الخميس، 5 يناير 2012

الدكتور عبد العظيم عباس الجوذري مؤرخا

             الدكتور عبد العظيم عباس الجوذري مؤرخا

                                                   ا.د.إبراهيم خليل العلاف
                                   أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل

    ال جوذر  الجبور من العشائر العربية العريقة التي سكنت منطقة القاسم .وبين أحضان أسرة  جوذرية  في قرية جرف المصفاة التابعة لناحية القاسم عرفت بالتدين والتقوى والتميز في المواقف الوطنية والإسلامية والإنسانية ولد صديقنا المؤرخ الدكتور عبد العظيم عباس الجوذري  سنة 1956 .هو عبد العظيم عباس حسين علوان صالح الجوذري الجبوري .
    نشأ  في الريف واستلهم عاداته  الطيبة ، دخل المدرسة وفي سن الصبا انتقلت أسرته إلى مدينة القاسم حيث أكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة في ناحية القاسم .أما الدراسة الإعدادية فأكملها  في مدينة الحلة ، التحق " بمعهد التطوير التربوي"  في بغداد وتخرج سنة 1979م وعين في مجال التعليم ، وفي سنة 1984م شغل منصب  معاون الإعدادية المهنية في ناحية المدحتية  وبقي فيها لغاية سنة  1990 م  بعدها حصل على  شهادة  البكالوريوس في التاريخ .
   كانت القراءة هاجسه الأول فقد أولع بالقراءة متأثراً بوالده الذي كان مواظبا على قراءة القران الكريم  ،ويحفظ الكثير من عيون الشعر العربي فأنسحب ذلك على ولده  فقرأ التراجم والسير في سن مبكرة ، واخذ يكتب للصحف والمجلات  منذ سنة  1975 ، حيث نشرت له مجلة  " صوت الطلبة" البغدادية  مقالا  في العدد 100 لسنة 1975 جعله يستمر في تعميق اهتماماته  الثقافية والأدبية والتراثية  ومواصلة  الكتابة في صحف "الثورة "و"الجمهورية "و"القادسية" ومجلة "ألف باء " وبعدها في جريدتي "الصباح "و " الغد" ومجلة" الكوثر " وتشير وثائقه المتداولة على ان عدد مقالاته وصل إلى أكثر من خمسين مقالا وفي موضوعات مختلفة .
 كان لديه طموح علمي كبير من اجل إكمال دراسته العليا فبعد أن أمضى أكثر من ربع قرن في خدمته في سلك  التربية والتعليم استطاع إن يحقق أمنيته بالدراسة العليا  فحصل على الماجستير من الجامعة الأمريكية - العربية لشمال أميركا   وهي جامعة مسجلة في الولايات المتحدة الأميركية  ،وكان عنوان رسالته : " العلاقات السياسية العلوية ـ العباسية  ، من 132هـ - 260هـ   "  .كما نال شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي يوم 6 آب –أغسطس سنة 2010 من الجامعة نفسها  وبتقدير امتياز وكان عنوان أطروحته : "  العلاقات السياسية العلوية ـ  الأموية ، من 41هـ  - 132هـ ".
   له بحوث ودراسات ومقالات منشورة في  الصحف والمجلات الورقية والالكترونية .كما أن له مؤلفات مطبوعة ومخطوطة . ولعل ما يميز أعماله المزج بين التاريخ والآثار فهو حين يتناول موضوعا نجده يبحث عن عناصره التاريخية والاثارية والدينية .ومن ذلك مثلا تناوله لمرقد الإمام الحمزة الغربي فهو يقف عند نسبه وبناء مقامه وخصائص ومكونات هذا البناء المعمارية من قبة وأبواب واواوين ومقرنصات وصحن داخلي وخارجي ومئذنة ولا ينسى الإشارة الى كرامات من يكتب عنهم وتأثراتهم في سلوك الناس الإيماني ويربط ذلك كله بالدعوة إلى تشجيع حركة السياحة الدينية .  وعند تأريخه للمدن فأنه يتحدث عن طبيعتها وأسباب نشأتها وتطورها . ونلحظ ذلك مثلا في تأريخه الموسوم : " ومضات من تأريخ مدينة القاسم " فهو يشير إلى مؤسسات هذه المدينة - التي تقع على بعد 35 كيلومترا جنوبي محافظة بابل - وأبنيتها والحرف والمهن السائدة فيها فضلا عن استعراض مكانتها التاريخية والدينية والثقافية وخاصة من حيث ضمها لمرقد الإمام القاسم بن الإمام موسى بن جعفر عليهم السلام .

 من مؤلفاته المنشورة :
·       القاسم نجل الإمام موسى الكاظم .
·       آل جوذر :تاريخ عريق وصفحات مشرقة .
·       ومضات من تاريخ مدينة القاسم .
·       ماقاله الشعراء في قاسم العطاء .
·       كرامات الإمام القاسم .
·       قبسات من السيرة النبوية الشريفة .
·       ذو الكفل نبي الله المرسل .
·       الثائر زيد الشهيد .
·       الصحابي الجليل رشيد الهجري .
·   مراقد السادة النجباء جنوب الحلة الفيحاء - قدم له الأستاذ الدكتور نبيل هاشم الاعرجي رئيس جامعة بابل .
      
       ·       السيدة أم البنين :  سيرة حياتها وجهادها .
·       المختار الثقفي .
·       مشهد رد الشمس في الحلة .

     انتخب عضواً في المجلس المحلي لمحافظة بابل .. وله مشاركات متميزة في المهرجانات الأدبية والثقافية التي عقدت في المحافظة  وما حولها  ..وله تواصل بالمنتديات الأدبية المحلية والوطنية والعربية .. فهو عضو اتحاد المؤرخين العرب وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين وعضو المؤسسة العلمية لتوثيق الأنساب  وعضو جمعية الرواد الثقافية في محافظة بابل
    ورد اسم الدكتور عبد العظيم عباس الجوذري في"  معجم المؤلفين والكتاب العراقيين"  ج5 ص72 .وقد ترجم له الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في كتابه الموسوم " النهضة الفكرية في الحلة " ص155-156 .كما وردت ترجمته في كتاب "  أدباء بابل المعاصرون "  للباحث عبد الرضا عوض ص142- 143 .وقد وردت ترجمته في كتاب " تاريخ الحلة وعشائرها " للباحث علي الكعبي ، ص106 .
     مارس العمل الصحفي حيث عمل مديراً لتحرير مجلة ( المزارات ) .كما عمل في عدد من منظمات المجتمع المدني في محافظة بابل .وقد اعتمد خبيراً للعمل في الأمانة العامة للمزارات . وهو متزوج وله ثمانية أبناء ، كان ولا زال يسكن ناحية القاسم .
    له آراء مهمة تتعلق بالتاريخ –مجال تخصصه – وكتابته وأهميته وفائدته في عملية بناء المجتمع.. ومن ذلك انه يرى أن التاريخ ليس إلا جسر  يربط بين الماضي والحاضر والمستقبل , وان معرفة الخواتيم  لا يمكن أن تأتي إلا من خلال معرفة البواكير والبدايات ومعرفة التاريخ لابد ان تشكل بعدا تكامليا. كما لابد من العلمية والمنهجية في قراءة التاريخ و فهمة وفي إصدار الأحكام عليه  .
    ويقف الدكتور عبد العظيم عباس الجوذري ليقول  أن تسجيل الوقائع والأحداث - كما هي-  تسجيلا حرفيا يشكل مجافاة للحقيقة وبعدا عنها ,إضافة إلى السطحية في التصور , فوراء كل حدث  أسباب ودوافع وأغراض أسهمت  في التهيئة  للحدث  التاريخي وفي فعله وتكوينه وحتى في ترك النتائج بعد ذلك. ويضيف قائلا : "انقضى ذلك الزمن الذي عد فيه التاريخ مجرد سرد للحوادث , لكي يحفظ ذكر الماضي ويمجد الأفعال البارزة في حياة الأشخاص والأمم , أو انه نوع من الثقافة العامة اللازمة لإعداد الرجال للحياة السياسية أو الحربية, وظل التاريخ يتداوله الأدباء حينا والباحثون والمدققون حينا آخر, حتى تغيرت نظرة العلماء إليه , ووجد البحث العلمي التاريخي , وقصد الدارسون الوصول إلى الحقيقة التاريخية  في ذاتها بقدر المستطاع " وعندئذ يجب النظر إلى التاريخ من زوايا عديدة  وبأكثر من عين وإخضاعه لكل مفاصل الاحتمالات المعرفية , من حيث خضوع الحدث للمؤثرات الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية .ويختم الدكتور الجوذري رأيه في التاريخ بقوله : "أن الربط الجدلي بين الحدث وأسباب حدوثه ،  وإخضاع النتيجة للمنطق العلمي القائم على علم القياس والاستدلال , ربما ستجعلنا اقرب لفهم الحدث واستيعابه ومن ثم الوصول إلى النتيجة المبتغاة , والتي نطمح جميعا للوصول إليها" .
     نتمنى للدكتور الجوذري الموفقية ومواصلة الدرب في مجال  تعميق الدراسات التاريخية المعاصرة في العراق وأملنا كبير في هذا الرجل الدؤوب المخلص لوطنه وأمته .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف

  بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف وكما وعدتكم في ان اتحدث لكم في كل يوم عن شاعر ، واقول انني اعود الى كتب تاريخ الادب العربي ...