مقال
القراءة ..القراءة
د.إبراهيم خليل العلاف
في البدء كانت الكلمة ..اقرأ ..؟ أول أية
نزلت على رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم )والقراءة هي البداية ..البداية
في التعليم ..في الكسب ..في التفكير ..في البناء ..ومن لا يقرأ لا يستطيع فهم ما
يحيط به من متغيرات ..لهذا ندعو إلى القراءة ..إلى تعويد الأبناء على فضيلة
القراءة ..والأمم المتقدمة لم تصل إلى ما هي عليه ألان إلا بالقراءة .. ..
ومن يزر مدينة أو عاصمة في دولة متقدمة ،يرى
كيف إن الناس لا تكتفي بالقراءة في البيت ..بل تقرأ في الشارع ..في الحديقة ..في
وسيلة النقل باصا أو قطارا أو طائرة ..نعم أنهم يقرأون في كل شئ مفيد لهذا فهم مثقفون ..يتحدثون
ويتحاورون ..ويناقشون ..ويقنع بعضهم بعضا ..فالقراءة ثروة ..والشخص الذي يقرأ
كثيرا يمتلك الكثير من العلم والمعرفة وهو في هذا يشبه ذلك الذي يمتلك المال ..والمعرفة سلطة ..والمعرفة زينة ..والعقل
زينة فمن أراد لعقله إن يتسع عليه بالقراءة
وعيب على المرء إن لا يمتلك كتابا في بيته أو مقر عمله أو حتى في حقيبته ..
وقد كنا نحن أجيال الثلاثينات والأربعينات
والخمسينات من القرن الماضي ..نقرأ..نقرأ القرآن وتفاسيره ..نقرأ كتب الحديث
والفقه ..نقرأ القصص والروايات ..نقرأ في الفلسفة والتربية والاجتماع والسياسة
والاقتصاد والتاريخ ..والصحافة والأدب والشعر ..كنا نعرف الأدباء، ونعرف الشعراء ، ونعرف المفكرين ..ونعرف
الفنانين ، ورجال الاقتصاد وعلماء الاجتماع ..من منا كان لايعرف السياب والبياتي
ومصطفى جواد وجواد سليم ومحمد القبانجي ..من منا كان لايعرف طه حسين والرافعي
والمنفلوطي واحمد أمين ومن منا كان لا يسمع عبد الوهاب وأم كلثوم ..ومن منا كان لا
يعرف بيكاسو وبرناردشو ورسل وكينز ..ومن منا كان لايعرف عباس العزاوي وعلي الوردي
..اذا كنا نعرفهم لأننا كنا نقرأ.... فما بال اولادنا وأحفادنا اليوم لايقرأون
..!!
بالله عليكم اقرأوا أمام أولادكم ليتعلموا
منكم عادة القراءة ..اقرأوا أمام طلابكم ليتعرفوا على قيمة القراءة ..وقد خلقنا
لنقرأ ونتعلم ونبني الحضارات ونعمر المدن وننشط الزراعة والصناعة والتجارة ،فوراء
خلقنا غاية ..نعم غاية أرادها الله سبحانه وتعالى "أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا
"صدق الله العظيم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق