الخميس، 14 أبريل 2011

الطب الشعبي الموصلي في ندوة لمركز دراسات الموصل

الطب الشعبي الموصلي في ندوة لمركز دراسات الموصل



متابعة :ا.د.إبراهيم خليل العلاف


أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل






جميل جدا أن يخصص مركز دراسات الموصل - وهو مركز بحثي يهتم بإجراء دراسات وبحوث حول الموصل تراثا وتاريخا واقتصادا واجتماعا وفنا وفكرا وعلما وصناعة ومعمارا - ندوة عن الطب الشعبي في الموصل ،والتي افتتحت من قبل الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس الجامعة وحضور عدد كبير من المتخصصين والمهتمين بهذا الموضوع الحيوي .


وعلى هامش الندوة جرت عملية تكريم لنخبة طيبة من رموز الموصل في المجالات المختلفة وهو ما اعتاد المركز على القيام به في كل عام دراسي ويدل هذا على اهتمام المركز ومجلس إدارته وفي المقدمة الأستاذ الدكتور ذنون الطائي مديره المتمكن والمتميز حقا بإعطاء كل ذي حق حقه والسعي باتجاه مد الجسور مع من قدم خدمة في مجاله وتخصصه لهذه المدينة المعطاء الولود ..الموصل الحبيبة أم العلا المحروسة بأذن الله تعالى .


وزع المركز على الحاضرين منهاج ندوته وهي بالمناسبة الندوة ال39 وقد انعقدت في قاعة المركز صبيحة يوم 12 نيسان الجاري 2011 .ومما تضمنه المنهاج بحوثا عديدة منها بحث الدكتور محمود الحاج قاسم الموسوم : " التداوي بالأعشاب بين الفوضى والعلاج " وتجدونه قد نشر من قبل صاحبه على صفحات ملتقانا العتيد . وكان بودنا لو تمت الإشارة إلى بقية البحوث أل ((18 )) التالية عناوينها واصحابها :


*الطب الشعبي والأدوية المستخدمة في الموصل للأستاذ الدكتور عادل البكري


*النباتات الطبية والأدوية العشبية للدكتورة ناهدة سعيد حمودي ألجلبي


*استخدام الأعشاب لمعالجة مرضى السكري :دراسة المزايا والعيوب العلمية للدكتور نبيل نجيب فاضل الصيدلي


*الجوانب الفنية لمشروع إنتاج النباتات الطبية في الموصل للدكتور مظفر احمد الموصلي


*الطب الشعبي والطب العلمي :دراسة تحليلية للدكتور عبد الفتاح محمد فتحي


*الطب الشعبي في اسواق الموصل :دراسة ميدانية للأستاذ عبد الرزاق صالح محمود


*العسل بين العلم الحديث والطب الشعبي للأستاذ ليث حمدي الطالب


*جوانب من وسائل معالجة الأمراض في بلاد آشور للدكتورة أزهار هاشم شيت والدكتور صمود حسين علي


*نماذج من الاعشاب الطبية في الموصل والجزيرة من خلال كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار 646هجرية -1248 ميلادية .


*معالجة بعض أمراض العيون والأسنان والآذان في الطب الأشوري للأستاذة نسرين احمد والأستاذة هيفاء احمد


*الوظيفة العلاجية للمياه المعدنية في الموصل من خلال مؤلفات ياقوت الحموي للدكتورة مها سعيد حميد


*نبات العاقول من خلال كتاب الرحلة النباتية لابن الرومية للدكتور محمد نزار الدباغ


*الطب الشعبي في الموصل منذ أواخر العهد العثماني حتى 1958 للدكتورة عروبة جميل محمود


*الكي في الطب الشعبي في الموصل :عرق النسا أنموذجا للدكتور عبد العزيز الياس سلطان


*الطب الشعبي في الموصل من خلال مجاميع الأستاذ عبد المحسن بك ال شريف بك للأستاذ محمد توفيق الفخري


*الطب الشعبي في الموصل إبان أربعينات القرن العشرين للأستاذ طلال صفاوي ألعبيدي


*بدايات استخدام الأعشاب في علاج الأمراض للأستاذ الحاج عبد الجبار محمد جرجيس


*العطار بين التراث والطب الشعبي للأستاذ عبد السلام طه الوتار


بعد إلقاء البحوث، ومناقشة محتوياتها والمداخلات المهمة قرأت التوصيات التي استنبطت من البحوث ذاتها ومن الآراء التي طرحت في الندوة . ولعل من ابرز ما توصل إليه المنتدون الدعوة إلى ضرورة قيام الجهات ذات العلاقة وبخاصة مؤسسات وزارة الصحة بالعمل على إحصاء جميع العطارين وممارسي العلاج بالأعشاب الطبية الموجودين في الموصل وتسجيلهم رسميا وإجراء اختبار لهم من قبل هيئة طبية منعا لم هو طارئ على هذه المهنة .


كما ان الضرورة تقتضي تدريب العشابين وتحديد الأمراض التي يسمح لهم بمعالجتها وتزويدهم بالاعشاب من خلال جهة متخصصة وعدم السماح لهم بجمع الأعشاب ووصفها بشكل عشوائي وإخضاعهم للمراقبة الصحية واجراء كشوف مستمرة على أدويتهم ووصفاتهم وخلق الوعي بأهمية إيجاد قنوات تعاون بينهم وبين الصيادلة والمتخصصين بالنباتات،وتشجيع مصانع الأدوية على اعتماد الأعشاب والنباتات الطبية ،والتركيز على زراعة مساحات محدودة بالنباتات الطبية لتحريك قناعات المزارعين لمساحات اكبر وتشجيعهم على زراعة نباتات طبية مهمة .


كانت ندوة الطب الشعبي في مركز دراسات الموصل ندوة متميزة بكل المقاييس أسهم فيها أطباء وباحثون في التراث والآثار والكيمياء والزراعة وعلم الاجتماع والتاريخ والحضارة وطب الأعشاب وكم كان بودنا لو حضر الندوة معظم عشابي الموصل والمتخصصون ببيع الأدوية العشبية والعطارين والصيادلة فالموضوع مهم ليس من الجوانب النظرية وحسب بل هو مهم على صعيد الصحة العامة خاصة بعد ان أصبحنا نلحظ كثرة العشابين ،واقتحام عدد من غير المتخصصين هذه المهنة ،وهذا مما ينعكس سلبا على الوضع الصحي للمواطنين وقد يؤدي إلى نتائج خطيرة على المجتمع .أبارك لزملائي عقدهم هذه الندوة وأدعو لهم بالتوفيق والنجاح خدمة لحركة البحث العلمي في عراقنا العزيز .


هناك تعليق واحد:

  1. شكر جزيلا للاستاذ الفاضل ابراهيم العلاف على هذا التوثيق...

    ليث الطالب
    الموصل 1/1/2022

    ردحذف

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...