الدكتور زهير محمد عبد الله الشاروك ..من الأساتذة الرموز في علوم
الحياة والإدارة الجامعية
ا.د.
ابراهيم خليل العلاف
من بناة جامعة الموصل ، ومن أساتذتها الرواد . خدم الجامعة قرابة 40
عاما وعرف بعلميته ، وبأخلاقه الطيبة .اشتغلت معه بصورة مباشرة عندما كنت
رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية وكان هو عميدا للكلية، وخلال سني خدمته الجامعية
كنت اعرفه عن كثب رئيسا لقسم علوم الحياة بكلية العلوم ومساعدا لرئيس الجامعة
للشؤون العلمية ووكيلا لرئيس الجامعة حتى الاحتلال وسقوط النظام السابق في
التاسع من نيسان 2003 .كان مثال الأستاذ الصريح الجريء الصادق الأمين النظيف
ولهذا التف حوله الأساتذة وأحبوه وأحبهم ولهم معه ذكريات جميلة يتداولونها بين
الفينة والأخرى .
ولد الأستاذ الدكتور زهير
محمد عبد الله الشاروك في محلة الخاتونية بمدينة الموصل سنة 1948 ودرس في مدارس
الموصل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وبعد ان نال الشهادة الإعدادية دخل كلية
العلوم بجامعة الموصل وتخصص في علوم الحيوان .
كتب الأستاذ عماد غانم
الربيعي في كتابه : " بيوتات موصلية " والذي صدر في الموصل سنة 2002
عن آل الشاروك قائلا : إن آل الشاروك "من بيوتات محلة الخاتونية بعد
ان انتقل اليها جدهم القريب عبد الله الشاروك بن جرجيس بن يونس من محلة عبدو خوب
،زقاق المعاضيد ولايزال دارهم القديم قائما حتى كتابة هذه السطور .وقد أعقب
الحاج عبد الله من الأبناء محمد ومحمود وقد عمل ال الشاروك مع أخوالهم ولاسيما
الحاج عبد الواحد عبد القادر الملقب ب "الحاج أوحيد " في تجارة الخيول
وسافروا معهم لمرات عديدة إلى الهند للمتاجرة فيها .وقد لحق بهذه الأسرة لقب
الشاروك لامتلاك جدهم عبد الله حق التصرف في مساحة من الأراضي المحاذية
للساحل الأيمن من نهر دجلة واستغلالها في زراعة ماكان يسمى في الموصل (الشواريق
) أي زراعة الخيار والخضراوات وماشاكل .هذا فضلا عن امتلاك الأسرة اكوار
صناعة الجص .وللدكتور زهير محمد عبد الله الشاروك أبناء هم عمر وعلي وطالب .ومن
إخوانه الدكتور مروان المتخصص في الكيمياء ، والأستاذ في كلية
التربية والدكتور نبيل الأستاذ في كلية التربية الرياضية ولاعب كرة السلة
الدولي وثامر الذي كان يعمل في شركة السمن الشمالية بالموصل
سافر إلى انكلترة ،
ودخل جامعة نيوكاسل ،وحصل على شهادة الدكتوراه في الغدد الصماء في اللافقريات
سنة 1975 . وقد عين في كلية العلوم –جامعة الموصل ، وتدرج في المراتب العلمية
حتى وصل إلى مرتبة الأستاذية في 16 شباط سنة 1989
يعد من الأساتذة الرموز في علوم الحياة وقد كتب ونشر العديد من
الكتب والدراسات والبحوث فمن كتبه كتاب: " اللافقريات "1989
وكتاب "الغدد الصماء في اللافقريات" 1990 ،وكلا الكتابين
منهجيان في أقسام علوم الحياة في الجامعات العراقية .وله قرابة 100 بحث ودراسة
في تخصصه. كما أن له العديد من المقالات السياسية والثقافية
والعلمية في مجلة" الجامعة " التي كانت تصدرها جامعة الموصل .
ومن دراساته المعروفة دراسته مع السيد منيف عبد مصطفى 2006 الموسومة : ". تأثير مستخلص ثمار
شجرة السبحبح
Melia azadarachL.في نمو وتطور دودة البنجر السكري Spodoptera exigua (H.). والمنشورة في " مجلة وقاية النبات العربية " ، 24(1)، 49-51.
شغل العديد من المناصب العلمية فبين 1حزيران 1976 ولغاية 2 تشرين الأول 1977 كان
رئيسا لقسم علوم الحياة في كلية العلوم –جامعة الموصل. وبين 16 مايس –مايو 1977
ولغاية 2 تشرين الأول-أكتوبر 1980 أصبح مساعدا لرئيس جامعة الموصل للشؤون
العلمية. وبين 27 مايس 1984 ولغاية 21 كانون الأول – ديسمبر 1986 عمل مساعدا
لرئيس الجامعة للشؤون الإدارية والثقافية وبين 21 كانون الأول 1986 ولغاية 2
تشرين الأول 1989 عمل مساعدا لرئيس جامعة الموصل ومنذ الثاني من تشرين الأول 1989 أصبح عميدا
لكلية التربية وبعدها عميدا لكلية العلوم ووكيلا لرئيس جامعة الموصل حتى 2003 . ويعمل
عند كتابة هذه السطور استاذا غير متفرغ في كلية وستمنستر في لندن –المملكة
المتحدة .
أشرف على عدد من
طلبة الدراسات العليا –الماجستير والدكتوراه وله عضوية في الجمعية
العراقية لعلوم الحياة ونقابة المعلمين .
يتمتع الدكتور الشاروك بعقلية
علمية وإدارية . وكنت أسمع منه انه يعمل ب "فلسفة الإدارة بالأهداف"
أي أن رسم الهدف هو المهم وليس بالضرورة الدخول في التفاصيل .
ولم أجد يوما –من خلال عملي معه – انه كان متزمتا في الإدارة أو انه يدخل
بالتفصيلات وكان يحسن الظن بمن يعملون معه ويدافع عنهم ويظل محتفظا بعلاقات
الصداقة معهم حتى وان تركوا مواقعهم الإدارية. ومن الأمور التي لازلت اذكرها عنه
انه كان لايتدخل في تفاصيل عمل من يعمل معه وكان يحسن الظن واضعا ثقته
العالية بهم .كان يحب الطلبة ويتعاطف مع مشاكلهم ويحرص على حلها ولم يكن مكتبيا
بيروقراطيا وإنما كان إداريا ميدانيا ، فكثيرا ما كان يترك مكتبه ليتجول
بين الطلبة .وقد عرفته متحدثا لبقا على اطلاع واسع بما يدور حوله ، ولم يحصر
نفسه في حدود تخصصه الدقيق بل كان ذو نظرة شمولية .
والدكتور الشاروك رجل عصري متمدن
ربى أولاده على حب الحرية واحترام الآخرين .وكان يؤمن بان لامستحيل أمام الإنسان
.وقد حظيت - عندما عملنا سوية في هيئة تحرير مجلة التربية والعلم وهي
المجلة الأكاديمية التي كانت تصدرها كلية التربية بجامعة الموصل - بحرية
واسعة لهذا استطعت أن اعمل على تطوير المجلة وإصدار أعداد متخصصة بالعلوم
الإنسانية وأخرى متخصصة بالعلوم الصرف نالت في حينها إعجاب الأساتذة والباحثين
والمسؤولين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
|
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفنتوفيق اليوزبكي احد ابرز اساتذة التاريخ هل لديكم سيره عنه وشكرا..
ردحذف