يعقوب سركيس ومباحث
عراقية
ا.د.ابراهيم
خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
يعقوب سركيس كاتب وباحث ومؤرخ عراقي كبير لازلنا جميعا نتذكر كتابه المهم بثلاثة اجزاء
والموسوم : "مباحث عراقية " والذي ضم مجموعة طيبة من مقالاته التي أرخ
فيها للحياة العامة في العراق وخاصة في
عصور العباسيين والفترتين المظلمة والعثمانية
.قال الاستاذ رفعت عبد الرزاق محمد في مقال عن الاستاذ يعقوب سركيس بعنوان : " شيئ عن يعقوب سركيس " ،
نشر في جريدة المدى 20 حزيران –يونيو 2012 عن كتاب " مباحث عراقية " انه
صدر منه الجزء الاول وهو يضم بعض المواد المنشورة
في مجلة لغة العرب ، طبع سنة 1948 بتقديم الشيخ محمد رضا الشبيبي ، ووضع فهارسه
الاستاذ كوركيس عواد وأخيه ميخائيل اللذين اشترطا عليه ان لايذكر اسمهما .. .
2 ــ الجزء الثاني ، طبع سنة 1955 ، بتقديم الاستاذ روفائيل بطي ، ووضع فهارسه الاستاذ يوسف يعقوب مسكوني وعلى السياق نفسه الذي وضعت فيه فهارس الجزء الاول . وضم المقالات في شتى الصحف والمجلات.
3 ــ الجزء الثالث ، طبع سنة 1984 بعنوان :"مباحث عراقية في التاريخ والجغرافية والاثار وخطط بغداد " ، جمع وتحقيق الاستاذ معن حمدان علي . وقد ظهر غلاف الكتاب خاليا من اسم المؤلف ، اذ توهم مصممه ان جامعه هو المؤلف.
وقد ذكر الاستاذ كوركيس عواد ان المجلدين الثالث و الرابع ، قد أعدهما يعقوب سركيس للنشر قبل وفاته ، الا انهما فقدا فيما بعد . ومما يذكر ان الاستاذ معن حمدان علي يعمل حاليا على جمع مواد الجزء الرابع من كتاب "مباحث عراقية " وتدور اغلب مباحث الكتاب على احوال العراق في العصر العباسي فما بعده حتى اواخر العصر العثماني..
2 ــ الجزء الثاني ، طبع سنة 1955 ، بتقديم الاستاذ روفائيل بطي ، ووضع فهارسه الاستاذ يوسف يعقوب مسكوني وعلى السياق نفسه الذي وضعت فيه فهارس الجزء الاول . وضم المقالات في شتى الصحف والمجلات.
3 ــ الجزء الثالث ، طبع سنة 1984 بعنوان :"مباحث عراقية في التاريخ والجغرافية والاثار وخطط بغداد " ، جمع وتحقيق الاستاذ معن حمدان علي . وقد ظهر غلاف الكتاب خاليا من اسم المؤلف ، اذ توهم مصممه ان جامعه هو المؤلف.
وقد ذكر الاستاذ كوركيس عواد ان المجلدين الثالث و الرابع ، قد أعدهما يعقوب سركيس للنشر قبل وفاته ، الا انهما فقدا فيما بعد . ومما يذكر ان الاستاذ معن حمدان علي يعمل حاليا على جمع مواد الجزء الرابع من كتاب "مباحث عراقية " وتدور اغلب مباحث الكتاب على احوال العراق في العصر العباسي فما بعده حتى اواخر العصر العثماني..
قال يعقوب سركيس عن نفسه انه من اسرة مسيحية من اصول أرمنية كانت تعيش في حلب بالشام ،
ثم نزحت الى العراق واستقرت في بغداد في
القرن التاسع عشر. ولد سنة 1875 وتوفي سنة 1959 وابتدأ حياته معلما في مدرسة القديس يوسف لللاتين والتي سبق ان درس
فيها .عمل كاتبا في احدى البيوت التجارية واشتغل بالزراعة ، وجال العراق من شماله
الى جنوبه فعرف سكانه ، وانتماءاتهم وطوائفهم وعاداتهم وتقاليدهم ، وثقف نفسه
بنفسه واخذ يكتب في الصحف والمجلات مقالات في التاريخ والاثار والاجتماع والاقتصاد
والخطط العمرانية .احتضنت " مجلة لغة
العرب " للاب انستاس ماري الكرملي كتاباته التي اتسمت بالجدة والعمق والاصالة .وقد تركزت
كتاباته في الاعداد الصادرة في السنوات 1911 و1914 و1926 و1921 .
كتب عنه الاستاذ حميد المطبعي في
موسوعته الجديدة : " موسوعة اعلام وعلماء العراق "2011 قائلا انه يعقوب
بن نعوم بن اكوب جان بن سركيس ولد في بغداد وهو باحث في التاريخ والجغرافية
والبلدان عرف بتصويباته اللغوية واختص بالفترة العثمانية في العراق .كانت له
صداقات واسعة مع المستشرقين وتبادل معهم الرسائل وحظي لغزارة علمه باهتمامهم وإعجابهم
.كان له مجلس يحضره عدد كبير من العلماء والأدباء والمحققين والمؤرخين وكان يقيم مجلسه
في داره الجميلة ببغداد وهي مطلة على دجلة على مقربة من جامع السيد سلطان علي
ببغداد ..
من مؤلفاته المنشورة
:" تلو " اي تل هوارة وطبع سنة 1931 و"شهداء حلب " بجزئين
وطبع في حريصتا بلبنان سنة 1934 و"
التتن والقهوة في العراق " مع كلام على بعض النقود العثمانية وغيرها سنة 1941 .
قال عنه المرحوم الاستاذ الدكتور مصطفى جواد
: " ان الواصف لايعدو الحقيقة اذا وصف يعقوب سركيس بالباحث المتثبت، الجم المعلومات الكثير المراجع وخصوصا
مراجع تاريخ العراق المتأخر من تركية وفارسية وافرنجية وعربية خطية وغير خطية
" .ووقف الاستاذ رفعت عبد الرزاق محمد عند
اسلوب يعقوب سركيس قائلا : بأن كتاباته
التاريخية اتسمت بدقة التعبير ، " اذ كان يزن كل كلمة
يكتبها خشية اللبس ، فقلما كان يعني بجمال صياغة الجمل التي يكتبها ، فلم يكن يهتم
بذلك كثيرا ، بقدر اهتمامه بحشد اكبر ما يمكن من الفوائد . وكان يصرف في كتابة
المقالة اياما وأسابيع لمراجعة المصادر المختلفة ، وما اكثر مصادره البعيدة عن
ايدي الاخرين ، فلا غرو ان تجد في كل ماكتبه اضافات اخرى على ما تجده في المصادر
المتداولة . هذا فضلا عن طرافة ما يبحثه وغرابة الموضوعات التي يتناولها . لقد
امتلك يعقوب سركيس بصيرة نفاذة نقادة ، تميز بين الحق والباطل وروحا علمية لا ترضى
بغير التدقيق والتحقيق ومحاكمة النصوص وتمحيصها ، قبل اعطاء الرأي
. وكان حريصا بما لامثيل له على الاطلاع على كل مايفيد البحث ويدفعه نحو
الحقيقة ، وجلدا فائقا على وعورة الوصول الى مظان بحثه ومراجعه . وبهذه الصفات
جاءت ابحاثه غزيرة المادة ، كاشفة لحقائق مجهولة من تاريخ هذه البلاد . ولا ريب ان
بحوثه مكتشفاته تحمل في ثناياها عوامل البقاء والخلود ، فضلا عن اعتمادها في
السنوات اللاحقة بإشكال مختلفة " .وعلى المستوى
الشخصي كان الرجل متواضعا وعلى قدر كبير من الخلق الحسن والتواضع الجم وقد ظل يمسك
بالقلم ويلتقي الناس حتى بعد بلوغه الثمانين من العمر .
ليعقوب سركيس نشاطات اجتماعية ، وثقافية وعلمية عديدة،فقد كان عضواً مؤسسا في جمعية الهلال الاحمر وعضواً مؤسسا في نادي ألقلم، وعضواً مؤازراً في المجمع العلمي ألعراقي ، وعضواً
في لجنة تسمية شوارع بغداد سنة 1932،وفي
جمعيات ونواد اجتماعية وثقافية اخرى.
وليعقوب
سركيس مكتبة ضخمة تضم مصادر متميزة في تاريخ العراق بمختلف اللغات،وتعد
من المكتبات الغنية في العراق . وقد رأيت
ٌ مجاميع منها في مكتبة المتحف الحضاري ببغداد .
أقام
بيت المدى في شارع المتنبي ببغداد حفلا استذكاريا له في حزيران –يونيو 2012 نقل وقائعه الاستاذ عماد جاسم في اذاعة العراق
الحر وقال انه تحدث في الحفل عدد من الاساتذة والباحثين منهم الاستاذ رفعت عبد الرزاق الذي ذكر : "ان
الراحل من العلماء النوادر المنسيين، وتعد مكتبته من أشهر المكتبات الشخصية في الشرق
الاوسط ، إذ تضم كنوزا من الكتب النفيسة. وكان عاشقا للعلم ولمكتبته ".
وقد اكد
الاستاذ الدكتور طارق نافع الحمداني على ان
يعقوب سركيس كان معروفا بغزارة
علمه ، وقدرته على التحليل التاريخي المنطقي، ومراعاة الدقة خشيه مجانبة الحق، وهو الذي أحاط علما بالعديد من أللغات من
اجل التعرف على المعلومة الصادقة من المصادر التركية او الفارسية التي دونت تلك
الحقبة التاريخية". أما الاستاذ معن حمدان علي فأشار الى "ان يعقوب سركيس يعد من المع المؤرخين للفترة المظلمة، التي لم
يتصد لها مؤرخون عراقيون وعرب، ولا توجد بشأنها الاّ مصادر قليلة ونادرة باللغات التركية او الانكليزية او ألفارسية او ما دوّنه
ألرحالة الأجانب. وهذا ما حفز الأب انستاس الكرملي على تشجيع يعقوب الباحث
الموسوعي في جمع ألمصادر وتدوين تاريخ هذه المرحلة ألمهمة
.توفي يوم 23
كانون الاول –ديسمبر سنة 1959 رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه .
*نشرت المقالة لاول مرة في موقع الحوار المتمدن 9-7-2012 العد 3783
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق