل عددها الى اكثر من الف صورة عن بغداد فقط  , وتقسم الصور الى سياسية التي تضم صور لكبار القادة والمسؤولين السياسين العراقيين من عام 1920 الى الآن .
                                        
وايضا تحتوي المكتبة صورا تراثية عن مناطق العراق لاسيما بغداد وشوارعها وازقتها فضلا عن تراث بغداد من اهلها وشعرائها وقراء القرآن وشناشيل بغداد المعروفة وشقاوتها  وغيرها.
اما اصحاب عدسات الكاميرا الذين التقطوا هذه الصور ، فذكر السيد الفلفلي عنهم  قائلا:
                            
ـ كان هناك العديدون من المصورين منهم المصور " الدرادو " وهو المصور الذي رافق الحملة البريطانية  فضلا عن مصورين آخرين امثال محي عارف و بيسان وارشاغ والعديد الى جانب مصوري المؤسسات الحكومية كمصور الجيش ومصور الامانة ومصور الشرطة وكل مصوري الوزارات حيننذاك ، كما إن بعض الصور الشخصية هي ليست لمصورين معروفين كالصور الملتقطة للشقاوات مثلا .
اما عن رواد المكتبة واقبال الناس لها فقال السيد الفلفلي :                                    
ـ يرتاد المكتبة  الكثيرُ من الناس ومن مختلف الاعمار والشرائح لاسيما من أجل الصور  , كما للمكتبة رواد من الاعمار الصغيرة ،  يأتون كل جمعة مع آبائهم موفرين بعض المال من مصروفهم لشراء صور عن الملك فيصل الثاني الذين احبوه من خلال مسلسل الملك فيصل , كما هناك من احب صور المرأة التي تحمل 12 قدراً  فوق رأسها ، وسأل كيف استطاعت حمل كل هذا وأمي لم تستطع حمل حقيبتي المدرسية قائلة "ظهري يوجعني" ؟!  
اما الاقبال على الكتب فقد قلّ لاسيما بعد هجرة الكتاب الذين يكتبون عن بغداد اضافة الى من وافاه الاجل ولم يحذُ بعدهم احد .
                                     
اما عن الجانب الفني للصور واحجامها وأسعارها ،   فقال الفلفلي موضحا:
                                       
ـ عادة ماتطبع الصورة بورقها المعروف وتباع هنا بـ 1500 دينار بحجم
A4 , ولإتاحة الصور للكل لاسيما اصحاب الدخل المحدود قمت بطبعها على الورق العادي وبالحجم نفسه وعملت على إنشاء حافظات صور (ألبومات) تضم عشر صور خاصة منها مايخص الملك فيصل وآخر بمناطق بغداد وآخر بالمناطق الدينية وغيرها , وهذا مالاقى استحسان الجميع.                                     
ولفت السيد الفلفلي الى ان هناك من يقوم بإهداء بعض الصور التراثية للمكتبة من باب دعم ونشر ثقافة العراق واتاحتها الى كل الاجيال , ومن الصور التي اهديت الى المكتبة حديثا صور بنسخ اصلية تمثل عبدالكريم قاسم في أثناء افتتاحه مجمعا سكنيا في اليرموك.
                                    
وفي نهاية لقائنا مع السيد اكرم الفلفلي قال :
                                
ـ  لاازال اعشق هذا المكان , وبالرغم  من صغر المكتبة وضيقها  لكنها تحتوي على اكبر واحة لتراث عريق واصيل بها عُرفت وعرفني الكثيرون ،  لذا لم تراودني فكرة لفتح مكتبة اكبر حجما او ان انتقل الى مكان آخر
على الاقل في الوقت الحالي .
© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006
رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 1014 لسنة 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...