الدكتور محمد نايف الدليمي يحاور الشاعر المربي
ذو النون الشهاب
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
أدب
الحوار هو ما كان سائدا ومنتشرا في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي ، وتتعاظم
أهمية الحوار عندما يكون المحاور بمستوى وبتخصص مقارب لمستوى وتخصص مع من يتحاور
معه . وكان ما ينجم عن الحوار من أفكار
يسهم في اغناء الثقافة ، وتوسيع مدارك القراء . ولعل من ابرز ما قرأت في أدب الحوار الحوار الذي أجراه الصديق الدكتور محمد نايف الدليمي في سنة 1975 مع الاستاذ المربي والشاعر والكاتب
والصحفي ذو النون الشهاب 1920 -1990 عندما
عمل معه مدرسا في ثانوية عمر بن الخطاب
بمدينة الموصل ، وكان الحوار قد تم
مشافهة ونشر في " مجلة الجامعة " مجلة جامعة الموصل .
يقول
الدكتور محمد نايف الدليمي ، وفي حينه لم يكن قد أكمل الدكتوراه ، إن فترة
الاربعينات من القرن الماضي شهدت في العراق ، وفي الموصل بالذات حركة أدبية نشطة
كان لها أثرها في تنشئة جيل يكاد يكون له طابعه المميز ، وسماته الخاصة في رفد
الثقافة العراقية المعاصرة بعطاء ثر .وقد امتد هذا الرافد ليشمل فترة الخمسينات
وما بعدها وإذا كان لنا أن نذكر تلك الفترة ذكرنا كثيرا من الشعراء يقف بينهم
الشاعر ذو النون الشهاب فهو "شاعر الشباب" في تلك الفترة كما كانوا
يسمونه، و"شاعر الحدباء " كما سماه فريق ممن واكب نشاطه الأدبي.
ولد ذو النون الشهاب في الموصل سنة 1920 ،ودرس
في إحدى الكتاتيب على الشيخ عبد الغني الحبار ، فختم القران الكريم ، ومبادئ
الكتابة والتجويد ليدخل بعدها "شعبة دار النجاح " الابتدائية التي سميت
فيما بعد بمدرسة الميدان .ثم أنهى دراسته في " الإعدادية المركزية " متفوقا
سنة 1939 ليرشح لبعثة علمية إلى كلية الآداب بالجامعة المصرية فتخرج فيها وهو يحمل الليسانس في اللغة العربية وادابها سنة
1944 .
بدأ
ذو النون الشهاب ينشر نتاجه الأدبي ،وهو في الصف الرابع الإعدادي . ومن الصحف التي
نشر فيها "جريدة فتى العرب" و"فتى العراق" و"العمال"
و"نصير الحق "الموصلية و"الزمان "و"الحوادث" و"البلاد"
و"الاستقلال" البغدادية وجريدة "الهاتف"
النجفية .
يقول
ذو النون الشهاب عن رحلته الى مصر : " نمت قابليتي على النظم وأنا في الموصل
..ثم تهيأت لي أسباب الرحلة إلى القاهرة لأكون طالبا في كلية آداب جامعة فؤاد الأول
التي صارت فيما بعد جامعة القاهرة .وقد كانت الفترة التي قضيتها في مصر متسمة
بالنشاط الأدبي الذي ظهر جليا على ظهور الصحف والمجلات المصرية من قبل كتاب بارزين
يقف على رأسهم الدكتور طه حسين ،ومصطفى
صادق الرافعي وعباس محمود العقاد ، وغيرهم من الأدباء الذين يشار إليهم بالبنان
.وكنت أتابع بكل جد هذه الحركة لأنهل من معارفها واطلع على كل رأي جديد ، فشغفت بالأدب
والشعر بخاصة "
كان
في كلية الآداب –جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الان ) ما أسماه الشاعر ذو النون
الشهاب " أسرة شعر " وهي جماعة تعقد
الأمسيات الشعرية كل أسبوع ويلقي فيها اعضاؤها ،وزوارها من شعراء مصر قصائد تدور
حول أغراض شتى ثم تدور المساجلات .فضلا عن أن الإذاعة المصرية كانت تذيع وقائع
المهرجان الشعري السنوي .وكان رئيس "أسرة شعر " آنذاك الدكتور عبد
الوهاب عزام ثم خلفه الدكتور شوقي ضيف .وقد شارك الأستاذ ذو النون الشهاب في نشاط
" أسرة شعر " وتحدث عن مشاركته تلك فقال : " كانت وقفتي الأولى على
منصة الأسرة حين قدمت قصيدة جعلت عنوانها : " أوطار " جاء في مطلعها :
لاتدفنوني في الزهور فأنني
أخشى عليها الشوك من جثماني
هي حرة نسج الربيع رداءها
أصفى وأنبل من بني الإنسان
وقد نالت استحسان الحاضرين .فأردفتها بقصيدة أخرى في أمسية شعر أخرى جاء في
مطلعها :
نظم الإله قصيدة فوعٌيتها
في لحظةٍ تسمو على اللحظات
السحُرُ في ألفاظها والشدو في
أوزانها والنور في الخطرات
هي فتنةٌُ الدنيا ومالكة النهى
ومقيلة من اكبر العثرات
هي كالطبيعة كلما شاهدتها
تزداد إعجابا بحسن صفات
فتود أن تفنى بها لكن من
يفنىٌ بها ينسى النَعيم الآتي
تلك القصيدة وثبةُُ فكرية
سطعت كبدر مشرق البسماتٍ
تلك القصيدة لمسة سحريةٌ
تشفي هموم النفس من لوعاتٍ
دنيا من الأحلام ترفل بالَسنا
وتجول بالآمال والخلجات
فإذا أردت لقاءها بين الورى
فأقرأ معانيها بوجه فتاتي
كان
الأستاذ ذو النون الشهاب ،طيلة السنوات الأربع ، التي قضاها في مصر دؤوبا يتابع
،بكل شغف ومحبة ، ويتسقط كل خبر جديد ، وأنشد
للحب والجمال في فترة كانت من أنشط الفترات في مجال الأدب والدراسات النقدية التي
ظهرت على ظهور صحف " السياسة " و" الجهاد " وغيرهما من
المجلات لكبار كتاب مصر .وكان لتلك الثورة الأدبية صداها البعيد إذ أنشأت جيلاً من الشباب آمن
ببعث تراث أمته الخالد بدراسات جديدة كل الجدة، وجدية كل الجد بعيدة عن العاطفة
فنمت في تلك الفترة – فترة الأربعينات – بذور " الأمناء" وهي مدرسة
علمية أدبية كان يرعاها الأستاذ أمين الخولي وقد اتخذت شعاراً لها " كريم علي
نفسي" .وكان من أهداف هذه الحركة الأدبية ألا يكون الفن ارتزاقا وضيعا ، ولاتكسبا
يخدم الأهواء وإنما نشاطا وجدانيا ساميا يسعد المرء والأمة ويفي بحاجاتهما ، ويحقق
في الحياة الكريمة غاياتها وفي الوقت نفسه ألا يكون الفن نسيانا للذات ، وهدرا
للشخصية ، وان لا يكون درس الأدب وتاريخه تناولا سطحيا وترديدا تقليديا لايساير التقدم الإنساني ، والحياة العقلية .وكما هو
معروف فأن هذه المدرسة نشطت نشاطاً باهراً
لتقدم للأجيال أدبا رفيعا وعلما فياضا يتجلى واضحا بما قدمه أعضاءها من تأليف ومصنفات
اتسمت بكونها ذات اسلوب متين وعبارة صلبة
ومن بينهم الدكتورة عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطئ" والدكاترة عبد
القادر القط , ومحمد أحمد خلف الله ، ويوسف خليف وغيرهم ممن رفدوا الحركة الأديبة بأدب ثرٍ لا تزال آثاره باقية
وستظل مادامت محفوظة ينهل منها الجيل تلو الجيل.
يقول الدكتور محمد نايف الدليمي ان الأستاذ
ذو النون الشهاب عاد إلى مدينته الحبيبة :الموصل في سنة 1944 تاركا وراءه أحلاما طالما تغنى بها ، ولم يزل يرددها ذاكرا ونغمات كلما جاشت في
صدره نفحات الذكرى وارفة الصدى, فقد ترك بصمات خالدة على ظهور بعض الصحف والمجلات
المصرية واشراقة الامل الطافحة بالحنين ظلت تعايشه وهو في مدينته بين أهله وذويه
فهو وئيد الخطى ، سارح الفكر ، يشده الشوق إلى تلك الأمسيات الجميلة التي قضاها في
تلك الربوع العطرة فظل يتابع عن كثب
نشاطات " مدرسة الأمناء " وعطاءها .كما كان يتابع أخبارها في المجلات والصحف إلى أن قيض الله له أن
جعل للأمناء فرعا في الموصل وهو عن هذا يقول : كانت مجلة " الجزيرة"
التي صدرت سنة 1946م عن " نادي الجزيرة في الموصل " ، هي الناطقة بلسان
حال الأمناء. لقد حققت أهدافها كاملة في
نشر التراث العربي الخالد والفكر الإنساني الخلاق .وعن مجلة الجزيرة قال : "
كنت المشرف على طبعها ، وتحرير أبوابها طيلة الثلاث سنوات التي صدرت فيها ، فقد
كنت سكرتير تحرير لها إلي تصل المراسلات وأنا التي اختار النافع منها اذ لم تكن هذه المجلة لتكتفي بنشر نتاجات
الموصليين بل تعدت ذلك إلى خارج الموصل بل خارج العراق ، فكان لها مراسلون في مصر
وسوريا ولبنان ولندن وباريس والأستاذ محمود العبطة كان من انشط مراسليها في بغداد
ناهيك عن الأعداد الخاصة التي كانت تصدرها بالمناسبات فقد أصدرت أعدادا خاصة عن
الهجرة النبوية الشريفة، وعن الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي ،وعن المحاكم وعددين عن القصة" .ويضيف : كل ذلك وقد أخذت على نفسي ان أخدم الأدب وأقدم لأبناء بلدي نتاجات كبار العلماء
سهلا ميسورا فلم يبخل الأستاذ أمين الخولي على المجلة ، ولم تبخل الدكتورة بنت
الشاطئ والعلامة روكس بن زائدة العزيزي لم يبخلوا بأقلامهم ليرفدوا هذه المجلة
بعطاء وفير، وأدب جم الى جانب اتصالاتها
ببعض المجلات العربية وبخاصة " الكاتب المصري" التي كان يشرف عليها
الدكتور طه حسين.
ولم تخل صفحات المجلة من نتاجات مجموعة من كبار الشعراء نذكر منهم حازم سعيد ، ويوسف
امين قصير ، واسماعيل حقي شرف ، وعبد الخالق طه, وشاذل طاقة ، ومحمد مهدي الجواهري
، وذو النون الشهاب نفسه .
وقف الأستاذ ذو النون الشهاب عند "
الندوة العمرية " وهي ندوة أدبية
كبيرة انبثقت عن مجلة الجزيرة . وكان الأستاذ إبراهيم الواعظ رئيس المحاكم في
الاربعينيات من القرن الماضي الفضل الكبير في وجودها ، فهو الذي سماها" الندوة العمرية" اذ كان اجتماع أعضاءها يتم
في دار الأستاذ ناظم العمري وكان من محبي الأدب ومشجعيه مقتديا
بجده الشاعر الكبير عبد الباقي العمري ، وكان الشهاب سكرتيرا للندوة يحرر فيها
المساجلات والمناظرات التي تدور في تلك الأماسي.
ومن أعضائها المبرزين المرحوم نعمة الله
النعمة ، ومحمد سعيد الجليلي والشعراء بشير مصطفى ، وعبد الخالق طه ، وإسماعيل حقي
فرج . وقد نشطت هذه الندوة نشاطا ملحوظا ظهر فيما أصدرته من كتب فكان من ثمارها كتبا هي :
1- الروض الأزهر
في تراجم آل جعفر.بتحقيق إبراهيم الواعظ
2- المساجلات
الموصلية في الندوة العمرية . بإشراف الواعظ والشهاب.
3- القضاء الإسلامي
وتأريخه لإسماعيل حقي فرج .
مما كان الأستاذ
الشهاب ذو النون يفرح به تسميته شاعرا
للحب والحديث عن شعر الحب عند شاعرنا يطول
وتتعدد جوانبه. فهو لم يكن ضنيناً على نفسه حين يرى الجمال. ولم يكن في موجدة
ليحمل عذابات الشاعر. ولكن له نظرة إلى الجمال قد تكون خاصة ومن هنا كانت المرأة
في أشعار الأستاذ الشهاب هي الملهم
الذي يهب له الحياة ،ويدبج منه قصائده
وكانت واحدة منهن هي التي صبا إليها قلبه وسكنت إليها روحه حين يقول :
فاتنات اللحاظ
فيكن غاده
أقسم القلب أن
تكون مراده
سحرت بالفتون
قلبا ولوعا
يتنزى الى
ارتشاف الرغاده
تخذتني مرمى
العيون فواها
لضعيف قد صار
رمز السياده
قلت والبدر
سامري يامرادي
جرت والجور في
المليحات عاده
فرنت بالعتاب
ثم استطارت
غضبا يفقد
الحليم رشاده
ثم قالت وبان
مبسمها العذ
ب رويدا لقد
مللت الزهاده
أنت علمتني
هيام المجيد
من وأصميتني
بهجر اباده
قدي الحسن انه
الكون القا
ه رحيبا ولست
أخشى ارباده
ليت اني والمأمل
الحلو دانِ
أتملى من
الحياة السعاده
وطر قد هجرته
مذ تبدى
وقديما عاف
الهوى ما أفاده
كان ظني ان
يحلو الوصل لكن
قتل الظبي
عامدا ما أراده
وقد يكون من
المناسب ان نشير إلى ان الأستاذ الشهاب عد نفسه واحدا من المدافعين عن المرأة
عندما هاجمها بعض الشعراء وطالب بالتضييق عليها قال :
أمن العدالة
ان يكنه
مرمى السهام
يجمعهن
وتروح اقلام
الادي
ب تنال من
اوصافهن
والشعر وهو سناؤهنه
قدعاث في جور بهنه
كلا وحق
المبدع الخلاق
من رزق الاجنه
ان الحياة
بدونهن
جدب وتزهو عند
هنه
كان الشهاب فضلا عن كونه شاعرا للحب شاعرا
للسياسة ..أحب الوطن وتغنى به ..كان يقول انه يرتاح للوطن الذي يتحرر من الاستعمار وأعوانه ، ويرتاح للوطن
عندما ترفرف عليه السعادة ويفرح غاية الفرح لما يرى أو يسمع عن سعادة الإنسان في أية
بقعة من بقاع الأرض .كان موصليا ، عراقيا ، وطنيا ، وقوميا ، وإنسانيا .كان يبحث
عن العدالة والحرية لذلك واجه الشاعر الشهاب العنت من الحكام في العهد الملكي لما
انتصر لوثبة كانون الثاي سنة 1948 احتجاجا على تكبيل العراق بقيود معاهدة بورتسموث
مع بريطانيا وقد رفضها الشعب العراقي فماتت في مهدها .في قصيدته التي نشرها في
مجلة الجزيرة نشر قصيدته أيام الوثبة 1948
التي أزعجت الحكومة وقال فيها :
هي الهمة
الكبرى لمن كان اغلبا
تطوف في
الافاق شرقا ومغربا
وتسمع صم
القوم مولولا
وتنزع ما شاء
الجهاد لتُدابا
وتحيي رميم
الناس عزما ووثبة
فأن صريح
العزم ان كان أصلبا
الام الونى
يدني الجموع من الاذى
ويصمي مرادا
كاد أن يتذبذبا
وحتى متى نبقى
أسارى معرة
تطاول حتى قد
غدت بيننا الوبا
الى ان يقول
مخاطبا الثوار العراقيون
تعز على
المستضعفين وتغتدي
منار هناء
يجعل الذل مشجبا
تساوم بالأرواح
وهي عزيزة
ولاتعرف الأزمان
أما ولا أبا
اقام لها
الاحرار تمثال نهضة
فحق لها دوما
بأن تتغلبا
وكان لفسطين نصيب في شعره ففلسطين هي النياط
من قلب الأمة والوحدة لاتكون الا بتحريرها .في العدد الأول من مجلة الجزيرة نشر
قصيدته عن فلسطين وفيها يخاطب الغاصبين بقوله :
لاتظن انا
نتوانى
فمن السهل نذل
جبانا
انما نتقي
ازدهاء نفوس
لم يفدنا لكن
يفيد عدانا
انا نحكم
الامور برأي
ألمعي يرى
الخفي علانا
يقظة يعربية
قد ورثنا
ها زمانا تبقي
وتغني الزمانا
كان الشهاب مثلما هو شاعر للحب ، وشاعر
للسياسة ، شاعر للطبيعة، فالطبيعة لها
حظوة في شعره .يقول في قصيدة نشرتها مجلة "القبس " التي كانت تصدر في
القاهرة :
إن الفؤاد مع
الطيور بقربها
في سكرة
الالحان مصطحبان
غنيتها لحني
وكنت معذبا
فتنفس الوجد
المطيف الفاني
وسعدت اذ
حدثتها ما اشتكى
فرأيت منها
العطف ما اشجاني
كيف استواني
والزهور بواحة
في هذه
لايستوي الضدان
فالطين يقهرني
إلى أصل الثرى
والنور يرفعها
على الحدثان
لاتدفنوني في
الزهور فربما
انبتتٌ زهرا
دائم التّحنان
مما
يؤسف له أن شعر الأستاذ ذو النون الشهاب ، لم يجمع في ديوان وإنما لايزال حبيس الأدراج، ومبعثرا هنا وهناك . وقمين بنا ، وبمن يرى أهمية
هذا الشاعر وموقعه ،وما قدمه للشعر العربي
الحديث أن يعمل على جمع شعره من الصحف ، والمجلات ، والنشرات الأدبية ، وما كتبه
عنه بعض من عرفهم أو زاملهم أو درسهم .
أن الشاعر والكاتب والصحفي ذو النون الشهاب
ظاهرة أدبية لايمكن أن تتكرر . وقد عرفته –رحمه الله – منذ السبعينات وقد عمل
محررا ومصححا لغويا لجريدة الحدباء
"الموصلية " في الثمانينات من القرن الماضي إنسانا فاضلا .وكنا نتحلق حوله ، ونسمع أحاديثه
وذكرياته الشعرية والأدبية بكل محبة وشغف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق